يجئ كتابنا الذي بين يديك لطرح أنماط الانحراف عن فطرة الألوهية والتدين، والتي تعارفنا عليها باسم الإلحاد، والتي نرصدها بالتأمل العقلي في المجتمعات المعاصرة، كما نقوم بإظهار ما في هذه الانحرافات من عَوَار وتهافت، والرد على ما يطرحه الملاحدة من حجج بالمنهج العلمي، كما نهدف بكتابنا إلى إثبات أن العلم المعاصر في شتى فروعه (الفيزياء والكون والحياة وعلوم المخ والأعصاب والنفس) قد قدم الأدلة القوية في قضية الوجود الإلهي، حتى صارت الأدلة بابًا واسعًا للاستدلال على عقيدة الألوهية والتوحيد، تمامًا كما نشأ علم الكلام منذ قرابة الألف عام. لقد صرنا - بلا شك - نحيا في زمان تحقق قوله تعاللا: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: 53). د. عمرو شريف
عمرو عبد المنعم شريف أستاذ ورئيس قسم الجراحة - كلية الطب - جامعة عين شمس مع التخصص الدقيق في جراحات الكبد والجهاز المراري وجراحة مناظير البطن وجراحات الحوادث. حاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة مع تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1974م ودرجتي الماجستير عام 1978م والدكتوراه عام 1981م في الجراحة العامة من جامعة عين شمس. عضو مؤسس للجمعية الدولية للجراحة والجمعية الدولية لجراحة الكبد والبنكرياس والجهاز المراري - سويسرا.
اختير المدرس المثالي على مستوى جامعة عين شمس عام 1984م والطبيب المثالي على مستوى الجمهورية عام 1988م. محاضر في موضوعات التفكير العلمي ونشأة الحضارات والعلاقة بين العلم والفلسفة وبين الأديان.
من مؤلفاته: رحلة عقل, كيف بدأ الخلق, المخ: ذكر أم أنثى تناول فيه الفوارق التشريحية والوظيفية بين مخ الرجل ومخ المرأة؛ وانعكاس ذلك على مشاعر وسلوك وأسلوب تفكير كل من الجنسين, أبي آدم: من الطين إلى الإنسان طرح فيه مفهومًا جديدًا حول نشأة الإنسان عن طريق التطور الموجَه, رحلة عبد الوهاب المسيري الفكرية عرض فيه (من خلال فكر د. المسيري) إيجابيات وسلبيات الحضارة المادية الحديثة، وأسوأها ظهور الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل.
*الكنيسة عذبت المفكرين والعلماء ، لكن احنا مصلبناش الحلاج ولا شوينا أطراف عبد الله بن المقفع ، ولا حرقنا كتب ابن رشد .. ولا اضطهدنا الطبري ..
*معظم العلمانيين لادينيين .. قول سبحان الله
*الحرب العالمية هي الحرب الوحيدة التي لم تقم لأجل الدين .. حيث أنه لم يُرد مثالًا غيرها ، ولكنه لم يثبت أن في عشرات الحروب والقتلى والمعذبين بأبشع الصور باسم الدين ، وتحت حماية رجال الدين وتأييدهم ومباركتهم ..
* فرويد قال إن الجنس هو المحرك الأساسي للإنسان ، داروين بيقول إننا أصلنا قرود بفلوف يطبق نظرياته على الكلاب ثم يعممها على الإنسان ويقول أن الفروق بين الإنسان والكلب طفيفة وليست جوهرية _ حسب كلام مؤلف الكتاب نقلًا عن الميسيري _ هكذا بمنتهى الاجتزاء يشرح نظريات تأخذ كل واحدة فيها صفحات بحجم كتابه ليجملها في كام سطر مستغلًا جهل القارىء . وتعاطفه مع موضوع الكتاب وبالتالي تصديقه ..
* العلماء اللي اخترعوا الاختراعات العظيمة واللي أنجزوا المنجزات الحضارية الكبيرة وأفادوا البشرية كويسين وحلوين بس مش هيدخلوا الجنة عشان مش مؤمنين .. وعشان معملوش كدا ابتغاء مرضات الله .. وبالتالي ..مصطفى شعبان هو اللي هيخش الجنة عشان عنده كله بما يرضي الله ..
*معظم الملحدين ذوي الخلفية الإسلامية زي ابن الراوندي واسماعيل ادهم وعبد الله القصيمي .. طالعين من ظروف نفسية واجتماعية وحشة وكان في ناس بيغتصبوهم وهما صغيرين ..
*كل العيال اللي بيلحدوا جديد دول عيال عبيطة وميفهموش حاجة وماشيين بمبدأ خالف تعرف
*حد الردة شيء كويس ، ابقوا استعملوه على فكرة هينفع ..
*مساء الفل
ملحـوظـة : كنت هحترم الكاتب لو كان اتكلم بجانب الموضوع الأساسي للكتاب عن الداوفع الهامة للإلحاد في المجتمعات العربية زي تضييق المجتمعات المتدينة على عقول قاطنيها .. عن سلطوية رجال الدين وتسلطهم وسيكوباتيتهم .. عن كبت الحريات وانتهاكها باسم الدين .. عن فرض مالا تريد عشان دا نازل من عند ربنا .. عن التحكم في لبسك وشكلك وأسلوب حياتك بدافع إن دا حرام ودا حلال ..
عن فكرة إن هو دا الصح .. وان أهل السنة والجماعة كلهم أنبيا وهما المذهب الصحيح للدين الصحيح : اللي هو الإسلام
حيث إن هو الإسلام ومادونه ادعاء ... وحيث هو مذهب اهل السنة والجماعة ومادونهم باطل ..
الكاتب تكلم عن التعصب باسم الدين في نقطة واحدة ضمنها وسط الحديث كأنه مكسوف يقولها .. قال إن مينفعش نتعامل معهم بشكل عدواني وعنيف .. لأ لازم نحتضنهم ونحتويهم ونتعامل مع اللي بيلحدوا دول بكل تفهم واحتواء لحد مايثبوا لرشدهم ..
