سبحَ بوغايب برفقة عدد من الرجال نحو الحطام القادم من قلب الخليج، الذي راح يتزايد كلما اقتربوا منه. ينادون، علّه يحمل ناجين. يصرخون، فيُنصتون هنيهة. قطعَ هديرَ الموج صراخُ طفل. تناهى -على الفور- لمسمع بوغايب الذي هرع ناحيته بسرعة. رأى قطعة خشب كبيرة، تتمايل مع ترانيم الموج. حُشر صندوق ما بين ألواحها... وضع بوغايب الصندوق بعناية على رمال الشاطئ. فتح الغطاء الذي يبدو بأنه قد أُغلق بإحكام، ليرى ملاكًا صغيرًا، باكيًا. يُحرك يديه الصغيرتين بعشوائية. أغلق عينيه بقوة بعد مفاذ خيوط النور إليهما. حملهُ عاليًا. ضمّه إلى صدره. وكأنه في تلك اللحظة يُعلن أبوته له. ومن هنا وُلِدت قصة.. ترويها ذاكرةُ غايب.
ما سبق هو مشهدٌ مُقتطف من رواية (غايب)، وهي ما يستهل بها الكتاب، الإصدار الثاني للكاتب، ومن ثم تأتي 11 قصة قصيرة.
(رحت أغرس الإجابة في عيون أطفال الفريج كلما جاءتني أسئلتهم الفظة عن هويتي، من أبوك؟ من أي البلاد جئت؟ أجيبهم بثقة : "أنا ابن البحر، انتشلني منه بوغايب" ) غايب ابن الحطام القادم من البحر، ابن الجميع الذي أبت أقداره على إنصافه، وهو ومن على شاكلته، كلما كبروا، كبر بؤسهم معهم. يقول غايب في حبهِ المستحيل لغزلان: "أنا شمسٌ يا قمري كُتب علينا الشقاء النهار زماني، ومكاني ليسَ لي، في لياليكِ بقاء" من مفهوم الوجع، يسرد لنا الرائع مشاري العبيد حكايته المحبوكة بلغة رشيقة وأحداث متينة متوالية وممتعة، حتماً هذه الرواية ستظلّ عالقة في ذهني طويلاً. من أجمل ما قرأت.
للاسف الكتاب الذي اقتنيته لم تحمل طياته سوى قصة غايب تمنيت لو ان حروف هذا الكاتب لم تنتهي لو اني وجدت غايب و قصص اخرى لكن بالفعل يغرق القارئ بين الصفحات و الحروف
الكويت - عام 1923 (سنة الطبعة في الخليج) بدأت قصة غايب.. تروي غزلان الحفيدة قصة غايب وعشقه لأخت جدتها غزلان. يرسم القدر مصيرًا مؤلمًا لغايب في كل مرة، لكنه يأيى الاستسلام ويبقى مخلصًا لحبه، لغزلان التي بقت على العهد كذلك. تدور أحداث الرواية في إطار خليجي شعبي جدًا، حيث أن الكاتب استخدم بعض المفردات المحليّة -مع ذكر معانيها في الهوامش-، كما أن لغته السردية كانت راقية ومريحة أثناء القراءة. تركيب الأحداث والحبكة كان محكمًا إلى حد الاندماج كليًا. بعض الروايات على بساطتها وقصرها تكون جودتها أفضل بكثير من الروايات الطويلة. أتمنى أن يتم تحويل هذه الرواية لمسلسل تلفزيوني أو فيلم. رواية خفيفة وهادئة. تصلح لعطلة نهاية الأسبوع.
*"تشبهكِ أزاهير النوّير التي يبتسم وجه الأرض حين تفترشها صُفرته تشبهكِ أغنيات النورس في الأعالي التي تبارك رقصة الأمواج الخالدة تشبهين روحي، التي لا تشبه أحدًا سواكِ" *غايب
مشاري العبيد: كاتب من الكويت. صدرت له: مجموعة قصصية بعنوان "كشمير"، رواية "غايب"، رواية "كتاب الأجل لكل من خاف ووجل".
