هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
الجزء الخامس عشر : من سنة (311) إلى سنة (456) جزء يستمر فيه المؤلف بذكر الأحداث والثورات التي تحدث حيث ماعرف بـ(سيطرة الوزارء) من الأتراك ممن تلقبوا بالسلاطين، ومن أهم أحداث هذه السنوات دخول القرامطة لمكة وسرقة الحجر الأسود، وظهور أبرز الحكومات المسيطرة على الخلافة العباسية وهم أسرة (بني بويه). ولا يقتصر حديث ابن كثير على الخلافة فقط بل أنه يسجل أحداث العالم الإسلامي عامة كالحديث عن الأندلس والدولة الفاطمية في إفريقية وبداية تواجدهم في بلاد مصر، والحروب الصليبية ودخول الروم لمدينة حلب.
في هذا الجزء يبحر القارئ مع تفاصيل شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته، ومهما قرأت من كتب السيرة فستجد في هذا الكتاب معلومات وتفاصيل وأخبار جديدة تثير فيك المزيد من الإعجاب وابشوق بمحمد صلى الله عليه وسلم
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_الخامس 592 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل معًا الجزء الخامس من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، وهذا الجزء كان يشتمل على أهم الأحداث في سنة ثنتين، وسنة ثلاثٍ، وسنة أربعٍ من الهجرة.
♻{السنة الثانية من الهجرة}
قد روى الإمام أحمد عن قتادة أن مغازي الرسول (ﷺ) وسراياه ثلاث وأربعون؛ أربع وعشرون بعثًا، وتسع عشرة غزوة، خرج في ثمانٍ منها بنفسه؛ بدر، وأحُد، والأحزاب، والمُريسيع، وقديد، وخيبر، وفتح مكة، وحُنين؛ يوم بدر كان في رمضان سنة ثنتين من الهجرة، يوم أحُد في شوال سنة ثلاثٍ، يوم الخندق (الأحزاب) - وبني قُريظة في شوال سنة أربعٍ، ثم قاتل بنى المُصطلق وبنى لِحيان في شعبان سنة خمسٍ، يوم خيبر سنة ست، يوم الفتح في رمضان سنة ثمانٍ، يوم حُنين، وحاصر أهل الطائف في شوال سنة ثمانٍ، ثم حجَّ أبو بكر سنة تسعٍ، ثم حجَّ الرسول (ﷺ) حجة الوداع سنة عشرٍ، وغزا اثنتي عشر غزوةً ولم يكن فيها قتال، وكانت أول غزوة غزاها الأبواء. وكانت أول آية نزلت في القتال "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا" بعد مقدم رسول الله (ﷺ) إلى المدينة. وكانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله (ﷺ) لأحدٍ من المسلمين في رمضان، ومن ثم عُبيدة بن الحارث في غزوة الأبواء في شوال من السنة الأولى.
ومن أهم الأحداث التي حدثت في سنة ثنتين من الهجرة، فرض الزكاة، والصيام، وتغيير القِبلة؛ وكان رسول الله (ﷺ) صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت، وكان يصلي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه، فلما هاجر إلى المدينة لن يُمكنه أن يجمع بينهما، فصلى إلى بيت المقدس أول مقدِمه إلى المدينة، واستدبّر الكعبة ستة عشر شهرًا، وكان يُحب عليه السلام أن تُصرَف قبلته نحو الكعبة قبلة إبراهيم، وكان يكثر الدعاء والتضرع إلى الله، فأنزل الله "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ "، فلما نزل الأمر بتحويل القبلة خطب رسول الله المسلمين وأعلمهم بذلك. فَطعنَ طاعنون من السفهاء والجهلة من اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، وهم يَعلمون أن ذلك من الله " وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ" وقد أجابهم الله سبحانه وتعالى على كل هذا: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".