يتعاملوا معاملة أطفال يعني .. أصله مرض نفسي محتاج التعامل معاه بحكمة ..
طب كلمني أكتر يادكتُر عن انتحار المنطق في مسألة الإسلام دين ودولة واللي بتدفع الجميع للتشكك في الإسلام وأفعال المسلمين اللي هما اهل السنة والجماعة ..
كلمني اكتر يادُكتر عن فاعلية النصوص اللي بيها أقدر اقتلك لو مصليتش 3 أيام متتالية ..
كلمني أكتر يادُكتر عن احتقار المجتمعات المتدينة لإنسانة لابسة نص كُم حتى ولو كانت عالمة نانو تكنولوجي ..
كلمني اكتر يا دُكتر عن عدم قبول الرأي الآخر عند المتدين وإنه يقدر يفشخك في آرائك لكن انت متقدرش تتكلم نص كلمة .. حيث إن القرآن منزه وأفعال الرسول معصومة ومذهب أهل السنة هو الصراط المستقيم و البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن .. ولحوم العلماء مسمومة .. وانت مين عشان تنتقد الشعراوي ؟ وانت ايه وصلك لعلمه ؟
كلمني عن صناعة كهنوت رجال الدين وجعلهم أصنامًا نقدسهم ليقربونا إلى الله زلفى..
في حوار مع أحد أشهر الملحدين المعاصرين "ريتشارد دوكنز"، سُئل: كم تعطي كنسبة لعدم وجود إله؟ بدا على دوكنز الارتباك ،ثم أجاب 99% فعاد محاوره ليسأله: لماذا ليست 97% مثلاً؟ فأجاب: أنا فقط أعتقد أنه أمر غير ممكن سؤال: إذن ماذا عن 49% أو 50%؟ أجاب: إنه أمر غير ممكن، ولكنه أكثر من 50% بالتأكيد ثم عندما سئل عن كيفية خلق السماوات والأرض أجاب: كانت عملية بطيئة، ثم صمت، فيسأله المحاور من جديد: إذن كيف بدأت؟ بدا دوكنز مهزوزاً في إجاباته: لابد أن هناك حدثاً ما قد أوجد الحياة، ثم يقترح اقتراح عجيب نوعاً: هناك حضارة ما نشأت من القدم، ربما عن طريق "التطور" (!!) وقامت بتصميم نوع من الحياة، لأنك إذا قمت بالبحث في علوم الكيمياء الحيوية وغيرها ستجد ما يُمثل إمضاء لمصمم ما، وحتى هذا المصمم ما كان ليوجد "فجأة"!
في النهاية يسأله المحاور: ماذا لو بعد مماتك اكتشفت فجأة أن هناك إله؟ يبتسم دوكنز ويجيب: سأجيبه كما أجاب برتراند راسل على هذا السؤال: لماذا يا سيدي خبأت نفسك ولم تدلني على وجودك؟
كان المُتوَقع من إجابة دوكنز عندما سُئل: كم تعطي كنسبة لعدم وجود إله، أن تكون حازمة قاطعة: 100% ولكنه بدا متفاجئاً بالسؤال. كانت إجابته غريبة بالنسبة لمن يدعو الناس ليلاً ونهاراً أن ينبذوا فكرة وجود خالق لهذا الكون. لكن الأغرب أنه لا يبدو ممانعاً أبداً أن يكون هناك مصمم ما قام ببذر البذرة الأولى للحياة، السؤال: لماذا ترفض فرضية الإله إذن؟! ثم لو رجعنا للحضارة التي زعم نشأتها بالتطور، سنواجه السؤال نفسه: من الذي بذر بذرة وجود هذه الحضارة؟ لماذا نعود دائما لهذا السؤال المُلِح؟ لأننا نعرف جيداً أن لكل سببٍ مسبِّباً، ولكل حادثة سبباً، وكذلك خلق الإنسان والكون وكل ما في الوجود لابد له من صانع.
من ناحية أخرى، مادام دوكنز قد توصل لفكرة وجود موجِد ما للحياة، فهذا يعني أنه استدلّ على وجود هذا الموجد، إذن هذا الموجد قد هيأ لك طريق العلوم وغيرها لتستدل بها على وجوده وليس كما زعم هو وراسل أنه خبأ نفسه. ببساطة، ناقض دوكنز نفسه دون أن يشعر في هذه المقابلة وبدا متعلثماً، متردداً على نحو لا تخطئه العين.
آخر يدعى سام هاريس يدعو إلى نبذ فكرة الإله، وأنه إذا كانت المشكلة أن الأخلاق مصدرها الأديان فهو ينادي بأن العلم هو مصدر الأخلاق ولا حاجة لنا إلى الأديان. يا ترى هل كان العلم متقدماً بما يكفي منذ نشأة البشرية ليكون "مصدراً" للأخلاق؟ أم هل كان على البشرية أن "تنتظر" تقدم العلم حتى تستقي منه منظومتها القيمية؟!
ثم إن العلم نفسه حيادي تماما، لا يحمل أي منظومة قيمية، يمكنه أن يمنحك أكثر الأسلحة تقدما وفتكا، ولكنه لا يخبرك كيف تستخدمها، حتى لو قمت بإبادة شعب بأكمله، وليست الإبادة الجماعية في غزة منا ببعيد.
الفيلسوف برتراند راسل الذي استشهد دوكنز بكلامه، هو الآخر كان ممن روج للعلم كبديل، "لابد أن تُحصَّل المعرفة بالعلم، وما لا يستطيع العلم اكتشافه لا يستطيع الإنسان معرفته"، لم يخبرنا راسل كيف يمكن للعلم أن يكشف عن جمال موسيقىّ أو إبداع أدبيّ، كيف يساعدنا العلم على تذوق كل هذا إذا كان حقاً لا وسيلة للمعرفة إلا بالعلم؟
نموذج آخر للملحدين العرب كان في مناظرة مع مؤلف الكتاب دكتور عمرو شريف، أراد أن يظهر إعلائه لقيمة الحرية، فقال بثقة: إنني مستعد أن أدخل النار "حراً"، ولا أن أدخل الجنة "عبداً" للإله! هذا ما أسماه المؤلف بإلحاد الندية والكبر، وكان إبليس - كما أخبرنا قرآننا - قد سقط في هذا الخطأ الكبير وجعل من نفسه حكماً على أوامر الله، فرفض السجود لآدم بدعوى مخالفة أوامر الله وفقاً لمنطقه الخاص: النار أسمى من الطين.
