كتاب صغير بطيف، لم يصلنا كاملًا، بل الذي وصل أشبه بالمقدمة، كان مراد الوزير المغربي (هو من أهل بغداد، وسُمي المغربي لانه كان على الجانب الغربي من بغداد) كان مراده أن يكتب كتابًا جامعًا في الأدب، من شعر ولغة وأخبار وأنساب. فطريقته في الكتاب ليست منهجية؛ ولكن لها طابع، فحين يذكر اسمًا يسوق نسبه، وإذا استطرد إلى مسألة في اللغة فصّل فيها. وفي الكتاب فصلان في اشتقاق اسم العرب واشتقاق اللغة، أورد كلّ المعاني وكيف يمكن أن توافق المُسمى، لعل هذين الفصلين هما قيمة الكتاب. - اقتباسات:
وعرض الحجّاجُ قومًا من الخوارج للقتل، فقال أحدهم: إنّ لي عليك حقًا أيها الأمير. قال: وما هو؟ قال: إني حفظت غيبك؛ وذلك أنني كنت في مجلس ابن الأشعث فسبّك وذكر أمّك، فقلت: مهلًا؛ إنّ أبويه كانا كريمَين سريّين، ولكن ما شئت فيه فقُلْ. واستشهد برجل من الأسرى، فشهد له، فقال الحجاج للشاهد: فما منعك أن تقول قوله؟ قال: قديم بغضي لك. قال: أطلقوا هذا لحَقّه، وهذا لصِدقه.ص79 - قال إبراهيم التيمي:كانوا يستحبّون أن يُلَقّنوا الصبيّ حين يُعَرِّبُ أن يقول: لا إله إلا الله.ص 87 - ومنه يقال: شار الدابّةَ يشورُها شَوْرًا؛ إذا عرضها وأظهر محاسنَها، ويقال للمكان الذي يكون فيه ذلك: المِشْوار.ص106 - … عن أبي مالك قال: لم يؤمن مع لوط أحد من الناس إلا بنتان له،يقال لأكبرهما: رَيّةَ،والصغرى: عَروبة.ص109
قال المؤلف: "وكان باعثي على تصنيفه أني رأيت أشعار العرب وانتظامها كلّ مثل حكيم وكل معنى بديع، فرأيت أن جمع ذلك وتهذيبه واختياره وتأليفه يجمع بين النفع بما فيه من الأدب الذي يفتق اللسان ويستقدم الجبان وبين النفع بما فيه من الدلالة على معجز القرآن، إذ كان بتبحر ألفاظ هؤلاء القوم والمعرفة بمعادن ألفاظهم وبمنازع أغراضهم يُعلم مُعجز القرآن علمًا حسيًا ذاتيًا...فعزمت على كتاب أجمع فيه المختار من أشعار العرب والمهذب من أخبارها وبلاغاتها فرأيت أنه ينتهي من الطول إلى حد يفيض على لُمع المعارف...فقصدت إلى هؤلاء الشعراء الأربعة المثبتين في الطبقة الأولى وهم امرؤ القيس والنابغة وزهير والأعشى فجمعت إلى اسم كل شاعر منهم أسماء من يشاكله وأخبرت عن قبيلة كل واحد من الأصل المضاف بمختار أشعارها ومحاسن أخبارها فتهيأ لي من الشعراء زيد على ستين شاعرا وإذا ورد المختار من أشعار قبائل هؤلاء على وفور عددهم مع ما يتعلق بهم من ملح الأناشيد وطُرف المقاطيع ومعارف الأخبار..." وللأسف ما وصلنا مما أراد المؤلف كتابته إلا بضع صفحات حملت اسم الكتاب ولم تحمل غايته