ومن ثم غزوة بدر، والتي خرج إليها المسلمون لا يمتلكون غير اثنين من الفرس وستون درعًا، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر، مع قريش التي كانت معها ستمائة فرس وستون درعًا وعددهم مابين التسعمائة إلى الألف، ومن أبرز ما كان فيها عندما عرض رسول الله على القتال قال له المسلمون: يارسول الله، امضِ لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالوا بنو إسرائيل لموسى: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. ولكن اذهب أنتَ وربك فقاتلا إنا معكما مُقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغِماد، لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه". وحين جاء الموعد للقتال، أرسلت قريش عُمير بن وهب حتى يحزر لهم قوم أصحاب محمد. فاستجال بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم، فقال: ثلاثمائة رجل يزيدون أو ينقصون قليلًا، ولكن أمهلوني حتى أنظر؛ أللقوم كمين أو مدد. قال: فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم يرَ شيئًا، فرجع إليهم، فقال: ما رأيت شيئًا، ولكن قد رأيتُ يا معشر قريش، البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت النّاقع، قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم حتى يقتل رجلًا منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم، فما خير العيش بعد ذلك؟ فَروْا رأيكم.
ثم قام عُتبة بن ربيعة خطيبًا فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ماتصنعون بأن تلقوا محمدًا وأصحابه شيئًا، والله لئن أصبتموه؛ لا يزال الرجل ينظر إلى وجه رجل يكره النظر إليه؛ قتل ابن عمه، أو ابن خاله، أو رجلًا من عشيرته، فارجِعوا، وخلوا بين محمدٍ وبين سائر العرب، فإن أصابوه، فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك، ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون. ولكن أبا الحكم رفض وقال: لقد انتفخ سحره، فلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمدٍ، وما بعتبة ما قال، ولكنه رأى محمدًا وأصحابه أكلة جزُورٍ، وفيهم ابنه، فقد تخوَّفكم عليه. ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي، فقال: هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيتَ ثأرك بعينك، فقم فانشد خُفرتك ومقتلِ أخيك. فقام عامر فاكتشف ثم صرخ: واعمراه واعمراه. فحَمِيت الحرب، وحقِبَ أمر الناس، واستوسقوا على ما هم عليه من الشر، وأُفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة. فلما وصل لعتبة قول أبى جهل، قال: سيعلم مصفِّرُ استِه، من انتفخ سحره، أنا أم هو.
وقد تواجه الفئتان، وتقابل الفريقان، وحضر الخصمان بين يدى الرحمن، واستغاث بربه سيد الأنبياء، وضجَّ الصحابة بصنوف الدعاء، إلى رب الأرض والسماء، فكان أول من قُتِل من المشركين، الأسود بن عبد الأسد المخزومي. وكان رجلًا شرسًا سيء الخُلقِ فقال: أعاهد الله لأشربنَّ من حوضهم، أو لأهدمنَّه، أو لأموتنَّ دونه. فلما خرج، خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة، فأطنَّ قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره ثم حبا إلى الحوض حتى أُقتحم فيه، واتَّبعه حمزة، فضربه حتى قتله في الحوض. فحمِى عند ذلك عتبة بن ربيعة، فبرز بين أخيه شيبة وابنه الوليد، وخرج إليهم ثلاث من النصارى، فقال: من أنتم؟ قالوا نحن أنصار الله. قال: لا نريدكم. أرسلوا لنا من أبناء عمنا. فأرسل رسول الله ثلاثًا؛ عبيدة بن الحارث، وحمزة، وعلي، فبارز عبيدة عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأما حمزة، فلم يمهل شيبة حتى قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فأجهرا عليه، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه، ولما جاءوا به إلى رسول الله (ﷺ) أضجعوه إلى جانب موقف رسول الله، فأفرشه رسول الله قدمه، فوضع خده على قدمه الشريفة وقال: يا رسول الله، لو رآني أبو طالب، لعلم أني أحق بقوله: ونُسلمه حتى نُصَرَّع حوله .... ونذهَلَ عن أبنائنا والحلائل ثم مات رضي الله عنه، فقال رسول الله (ﷺ): "أشهد أنك شهيد"، وكان أو قتيل من المسلمين في المعركة، مِهجع مولى عمر بن الخطاب؛ رُمي بسهم فقتله. وقد ثبت في الصحيحين، أن هذه الآية قد نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر "هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ"، فلما ما كان من قتلهم، نذرت هند بنت عتبة أن تأكل من كبِد حمزة.
