الشيخ حسين أحمد المرصفي هو شيخ الأدباء في عصر الخديوي إسماعيل، وهو أوائل أساتذة دار العلوم عند إنشائها.
نشأ حسين المرصفي في بلدة مرصفا مركز بنها بالقليوبية، وهو ابن الشيخ أحمد المرصفي ـ المكنى بأبي حلاوة ـ أحد علماء الأزهر الأعلام في عصره. كُف بصره وهو في الثالثة من عمره، وحفظ القرآن في صباه، ثم التحق بالأزهر، ولما أجازه علماؤه تولى التدريس بالأزهر، وكان يقرأ لطلابه بالأزهر في النحو "مغني اللبيب" لابن هشام وكتب أعلام البلاغة، ودواوين متقدمي الشعراء.
وقد صاحب الشيخ المرصفي كثيرًا من العلماء والشعراء والأدباء في عصره، منهم محمود سامي البارودي باشا، وكانت بينهما مراسلات ومساجلات شعرية، وعبد الله باشا فكري، ومحمد عبده، والشيخ حسونة النواوي، وعلي باشا مبارك، وكان مقربًا عنده ويعتز به كثيرًا ويجالسه في كثير من المجالس الخاصة والمحافل العامة، وقد ترك العديد من المؤلفات القيمة منها: رسالة الكلم الثمان في الأمة والوطن والحكومة والعدل والظلم والسياسة والحرية والتربية، والوسيلة الأدبية في العلوم العربية ( مجلدان )، و زهرة الرسائل، ودليل المسترشد في فن الإنشاء فى ثلاثة أجزاء ، كما حقق ديوان الشاعر الجزائري محمد بن سليمان التِّلمساني.
- أحدث نهضة أدبية في مدرسة دار العلوم. - صاحب أول كتاب أدبي في العصر الحديث. - صاحب الكتاب الأول في علم الدلالة السياسي.
شغلني كتاب “رسالة الكلم الثمان” للشيخ حسين المرصفي ( 1815-1890)، منذ أن نبهني إليه بعض أساتذتي بكلية الاقتصاد. كان ذلك في سياق التعرف على تطور الفكر المصري الحديث، الكلمات الثمان التي يتعرض لها الشيخ الأزهري الكفيف في رسالته الفريدة هي: الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم، السياسة، الحرية، التربية. وتعد تلك أول محاولة مصرية للتعريف بتلك الكلمات التي كان استخدامها قد شاع في نهاية القرن التاسع عشر، وكانت تبدو حديثة على المصطلح السياسي المصري، تحتاج لتعريف محدد يوضح معناها ويزيل الغبار عن المعاني الكامنة خلفها.