كانت هذه بعض نماذج الملحدين المعاصرين التي بحثت عنها بعدما جاء ذكرها في الكتاب، أما عن الكتاب فجاء ثرياً في معلوماته ولكن مشكلته كانت أنه أراد أن يناقش قضية كبيرة جداً وهي "الإلحاد" في هذه المساحة الصغيرة جداً، أراد أن يورد كل ما له علاقة بالقضية، فجاءت بعض المواضيع مختصرة على نحو أضر بها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكتف بصفحة واحدة لتدلل على أن الإسلام هو الدين الأحق بالاتباع، أمر غير مقبول على الإطلاق.
أيضاً لم يعجبني وصفه لما يدعيه الملحدين بـ "الهراء"، لأن الكتاب إذا كان موجهاً لهم، فأنت بمجرد وصفك لما يعتقدون بالهراء تجعلهم على الفور يتخذون موقفاً معادياً، ولن يتقبلوا أبداً حججك وإن كانت دامغة، إذا أردت أن تُقنع أحداً بشيء ما، فآخر ما يمكن أن تفعله هو أن تسخر من فكره حتى وإن كان على خطأ، وهذا ما أمرنا به الله تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ۚ سورة النحل - 125
نبهني الكاتب إلى أمرين هامين: أولهما: أنه ما من نمط انحرف عن فطرة الألوهية إلا وأتى القرآن على ذكره، فقد ذكر القرآن مدعي الألوهية (فرعون، النمرود)، وذكر من نادى بعدم وجود إله (الملحدين): " وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ومايهلكنا إلا الدهر" سورة الجاثية - 24 وآخرون لم ينكروا وجود الإله ولكنهم ينكرون "قيوميته"، أي أن الإله قد خلق الكون ووضع قوانينه ثم اعتزله: "ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله" سورة العنكبوت - 61 وآخرون يقرون بالقيومية ولكن ينكرون أن الإله قد تواصل مع البشر عن طريق الأنبياء، فهم ينكرون الديانات: "ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله" سورة العنكبوت - 63 وغيرهم يؤمنون بالله ولكنهم يتخذون معه شريكاً ويجعلون له ولداً، فيجيبهم الله تعالى: "ألا لله الدين الخالص" سورة الزمر - 3
ثانياً: دائماً ما نجيب على سؤال لماذا خلقنا الله بإجابة ميكانيكية: لتعمير الأرض، أهذا كل شيء؟ ماذا عن الملحدين؟ ألا يقومون بتعمير الأرض بدورهم؟
يرى المؤلف أن هذه الإجابة من أكبر الأخطاء وأكثرها شيوعاً عن دور الدين، إذ أن تعمير الأرض والخلق الحسن ليسا "هدفين" للدين ولكنهما في حقيقة الأمر "وسيلتين"، فهدف الدين أن يُعرّف الإنسان بربه أولاً، ثم بمساره ومآله، والسبيل إلى ذلك تعمير الأرض وحسن الخلق، بشرط أن تكون الأفعال ابتغاء لمرضاة الله تعالى وتجنباً لنواهيه، أما إذا لم نضع هذه "الغاية" نصب أعيننا، فستظل أعمالنا - مهما حسنت - بعيدة عن أن تحق�� للإنسان حسن المآل، وعلى الإنسان أن يحصل مكافأته ممن عمل لأجلهم.
بزغت تساؤلات عديدة في العقل الإنساني منذ وعى لنفسه: كيف نشأ الكون؟ كيف نشأت الحياة؟ لماذا خلقنا؟ معضلة الخير والشر، ما هو مآلنا�� هذه فطرة فطرنا الله عليها، لهذا ما كان الله ليتركنا دون عون وإرشاد، بدون إجابات شافية وبدون أدلة تقودنا إليه.
يُجيبنا الله تعالى ويظل قرآنه شاهداً على هؤلاء جميعاً ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (سورة فُصلت - 53) صدق الله العظيم.
المقابلة مع ريتشارد دوكنز: تبدأ المقابلة بعد ساعة وسبع وعشرين دقيقة، وهي جزء من الوثائقي: Expelled: No intelligence allowed مطرودون: غير مسموح بالذكاء وهو وثائقي ممتع يوثّق اضطهاد العلماء الغربيين الذين يدلّلون على وجود مصمِّم ذكي ويفندون نظرية التطور. يمكن مشاهدته بالكامل مترجَماً إلى العربية على اليوتيوب.
كتاب مفيد وموجز ومركز .. وقد كفتني المراجعات الأخرى ذكر موضوعه وعمّا يتحدث .. لكن لا يفوتني ذكر ثلاثة أمور:
أولاً: وجدت أن من سلبيات الكتاب: عدم ذكره المراجع ومصادر المعلومات التي يذكرها والأقوال التي ينسبها، فلم أجد في الصفحات هوامش بذلك، ولا في نهاية الكتاب ثبتاً بالمراجع .. وأتمنى أن يُستدرك هذا في طبعات أخرى
ثانياً: لا شك أنني أختلف مع الدكتور عمرو شريف في إيمانه بنظروية داروين بعد تعديلها إلى مفهوم (التطور الموجه أو التطوير الإلهي) .. وأرى أن محاولته - ومن نحا نحوه - التوفيق بين تلك النظرية وبين الوحي المعصوم قرآناً وسُنة = هي محاولة فاشلة يُحرّف فيها القرآن (تحريف معنى باسم التأويل ، وهو من سُنن اليهود والنصارى في تحريف كتبهم ) وتُكذّب فيها السنة الصحيحة وتُردّ جهراً .. وهذا من الضلال المبين
ومفيد في هذا الجانب قراءة كتاب: الداروينية المتأسلمة وهو كتاب صغير الحجم، للأستاذ عمرو عبد العزيز .. يناقش فيه منهج الدكتور - وأقرانه - في أسلمة تلك النظرية، والخلل في منهجهم ذلك
ثالثاً: عند ذكر المؤلف لنشأة الإلحاد في العالم الإسلامي، ذكر أن أحد أسباب نشأته هو شيوع النزعة المادية التي تمجد العقل وترفعه فوق قدره، وقد نشأت تلك النزعة نتيجة لانتشار الثقافة اليونانية مع حركة الترجمة في القرن الرابع الهجري ... ومن المعروف عندي أن أصحاب تلك النزعة هم المعتزلة
ثم عاد المؤلف ليقول أن خير من تصدى لشيوع الأفكار الإلحادية هم المعتزلة أصحاب المدرسة العقلية في الفكر الإسلامي ! .. وهنا موضع العجب !
