كتاب يأتي في ثلاثة أجزاء، يعرض الجزء الأول للحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة في العصر العباسي الأول، ويعرض الجزء الثاني لنشأة العلوم وتطورها في نفس العصر، في حين يعرض الجزء الثالث للفرق الدينية كالمعتزلة والمرجئة والخوارج ويقدم عرضاً مختصراً لتاريخ هذه الفرق السياسي وطابع أدبهم الفني
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
أحمد أمين رجل موسوعي، الصفحة الواحدة فيها عشرات المعلومات التاريخية الدينية، يحتاج لتركيز عالي. بدأ الكتاب بالحديث عن الحياة العقلية والعلمية في الدولة العباسية..
لكل من يبحث في بدايات وضع الأحاديث بالأسباب السياسية والمذهبية والشخصية وتحليلها. يقرأ هذا الكتاب بعد الجزء الأول (فجر الإسلام)
يقول أن حرية الرأي في العهد العباسي كانت على حسب مزاج الخليفة، وعرض التفاصيل في هذا الشأن والمواقف.
تحدث عن المذاهب والطوائف الاسلامية، والخلافات فيما بينهم، كمعارضة أهل الحديث لأبي حنيفة وأتباعه لعدم تحرجهم في إبداء الرأي فيما لم يصح فيه نص عندهم، بدأ النزاع بين أهل الحديث وأهل الرأي في آخر العهد الأموي وأول العهد العباسي وبلغ ذروته في العهد العباسي.
*الظواهر التي طرأت على التشريع في العهد العباسي وتضخم الفقه، فقد كان أكثر عصور الإسلام نشاطاً في التشريع وأكثر عدد من الفقهاء المجتهدين..
خصص فصل كامل للحديث عن الأئمة الأربعة ومذاهبهم وحياتهم ومنحاهم في الاجتهاد، فمثل أبو حنيفة كان أسلوبه عقلي غير أسلوب المحدثين الذين يكتفون في الحديث ببحث الرواة وهو يتجاوز ذلك أيضاً إلى النقد الخارجي و موافقة الحديث لمبادئ الإسلام العامة وأصوله. كان له في الحديث مسلك خاص، وهو التشدد في قبول الحديث، والتحري عنه وعن رجاله حتى يصح، وكان لا يدون الخبر ع رسول الله إلا إذا رواه جماعة عن جماعة..
مذهب أبي حنيفة قيّد الحديث الذي يعمل به وضيق دائرته ووسع القياس، ثم الشافعي فقد وسع الحديث وقلل دائرة القياس، ثم مالك فلم يتوسع في القياس كما توسع الشافعي، ثم أحمد بن حنبل فقد أبي استعمال القياس إلا عند الضرورة القصوى، وفضل عليه الحديث الضعيف، ثم داوود الظاهري فقد أنكر القياس إلا ما نص فيه الى العلة..
دائرة الحرية التي كان يسبح فيها مذهب أبي حنيفة أخذت في الضيق، حتى أن تلاميذه أنفسهم كأبي يوسف ومحمد كانا من عوامل هذا التضييق، فقد أخذا من مدرسة الحجاز حديثاً كثيراً عدلا به مذهب أبي حنيفة وخالفا به شيخهما..
ابن جرير الطبري لم يعد مذهب أحمد بن حنبل في الخلاف بين الفقهاء، وكان يقول إنما هو رجل حديث لا رجل فقه. ولم يذكره ابن قتيبه في كتابه (المعارف) بين الفقهاء، وذكره المقدسي في المحدثين لا في الفقهاء، واقتصر ابن عبدالبر في كتابه الانتقاء على الأئمة الثلاثة.. إذاً لا خلاف في عده من كبار المحدثين، ولكن الخلاف في عده من الفقهاء.
فصل اللغة والنحو والأدب: ما جمع من اللغة ليس كله في درجة واحدة من الثقة به، وليس في درجة واحدة من الصحة، فقد تطرق إليه الشك أحياناً، والخلل والفساد أحياناً.. هناك ألفاظ مقطوع بصحتها وهي ألفاظ القرآن ونحوها، وألفاظ مظنونة وهي غيرها، تحتمل الشك وتحتمل الفساد وعلى كل حال فقد توج نحو البصرة بسيبويه وكتابه، ونشأت بالكوفة مدرسة على رأسها أبو جعفر الرؤاسي وتلميذاه الكسائي والفرّاء، ثم اشتد بين الكسائي في الكوفة وسيبويه في البصرة، وصار لكل مدرسة علم تنحاز إليه.
