أين أجدك الآن؟ بقي ميلٌ واحدٌ على المنزل ياذيبان، من الأفضل أن أناديك باسمكَ الذي اخترته أنت، أكنت مرتابًا حتّى من اسمك يامتعب؟ قل لي إذًا بعد كل هذا العمر، إلى أين يأخذك الارتياب من كل الأشياء؟ كلنا نعرف أن الارتياب شيء ثمين، والشك شيء أثمن، ولكن لايجوز أن يكون كل مانملك، ها أنت مازلت تمشي وحيدًا بصحبة ذاكرة متعبة، تَودُّ الإسراع في المشي ولا تستطيع، قدماك ماعادتا تحتملان
؛ ؛ هنا قصص الأجداد التي لم يُمهلهم الوقت لسردها. دافئة، وحميمية. نصف جمالها في اللغة البسيطة والسلسة والنصف الآخر في ثقافة الكاتب التي استعرضها بشكل أنيق جداً. .
تتناول #ارتياب تقاطع حقبتين، وجيل يحاول الإنسلال من تحت عباءة جيل آخر. تغيّرات تتعاقب، وقصص تتوالى متشابهة حيناً ومتباينة أحياناً. تصف الحياة الاجتماعية في فترة ما قبل وما بعد الطفرة النفطية في المنطقة. .
كان #مما_قرأت في هذه الرواية #الاقتباس التالي: "آمنت أن الروائي الخلاّق وإن كان يجيد فن الكذب في سرد الحكايات، فإنه يكتب بصدق" و #أعترف هذه الرواية كُتبت بصدق أقرب ما يكون إلى نفض الغبار عن وجه الحقائق التي لا نرغب في سماعها عن ماضٍ ليس بذلك النقاء الذي نتخيّله. .
أحببت البُعد الإنساني والفلسفي فيها. ووصف العلاقات المضطربة بين الأب وابنه والرجل وزوجه والأحقاد الدفينة والحسد الذي لا يجرؤ أحد على الخوض فيه رغم أنه يظهر جليّاً في التعاملات بين الجيران والأصدقاء وحتى بين الأخوة في الحي الشعبي الصغير وكيف تذوب تلك المشاعر السلبية كلما استشعر المرء ضعفه وأدرك حقيقة فنائه المحتوم. وكذلك العلاقة الأعمق بين الإنسان وذاته وما يطالها من شك وريبة وقناعات يحدث أن تخذلنا أو نقوضّها قسراً لتتماشى مع رغباتنا التي غالباً ما نجد مبررّاً لشرعيتها وصلاحها.
.
تقع في 400 صفحة من القطع المتوسط. استمتعت باستغراقي فيها، واستوقفتني النصائح التي مررّها الكاتب من خلال النص في الفصلين الأخيرين حول كتابة الرواية. أجدها #تستحق_القراءة .
مُلخص بعد إلغاء الرق في المملكة العربية السعودية يتغير مصير الكثيرين. كان منهم مبارك العبد الذي عامله سيده بالمعروف وعلمه، فاختار البقاء لديه ولم يتركه إلا بعد أربع سنوات من تحرره؛ ليبدأ حياة جديدة كرجل حر مستقل. وكان منهم أيضاً ذيبان الرجل الحر الذي استعبده زوج أمه بالذل والظلم، فهرب من أهله وحرر نفسه؛ ليبدأ حياة جديدة هو الآخر كرجل حر ومستقل. التقي ذيبان بمبارك في المنطقة الشرقية ومنذ ذلك اللقاء يرتاب ذيبان في مبارك وفي كل شيء. يمضي كلاً منهما في حياته المهنة والأسرية ومن وقت لآخر تتقاطع أقدرهما وتتطور علاقتهما (ثمة عداء ينمو مثل شجرة وحيدة في فناء بيت صغير، مثل السدرة التي في مقدمة دار ذيبان، أيهما سيُصبِح أكبر ، السدرة أم الكره المتنامي بين الجارين؟).
تنقسم الرواية إلى جزئين، يسرد الجزء الأول راو عليم غامض، يكشف عن شخصيته في الجزء الثاني، ويقرر أن يكتب رواية عن خيبة القناعات الزائفة (من العبث أن تتوقف القناعات عن النمو والتحول، ستنتهي الحياة حينئذ). وبعدما تكتمل لديه قصة ذبيان ومبارك يدرك أن (ثمة أشياء لدى كل إنسان يود الخلاص منها، البعض خلاصه في حرقها، وثمة من يمحوها، وهناك من يتخلص منها بتدوينها).