كتاب جيد جدا في الرد على الملاحدة باستخدام العقل والمنطق وباستخدام ما يعتقدون انه الحق، الكتاب بحاجة الى قراءة مركزة وليست سريعه وذلك لاستيعاب الافكار المطروحة والرد عليها. يستعرض الكتاب الايات في القرآن الكريم التي وردت في وصف الملاحدة وكذلك تاريخ الالحاد في الاسلام. توسع المؤلف في عملية نشوء الكون وخاصة بعد ان اصبح الانفجار الكوني العظيم حقيقة علمية في نشوء الكون وبالتالي اصبح ان الكون ازلي وقديم لا يحتج به من قبل الملاحدة. ثم تطرق الى الخلق ونظرية داروين في التطور والاحتجاج بها مع ان داروين كان من المؤمنين. وان الحياة تشكلت بشكل عشوائي ثم عن طريق الطفرات تنوعت المخلوقات . مع ان 99% من الطفرات تكون عيوبا وليس شيء افضل. ومع اكتشاف تركيب ال DNA اصبح نظرية التطور العشوائي غير قابلة للتصديق بدون تدخل اله. ثم تطرق الى الاخلاق والثواب والعقاب ففي نظر الملحدين هي تخدم المصلحة . وليس خوفا او تقربا الى الله. مع ان نظرية البقاء للاصلح والاقوى لا تفسر بر الوالدين سواء في المجتمعات الغربية او الاسلامية وكيف يقوم رجل بكامل صحته بالتضحية بنفسه فداءا لابيه او امه. ثم تعرض لانواع الالحاد في المجتمع الاسلامي مثل: الكبر، العناد، حب الظهور، الشهرة ... الى اخره
لا تزال الدجاجة تبيض ذهبا للدكتور عمرو شريف.. أقصد بالدجاجة طبعا فكرة "العلم و الإيمان" التي اقتبسها الدكتور شريف من الدكتور مصطفي محمود.. و هى الفكرة التي تنص على اثبات صحة الدين (المقصود طبعا بالدين هنا الإسلام فالأديان السماوية الأخرى محرفة) .. و هذا الاثبات يكون عن طريق العلم..
هذه التيمة محببة للغاية لدي المؤمنين لأنها تجعلهم يشعرون بأن دينهم هو فعلا الصواب... و هو إن دل على شئ فإنما يدل على مدى تشكك المؤمنين أنفسهم في دينهم! فما حاجة المؤمن إلى تلك الأدلة "العلمية" إن كان بالفعل مؤمنا من قبل هذا الدليل؟!!!
أما عن الكتاب فالدكتور لم يأت بأي جديد لم يذكره في كتبه الأخرى... انه فقط يغير عنوان الكتاب و يعيد تبديل الفقرات و تغيير ترتيبها ثم ينشر كتابا جديدا .. مرة باسم "وهم الإلحاد" و مرة باسم "رحلة عقل" .. إلخ إلخ..
لن اناقش العديد من أفكار الكتاب لأنني بالفعل ذكرت كل ما أريد ذكره في مراجعتي السابقة على كتابه "رحلة عقل".. لكنني سأتساءل فقط عنالنقطة الأساسية التي ينقد بهاالدكتور فكر الملحدين. هذه الفكرة هى أن الأنسان قاصر عقليا عن إدراك الإله .. فالملحدون لا يستطيعون تصور الإله و لهذا ألحدوا.. و هذا صحيح تماما.. لكن ألا ينطبق هذا أيضا على المؤمنين؟ أليس هم أيضا قاصرين عقليا عن إدراك الإله؟ من أين إذن جاء تأكيد المؤمنين على وجود الإله إذا كانوا هم أيضا قاصرين عن إدراكه؟؟؟!!!
لازلت عند رأيي أن الإيمان عملية قلبية شعورية .. ليس لها أي علاقة بالعقل على الإطلاق.. أنني أؤمن لأنني أريد أن أؤمن.. و ليس لوجود أي سبب علمي للإيمان..
طبعاً الكتاب ملئ بالمُغالطات المنطقية، ملايين المغالطات، ملايين الإستدلالات الخاطئة، وملايين الكذب والإدعاءات وملايين الإستدلال بأقوال الأشخاص في مواضع غير مواضعها، لذلك سأناقشها جميعاً، مع أنها لا تستحق النقاش أصلاً إلّا أنها لا تأتي بأي جديد في عالم الفلسفة، التي هي أم لكل العلوم، بما فيها الدين كعلم إنساني بحت. وسأرد هنا علي بعض النقاط كبداية، وسأترك لكم بقيّة الكتاب لتجكموا في النهاية.
