يتكلم هذا الكتاب عن إن النفاق داء وبيل، وانحراف خطير، وشر مستطير، وهومن أخطر الأمراض التي تفسد القلب إن لم يكن أخطرها والإنسان لا يرضى لنفسه النفاق غير أنه قد يقع فيه من حيث لا يشعر، وبالأخص النفاق العملي، وهذا لا يعني أن يقف الإنسان عاجزا عن مواجهته، ويخطئ من يستهين به دون أن يحصن نفسه منه؛ لأنه يسلب من الإنسان كل صفات الخير، ويحرمه من فعل الصالحات، وينتزع منه كل القيم السامية؛ حتى يجعله منبوذاً مدحوراً. وقد جاءت سور القرآن بكشف أهله، وذكر صفاتهم. وسنتطرق في هذا الكتاب إلى تعريف النفاق، وذكر أنواعه، وبيان صفات المنافقين، وسبل الوقاية منه.
محمد صالح المنجد فقيه وداعية وعالم دين إسلامي، ولد في 30/12/1380 هـ ، نشأ وتعلم في المملكة العربية السعودية
ونشأ في الرياض . وأنهى المرحلة الأولى من تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدينة الرياض. ثم أنتقل إلى مدينة الخبر ودرس وتخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بشهادة بكالوريس إدارة صناعية.
إن كان النفاق الأكبر أن يُظهر المرء الإسلام ويبطن الكفر مما يُفضي إلى الخروج من الدين بالكُلية فإن النفاق الأصغر هو النفاق العملي مع أصل الإيمان ... ومن خصال النفاق الأصغر كأن إذا ما حدث المرء كذب ، عاهد غدر ، وعد أخلف ، خاصم فجر... يرتدي زي الصلاح وهو يثير الفتن بالتدليس والمكر اللئيم وما أكثرهم في زماننا... يقوم للصلاة كسولاً ، يؤجلها لآخر وقتها ينقرها كالغراب صلاة أبدان وليست صلاة قلوب ، يبخل بالصدقات شحيحاً ، تراه قليل الحياء كثير الكلام ، لا يأبه لذكر الله ولا التضرع إليه بالدعاء.... الأمر جل خطير فإن خصلة واحدة من تلك الخصال إذا ما استحكمت القلب لتؤدي إلى النفاق الأكبر وتُخلد صاحبها في نار جهنم ...نسأل الله العافية والسلامة... لا أدري ولكن لربما خبيئة صالحة بين العبد وربه تطهر النفس وتزكيها ، تراها يسلمها الله من طاعة إلى طاعة ، وتأمن النفس النفاق والرياء والعجب بفضل من الله وإحسان... لابد وألا نتهاون بما يعد في أعيننا من الصغائر ، فمع الإصرار تؤدي إلى سوء العاقبة... لقد تفضل الكاتب الكريم بعرض موجز بسيط للتعريف بالنفاق وأنواعه ، صفات المنافقين في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الوقاية من النفاق وموقف المسلم من المنافقين... اسأل الله أن يصلح ظاهرنا وباطننا ، وأن تتواطىء ألسنتنا وقلوبنا على الإيمان وتعمل جوارحنا بالإسلام..آمييين 🍃
_ لقد اشتد خوف الصحابة ومن بعدهم من الصالحين من النفاق حتى كان أبو الدرداء "رضي الله عنه" إذا فرغ من التشهد في الصلاة يتعوذ بالله من النفاق ، ويكثر التعوذ منه ،فقال له أحدهم : ومالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق ؟ فقال دعنا عنك ، فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيُخلع منه.
_ قال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي " صل الله علیه وسلم " كلهم يخاف النفاق على نفسه ، مامنهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
_ قال ابن القيم : ( تالله، لقد ملئت قلوب القوم إيماناً ويقيناً ، وخوفهم من النفاق شديد، وهمهم لذلك ثقيل، وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل ) وماعنوا به النفاق الذي هو ضد أصل الإيمان بل المراد به مايجتمع من أصل الإيمان فيكون مسلماً منافقاً. = كيف حالنا منهم؟! ، وهم أهل التقوى والإيمان ويخافون من النفاق... فماذا نفعل نحن في زماننا هذا وقد كثرت الفتن واختلط الباطل بالحق؟! رغم كل ذلك ليس هناك شيئاً صعباً، فأهم شئ إخلاص النية وصدقها ، فحتى يقي المسلم نفسه من النفاق يتحتم عليه التحلي بالصفات الحسنة و الأعمال الصالحة والتفقه في الدين.
( اللَّهُمَّ حسن خُلقنا كما حسنت خَلقنا، واهدنا إلى صراطك المستقيم ، وارزقنا سلامة القلب وأن يكون كل عمل خالصاً لوجهك الكريم لايشوبه ذرة نفاق أو رياء ) 🤲
النفاق داء فتاك، ومن أخطر الأشياء على الأمة .. ذكر ما هو وأنواعه، وأنه غير مأمون فالصالحون يخافون منه، وذكر ٣١ صفة للمنافقين، ثم كيفية الوقاية منه، وموقف المسلم من المنافقين. انا رأيي إنه من أهم المواضيع بالتأمل والدراسة، قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون) رواه البخاري.