وكان رسول الله (ﷺ) وهو في قبة بدر يقول: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تُعبد بعد اليوم أبدًا" فأخذ بيده أبو بكر وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، فخرج وهو يثبت في الدرع، وهو يقول: "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ" وهذه الآية مكية، وجاء تصديقها يوم بدر. وأنها لما نزلت، قال عمر: أي جمع يُهزم؟! وأي جمع يُغلب؟!، فلما كان يوم بدر، ورأى عمر رسول الله يثبت في الدرع وهو يردد الآية، فقال: عرفت تأويلها يومئذ. وفي القتال بعث الله جبريل على أحد المجنبتين في خمسمائة من الملائكة، فكان في الميمنة من ناحية أبى بكر، وكان ميكائيل على المجنبة الأخرى في خمسمائة من الملائكة، "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ" فوقفوا في الميسرة، وكان علي بن أبى طالب فيها. وذكر أن أفخر بيت قالته العرب، قول حسان بن ثابت:
وببئرِ بدرٍ إذ يَكفُّ مَطِيَّهم .... جبريلُ تحتَ لِوائنا ومحمدُ
وقد قال الله تعالى "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"، وعن الربيع بن أنس قال: كان الناس يعرفون ضرب قتلى الملائكة ممن قتلوهم، بضرب فوق الأعناق وعلى البنان، مثل سمة النار وقد أحرق به. وقد روي عن السدي الكبير، قال رسول الله (ﷺ) لعلي يوم بدر: "أعطني حصى من الأرض" فناو��ه حصى عليه تراب، فرمى به في وجوه القوم، فلم يبقَ مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء، ثم ردِفهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم، وأنزل الله في ذلك "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ". وعن ابن عباس، أن النبي قال لأصحابه يومئذٍ" "إني فد عرفت أن رجالًا من بني هاشم وغيرهم قد أُخرِجوا كرهًا، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدًا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا هشام البختري فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب - عم رسول الله فلا يقتله، فإنما خرج مستكرهًا "فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أنقتُل آبائنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألحِمنه بالسيف، فبلغت رسول الله (ﷺ) فقال لعمر: يا أبا حفص- قال عمر: والله إنه لأول مرة يوم كنَّاني فيه رسول الله (ﷺ) بأبى حفص - أيُضرب وجه عم الرسول بالسيف؟! فقال عمر: يا رسول الله، دعني فلا أضربه عنقه بالسيف، فوالله لقد نافق. فقال أبو حذيفة: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ، ولا أزال منها خائفًا إلا أن تُكفِّرها عني الشهادة. فقُتِل يوم اليمامة شهيدًا رضي الله عنه. وهزَم المسلمون المشركرون يوم بدر، وكان نصر الله الذي وعد به نبيه، وأمر رسول الله أن يلقوا بالمشركين الموتى في القليب، ومرَّ بهم رسول الله (ﷺ) فناداهم: "هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا" فالذين بدَّلوا نعمة الله كفرًا، فهم والله كفار قريش، ومحمدُ (ﷺ) نعمة الله.