الفصل الأخير عن التاريخ والمؤرخين/ إن المحدثين هاجموا أكثر المؤرخين لأن نمطهم يختلف عن نمط المحدثين ولا يدققون في روايتهم تدقيق المحدثين، وكان في عمل هؤلاء المؤرخين بعض مآخذ، كتلوين التاريخ ببعض العقائد أحياناً، وتعصبهم لقبائلهم أحياناً، وللخلفاء الذين يتصلون بهم أحياناً، وكبنائهم التاريخ حول الخلفاء لا حول الشعوب، وإهمالهم كثيراً النواحي الاجتماعية وغلبة النزعة الدينية فيما يعرضون له من أحداث. وضعف النقد وإيجازه وسذاجته إلى غير ذلك..
كنت أتعجب كيف ألف المؤلفون القدامى كتبهم وكم استغرقوا في ذلك؟ وهل عاشوا حياة طبيعية فيها عمل وزواج واطفال وكنت أجيب بان الحياة في وقتهم لم تكن بسرعتها الان. لكنني تفاجئت بأن أحمد أمين الكاتب الذي يعتبر نسبيا معاصر كتب كما كتبوا وتفوق على بعض مؤرخي الازمنه الماضية. حقيقة أمضيت ٦ اشهر وانا اقرا على فترات متقطعة . وللتو انتهيت منه. عموما كتاب ملئ بالمعلومات التاريخية والدينية المفيدة.
يعرض أحمد أمين فى هذا الجزء للحياة العلمية فى العصر العباسى الأول وبشكل خاص العلوم الدينية كالحديث والفقه والتفسير، واللغة والنحو، وأخير التاريخ. فى كل فصل يتعرض بشكل عام لهذا العلم وأهم رجالاته فى هذا العصر.أجمل فصل أعجبنى هو تفسير تطور اللغة والنحو وكيف أثر منهج القياس بشكل كبير على النحو واللغة إلى يومنا هذا أما ما كان من خلاف بين مدرسة الحديث والرأى وكيف نشأت كلا المدرستين وأهم رجالها فلم يضف الشئ الكثير فى رأيي
لم أستمتع به كما في الجزء الأول، لكن فائدته عظيمة، فهو يدرس الحركة العلمية في الفترة التي يدرسها، يعطيك تاريخًا مختصرًا وفكرة عن نشأة علوم اللغة والطب ودخول الفلسفة لدى المسلمين، ومعرفة تاريخ دخول هذه المعارف في حياة المسلمين أو نشوءها مهم جدًا. أكثر ما انتفعت به نشأة الفقه بمذاهبه وذكر أعلامه وتأثيرهم.
ينظر الجزء الثاني من كتاب ضحى الإسلام إلى العصر الأول العباسي من منظور آخر حيث يحلله من حيث حركته العلمية فيبدأ الكتاب بالحديث حول الحركة العلمية بشكل عام من حيث العلوم المدروسة، ومعاهد العلم ومراكزها الأساسية. ومن ثم انتقل الكتاب للحديث حول التشريع فتعرض للمذاهب الأربعة وتطور التفسير والحديث في العصر العباسي الأول، وأيضاً تطرق الكتاب لللغة والأدب والنحو فتعرض لاختلاف لهجات العرب وطرق جمعها وجمع الأدب وعلم النحو والصرف ، وأخيرا ختم هذا الجزء بالحديث حول التاريخ والمؤرخون.
قدم احمد امين للعرب والمسلمين كنز معرفي ثمين بموسوعته هذه متميزاً فيها بالأسلوب العلمي والبحث التاريخي والحياد وتلخيص اهم الاحداث ومظاهرها بمختلف جوانبها من فن وادب وفكر وسياسة وفقه ولغة وغيرها . تستحق ان تقراء وتقراء وتقراء وتستحق هذه الموسوعه ما نالته من شهره وجهد في تأليفها .