خلاصة تناقش ارتياب مفهوم الحرية والتحرر ومدى إدراك الإنسان للقيود التي تكبله، وقدرته على التحرر منها، سواء كانت القيود التي يختارها أو التي تفرض عليه، القيود الناتجة عن ارتياب الإنسان في نفسه وفي الآخرين، والقيود التي تتوارثها الأجيال، وأيضاً تشير إلى تغير القيود حسب مراحل العمر.
يرى الناقد السعودي محمد العباس أن الرواية السعودية ما زالت تراوح بالهامش الثقافي. هذه الرؤية لا تمنع من الإعتراف بوجود صفوة مميزة من الروائيين السعوديين بالفترة الحالية ومن أبرزهم الاستاذ بدر السماري.
"ارتياب" رواية جميلة مكتوبة بعناية. بدر السماري يمشهد بطريقة تلفزيونية بحرفية عاليه ويسرد الأحداث بتشويق وإن عابه الإسهاب بالسرد الوصفي بعض المشاهد الثانوية. حصيلة وافرة من الجمل المثرية للنص متمثلة بخبرات الروائي بالحياة بمقدمة الفصول reflections.
إن اختيار الضمير بالرواية من الخيارات الفنيه المتاحة للروائي لكني لم أحبذ الجمع بين ضمير المتكلم والمخاطب. عاب الروايه الشرح الفائض المستفيض لتفسير أحداث الرواية حيث يفضل أن يترك للقاريء الواعي الإجتهاد في التأويل.
أبدع الروائي في رسم أبعاد شخصية "ابن معتاز" وتداعياتها النفسية والجسدية. مشاهد عديدة مؤثرة تخدم النص كحفلة حمد الطيار ومعاملة زوجاته وأبناءه قبل وبعد مرضه وتضرعه بسجوده.. مكتوبة بامتياز يقارع نضج شخصية "صبحي المحملجي" عند عبدالرحمن منيف في مدن الملح.
اقتنيت هذه الرواية من زيارتي لمعرض الكتاب بجدة بناء على توصية البائع في ركن دار أثر وأنا ممتنة له ، أصبحت أتطلع لأعمال الكاتب القادمة بعد هذه الرواية ...
أستطيع القول بأنها هي من أرجعت اهتمامي بالرواية السعودية لمؤلفين معاصرين :)
عمل روائي عظيم جداً اعجبني التناغم بين الشخصيات وانتقاله من جيل الى جيل بنفس الحماس . تمنيت اني مُبارك ❤️ احببته واحببت تفكيره احببت ايضا صمت ذيبان المُهيب ، اعجبتني شخصية متعب جداً . دائما احب الكاتب الذي يشاركنا اغانيه وكتبه المفضلة ، الكاتب الذي لايبخل في كتابه على قرائه بشي ! الكاتب الذي يسطر لنا حصاد قراءاته ببساطة وسلاسة ! كنت عظيماً يابدر ، كنت بليغاً وصادقا كما علمتني مادة البلاغة اننا لانريد من الكاتب سوى الصدق عندما يكتب مشاعره وعواطفه التي نشعر بها نحن في مواقف مختلفة من الحياة. ٥ نجمات اضعها بكل حب لهذا العمل الذي ابكاني من شدة صدقة في بعض المواقف التي شعرت بها من قبل.
الرواية ممتعة، تمنيت لو بقي السارد مخفيا، لأنه حين ظهر، لم يعد الراوي العليم وأصبح تصديقه صعبًا.. بدايات العلاقة بين غزيل وذيبان كانت تحتاج لنهاية مماثلة، لا مخيبة كالتي حصلت، نحتاج لقصة مقنعة تحدث بين محبة فيصل وغزيل.. الفصول تحتاج للخبطة أكثر، وللغة أعلى في بعض المواضع باستغلال الاستعارات..
بدر السماري يستطيع التدفّق بقوة وبحرية وبلغة ليس لا أن تنقطع إلا وتكثر ولكنّ ذا جميل وخطر ! فلو أنّه ركّز قليلا حول ما بلغه الجمال غايته و" شخبط " بشدّة و" من قلب " على ما سقط عنقه متدنيا ومملا وطويلا و" أوف " متى تنتهي الرواية ؟؟ الحياة البدوية ومواقف محببة للنفس وقريبة ولكننا حين نغلّق صفحات الكتاب نجد أن الوهن أصابنا " وأخيرا "
سوق المشاية وغزيّل وعينا الذئب ومبارك لو اقتصرت عليهم يا بدر السماري لأحببنا رواياتك القادمة أما الآن فلا :) لأنّها تقطّعت حبائلها و بردت أطرافي و أوشكت أن ألفظ نفسا قرائيا آخيرا حتى أنهيت صفحاتها
ولكن ما تزال لغتك قويّة ولو أن فيها نعومة نوعا ما :) !