ثم ذكر باب قتل أبا هشام البختري - هذا الذي منع رسول الله قتله؛ لأنه كان يكف الأذى عن رسول الله بمكة، وهو ممن قام بنقض الصحيفة الظالمة، ولكن كان معه صاحبه، فأبى أن يُترك ويُقتل صاحبه، فاقتَتل فقُتِل، ومن ثم باب قتل أمية بن خلف على يد بعض المسلمين وفيهم بلال بن رباح، وعدو الله أبا جهل على يد شاب من الأنصار، ثم بعد ذلك يقف عليه عبد الله بن مسعود، ويمسك بلحيته ويصعد على صدره حتى قال له: لقد ارتقيت مرتقىً صعبًا يا رويعي الغنم. وكان جُملة من قُتِل من سراة الكفار ببدر سبعين، وكان قد قدر الله السابق فيمن بقي منهم؛ أن سيُسلِم منهم بشر كثير، ولكن قتل من لا خير فيه بالكُلِّية. وكان جملة الأساري سبعين أسيرًا، وكان منهم العباس ابن عبد المطلب، والعاص بن الربيع - زوج زينب بنت رسول الله (ﷺ). واستشار النبي أصحابه فيما يفعلونه بالأسرى، فقال أبو بكر: أن تعفو عنهم وتأخد الفدية، ولكن عمر بن الخطاب قال: أخرَّجوك وكذَّبوك فاضرب أعناقهم، وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب فادخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارًا. قال العباس: قطعت رحِمك. قال: فدخل رسول الله (ﷺ) ولم يرُد عليهم شيئًا، فخرج عليهم وقال: "إن الله ليُلين قلوب رجالٌ فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجالٍ حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر، كمثل إبراهيم عليه السلام، قال: "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" وكمثل عيسى، قال: " إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". وإن مثلك ياعمر كمثل نوح، قال: "رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا " وكمثل موسى، قال: "رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ"،
ففادهم رسول الله، فأنزل الله "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ"، ثم عاد الرسول إلى المدينة مع أصحابه ومعه الغنائم والأسرى، وهم بالصفراء، أمر الرسول بقتل النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي مُعيط، وهذا ما قال عنه النبي: "أتدرون ما صنع هذا بي؟ جاء وأنا ساجد خلف المقام فوضع رجله على عنقي وغمزها، فما رفعها حتى ظننتُ أن عيني ستندران، وجاء مرة أخرى بسلى شاةٍ فألقاه على رأسي وأنا ساجد، فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي" ويقال من قتلهما علي بن أبي طالب. ثم عادوا إلى المدينة ووصى الرسول بالأسرى خيرًا، حتى أنهم إذا قدموا غداءهم وعشائهم خصّوهم بالخبز وهم بالتمر تبعًا لوصية رسول الله (ﷺ) بهم.
ثم ذكر باب إرسال قريش في فداء الأسرى، وكان من بينهم العباس عم رسول الله وأُفدِى بمائة أوقية من ذهب، وقد سأله الأنصار الذين أسروه أن يتركوه فداءً لرسول الله، ولكن الرسول أبى وقال: "لا تتركوا منه درهمًا"، وكان أكثر ما أُخذ منه من الأسرى، والعاص بن الربيع ختن رسول الله وزوج إبنته زينب، وقد أرسلت زينب في فدائه بقلادة لها من أمها خديجة بنت خويلد، وهي خالة العاص، فلما رآها رسول الله رق قلبه لها رقًا شديدًا، واستأذن المسلمين في رد زوجها عليها وقلادتها، وقد أسلم بعد ذلك طوعًا منه، وأطلق بعض الأسرى بلا فداء ومنهم العاص وعُمير بن وهب، الذي خرج بعد ذلك يريد قتل الرسول بالاتفاق مع صفوان بن أمية، ولما دخل على رسول الله متوشحًا بسيفه، وأعلمه رسول الله مادار بينه وبين صفوان وكان لم يشهد عليه غيرهما أسلم وحسُن إسلامه. ومنهم من استؤجر على عملٍ بمقدار فدائه.
ثم ذكر من كان في وقعة بدر من المسلمين ويقال كان عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، كانوا عدَّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، فكان المهاجرون نيف وثمانون رجلًا، وأن الأوس أحد وستون رجلًا، والخزرج مائة وسبعون رجلًا والله أعلم. وكان حامل راية المهاجرين علي بن أبي طالب، وحامل راية الأنصار سعد بن عبادة، ورأس مشورة المهاجرين؛ أبو بكر الصديق، ورأس مشورة الأنصار؛ سعد بن معاذ، وتم ذكر أسمائهم كاملةً في الكتاب على حسب الترتيب الهجائي. وذكر من ضُرِب له بسهمٍ في مغنمها مع أنه لم يحضرها، وتخلَّف عنها لعُذرٍ أُذِن له في التخلُّفِ بسببه وكانوا ثمانية أو تسعة ومنهم؛ عثمان بن عفان، تخلَّف على رقية بنت رسول الله يمُرضُّها حتى ماتت، فضُرب له بسهمه وأجره، وسعيد بن زيد، وطلحة بن عبيد الله كانا بالشام، فضُرب لهما بسهمهما وأجرهما. وكان الذين استشهدوا من المسلمين أربعة عشر رجلًا، ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار.