لم أكن أرغب بالانتهاء من هذا العمل الجميل، “غايب” الخاصّ بمشاري كان شخصيّة وُلدَت من رحم الماء، اعتنقت مذهب الكتابة، يبحث عن حُب تمّ هدمه قبل الانطلاق، غايب .. كان عبارة عن أفكارنا حول الانتماء، حول الحياة، حول الحقوق، حول التطرّف الفِكري قبل أن يكون رغبتنا بالمحافظة على الأخلاق الاسلامية، بعيداً عن كُل شيء إلا أنّ (غايب) قدّم لوحة فنيّة جميلة تعكس ثورة أهل الكويت ضد كُل ما هوَ (أدنى منهم!) فنظرة -البعض- للخادم تشير إلى أنّه إنسان ولكن من صنف آخر، لا يحق له شيء يُمكنه شراء الأحلام ولكن في وضح النهار بإمكانه ممارستها، أمّا في الليل فهوَ أشبه بحيوان برّي تم اصطياده، عليه أن ينام في القفص مُتحملاً كُل الكلمات الجارحة التي أطلقت في الهواء أمامه، لم يكن غايب في هذه الرواية مجرّد شخصية عبثية، بل كان تعقيداً ومزيجاً من الحياة التي نمنعها ونمنحها في وقتٍ واحد!. كما أنّ الرواية احتوت على شخصيات متناثرة هُنا وهُناك، بوغايب على سبيل المثال، هوَ شخصية دُفِنت بسبب أهواء البشر، انتهت حدودها لقلّة الأموال، واختفاء الوَلد من صُلبه، هكذا هيَ الحياة القاسية، من يقول بأنّ الماضي كان أجمل؟ من يخبرنا بكل هذه الأمور، علّه لم يقرأ عن الكثير من الخوف الذي كان يسكن الإنسان الغريب، الغائب فعلياً عن حياتهم، لم يشاهد شيء من تعاسة الفِكر التي صنعت حياة رائعة في وجه وبشعة في وجهِ آخر، من هذه الرواية الجميلة تعلّمت أنّ التاريخ دوماً وأبداً يمتلك وجهين، رائع، وقبيح. في الرواية هُناك “شملان” الذي يتنمّر في كل لحظة، ويقود المجموعات التي تمارس الارهاب والضغط الدائم على كُل ما هوَ مُخالف لها، حقيقة يجب علينا استيعابها هُنا، أنّ الأغلبية لا تكون على حق باستمرار، ومن تكون بيده مقاليد القوّة لا يكون هوَ -غالباً- الأقوى، بل قد يكون الأضعف فِكرياً، الأضعف إنسانياً، قد يتغطرس ويبطش بالجميع، ويقوم بالوشاية بأقرب رفاقه لأجل الزعامة الوهمية!. في نهايتها، توقعت أمراً مُثيراً للأمانة، إلا أنّ “مشاري” قرّر ترك الأمور تجري بسلام، بعيداً عن الخوف الذي اعتراني وكنت أرغب بمشاهدة هذه الخوف يُكتب على الورق.
————
أمّا في “قصص أخرى ..” فإني أمام كاتب يتسخدم تقنيات متنوعة في كتابة القصّة القصيرة، بعضها أبكاني مثل “على الهامش” وبعضها أضحكني مثل “Canova Cafe”، ساخر في مكان وصارمٌ في مكان، انتقاء جميل للمواضيع، والأجمل هوَ طريقة طرح هذه المواضيع بقوالب قصصيّة مبدعة، تقنية مبدعة في ختام العمل كاملاً، قصص مُلهمة اختارها لنا من خياله الخصب، شُكراً.
(*) مشاري يمتلك لغة راقية جداً، ويمتلك قدرة سرديّة أحببها لنفسي، هوَ من الكتّاب الكويتيين القلائل الذين أنصح بالقراءة لهم، فرائعته القصصيّة “كشمير” كانت اكتشافاً، و"غايب" وصلت لتدلل على موهبة هذا الشاب المبدع. (**) الغلاف حكاية أخرى، اختيار موفّق جداً.