الفهرس :- 1- تقديم د. محمد عمارة. 2- الإلحاد في القرآن الكريم. الفصل الأول: نشأة الإلحاد المعاصر وسماته. الفصل الثاني: وفاق العلم والدين. الفصل الثالث: العلم بين الإله والإلحاد. الفصل الرابع: متتالية الإلوهية :- 1- الدين-الأخلاق، بين الإله والإلحاد. الفصل الخامس: الإلحاد في العالم الإسلامي. ---------- تقديم د. محمد عمارة :- 1- قال محمد عمارة وأدعي بجاهلية اليونان بقوله "الجاهلية اليونانية"، حيثُ إدّعي بأن اليونانيين كانوا جُهلاء، ولا أعلم ما يقصد بالجهل، ولكن لولا علم اليونان، ولولا فلسفتهم، ولولا أفكارهم التي نحيا عليها الآن لما كنّا سنجد أي علوم أو أي إفادة نستطيع إستخدامها، حتّي أن دينك ما هو إلّا جزء بسيط من ميتافيزيقااليونان. هل نسي هذا الشخص "أرسطو، سقراط، أفلاطون، طاليس، زينون، أكسنوفان، بروتاجوراس، هيراقليطس، أبيقور، ديوجينيس، فيثاغورث"؟ هل نساهم؟
-يقول بأن الإلحاد لم يكن موجوداً في الحضارة الإسلامية، بل شخصيات قلقة إزاء الإيمان الديني. لم يرجع هذا الشخص إلي الرازي، ابن سينا، الفارابي، الحلاج، ابو العلاء المعري، ابن الراوندي. 10- قوله بوجود نظرية المعرفة الإسلامية. وهذه النظرية في الأساس لم تكن إسلامية خالصة، بل منقولة من الفلسفة اليونانية، ونظرية المعرفة الإسلامية هذه تدل علي أن الإسلام ما هو إلّا مذهب فلسفي خالص، له نظريات منقولة كالمذاهب الفلسفية الأخري. 11- إزدراء الوضعية المنطقية وقوله بشعر رفاعه الطهطاوي بأنها (لهم في الفلسفة حشوات ضلالية مخالفة لكل الكتب السماوية) و قال أيضاً بأن المدنية الغربية مدنية الذهب والفضة والفخفخة والبهرج، وحاكمها هو الجنيه. وهذا الإستدلال يدل علي جهل القارئ، فهو لم يأتي بدليل علي خطأ الوضعية المنطقية حتّي، فقط لأنها لا تهتم بميتافيزيقا الشرع الإسلامي لذلك فإنها ضلال، و يقول بأن الحضارة الغربية حضارة مادية، ولكنه لم يستدل بالتاريخ الإسلامي الملئ بالجواري والملوك الذين غزوا العالم وأخذوا خيراته، وكان لكل ملك مئات الجواري بجانبه ينكحهم -عذراً- كل يوم إذ أراد، والكثير موجود في كتب التاريخ. -يقول محمد عبده بأن "الغرب عجزوا عن إكتشاف الإنسان، وعجزوا عن إكتشاف طبيعته الإنسانية." ولو محمد عبده هذا قرأ فعلاً، لكان عَلِم أنه هناك علم النفس والأنثروبولوجيا والبيولوجي والفسيولوجي وكل هذه العلوم التي تبحث في الإنسان والتي عرّفتنا الكثير عن مكوناته النفسية والعصبية حتّي يستطيع الإنسان الإستمرار في التكيُّف بدون عرضة للخطر. وقوله "لقد جاء الإسلام كمالاً للشخص، وألفة للبيت، ونظاماً للملك، إمتازت به الأمم التي دخلت فيه عن سواها ممن لم يدخل فيه. وهذا طبعاً يُنافي الخلافات الأموية والعباسية والأيوبية والفاطمية التي إنتهت غالبيتها بالدمار والفتن بين أهلها وكان التعصُّب بين الفِرق والطوائف هو الأساس المبني عليه الخلافات الإسلامية، وفي الوقت الحالي تشهد أي أمة بتطبيق الشريعة الإسلامية بالفساد وزعزعة أساس الدول وتحويلها إلي مستعمرة قتالية.
----------- الفصل الأول: نشأة الإلحاد المعاصر وسماته. -يتحدث عن الإلحاد المعاصر كمُنتج أوروبي في المقام الأول، ومن هنا إنتقل إلي بلادنا. ولم يتحدَّث عن أن الدين وخصوصاً الدين الإسلامي ما هو إلّا ظاهرة إنسانية ولكن في الأساس الإلحاد يوجد، فالإلحاد لا يطلب منك الإيمان بأي شئ ولا حتّي ضرورة نفي أي شئ ولا قراءة أي شئ ولا فِعل أي شئ، بل هو فكرة واحدة، وهو نفي أدلة وجود هذا الإدعاء الإلهي الذي صنعه الفلاسفة -ولم يكن يقصدون به إله- ونقله منهم حرامية الأديان الإبراهيمية. -تعرُّض جاليلو وكوبرينكوس للإضطهاد والتعذيب من رجال الكنيسة، ولم يتحدَّث عن تعرض ابن رشد أو الحلاج أو الفارابي او ابن سينا او الكندي للتعذيب أو لحرق كتبهم أو لإحتجاز كتبهم.
(الإلحاد يطل برأسه):- -قوله بأنه مُنذ الثورة العلمية في القرن السادس عشر وحتّي الآن لم يظهر إكتشاف علمي واحد يتعارض مع أساسيات الدين. "هذا لأنه في الأساس العلم لا يأبه أو ليس مجاله الميتافيزيقا الدينية التي تبحث في التجريدات العقلية، وليس من أهميتها البحث في الجزئيات أو في مناهج العلوم الطبيعية، لذلك لا علاقة بين الدين -كجزء بسيط من الميتافيزيقا الفلسفية- والعلم الذي هو جزء بسيط أيضاً من الفلسفة."
-إضافته للعلمانية من ضمن مجال الإلحاد التي تتردد مصطلحاته، وقوله بأن كثيراً من العلمانيين لادينيين، خصوصاً في بلاد الغرب. "وبهذا ربط العلمانية بالإلحاد" والعلمانية ليست في الأساس مُرتبطة بالإلحاد، لأنها إيديولوجية سياسية نسبية وليست عقائدية دينية.