وذكر بعض الأحداث في سنة ثنتين؛ القرآن الذي نزل في موقعة بدر، وكانت سورة الأنفال كاملة، وفيها نص بتقسيم الغنائم "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُول"، وذكر الأشعار التي قيلت في موقعة بدر، وزواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت الرسول بعد موقعة بدر، وموت رقية بنت رسول الله - زوجة عثمان بن عفان، وزوّجه رسول الله من أختها أم كلثوم، لذلك كان يُقال لعثمان ذو النورين. وزيد في صلاة الحضر، وحُولت القبلة، وفرض الزكاة، وأظهر الإسلام طائفة كثيرة من المشركين واليهود وهم في الباطن منافقون.
♻{السنة الثالثة من الهجرة} كانت في شوال في سنة ثلاث هجرية وعن مالك أنه قال: كانت في أول النهار، لما أصيب يوم بدر من كفار قريش، ورجع فلُّهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، فمشي عبد الله بن ربيعة، وعكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية، في رجالٍ من قريش ممن أُصيب آبائهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبو سفيان ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدًا قد وتّركم وقتل خياركم؛ فأعينونا لهذا المال على حربِه، لعلّنا نُدرك منه ثأرنا. ففعلوا. فأنزل الله فيهم: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" فأجمعت قريش لحرب رسول الله (ﷺ) ومن أطاعهم من أهل كنانة وأهل تهامة، وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد منَّ عليه رسول الله (ﷺ) يوم بدر، فقال له صفوان بن أمية: يا أباعزة، إنك إمرؤ شاعر، فأعنا بلسانك واخرج معنا. فقال: إن محمدًا قد منَّ علي، فلا أريد أن أظاهر عليه. قال: بلى، فأعنا بنفسك، فلك الله إن رجعت أعِينُك، وإن قتُتلت أن أجعل بناتك مع بناتي، يصيبهن ما أصابهن من عُسر ويسر. فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة.
ودعا جبير بن مطعم غلامًا له حبشيًا، يقال له وحشي. يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلَّما يُخطيء بها، فقال له: اخرج مع الناس، فإن أنتَ قتلت حمزة - عمَّ محمدٍ - بعمِّي طعيمة بن عدي، فأنت عتيق. فخرجت قريش بحدها وحديدها وجدها وأحابيشها، ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة، وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس، ومعه زوجته هند بنت عتبة، وعمرو بن العاص وزوجته، ومعهم من أبناء قريش وزوجاتهم، وكان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة، أو مرت به، تقول: وَيْهًا أبا دسمة، اشفِ واشتفِ - يعني تُحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب - فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على سفير الوادي مقابل المدينة، وكان رجال من المسلمين لم يشهدوا بدرًا، قد ندموا على ما فاتهم من السابقة، وتمنوا لقاء العدو؛ ليبلوا ما أبلى إخوانهم يوم بدر، فلما نزل أبو سفيان والمشركون بأصل أحُد، فرحوا بقدوم العدو عليهم، وقالوا: قد ساق الله علينا أُمنيتنا.
