لعبت الصدفة دورًا فتعرضت لرواية الزهر الشقي فى بداية التسعينيات ولعلها مصادفة انها الفترة التى اختفي فيها عزيز السيد جاسم فى غياهب سجون النظام العراقي آنذاك.. فتحت الرواية عيناي على مساحات لم اكن اتخيل وجودها فى ذلك الوقت من الآسي والألم والغربة والنشوة والشهوة والأخفاقات كثيرًا ما يتداعي فى عقلي عبارات نجحت فى أن تحفر نفسها فى مخيلتى من رواية الزهر الشقي..كما واني حزين على ألا توجد مثل تلك الجوهرة متاحة للقراءة على صفحات الشبكة العنكبوتية.. تحياتي
عند البدء ستجد أهداء هذه الرواية هكذا '' الى شعبي..الى وطني اللذين أدين لهما بكل شيء.. '' وفي حال معرفتك بحياة صاحب هذه الرواية عزيز السيد جاسم ستتوقف للحظات عند هذا الاهداء ، ستتذكر نهاية عزيز مع وطنه (تغييب قسري ومصير مجهول) كذلك مع شعبه (استذكار مجهول و تضحيات غير معروفة لأحد) ..
فعلامَ تدين لهما ياعزيز!!
فوق مظالم حياة عزيز السيد جاسم هناك مظالم أخرى لروايته الزهر الشقي، منها أن لهذه الرواية غلاف بديع وللأسف لا توجد صورة للكتاب على موقع goodreads حيث لوحه تُسمى '' الشجرة القتيلة'' للفنان جواد سليم ولهذه اللوحة قصة ومأساة تمتزج مع مأساة الرواية،يذكر جواد سليم ان في يوم عيد الشجرة خرج من المنزل ورأى رجلان يقطعان شجرة في احد المنازل، عندها رسم جواد سليم هذا المشهد مع اختلاف بسيط حيث رسم امرأة منحنية الظهر تحت الشجرة تلتقط الأغصان المتناثره بفعل الرجلان و ترتدي الثوب الأحمر، وعند الغوص في الرواية ستجد شخصيات كثيرة داخل الرواية لكن أهم هذه الشخصيات هي وائل ومعز والمرأة التي تُدعى '' منى''.. للرواية أشجان لا تعد ولا تحصى مع تمني لقارئ أناني.. اخيراً مع غلاف الرواية ومع اهداء الرواية ومع أشجان قارئ لابد من ذكر ما قاله عزيز داخل هذه الرواية..