تقع في ٤٠٠ صفحة ، استمتعت بإستغراقي فيها .. و استوقفتني النصائح التي مرّرها الكاتب في الفصلين الأخيرين حولة فن كتابة الرواية ..
تُناقش هذه الرواية إرتياب مفهوم الحرية و التحرر و مدى إدراك الأنسان للقيود التي تُكبله و قدرته على التحرر منها .. القيود الناتجة عن إرتياب الأنسان في نفسه و في الآخرين ، و تُشير إلى القيود و تغيُرها حسب مراحل العُمر ..
إرتياب .. عمل روائي عظيم أعجبني التناغم بين الشخصيات و إنتقاله من جيل لأخر بنفس الحماس ..
هناك فرق بين معرض جميل و منزل جميل ... الرواية لابد أن تكون منزل جميل ... في ارتياب بداية غامضة مرتبكة ... ثم مالبثت أن إزدادت شخوص الرواية وضوحاً ... هناك مباشرة في بعض الأجزاء ... و تفريط في البعض الأخرى ... هناك أقحام في أجزاء ... وتجاهل غير مبرر في أجزاء أخرى ... لا شك أن النهاية كانت ضعيفة جداً ... لكنه أجاد في شخصية الرجل الذئبي ...
استطاع الكاتب في هذه الرواية ان ينقلك الى الحالة النفسية لابطال الرواية ويجعلك تغوص في اعماق النفس البشرية بكل تراكماتها و خيرها و شرها و قبل ذلك ضعفها سردها سلس و مشوق و سهل تجعلك ترغب بإنهائها بسرعة لتعرف ماذا حصل لأبطالها
كتاب يتحدث عن حقبة نشوء شركة أرامكو ، والتكور الاجتماعي الذي صاحب ذلك,, القسم الأول من الكتاب أكثر جودة من القسم الثاني ، الذي أصبح سخيفاً السرد فيه مشتت، حيث تحتاج إلى وقت لتعرف صوت من يتحدث، وعن من
* يابني لاتخف من المرأة التي تخرج للعمل ، ولكن احذر من المرأة التي تقرأ . * أنت رجل بلا امرأة مثل فزّاعة في حقل . * لا تترك أثرك على الكتب الملهمة بعد قراءتها ، لاخطوط تحت الجمل المهمة ولا هوامش على جوانبها أنت بذلك تكشف مايدور في ذهنك للآخرين .
”أنا وجيلي نتمنى أن نقرأ سيرة آبائنا حتى لا نكرر أخطائهم.“ قراءة سيرة آبائنا يا متعب قد لا تضمن حمايتنا من تكرار أخطائهم، لكنها ستجعلنا نعيش حياتهم من جديد، ستُعرِّفُنا بهم وستُعرِّفُنا بأنفسنا من خلالهم، نحن لن نعرف أنفسنا حقاً حتى نعرف آبائنا، فنحن امتدادهم، امتداد آمالهم أو خيباتهم. (نعم يا متعب، قلدت لتوي أسلوبك في الكتابة)
تجري أحداث الرواية من بداية السبعينات حتى الألفية الأولى، وتدور حول ثلاث شخصيات رئيسية من الجيل الذي عاصر الطفرة في السعودية وهم: ذيبان، ابن معتاز، مبارك. حُبكت الشخصيات الثلاث باتقان، كل شخصية منها تستطيع تخيلها أمامك وتخيل تعابير وجهها وطريقتها في الكلام أو الصمت. ارتبطت كثيراً بشخصية ذيبان، هو شخصية هامشية في المجتمع، ولو كنا نقطن ذات الحي لربما سمعت عنه وصف أنه شرّي أو حقود أو غيور أو في أحسن الأحوال غريب أطوار، لكنني تعاطفت معه وفهمت تفضيله الصمت وارتيابه من جميع ما حوله. أما ابن معتاز، السمين المغازلجي الكشّيخ، أحببته رغم أن عينه زايغة، فهو صديق مثاليّ، وهو شخصية موجودة في كل مجتمع خليجي،بل في كل فريج ستجد ابن معتاز. بينما مبارك هو أحد الذين دخلوا المجتمع بعد إلغاء الرقّ، فكان في البداية خائفاً مرتاباً متهيباً من الناس الذين وجد نفسه فجأة في وسطهم، لكنه كان حريصاً على تطوير نفسه ثم حرص على تطوير محيطه، ولم يلقِ بالاً للعنصرية المتجذرة في المجتمع بل قدّم للآخرين ما لن يقدموه له أبداً لو كانوا مكانه، وكان من الشخصيات التي تطورت بشكل رائع عبر الأحداث.