"جائرٌ هو الغياب.. يمارس شتى أنواع الذكريات و لا يجيء بكِ" أول ما قرأت لكتاب الخليج كان رواية رتيل لفيصل وليد الجاسم و لم تعجبني القصة ولا الأسلوب.. فأصدرت حكماً على كل كتّاب الخليج بأنهم لا يملكون موهبة.. رواية غايب لولا مشاغلي الأخرى لانتهيت منها في بضع ساعات بغض النظر عن مللي من تكرار القصة و شعوري بالغرابة للنهايات السعيدة لا أدري لماذا ذكرتني بفيلم The Notebook هذا أول ما قرأت لمشاري العبيد و أظن أنه لن يكون آخر ما أقرأ
راجعت العمل بنفسي وقت كتابته، ولم أقرأه بشكله النهائي الى الآن.
قلم العبيد مبدع، بلا تكلف يبدع. شيء عجيب. أتنبأ له بمستقبل أدبي كبير.
العمل بين رواية وقصص قصير. الرواية. غايب.
لأن غايب رواية اجتماعية محضة، فكل القراء وانا منهم قد قرأنا مثلها، لكن جمال الكاتب هو الاختصار بتمهيد ومواضيع الجانبية وما هو متوقع، بأقل الكلمات، فلا تشعر بالاملال نهائيا. بالمقابل. كل ما هو جديد او مبتكر او مهم، يأخذ حجمه كاملا غير منقوص. هكذا تكتب الروايات برأيي
لعبة الزمن بغايب متوسطة. حيث تنقل قليلا بين الحاضر والماضي، وهذا ما تحتاجه الرواية بالضبط، لا قصة بخط مستقيم ولا تعرجات منفرة زمنيا.
* . . #غايب للكاتب #مشاري_محمد_العبيد رواية تعود بك للزمن الماضي .، للزمن الجميل .، زمن الطبعة وزمن الهدامة .، زمن البساطة .، برفقة غايب وحيام ما قبل النفط في الكويت .، غايب الذي عُثر عليه عند الشاطئ وعاش حياته تحت وطأة هذا الذنب .، غايب الصبي والخادم .، غايب الذي لا يمكنه بلوغ حلمه وتحقيقه .! . . قصة حب نشأت في ذلك الزمن لم يرد لها القدر أن تستمر .، قصة حب كانت في زمن العشرينيات شاء لها القدر أن تجتمع في الثمانينات .، عمر وزمن طويل جداً .، وبسبب صدفة تلاقت القلوب وتصافحت الأيدي التي أبت أم تفترق بين "غايب و غزلان" .! . . رواية خفيفة جداً بلغة بسيطة وعفوية .، تستطيع انهائها في جلسة واحدة .، تشم فيها عبق الماضي الجميل .! . . كتابي رقم (119) لسنة 2016 ❤️
ضفة جديدة ابحر بنا الرائع مشاري العبيد الى لغته الساحرة من غايب الى ضفافه الاخرى الجميلة والزاخرة باللغة السردية الممتعة ولا ننسى تحويل بعض الشخصيات المهمشة الى شخصية رئيسية ببعض قصصه
لا يسعني سوى أن اطمع بالمزيد من سرده وبالتوفيق لك عزيزي مشاري
رواية اكثر من رائعه ، أسلوب الكاتب جميل و يسرد الأحداث بطريقه ممتعه ومشوقه ومتسلسلة ونهاية جميله.. وقصص قصيره جميلة وخفيفة .. اسمتعت جدا بقرأتها وأنصح بقرأتها .. ٰ
رائعة .. أنيقة .. خفيفة .. تحكي حقبة الكويت القديمة مع تضمين النص لبعض الوقائع والأحداث التاريخية بأسلوس سلس ومريح ، أبدع الكاتب بالقصص الأخيرة ، الأخيرة.
