يعمد المغربي عبد العزيز الراشدي (1978) الذي قد يُعَدّ الأغزر بين أبناء جيله، إلى جعل روايته «مطبخ الحب» («دار ثقافة» في الإمارات و«دار الأمان» في المغرب) مطبخاً يحمل خلطة من الأكلات المتنوعة تجمع بين السياسي والاجتماعي والعاطفي، عاكسةً أوضاع الجيل الحالي من الشباب المغربي. هذا ما يخلص إليه الكاتب على لسان أستاذ جامعي يرافق البطل وهو يقول له: «البلد مكشوف والجميع يعرف أعطابه جيداً لكن الناس لا يرغبون في حلها ولا في الحديث عنها. ما فعلتَهُ يا عبد الحق هو أنك تكلمت عن رائحة فم الأسد النتنة التي يعرف الجميع عنها، فاستحققت غضب المهدي ومن يحركه».
بالنسبة لي أهم ما يُميز الرواية من حيت الموضوع ليس هو البعد العاطفي و كل ما يتعلق بالعلاقة بين بطل الرواية عبد الحق و حبيبته سهام، بل البعد السياسي و خصوصاً البعد الاجتماعي المتجسد في إثارة الكثير من المواضيع الاجتماعية و الظواهر السلبية التي تعمق أزمة المجتمع المغربي. التي قد ألخصها باقتباس من الصفحة182: "البلد مكشوف و الجميع يعرف أعطابه جيداً لكن الناس لا يرغبون في حلها و لا في الحديث عنها"
نقط القوة في نظري:
1- العنوان الرائع و المختلف 2- غنى الرواية بالاستعارات و التشبيهات المركبة. 3- غنى الرواية بالمعلومات عن المجتمع المغربي. 4- صدق الرواية و قربها من الواقع المغربي. 5- الطريقة التي قدم بها الجسد. جريئة و صادقة. 6- شخصية " عبد الحق" لا تلعب دور الضحية. 7- شخصية سهام كان لها قرار واضح. لا يوجد تقلب في تطور الأحداث، لكن الأحداث تتطور بشكل تدريجي موزون و مقنع. خصوصاً في نهاية الرواية. 8- رواية سهل الفهم بالنسبة للقارئ المبتدئ، لا توجد أحداث كثيرة أو شخصيات كثيرة و حتى المواضيع الصريحة و الجدية قدمت بشكل بسيط و واضح، كما أنا بساطتها لا تقلل نهائياً من قيمتها الأدبية.
رواية جميلة تكلم فيها الكاتب عن طابوهات المجتمعات العربية عموما و المغربي خصوصا، و لخص لنا المراحل التي تدفع بالشاب المغربي الحاصل على شهادات عليا للهجرة أملا في الحصول على عمل، و كيف يترنح هذا الأخير كل يوم بين ملذات و متع الحياة بإشباع رغباته و قسوتها عليه بنظامها الفاسد. أكثر ما أعجبني أن الكتاب قد كشف الغطاء عن عدة فجوات في المجتمع و التي لا يمكن أن تعالج، فهي كالوباء ترسخت في عقيدتنا منذ الصغر فأصبح الغش و النصب و الاحتيال و التجسس أشياء نفخر بها و نرى من يقوم بهكذا أفعال شخصا (قافزا) و ليس مجرما محتالا.
"البلد مكشوف و الجميع يعرف أعطابه جيداً لكن الناس لا يرغبون في حلها و لا في الحديث عنها" خلاصة القول هذه القولة من الكتاب نفسه، و الذي يلخص الحالة الإجتماعية للمجتمع المغربي، فعكس ما يمكن فهمه من العنوان؛ فالكتاب يعالج قضايا إجتماعية أكثر منها عاطفية و التي تجمع بين الكاتب و حبيبته سهام، و من أهم الظواهر، تلك المتعلقة بالمعطلين و حاميلي الشهادات العليا الذين يعانون من أزمة البطالة و قساوة العيش، و ظلم الوطن...
عبد العزيز الراشدي كاتب مغربي ، قصة الشاب المغربي عبد الحق هي قصة كل شاب عانى من الحرمان ،البطالة ،الظلم ، النفاق الاجتماعي ، وكان ضحية السلطة و الحكومة التي لا تلتفت لثرواتها البشرية ، الرواية تتطرق لعديد الازمات والظواهر الاجتماعية كالبطالة و الحرقة ، ،و السياسية في المجتمع المغربي والتي قد لا تختلف كثيرا عندنا في الجزائر، شخصية عبد الحق تائهة باحث عن وجوده وسط زحام و ظلم وطنه لشخصه ومواهبه و هجران محبوبته سهام التي اكتفت بالرحيل بحثا عن مستقبل اكثر وضوحا ،مالم يعجبني في الرواية هو طريقة السرد التي لم تكن واضحة ، وبعض العبارات التي لا تليق،.
