يتناول هذا الكتاب موضوعًا جديدًا، إلى حدّ ما، في الفكر السياسي العربي المعاصر على الرغم من كثرة الحديث عنه في الصحافة ووسائل الإعلام والمنتديات السياسية والندوات الفكرية. وهذا الكتاب هو ثمرة أبحاث ندوة تحمل الاسم نفسه شارك فيها نخبة من الباحثين والمفكرين العرب. كما أنه يعكس ببحوثه المتنوعة والخلافية، الحيوية الفكرية التي أطلقها تسلّم الإسلاميين الحكم، وهو يتناول الاتجاهات الفكرية التي تحدّد المسارات السياسية لهذه الجماعة أو تلك، وكذلك التجارب العيانية في تونس ومصر والعراق والسودان، فضلًا عن حزب الله في لبنان. كما أنّه يحاول ربط السجالات الفكرية والمجادلات السياسية بمفهوم الحرية التي هي غاية الإنسان في سعيه لإحداث تحوّلات اجتماعية في نطاقه الإنساني.
وتنوعت موضوعات هذا الكتاب، فتناولت فكر النهضة والثورات العربية، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، ونتائج الانتخابات المصرية بعد ثورة 25 يناير، وتفاعلات الدين والأيديولوجيا والتيارات السلفية في مصر، والوسطية الإسلامية، والقوى الإسلامية وتحالفاتها قبل الربيع العربي وبعده، ونقد ولاية الفقيه لدى محمد مهدي شمس الدين. وتناول باحثون آخرون تجارب الحكم في السودان ومصر وتونس ولبنان والعراق، فضلاً عن قراءة سياسيّة وتاريخيّة واجتماعيّة لتجربة حزب الله في السياسة اللبنانية.
موقع المركز العربي للأبحاث ودراسةالسياسات: http://www.dohainstitute.org/portal
تقييم الكتاب بشكل مُحدد صعب كونه عبارة عن مجموعة دراسات طُرحت في مؤتمرات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بخصوص الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي
أهمها برأيي
ثلاث دراسات تتناول نفس الثيمة الرئيسية وإن كان بدرجات مختلفة فان كانت دراستا "الاسلاميون في طور تحوّل " و " القوى الاسلامية والتحالفات المبرمة" واللتان تدرسان حالة حزب العدالة والتنمية المغربي تمران بشكل عارض ولكن مهم على فكرة التحولات التي تطال الحركات الاسلامية عند امتزاجها ببُنى الحكم والسياسة , سواء منظوراتها الفكرية وتعاملها مع مفهوم الديمقراطية وآلياته كما في الدراسة الأولى , أو في الممارسة السياسية العملية من خلال دراسة التحالفات المٌبرمة كما في الدراسة الثانية , فإن دراسة عبدالوهاب الأفندي تطرح في دراسة " الحكم الاسلامي من دون اسلاميين" من خلال دراسة تجربة الحركة الاسلامية في السودان وحكمها , سؤال : ما الذي يجعل تيار ما اسلامي من جهة موضوعية متجاوزين ادعاؤه لنفسه أم لا ؟ وكيف يبقى يُعتبر كذلك بعد اجتياف البنية السياسية له في حالة وصوله الحكم كما حدث في التجربة السودانية ؟ وهل يمكن ذلك من الأساس ؟
دراسة "صعود اسلامي ام فشل علماني ؟" لمروة فكري تناقش الأطروحة الشائعة لتفسير فوز الاسلاميين في الانتخابات بعد ثورات الربيع العربي بإدعاءات اعتمادهم الكلي على الأوساط الفقيرة واللامتعلمة , فهي تقوم بدراسة احصائية لهذا الموضوع من خلال كل الانتخابات التي شارك في الاسلاميون في مصر بعد ثورة 25 يناير , سواء مجلس النواب , الاعلان الدستوري للمجلس العسكري , الرئاسة , والدستور
بالتأكيد هناك دراسات أخرى تستحق القراءة ومهمة ولكن هذا ما شعرت بالحاجة لذكره هنا