ثم إن رسول الله أُرِىَ ليلة الجمعة رؤيا، فأصبح، فجاءه نفر من أصحابه فقال لهم: "رأيتُ البارحة في منامي بقرًا تُذبح، والله خير، ورأيتُ سيفي ذا الفقار انقصم من عند ظُبته فكرهته، وهما مصيبتان، ورأيتُ أني في درع حصينة، وأني مردف كبشًا" قالوا يارسول الله: ماذا أوَّلت رؤياك؟ قال: "أوَّلتُ البقر الذي رأيتُ نفرًا فينا وفي القوم، وكرهتُ ما رأيتُ بسيفي"، فأراد رسول الله أن يمكثوا في المدينة واذا جاء العدو قاتلوه، لكنهم أبوا، وقالوا: يارسول الله، أُخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنَّا جُبنا عنهم وضعفنا، فلم يزل الناس برسول الله حتى لبس لأْمَتِه، وقد ندم الناس، وقالوا: استكرهنا رسول الله (ﷺ)، ولم يكن لنا ذلك، فلما خرج عليهم قالوا: يارسول الله، إن شئت فاقعد. فقال: "ما ينبغي لنبي إذا لبس لأْمَتِه أن يضعها حتى يُقاتِل" فخرج رسول الله في ألف من الصحابة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. وحتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحُد، انخزل عنه عبد الله بن أُبَي بثُلث الناس وقال: أطاعهم وعصاني، ماندري علامَ نقتُل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟! فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، وهؤلاء القوم هم المرادون بقوله تعالى: "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ"، يعني أنهم كاذبون في قولهم.
وقال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم على القتال: يا بني عبد الدار، قد وليتم لِواءنا ي��م بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لِواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه. فهموا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نُسْلِم إليك لِواءنا، فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذنَّ الدفوف يضربنَّ بها خلف الرجال، ويحرضنَّ على القتال، فقالت هند: ويْهًا بنى عبد الدار .. ويْهًا حُماة الأدبار .. ضربًا بكل بتَّار إن تُقبلوا نُعانق .. ونفرش النَّمارق أو تُدبروا نُفارق .. فراق غير وامق
فاقتَتل الناس حتى حميت الحرب، واقتتلا الفريقين، وقاتل حمزة حتى قتل أرص��ة بن عبد شرحبيل، وعثمان بن أبي كلحة؛ وكانا أحد الذين يحملون اللواء، وقتل أبى نيار، قال وحشي غلام جبير بن مطعم: والله إني لأنظر إلى حمزة يهُد الناس بسيفه مايُليقُ شيئًا مثل الجمل الأورق، إذ قد تقدَّمني إليه سباع، وهززت حربتي، حتى إذا رضيتُ منها دفعتها عليه، فوقعت في ثُنَّتِه (مابين السُرَّة والعانة) حتى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوي، فغُلب فوقَع، وأمهلته حتى إذا مات جئتُ فأخذتُ حربتي، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم يكن لي بشيء حاجة غيره. فمات أسد الله ورسوله؛ الذي قَتل بيده أحدًا وثلاثين كافرًا، رضي الله عنه وأرضاه.
والتقى حنظلة مع بن أبي عامر، وكان يقال له في الجاهلية: الرَّاهب. لكثرة عبادته، فسمَّاه رسول الله (ﷺ) الفاسق؛ لمّا خالف الحق وأهله وخرج من المدينة هاربًا من الاسلام، ومخالفة للرسول، وحنظلة الذي يُعرف بحنظلة الغسيل؛ لأنه غسَّلته الملائكة، فلما علاه حنظلة رآه شدَّاد بن الأسود، وهو الذي يُقال له ابن شعوب. فضربه شدَّاد فقتله، فقال رسول الله: "إنَّ صاحبكم لتُغسِله الملائكة، فاسألوا أهله ما شأنه" فسُئلت صاحبته، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول، وكانت عروسًا عليه تلك الليلة، فقالت: خرج وهو جُنُبٌ حين سمع الهاتفة. فقال رسول الله: "لذلك غسَّلته الملائكة"