-التحدث عن الإلحاد الجديد. لم يأتي بشئ جديد غير قوله بأن الملحدين الجدد جاهلين بالتاريخ ومزورين، ويقول بأن الحربين العالميتين الأولي والثانية تجاوز قتلاها الخمسين مليوناً، ولم تكونا حربين دينيتين، بل إن العداء للدين الذي مارسته الشيوعية الملحدة كَلَّفَ البشرية أكثر من تسعين مليون قتيل، حتّي يمكن إعتبارها أكثر التجارب الفاشلة كُلفة في التاريخ.
"ولم يتحدَّث عن حروب التاريخ، من الصليبيين، والغزوات الإسلامية، وحرب المسلمين بعد وفاة إلههم الصنم -محمد- وإنقسامهم إلي مذاهب وفرق تقاتلوا فيما بينهم ونتج عن هذه الحروب الملايين من الموتي أكثر من موتي الحرب العالمية الأولي والثانية.
-التحدث عن منهج الملاحدة الجدد، ويقول بأن "كبير الملاحدة الجدد" يقول بأنه لم يكتف بالأساليب المعتادة كتأليف الكتب بل إنهم إبتكروا طرقاً جديدة. وتناسي أن المسلمين أيضاً في الدول العلمانية الذي يعتقد البعض أنها كافرة تقوم بالترويج في نفس الوقت إلي الدين الإسلامي عبر القنوات والإذاعة بل والوقوف في الطرقات.
----------------- -الفصل الثاني: وفاق العلم والدين -حصر الفلسفة في مجال الغائية أو الحكمة وفي أسئلة "لماذا" وموافقته مع الدين. وترك مجال كيف أو الآلية للعلم فقط، في حين أن المنهج العلمي الذي وُضع هو في الأساس موضوع علي يد فيلسوف علم وهو فرانسيس بيكون ولم يكن عالماً بالمعني المتداول بل أن العلم لم يكن موجوداً بهذا المعني المتداول الآن علي وقته، لذلك كان من "الغباء الشديد" أن يضع العلم خارج حيّز الفلسفة، فالعلم كما يقول نيل ديغراس تايسون هو فلسفة الإكتشاف "Science is a philosophy of discovery, intelligent design a philosophy of ignorance". -مرّة أخري يُحاول إخراج الفلسفة ودورها الأساسي والقول بأن الدين هو الذي يُحدد للعلم الإطار الذي ينبغي أن يتحرّك فيه، وليس في ذلك أدني قيد علي العلم، ولكنه يعصمه من أن يتردي في مهاوٍ كالتي تردّي فيها؛ من تفجيرات ذرية تبيد البشر وتفسد البيئة لمئات وربما آلاف السنين القادمة، إلخ وصولاً للقواعد الأخلاقية للبحث العلمي. حيث أن فلسفة العلوم هي التي تتكفَّل بمثل هذا وأكثر وليس الدين، فلم نجد كاهناً أو شيخاً يضع إطار مُحدد للعلم أو يضع إطار للغة الشيئية أو اللغة الشارحة التي يستخدمها فلاسفة العلوم والعلماء مثل الفلاسفة، لذلك هذا جهل كبير بدور فلسفة العلوم. (تعريف العلم وقيوده) :- -يقول بأن العلم يُخرج كل علوم البدايات، كبداية الكون، من حظيرة العلم فالبدايات لا يمكن تكرارها وليس لدي العلم تفسير لخروج الوجود من عدم، ومن ثم ليس هناك مفر من طرح التدخل الإلهي كآلية لنشأة الكون. وينسي أن "ما قبل بداية الكون" الذي يقول عليها هو من ضمن الميتافيزيقا والغيبيات الذي يدّعيها دينه جزء بسيط من الميتافيزيقا في الأساس التي ليست بعلم، لذلك ليس الأمر "أن العلم ليس له تفسير" ولكن هذا ليس في الأساس مجال العلم، بل يُخرجه نهائي عن إطاره الذي حدده فلاسفة العلوم. -ويقول بعدها بأن العلم لا يقبل ما تطرحه الفلسفة والدين، وكأنه يساوي بأن الفلسفة تساوي الدين، يُمكنني القول بأن الدين ما هو إلّا جزء بسيط من الفلسفة والإثبات علي هذا القول سأضعه في النهاية، ولكن لا يعرف الكاتب هنا أن الفلسفة هي التي كما قُلت تُحدد إطار العلم وليس الدين، ولذلك فلسفة العلوم الطبيعية جزء من العلوم الطبيعية الموجودة حالياً، وعلي سبيل المثال مفاهيم مثل العليّة، الإحتمال، اللايقين، النسبية إلخ.. جزء من العلم و فلسفة الطبيعة. هو بالتأكيد غير متخصص في الفلسفة، لذلك حصرها في مجال الميتافيزيقا أي مجال الغيبيات، وهذا هو عيبنا، أن نأتي بالغير مُتخصص "دكتور في الطب" ويتحدّث في أي شئ، وكأن الفلسفة "كوسة" يدخل فيها أي حد ويقول كلمتين. (مجال العلم وحدوده) :- -ومن ثم يتحدَّث عن العلموية التي يقول بأنه ليس حقيقياً يستطيع العلم تفسير كل شئ. إذا رجعنا إلي تعريف العلم ومجاله الذي قاله وناقض فيه نفسه، حيث أن العلم الطبيعي مثلاً كالفيزياء، الأحياء، الكيمياء إلخ.. لهم مجال مُحدد وهو مجال الطبيعة، ومنهجهم هو المنهج التجريبي الإستقرائي أو المنهج العلمي كما يقولون عليه، وهُناك مجال آخر إستخدمت المنهج العلمي لتطبيقها علي العلوم المُختلفة مثل الإنسانيات، منها ما نجح ومنها ما أخفق ولكن هُناك فلاسفة علوم يقومون بمُحاولة تطوير هذه المناهج حتّي تتوافق مع طبيعة الموضوعات التي يتم دراستها. لذلك وجه إعتراضه هنا يقول بأن العلم يستطيع مثلاً تفسير قصائد الشعر؟ أو يحكم علي لوحة؟ أو يستطيع مثلاً ان يفسر الموسيقي؟. وبالتأكيد سؤاله فاسد، لأن هذا ليس مجال العلم الطبيعي الذي يُفسِّر فقط الجمادات والظواهر الطبيعية والمواد الأخري، وكما قلت هناك بعض العلماء كعلماء الإجتماع حاولوا إدخال المنهج التجريبي في تطبيقه علي العلوم الإنسانية. لذلك العلموية لا تتناقض ولا تتهافت بل بالفعل المنهج العلمي يُحقق كل يوم إنجازات فائقة، تفوق إدعاءات هذا الكسول الذي يدعي بأن العلم لا يستطيع تفسير خارج مجاله. -ويتحدَّث في جزئية عن بريتراند راسل علي أنه عالم فيزياء وعالم رياضيات فقط، ولكنّه يقول بأن راسل يدعي بأن له أسئلة فلسفية فقط؟ وينسي الكاتب أن راسل له إنجازات في فلسفة اللغة، وفلسفة الرياضيات، والأخلاق هذا غير كُتبه الضخمة في الفلسفة والمذاهب الفلسفية وإسهاماته في فلسفة اللغة. كل هذا ويتناسي أنه في المقام الأول فيلسوفاً. -ويُحاول مرّة أخري بأن العلم "قاصراً" علي التعامل مع العلّة الغائية، ولكن للمرّة الثانية أقول له يا أبو جهل، العلم ليس مجاله البحث في ما وراء الطبيعة أي الميتافيزيقا أي الغيبيات والتي يبتكر فيها الإنسان فرضيات ليس لها أي مدلول لاعلمي ولا حتّي فلسفي طبيعي بل لها مدلول في عقلك فقط ومدلول لغوي مُجرَّد، هذا هو حقيقته، هذا هو حقيقة الإله. (جزئية حاجة العلم إلي الإله الحق) -يقول بأن الفلسفات اليونانية القديمة تقول بأنها لو كانت تُعبر عن غضب الإله لتوقفنا عن دراسة الظواهر، وما عرفنا آلياتها، ولذلك وجب علي فلاسفة اليوناني نزع القداسة عن تلك الأساطير حتّي يتقدم العلم. ولكنّه نسي هذه الآية :- "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ" أليست هذه الآية أيضاً تُعبر عن غضب الإله من الشياطين؟ وكأن فعلاً الآية عبارة عن بيت شعر يُعبر عن أسطورة، لذلك ألا يحقُ لنا نحنُ أيضاً أن ننزع تلك القداسة عن الآيات؟ حتّي يتقدم العلم لدينا؟ أم أن فلسفات اليونان شئ والدين الذي هو أقل من فلسفات اليونان شئٌ آخر؟ (جزئية الآلية تحتاج إلي سبب أوَّل) :- وقع في مُغالطة منطقية عندما قام بالتشبيه بين إله و شخصٌ ما صانع للسيارة التي إستخدمها علي سبيل المثال إنساناً بدائياً. حيث لا محل للتشبيه، لأنه لا تشبيه بين الكلّي والجزئي، مما أدي إلي وقوعه في مغالطة منطقية تُسمّي "النتيجة الكاذبة" حيث لا إتصال بين المُقدمتين الكبري والصغري. ولذلك تهافتت حُجّته. وبعدها يستدل بسير إسحق نيوتن الذي كان فعلاً مؤمناً وكتب في الدين واللاهوت، ولكن في نفس الوقت تبعاً لدين الكاتب (عمرو شريف) هو كافرٌ لأنه يؤمن بالتثليث، هذا إذا دخلنا في صُلب العقيدة، ولذلك تبعاً للإسلام سير إسحق نيوتن هو كافر مُخلَّد في النار لأنه آمن بإلهٍ غير الله وآمن بالمسيحية وهي غير الإسلام. -ويقول بأن الآليات الفيزيائية لا تتعارض مع مُخترع له غاية في الإبتكارات. وأنا أقول لك مرّة أخري، مُجرد وضعك لإفتراض من عقلك سواءً كان إله أو علة أولية أو لامتُناهي أو عدد رياضي أو حتّي قلم إبريق شاي مخفي هذا لن يُثبت وجود هذه العلّة، بل هذا مُجرد إفتراض تبني عليه مُقدماتك التي في الأساس هذا الإفتراض مبني علي خطأ وما بُني علي خطأ بالتأكيد يجب أن يكون خطأ، لذلك لم يُثبت وجود العلّة الأولية بل مُجرد إفترضها ووضعها في مُقدمة العلم. ------- (جزء قوانين العلم من آليات عمل الإله) مُحاولة بائسة من الكاتب لتأويل الآيات، وفي هذه الجزئية لا يوجد شئ منطقي يجب أن نتحدَّث عنه بل هو مُجرد تأويلات وإعادة تفسير للآيات، لذلك لم يؤتي بجديد، لأن القرآن مُجرد التحدُّث في آياته الشاعرية هذا يعني انه قد يرتقي إلي العلم أو حتّي إله الفلسفة المثالية. لذلك هذه الجزئية مُجرد كلام فارغ. --------------- جزئية "ليس إلهاً لسد الثغرات" :- -رجع الكاتب وإستخدم إفتراضه الغير مبني علي دليل والمغالطة المنطقية، حيث رجع يُشبه الإله بصانع السيارة، وقلنا أنها مُغالطة حيث لا يوجد إتصال بين المُقدمة الكبري والصغري، لأن التشبيه مبني علي أن الإله يتشابه مع الإنسان صانع السيارة، مما جعل الجزئي يتساوي مع الكلّي مما أوقعه في مُغالطة منطقية. لذلك نقطة (أ) هذه الذي بني عليها الإفتراض فاسدة. نقطة (ب) يتحدَّث عن أن العلم وقع في حرج شديد عندما أثبت أن الكون نشأ من عدم وفي نفس الوقت المادة لا تُفني ولا تُستحدث من عدم. ولكن هُنا من شِدة جهله بمعني العدم الفيزيائي والعدم الفلسفي أوقعه في هذه المُغالطة. بإيجاز شديد جداً، الفرق بين العدم الفيزيائي والعدم الفلسفي. العدم