كان أسلوب السرد في هذه الرواية متنوعاً بشكل مثير للاهتمام، فقد جاءت في قسمين: القسم الأول كان السرد فيه يتناوب بين ضمير الغائب وضمير المخاطب (وهو أسلوب نادراً ما نراه في الأعمال الروائية)، بينما القسم الثاني كان بضمير المتحدث، حيث يكمل السارد الأحداث بالحديث عن نفسه وعن كيفية كتابته للرواية. ربما في عمل آخر لم أكن لأستسيغ هذا الدمج في أساليب السرد، لكن هنا أعجبني، غالباً لأنني أحببت الرواية وشخصياتها، ولم أتملل حتى في المواضع التي تستفيض في تفاصيل زائدة لأنني ارتبطت بالشخصيات ولم أمانع الاستزادة من تفاصيل حياتها. أكثر ما أعجبني في العمل أنه لا يطلق أحكاماً على شخصياته ولا يتذمّر من المجتمع والبلد، كان يحكي القصص بكل بساطة، ويركّز على الشخصيات، فتُعايشهم وتتعاطف معهم وتغضب منهم وتحزن عليهم وتفرح لهم، وهكذا يجب أن تكون الرواية. أعجبني كذلك أن الرواية قدمت موضوع الغيرة بين الرجال بشكل مباشر وواقعي، الشخصيات لم تفهم منبع هذه المشاعر ولا كيفية التعامل معها، لكنها كانت تشعر بها. حتى قصة الحب (إذا كان يمكن تسميتها كذلك) بين ذيبان وغزيّل كانت واقعية ونهايتها منطقية للغاية بالنسبة لتركيبة الشخصيات، رغم أنها أحزنتني.
لم أكن متأكدة أنني سأقرأ هذه الرواية يوماً ما، وكانت مرشحة قوية لمغادرة المكتبة (الحمدلله أنني أبقيتها)، والسبب هو العنوان مع الغلاف اللذين يوحيان بأن العمل سوداوي وكئيب، لكن دعوني أخبركم أن الرواية الرائعة هذه لا علاقة لها بغلافها أبداً، في رأيي أن الغلاف الأنسب هو صورة فوتوغرافية من السبعينات أو الثمانينات الميلادية لشارع سكني في الشرقية أو ربما لرجال من تلك الحقبة، متأكدة أن مبيعات العمل ستقفز لو كان غلافها صورة قديمة!
ثلاث شخصيات رئيسية تعيش جنبا إلى جنب في حي البادية .. تنتقل الفصول بينهم تحمل جزءا من حياتهم في كل مرة .. وبينما تدور الحياة فيما بينهم نرى المجتمع السعودي الصغير في مجلسهم وطعامهم وتعاملهم .. ويبدو ذلك اهم اسباب استمتاعي بالرواية .. تطور الحياة في حي البادية .
(مسرح الحياة كبير والكل منشغل بتأدية دورة ،لكن لا أحد يتوقف لمشاهدة العرض لربما يتعظ. سحب مبارك نفسا عميقا وقال : لا أحد يتعظ من غيرة، الكل يود خوض التجربة) في الجزء الثاني من الرواية يظهر الجيل الأصغر وكيف تحركت الحياة بهم .
أكثر ما أثار إستيائي أثناء القراءة ( نوعية الورق ) و( صعوبة فتح الكتاب أثناء القراءة) !!!!
الرواية جيدة، تفتقر للتماسك قليلا ولكن بشكل عام رواية تلقي ضوءا غير مصطنع على البيئة السعودية، تخلو من الخطابات المؤدلجة والمتكلفة فيما يخص الدين والسياسية والمرأة. أعجبتني الرواية حيث أنها تقدم سردًا ذكوريا مليئا بالرهافة والتواضع والبساطة.