قال ابن القيم: "لكل منهم وجهان : وجه يلقي به المؤمنين ووجه ينقلب به إلى أخوانه من الملحدين ، و له لسانان : أحدهما "يقبله بطاهره المسلمون ، و الآخر يترجم به عن سره المكنون .
٢٧/ إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر: { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَ��الِحِينَ () فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ }.
٢٨/ تأخير الصلاة عن وقتها: قال رسولَ اللهِ ﷺ: "تلك صلاةُ المنافقين, تلك صلاةُ المنافقين: تلك صلاةُ المنافقين يجلسُ أحدُهم حتى إذا اصفرَّتِ الشمسُ فكانت بين قرْنَيْ شيطانٍ أو على قرنيِ الشيطانِ قام فنقرَ أربعًا لا يذكرُ اللهَ فيها إلا قليلاً".
٢٩/التخلف عن صلاة الجماعة: عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قالَ: "مَن سرَّهُ أن يلقَى اللَّهَ غدًا مُسلِمًا، فليحافِظ على هؤلاءِ الصَّلواتِ حَيثُ يُنادى بِهِنَّ، فإنَّ اللَّهَ شرعَ لنبيِّكُم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُننَ الهدَى، وإنَّهنَّ مِن سُننَ الهُدَى، ولو أنَّكم صلَّيتُمْ في بيوتِكُم كَما يصلِّي هذا المتخلِّفُ في بَيتِهِ، لترَكْتُمْ سنَّةَ نبيِّكُم، ولو ترَكْتُمْ سنَّةَ نبيِّكم لضَللتُمْ، وفي الرِّوايَةِ الأُخرى لكَفَرتُم ولقَد رأيتُنا وما يتَخلَّفُ عَنها إلَّا مُنافقٌ مَعلومُ النِّفاقِ".
٣٠/ البذاء والبيان: قال رسول الله ﷺ: "الحياءُ و العَيُّ شُعبتانُ من الإيمانِ ، و البَذاءةُ و البَيانُ شُعبتانِ من النِّفاقِ".
٣١/ سماع الغناء: عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه: "الغناءُ ينبتُ النفاقَ في القلبِ كما ينبتُ الماءُ البقلَ".
• من الأعمال التي تعين على الوقاية من النفاق: ١/ التبكير للصلاة، وإدراك تكبيرة الإحرام: قال رسول الله ﷺ: "مَنْ صلَّى للهِ أربعينَ يومًا في جماعةٍ ، يُدْرِكُ التَّكْبيرَةَ الأُولَى ، كُتِبَتْ لهُ بَرَاءَتَانِ : بَرَاءَةٌ مِنَ النارِ، و بَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ".
٢/ حسن الخلق والتفقه في الدين: ققال رسول الله ﷺ: "خصلتانِ لا تجتمعانِ في منافقٍ حُسنُ سمتٍ ولا فقْهٌ في الدِّينِ".
٣/ الصدقة.
٤/ قيام الليل: قال قتادة: "يُقال: قلّما ساهر الليل منافق".
٥/ الجهاد في سبيل الله: قال رسول الله ﷺ: "مَن ماتَ ولم يغزُ ولم يحدِّث نَفسَهُ بالغَزوِ ماتَ علَى شُعبةٍ من نفاقٍ".
٦/ كثرة ذكر الله: قال ابن القيم: "إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل، قال الله عز وجل في المنافقين: ﴿ولا يذكرون الله إلا قليلًا﴾".
٧/ الدعاء: وعن جبير بن نفير قال دخلت على أبي الدرداء رضي الله عنه منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق، فلما انصرف قلت له: غفر الله لك يا أبا الدرداء، أما أنت والنفاق، ما شأنك وشأن النفاق؟! فقال: [اللهم غفرًا، (ثلاثًا) لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، والله إن الرجل ليفتن عن ساعة واحدة فيقلب عن دينه].
٨/ حب الأنصار: قال رسول الله ﷺ: "آيَةُ الإيمَانِ حُبُّ الأنْصَارِ، وآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأنْصَارِ".
٩/ حب علي بن أبي طالب: قالَ عَلِيٌّ: "والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ".
صعبه اوي، اللهم ابعدنا عنا المنافقين، اللهم نعوذ بك من النفاق وان صدر منا منه شئ بغير قصد، النفاق ده طلع ليه دلائل كتير جدا انا كنت جاهل بيها محمد صالح وصلها بطريقه وأسلوب جميل جداااا
الكتاب تحدث عن أنواع النفاق وخوف السلف من الوقوع فيه، وذكر أيضا (31)صفة من صفات المنافقين المذكورة في الكتاب والسنة ، وطرق الوقاية من النفاق وموقف المسلم من المنافقين .