ثم أنزل الله نصره على المسلمين، وصدقهم وعده فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر، إلى أن فُشي في الناس أن رسول الله قد قُتل، بعد أن رماه عتبة بن أبي وقاص فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته، وعبد الله بن قمئة جرح وجنته، فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنتهِ، ووقع رسول الله (ﷺ) في حفرة، فأخذ علي بن أبي طالب بيده، ورفعه طلحة بن عُبيد الله، حتى استوى قائمًا، ومص مالك بن سنان الدم من وجه رسول الله ثم ازدردَّه، فقال: "من مسَّ دمه دمي لم تُصبه النار"، فقال النبي "كيف يفلح قومٌ شجوا نبيهم وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟!" فأنزل الله: "لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ"، وبعد ذلك انكشف المسلمون، وأصاب منهم العدو، ومنهم من قال، إن محمدًا قد مات فارجعوا إلى قومكم، ومنهم من صمَّم على القتال عن حوزة الإسلام حتى يموتوا على ما مات عليه رسول الله (ﷺ) ومنهم أنس بن النضر، وهو من قال الله فيه وفي أصحابه: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" واعتذر إلى الله مما صنع هؤلاء، فقال الله عز وجل في خبر موت محمد: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ"
بحسب دار الصفا فهي عباره عن ٧ مجلدات كل مجلد مقسم الى فصلين الان انا فالمجلد الثالث الفصل ٥ مازل هنا الاستمرار فى السيره النبويه ليكمل معانا من غزه تبوك وظروفها ووصفها ومتي كانت حتي يبدا التحدث عم المتخلفين والمنافقين والوفود التي قدمت الى الرسول لمبايعته وايضا من ارسلهم الى البلاد مثل اليمن مثل معاذ بن جبل وخالد بن الوليد حتي حجه الوداع والتحدث هنا بإسهاب ع عدد العمرات وهل هى حجه واحده ثم مم اين يدأ وكيفيه المسير والطواف والخطبه ويوم عرفه حتي ينتهي بنا المطاف لوفاة الرسول ليبدا هنا التحدث عن احداث ليها بدايه الجدل مع الرافضه والشيعه مثل المبايعه يوم السقيفه غسل الرسول وكيفيه الصلاه عليه وانه توفى الاثنين ودفن الاربعاء ومن نزل فى قبره للدفن والارث وخلاف فاطمه مع ابوبكر وهل بايع على ابوبكر ثم التحدث عن زوجاته اولاده ما تركه من الدواب ثم الخاتم والعبيد ثم من خدمه من صحابته لينتهي بنا الفصل الخامس فى المجلد الثالث لنسخه دار الصفا (٧مجلدات _ ١٤ فصل) سلسله البدايه والنهايه التحدث هنا بالاستفاضه وذكر كل الاحاديث الضيعف منها والقوى ما ذكر وكتابه انه حديث ضعيف لا اعرف لماذا ذكره من الاول رغم انوا ضعيف ممكن من باب سرد كل ماذكر عن هذا الحدث ثم ايضا هو هنا وظهور بدايه الخلاف مع الروافض والشيعه يري ان اراء واحاديث اهل السنه اقوي وادل ع العقل . ليستمر بنا الحال وننتقل للفصل السادس
من امتع الاجزاء حتى الان .. متعة حكى المغازى وسرد مالم يبين عادة على المنابر .. وكيف وازن الرسول صلى الله عليه وسلم بين الجهاد والحياة وما كانت أولوياته عليه السلام كحاكم وولى امر المسلمين بل الناس. كيف ينفعل وكيف يغضب وكيف يحكم وكيف يهادن هذا ويعادى ذاك وكيف يخطط ويستطلع وينفذ العمليات العسكرية والاستخباراتية بل وكيف ينفذ الاغتيالات وكيف يتعامل مع الاخطاء العسكرية الفادحة وكيف يتعامل مع الغدر والخيانة. جزء يبين عبقريته وحكمته وبراعة قيادته بنبوته وبشريته عليه السلام.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الضعف أصبح شديد جداً من الخلفاء العباسيين فظهرت دويلات كثيرة في المشرق والمغرب منها الدولة البويهية التي حكمت بغداد أكثر من قرن وتسلطت حتي على الخلفاء أنفسهم والدولة السلجوقية التي ورثت البويهين والدولة السامانية والحمدانية والإخشيدية والعُبيدية الفاطمية في المغرب حتي ادعى ملوكها الخلافة ودخلوا مصر وتملكوها
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_الخامس عشر 816 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل معًا الجزء الخامس عشر من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، وكان تبويب هذا الجزء ما بين سنة إحدى عشر وثلاثمائة - حتى - ست وخمسين وأربعمائة هجرية.
