في تيه أولي العزم اثناء ترحالي في سيناء كنت أري أجزاء كثيرة مما قرأته في آيات القرآن وكتب التاريخ أراه في دروب نحتتها حوافر الخيل وخفوف الجمال في صخور الجرانيت الصلبة من آلاف السنين اقرا قصه موسى وعصاه في عيون الماء التي تؤدي إليها تلك الدروب أشم رائحه المن والسلوي في أيام ربيعها القليله أتأمل كتابات الروم على صخورها أثناء هروبهم من نيرون روما اتفكر في قصص هارون وشعيب وبئره داخل الدير ورحله بني اسرائيل وعين حضيروت ورحلتهم إلي بيت المقدس والكثير من المشاهد التي تدل على قيمتها للدنيا وحين يسكن الليل وتضيء نجومها تتذكر قدوم عيسى ومعه مؤمني الدنيا إنها سيناء التي في خاطري
من الكتب القليلة التي تصف حال المجتمع المصري ... كلمة مصري في عقول الكثيرين لا تعني سيناء رغم ان الكاتب اثبت اصالة سيناء المصرية .. ده كتاب كتبه لبناني يعمل في الجيش البريطاني و كتاب وصف مصر كتبه عساكر في الجيش الفرنسي
و ده يدل على احترام العدو لنفسه و عقليته و انه دارس اي دولة دراسة متمحصة برغم اننا كمصريين منعرفش ايه حدود مصر ولا نعرف تاريخها
في البداية حتي يزول الالتباس لدي البعض و قد وقعت أنا شخصيا فيه أن الكتاب له إسمان وضعهما بنفسه المؤلف. الأول ( تاريخ سيناء القديم و الحديث و جغرافيتها و بداوتها مع خلاصة تاريخ مصر و الشام و العراق و جزيرة العرب , و ما كان بينهما من العلائق الحربية و التجارية ) و الإسم الثاني المختصر الذي اختارته مؤسسة هنداوي الفاضلة لطبعتها هو ( تاريخ سينا و العرب ). للإحاطة بكل تفاصيل شبه جزيرة سيناء من الناحية الجيوسياسية و الديموغرافيه و التاريخية كان لابد للكتاب أن يتوسع خارج حدود سيناء المثلثة . وبالفعل شمل مختصر تاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام وبعده و كذلك تاريخ الشام و سوريا و العراق و تركيا. أعجبني الفصل الأخير المسمي (السوري في مصر ) . هذا الفصل لو نشر في أحد الصحف الحالية ما استطاع أحدا أن يجزم بحقيقة كتابته منذ أكثر من 100 عام . السوريين في مصر أصحاب فضل و همه خاصة مع تصاعد دعوات بعض الجهلة لترحيل أو التضييق عليهم.تخيل أن جريدة الأهرام و الأخبار الحكوميتين وعشرات الصحف و المجلات من تأسيس سوريين . مكتبة الهلال و المعارف وغيرهم كثير من تأسيسهم . أول من أدخلوا الألة الكاتبة بشكل تجاري .أول من أسس الفرق المسرحية في مصر. غير النشاط التجاري و العلمي . كذلك أعجبني الفصل الخاص بترسيم الحدود بين الخيديوية المصرية و سوريا العثمانية. الفصل ده بالذات دحض بعض الدعوات الشعبية –و إن كنت من أنصارها حتي قراءة هذا الفصل- القائلة أن مصر فرطت في قرية (أم الرشراش) أو (المرشش )كما يسميها الكتاب المحتلة حاليا و حولها اليهود لمدينة و ميناء إيلات مقابل الاحتفاظ بطابا عند اللجوء للمحكمة الدولية لفك النزاع بعد حرب أكتوبر 1973. لأن الكتاب يحتوي علي خريطة تعود لعام 1914 قام برسمها ضباط انجليز لدي مصلحة المساحة المصرية كانت نتاج لجنة مشتركة من خبراء ترسيم الحدود لدي الدولتين العثمانية و الخديوية المصرية حددت بدقة الخط الفاصل بداية من رفح شمالا حتي رأس طابا جنوبا.
كتاب جميل جدا يوصف سيناء في اواخر ايام الدولة العثمانية, يوصف طبيعه اهلها وقبائلها وجغرافيتها , يوصف العريش والشيخ زويد ورفح التي مسحت الان من الخريطه كتاب رائع بمعني الكلمه
يتناول الكتاب جغرافية سيناء الطبيعية والإدارية، بالإضافة إلى دراسة مفصلة عن سكانها، خصوصًا البدو، من حيث اللغة، الديانة، العادات، والتقاليد. كما يغطي تاريخ سيناء منذ العصور القديمة حتى أوائل القرن العشرين، مع ربطها بتاريخ مصر، الشام، العراق، وجزيرة العرب.
يتسم الكتاب بالدقة حيث استفاد المؤلف من عمله في المخابرات المصرية والبريطانية، مما أتاح له جمع معلومات ميدانية دقيقة عن سيناء وسكانها كما انه سلوبه سلسل لذلك يعد مرجعًا هامًا لكل من يهتم بتاريخ وجغرافية سيناء. ورغم بعض الملاحظات المتعلقة بالرغم من قدم بعض المعلومات حيث ان الكتاب صدر عام 1916.