رواية قصيرة ورائعة، هي أول قراءاتي لمشاري العبيد ولا أظن بأنها الأخيرة، يمتاز قلمه بالسلاسة والبساطة و العفوية، أخذتتي الرواية لذلك الزمن الجميل الذي كم أتمنى لو عاصرته
(8.25/10) ____________________________ Quote✨: { افعل ما تحب، فالاتقان قرين العمل الذي يُؤَدَّى مِن هنا - مشيراً إلى قلبه - }
____________________________ الفكرة : (4/5) قصة حب بسيطة في قالب تراثي . ____________________________ المحتوى : (7.5/10)
في سنة الطبعة [السنة التي غرقت فيها السفن .. لمعلومات أكثر تجدونها في محرك البحث] ، كان بوغايب هو و رفاقه يتفقدون إن كان هناك ناجين في البحر ، سمع صرخات طفل بداخل صندوق و منذ تلك الحادثه أخذ عهداً على نفسه بأن يجعل هذا الطفل ابناً له و كان خير أب . . بدايةً لنتفق بأن القصة تقليدية جداً جداً .. علاقة حب تربط بين غايب و غزلان، ما أعجبني في القصة هو الزمان التي حدثت فيه القصة.. في الكويت القديمة أيام بيوت الطين و شخصياً افتقد هالقصص، فهذه الفترة تجذبني جداً و لا أعلم لما💛. .
الشخصيات غاية في الأُنس و الجمال و بالأخص شخصية زُهير بعد غايب طبعاً💙😉 . . بشكل عام لم أتوقع الكثير نظراً لعدد الصفحات، ونعم لو كانت القصة في وقتنا الحالي بالتأكيد لن تعجبني 😊. . ____________________________ الأسلوب :(8/10) ممتاز و كأني أرى الشخصيات حية أمامي واضح اهتمام الكاتب في البحث قبل الكتابة👏🏼 . . ____________________________ التصميم و إخراج الكتاب: (5/5)
ممتاز 👍🏼. . ____________________________ المتعة :(8.5/10) خفيفه و لطيفه على القلب ❤️. . ____________________________
هوامش : - في اليوتيوب اكتبوا في محرك البحث اسم الرواية راح تلاقون اعلان لها جميل ❤️😍. .
____________________________
تفاصيل الكتاب :
الصفحات : 132 ابتعته من : معرض تبادل الكتب في مكتبة الكويت الوطنية السعر : 1 د.ك التصنيف: رواية - تراث - رومانس دار النشر : نوفا بلس للنشر و التوزيع سنة الإصدار: 2015 (الطبعة الثالثة) طريقة القراءة : ورقي الفئة العمرية : جميع الأعمار ____________________________
الكويت سنة ١٩٢٣م.. سبحَ بوغايب برفقة عدد من الرجال نحو الحطام القادم من قلب الخليج، الذي راح يتزايد كلما اقتربوا منه، ينادون، علّه يحمل ناجين. يصرخون، فيُنصتون هنيهة.
قطعَ هديرَ الموج صراخُ طفل، تناهى -على الفور- لمسمع بوغايب الذي هرع ناحيته بسرعة. رأى قطعة خشب كبيرة، تتمايل مع ترانيم الموج. حُشر صندوق ما بين ألواحها..
وضع بوغايب الصندوق بعناية على رمال الشاطئ، فتح الغطاء الذي يبدو بأنه قد أُغلق بإحكام، ليرى ملاكًا صغيرًا، باكيًا. يُحرك يديه الصغيرتين بعشوائية. أغلق عينيه بقوة بعد مفاذ خيوط النور إليهما. حملهُ عاليًا، ضمّه إلى صدره، وكأنه في تلك اللحظة يُعلن أبوته له.
عدد صفحات الرواية ١٣٠ صفحة نوع الرواية دراما ، رومنسية
تدور احداث الرواية عن غايب الذي وجده رجل على الشاطئ وهو رضيع فقرر تربيته ليكبر وتجمعه الصدف بغزلان ويكتب عنها رواية لتدور الايام وتقابله ابنتها لتطلب منه ان يخبرها القصة كاملة بالتفصيل التي لم يذكرها في كتابه
** الرواية عادية واحداثها حلو لكن فيها جاذبية هيا الي خلتي اكملها للنهاية 🥹♥️