وأبرز الأحداث التي كانت في هذا الجزء؛ استكمال الحكم في الخلافة العباسية، وظهور الضعف والوهن عليها وهي - ما تسمى - بالعصر العباسي الثاني، في ظل الحرس التركي، وبدء ظهور دولة البويهيين، وسيطرتهم على الحكم، وانتزاعهم مظاهر السلطة من أيدي العباسين حتى أصبح الخليفة مجرد رمزًا لا أكثر، حتى أنه كان يتم خلعه وضربه وسجنه وإحلال البيعة منه لخليفة آخر.
تمزق شمل الأمصار من يد الخليفة وتفرق أمرهم، وظهور الفاطميين في المغرب حتى إستيلائهم على مصر، من بعد موت كافور الإخشيدي، والقضاء على الدولة الإخشيدية - ومن بعدها - بلاد الشام وانتزاعها من أيدي القرامطة، وسرقة الحجر الاسود وتوضيح كذب إدعاء الفاطميين لنسب آل البيت، وتوضيح ما كانوا عليه من الزندقة والكفر المحض في الباطن. وعلى الجانب الآخر توضيح أهم الفتوحات في بلاد الهند على يد الغازي محمود بن سبكستين، ومن ثم بدء ظهور دولة السلاجقة.
ذكر غلاء الأسعار وكثرة الفناء على مدار هذه الأعوام في سائر الأمصار - لاسيما - العراق، وكثرة الفتن فيها ما بين السُنة والرافضة، وظهور بدعة الروافض من النياحة على الحسين، ويوم غدير خُمٍّ.
وأشهر من توفي في هذه الأعوام؛
الإمام أبو بكر بن خزيمة - إمام الأئمة، بُنان بن محمد أبو الحسن الزاهد، العابد الزاهد، أبو عبيدة المهدي - أول الخلفاء الفاطميين، الحافظ الكبير أبى حاتم الرازي، بجْكم التركي، أبو صالح المُتعبد الدمشقي، أبو القاسم الخرقي، الإخشيد - صاحب الديار المصرية، أبو بكر الشبلي، عماد الدولة أبو الحسن علي بن بُوَيْهِ، الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي، الشاعر المُتنبي، النقفور ملك الروم - وصاحب - القصيدة الشنعاء، كافور الإخشيدي، الطبراني، سعيد بن أبي سعيد الجنابي ابن رأس القرامطة المسؤول عن سرقة الحجر الأسود، أبو فراس الشاعر، المعز الفاطمي بن عبيد الله أبو تميم - المُدَّعي بأنه فاطمي - صاحب الديار المصرية وباني القاهرة المعزية، الصاحب بن عباد - الوزير الشهير الملقب بكافي الكُفاة، الحافظ الدارقُطني، الملك الكبير العادل والغازي وبطل الإسلام وفاتح الهند ومحطم الأصنام ويمين أمير المؤمنين - محمود بن سبكتكين، أبى العلاء المعري، السباسيري - آخر مماليك البويهين، الملك طغرلبك - أول ملوك السلاجقة، الإمام الحافظ ابن حزم.
كتاب رائع في التاريخ القديم و التاريخ الإسلامي ، لا يخلو طبعا من الخطأ البشري ، لكنه ممتع و سلس في القراءة و غزير المعلومات ، اتمنى ان انتهي من قراءته كاملا ، ثم اكمل تاريخ الرسل و الملوك للإمام الطبري.
الجزء الخامس : يتناول السنة (2) إلي السنة (4) يبدأ ابن كثير في تناول كل سرية قام بها الرسول وكل الغزوات الصغيرة حتى الكبيرة والتي سوف تنطلق من المدينة المنورة تجاه مشركي مكة. ناهيك عن ذكر كل ماله علاقة بأمور الجهاد والحرب والأسرى والتعامل معهم ومقتل المشاهير من كل الفريقين.
يمكن يكون دا أقل مجلد في مجلدات البداية والنهاية الا ان افضل ما فيه سرد وفاة الرسول صلي الله وعليه وسلم وبداية عصر المحن علي المسلمين والاسلام بوجه عام بالنسبة للجزء السادس هو سرد اسماء ومواقف بعض الصحابة العظام