ما تطعَّمْتُ لذّةَ العيشِ حتى صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا ليس شيءٌ أعزَّ عندي من العلْم فَما أبتغي سواه أَنيسا إنّما الذُّلُّ في مُخالطةِ النَّاس فَدَعْهُم وَعِشْ عزيزاً رئيسا
المُجلد مكون من أربعة كتب، كل كتاب يختص بعصر من عصور الأدب العربي، مرتباً من الحديث إلى القديم. ▪︎الكتاب الأول/ يشمل عصر النهضة الحديثة - وكان أيسر الأجزاء على نفسي وأمتعها. ▪︎الكتاب الثاني/ يشمل العصر العباسي الثاني وعصر المماليك والعثمانيين - كان ممتعاً ولكن في الجزء الأخير منه شعرت بصعوبة في فهم الشعر وتذوقه. ▪︎الكتاب الثالث/ يشمل العصر العباسي الأول والمغرب وممالك البربر والأندلس، وبالنسبة لي كان أصعب الأجزاء شعراً ▪︎الكتاب الرابع/ يشمل العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام وبني أمية، وما أجمل آيات القرآن الكريم و يسرها وجمالها وبلاغتها بالنسبة لما سبقها!
والقائمون على الكتاب حرصوا فيه علي أمرين هما: ▪︎أن تكون النصوص -النثرية والشعرية- التي اُنْتُخِبَتْ لكل عصر من عصور الأدب العربي مرآة صافية، وصورة صادقة، واضحة للحياة الأدبية في هذا العصر على اختلاف فروعها، وافتراق نزعات الشعراء والكُتَّاب والأدباء فيها. ▪︎اختيار الجميل الرائق، الجزل، خفيف الموقع من الأسماع، لطيف المسلَك إلى النفوس، والذي يستطيع أن يبعث في قلوب الشباب حب لغتهم وأدبها، ويُرغبهم في الاستزادة منها، وأن يكون جُلُّ ما اختاروه من الشعر والنثر سهلاً يسيراً يلائم حالة الشباب وطاقتهم.
》الكتاب يستحق تقييم مرتفع، ولكن تقييمي للكتاب كان على مدى فهمى واستيعابي وتذوقي لما فيه، على أمل أن أعيد قراءته مرة أخري، بعد فترة سأعمل فيها على تحسين ذائقتي الشعرية، والله المستعان.
أجمل ما في هذا الكتاب، أنه بمثابة سياحة بين ألوان الأدب العربي في عصوره المختلفة، كأنك تمر بأروقة مدينة عريقة فتستمع بعمارتها وتستنشق التاريخ في أجواءها دون أنتحبس نفسك على قسم منها دون قسم آخر. والممتع أن القائمين على المنتخب لم يعلقوا على النصوص، والتي أختاروها لتغطي كافة عصور الأدب العربي وكافة البقاع التي انتشر فيها.
قرأت الجزأين الأخيرين فقط ، وكانت السلسلة مقررة على المرحلة الثانوية فى أربعينات وخمسينات القرن الماضي حين كانت الثانوية أربع سنوات تعلقت بالسلسلة بعد قراءة الجزء الرابع ، وكانت تضم درر الأدب العربي ، وعجبت للعمالقة الذين تجمعوا لوضع الكتاب : الجارم والبشرى وأحمد امين وغيرهم وفى الزمن لابعيد الذي قرأت فيه الكتاب قبل عصر الإنترنت كان الكتاب كنزا وقعت عليه كعاشق للأدب العربي .
وده كان منهج الثانوية العامة في فترة الثلاثينات فما بعدها متخيلين ايه من منهج كان بيحطه #طه_حسين و #أحمد_أمين و #علي_الجارم؟ ومتخيلين ايه من جيل نشأ واتعلم واتربى على مناهج زي دي؟ أنا أهو بعد سنين من ما خلصت الثانوي والجامعة كمان كان في حاجات كتير مش فاهماها في منهج كان بيذاكروه عيال في ثانوي عادي جداً يا ترى احنا مين بيحط لنا مناهجنا دلوقتي؟ 🤔
يُعدّ المنتخب من آدب العرب من أبرز المحاولات التعليمية التي رامت تقريب الأدب العربي إلى الناشئة والمتعلمين، دون أن تُفرّط في الأصالة أو تمسّ روح النص العربي في جلاله. وقد أعدّته لجنةٌ علمية ضمّت رموزًا من روّاد النهضة الأدبية، على رأسهم طه حسين وأحمد أمين، فجاء الكتاب ثمرةَ نظرٍ علميٍّ رصين، وذوقٍ أدبيٍّ رفيع.
لم يكن الكتاب مجرد جمع عشوائي للنصوص، بل كان مشروعًا تربويًا ومعرفيًا، هدفه تكوين الذائقة الأدبية وتدريب الناشئة على فَهم بلاغة العرب وبيانهم، عبر مختارات تمثّل ألوانًا متعددة من الآداب في الجاهلية وصدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي.
محتوى الكتاب: يتوزّع الكتاب بين الشعر والنثر، ويعرض لنماذج مختارة من المعلقات، والخطب، والرسائل، والمقامات، والحِكَم، والمواعظ، ونماذج من آداب السلوك والتفكير. ويقدّم في كلٍّ منها نماذج لصفوة الأدباء والبلغاء من مختلف العصور، مع تعليقات توضيحية موجزة تخدم القارئ دون أن تفرض عليه وصاية التفسير.
قيمته الأدبية والتربوية: يمتاز المنتخب من آدب العرب بخاصيتين متكاملتين:
أدبيًا: يُعطي القارئ تصورًا شاملًا عن تطور الأساليب، وتباين الأذواق، وتنوّع الأغراض الفنية في الأدب العربي.
تربويًا: يصلح ليكون مدخلًا تمهيديًا لدراسة الأدب، كما يُسهم في تشكيل الذوق النقدي، وتدريب القارئ على تمييز جماليات النصوص، دون الدخول في تعقيدات نظرية.
أول ما بدأت قراءته بدأته إلكترونياً، بنسخة pdf. ولكَم صعُبت علي المتابعة منها؛ إذ تقريباً يُرجعك للهامش كل سطر، وهو ما يستحيل فعله مع نسخة إلكترونية على مدار كتاب طويل كهذا. فتوقّفت لبرهة، وظللت خلالها باحثة عنه ورقياً، حتى وجدته بفضل الله.
النسخة التي بحوزتي؛ هي من طباعة دار المعارف ٢٠٢٣. تقتصر على ما يقارب ٥٣٠ صفحة، جيّدة ولا بأس بها، لكنّ بعض المتن فيها يحتاج مراجعة إملائية؛ حيث يسقط حرف أو أكثر من بعض المواضع وتنقلب الكلمة كلّها تركيباً ومعنى.