[تحتفي الرواية بمعضلة اجتماعية ينوء تحت وطأتها السارد وتكرهه على الركون إلى هامش الوجود الإيجابي في الفضاء. يتعلق الأمر بأزمة العطالة عن العمل والتي عصفت بجيل بكامله من الشباب المغربي وأسفرت عن ظاهرة الهجرة السرية إلى أوربا. ولئن كان التراكم السردي المغربي قد احتفى ولو بطريقة خجولة بهذه المعضلة ونشير تحديدا إلى بنسالم حميش في ’سماسرة السراب’، فإن ما يسم الاقتراب السردي منها في نص ’مطبخ الحب’ يتمثل في سعيها إلى القبض على الجذور العميقة لهذه المعضلة وتبعاتها الكارثية على حاضر المجتمع ومستقبله من خلال التركيز على شريحة الشباب. وتتمثل فرادة هذا الاقتراب حسب تصوري في احتفائها السردي بفعل ’الاحتجاج’الذي تقدم عليه الذوات المعطلة ضد هذا الوباء الذي يعزلها عن دائرة الفعل الإيجابي ويرغمها على الإقامة في مناطق الظل والعتمة. تلفى الذات القارئة نفسها مشدودة إلى العنف المادي الذي تفصح عنه السلطة كي تقمع هذا الاحتجاج والذي يوازي العنف الرمزي الاجتماعي الموروث من الماضي:
’.. ورجال الأمن يقفون صفا طويلا أمام البناية لمنعنا من أي تقدم، وحين تجيئهم أوامر الضرب يتجهون صوب الجمع بسرعة وينهالون دون رحمة على الأجساد... نسيت النعيم الذي كنت أعيش فيه خلال سنوات الدراسة، حين كنت مختبئا في شرنقة بدعوى التعلم، وعرفت وضعي جيدا؛ كنت عالقا في ممرات الحياة’ الرواية، ص، 37]
عن محمد بكري (جريدة القدس العربي)
This entire review has been hidden because of spoilers.
"فلعلنا نقف يوما على أعطال جسد الوطن بأكمله معترفين بما يؤلمنا دون أن نحاول إخفاء الثقوب والابتسام مدعين أن كل شيء على ما يرام "
القصة تتحدث عن شاب جامعي طموح يبحث عن لقمة عيشة لكن ينصدم من الواقع المرير الذي لم يكن في حسبانه ويصادف فتاة تكون له ملجئ آمن له
كل شخص يتخرج يتوقع ان يحصل على وظيفة بكل سهولة بسبب ورقة رسمية تثبت إكمال الشخص لتعليمه لكن الحياة تفاجئنا بصفعات تهرقنا حتى نقع على الارض من فرط التعب، لا الشهادة تغني او تعبك يجلب فائدة اذا لم يكن لك معارف ليتوسطوا لك. القصة ناقشت العديد من المواضيع المهمة كالعطالة وانتشار الفساد في البلاد مثل الرشوة والاختلاسات والطرق الغيرشرعية التي قد يسلكها الفرد ليجد قوته يومه. بالاضافة الى الهجرة الغيرشرعية التي يعتقد الفرد انه يهرب من جحيمه السابق الى مكان يكون له كالجنة.
لا أنكر أن العنوان جذبني بادء الأمر قبل قراءة الرواية أنني مقبلٌ على ملحمة حب تنتهي بالحب في المطبخ! لكنَّ الرواية كانت مخادعة قليلاً بالعنوان فالحب الذي حدث بالمطبخ هو حب عبد العزيز للكرسي المحشور بين الثلاجة ومدخل المطبخ، حب الشباب الخارجيين على الحياة المتأملين بالاستقرار والحب والعيش الهانئ إلى صدمة ما بعد انهاء الجامعة ، صدنة البطالة ، الحب الذي يجعل الشباب تشتري الأجساد ليعتاش الطرفان كلٌّ من الآخر حسبَ حاجته ، فطرفٌ يعتاش على اللذة الغالية جداً وطرفٌ بعتاشُ على الفتات الذي يعطيهِ الاطرفُ الأول وإن لم يذكر الكاتب هذا صريحاً إلا أن منزل عيشة وما يحدث فيه أوضح من أن يذكر . كشابٍ عربي من بلاد الشام هناك بعض الجزئيات لم تكن تهمني كثيراً في الرواية كمعلوماتٍ عن بلد الكاتب وبعض العبارات بالدارجة المغرببة التي لم افهمها ، لكن رسالة الكاتب وصلت وللاسف هذه الاحداث واقعة ومُعايشة في كلِّ بلدٍ عربي لكن من الجميل أن خلط هذه الأحداث بقصة الحب هذه والجميل أيضاً أن البطل تعذب في هذه القصة كما تعذب في حياته وكأنما يخبرنا الكاتب أن هذا هو واقع أغلب الشباب العربي ، لا عمل ولا زواج فهروب خارج البلد ف يا بتصيب يا بتخيب! وهنا خابت مع بطلنا المنكوب تقييمي للرواية ٣/٥ للأسباب التالية ١. سطور الرواية محشوة حشواً بالصفحة ٢.كل فصل أكثر من ٢٠ صفحة متتالية وهذا الشيء مرهق بالقراءة ٣.النسخة التي بحوزتي ورقها سيء ٤.كثرة التشبيهات والاستعارات بالرواية..هي ليست رواية أدبية بحتة بقدر الفكرة التي تريد ايصالها ٥.كثرة تكرار البطل أن سهام قامت بتنظيمه واعادة هيكلة كيانه الخ أكثر من مرة وبالآخر هجرته دون رجعة .