المسرحية نظرة لسلوك "الحرامي".. تختفي الصورة النمطية عن السارق بكونه شخصا عديم الشفقة و الرحمة .. او بكونه شخصا فقيرا مسكينا تضره الظروف للسرقة.. لتحل محلها صورة أخرى.. اللص الفيلسوف .. اللص الذي يسرق لأنه فكريا يجد في السرقة نوعا من العمل الذي يتقنه مثلما يتقن الدكتور الطب و يتقن المحامي القانون.. إنه يرى الاحتيال كأرقى صورة للتمثيل.. بل و أيضا أعذب و أنقى صور التمثيل.. فالبشر جميعا يمثلون أدوارا طوال اليوم.. البشر جميعا يضعون أقنعة طوال حياتهم أثناء تعاملهم مع الغير.. لكن الحرامي هو شخصا متسقا مع نفسه لا يحاول أن يدعي شيئ غير نفسه.. و عندما يمثل فهو فقط يؤدي عمله مثلما يستخدم الجراح المبضع للجراحة.. المسرحية من فصل واحد وهى بالفعل لم تكن تحتاج أكثر من هذا و هو ما أعجبني.. مشهد واحد عبارة عن ديالوج طويل بين بطلي المسرحية .. فالتركيز كان على المناقشة الفلسفية بين البطلين أكثر من التركيز على الاحداث بذاتها.. و هو المناقشة التي أثارت إعجابي بشدة.