الفلسفي: هو اللاشئ أي اللاوجود، وكل ما نفهمه عن العدم هو أنه مُناقض للوجود فقط. أما العدم الفيزيائي: فهو أقل مكان يوجد به طاقة، ولكن في نفس الوقت يوجد به نسبة قليلة جداً من المادة. وعلي هذا الكاتب بالرجوع إلي كتاب "Universe from nothing". لذلك فعلياً لا يوجد أي رد مؤيد بأدلة أو حتّي مُقنع بأن الإله ليس إله الفجوات، فهو فعلاً كما تحدَّث إله يسد فراغات الجهل مُنذ بدء التاريخ، فهو الكلّي كامل المعرفة ولهذا يُنسب المؤمنين كل ما لا يستطيعون تفسيره إلي وجوده. ---------------- (جزئية العلاقة بين العلم والدين) :- -طبعاً يدّعي بأن العلم والدين مُتكاملان بناءً علي المُقدمات التي بناها من قبل، ولكن بالرجوع إلي هذه المُقدمات لن تري أي دليل "دليل واحد فقط" يدل علي أن هناك إتصال بين العلم والدين أو أنهما متكاملان، ولكنه يفترض هذا علي مُقدماته التي هي بدون دلائل. -يُحاول التحدُّث هنا بصيغة أكثر عاطفة ويقول بأن "الدين يحمل أوزار لا دخل فيها" وكأن الدين هذا ليس من صنع البشر. -ركّز بشكلٍ شديد علي المتصوفة والأشاعرة وينتقدهم بسبب تقشف الصوفية وتعطيل فاعلية الأسباب عند الأشاعرة، ولم يتحدَّث عن تكفير بعضاً من علماء السنّة لعلماء الكلام، وحرق كتب إبن رشد، هذا غير قول الإمام الشافعي في أهل الكلام حيثُ يُضربوا بالجريد، و تكفير أحمد بن حنبل وابن تيمية لمُقدمين العقل علي النقل. هذا كلّه بسبب الدين الذي أحال بين عقول الأشخاص وبين العلم وبين فلسفة العلم التي تدعو طوال الوقت إلي الإتساق في التفكير بعيداً عن الخرافات. -ويقول هنا بأن الفهم القاصر للعلم أدّي إلي مُعاداة الدين، وهذا بسبب أن العلم أو منهجه التي وضعه فلاسفة العلوم يقول بأنه لا مكان للميتافيزيقا أو للغيبيات، جعل الدين بعيداً عن العلم. ولكن كما وضّحنا من فترة، ليس للدين مكان في العلم، ليس للخرافات والأساطير التي إنتهت وستنتهي قريباً مكان في العلم ولن يكون لها مكان، لأنها أساطير لا تُعبِّر عن حقيقة الواقع التجريبي. لذلك للمرّة الثانية يجب عليه أن يفهم هذا الكائن أنه ليس فهماً قاصراً للعلم، ولكن هذا هو مجال العلم الحقيقي، فقط الطبيعة وموجوداتها وتفسيرها بأدلة تجريبية، وليست بالتأمل الديني الغيبي. ------------------ "جزء إذا إختلف العلم مع معتقادتنا" -في أول نقطه له "طبيعة المفهوم العلمي المعارض للمعتَقَد": يقول إذا كان المفهوم العلمي محوري راسخ، وجب إعادة النظر في المُعتقد الديني، أما إذا كان إحتمالي فإنه لا يقف بقوة في وجه المُعتقد الديني. وقد نسي الكاتب أن العلم غالبه قائم علي الإحتمال، وليس قائماً علي الرسوخ والثبات والجمود، فإن ما يصفه العلم عن ما هو خارج ذواتنا من الواقع التجريبي، ليس 100% مؤكداً أنه يحدث بحق في العالم الخارجي، ولكن العلم قائم علي الشكوكية والنقد الذاتي والإحتمالية وليس اليقين، فنظرية الآن الصحيحة قد تكون بعد مئات السنين غير صحيحة، والعكس صحيح. لذلك أقول له تأويل الآيات والنظر في المُعتقد الديني لن يُجدي، لأنه سيُحوله بذلك إلي شئٍ وضيع بجانب العلوم التي ستظهر، فكلما يظهر علم أو نظرية جديدة سيُعيد المُفسرين تفسير الآيات، وهذا ما يُثبت صِحّة قولي بأن الدين الإسلامي وآياته حمّالين أوجه. -وفي النُقطة الثانية يقول بأن الملاحدة عِندما يقولون بالدليل الحسّي علي وجود الله وليس البرهان الرياضي والدليل العقلي أو الدليل التجريبي، أقول له أن الأدلة الرياضية والعقلية والتجريبية ما هي إلّا إنعكاس للمادة التي تؤثر علي عقولنا وبها نتفاعل ونُنتج هذه الأدلة، لذلك كُل هذه الأدلة واقعة في إطار الحس ومن ثم إما أن نقوم بتجريدها أو نقوم بنقدها، لذلك الدليل الحسّي هو في الأساس يُقام عليه هذه الأدلة، ما عدا الدليل الرياضي فهو لا يحتاج إلي إثباتات في العالم التجريبي لأنه تجريد للجزئيّات. -إستدلاله بأن آينشتين يقول بالربط العقلي بين العلم والإيمان، ولكن الكاتب لا يعلم عن أي دين يتحدَّث آينشتين، أو أي إيمان. فلم يقل مثلاً أن العلم يُغذينا بشعور الدين الإسلامي العميق أو أن العلم يقوي إيماننا بوجود إله. لم يقل آينشتين هذا، ولكن الكاتب قام بنقل أقواله وأقحمها لإثبات حُجّته ووضع عليها آية فاطر:28 حتّي يقول بأن الدين الإسلامي يتوافق مع العلم، يا للسخرية. -جزئية "فرويد بين أوهام الإيمان وأوهام الإلحاد" :- -عِندما إستدل الكاتب بمانفريد كيوتز علي أن الإلحاد هو التوهم فهو يُعتبر هروباً من الحقيقة، ورغبة في عدم لقاء الإله يوم القيامة خوفاً من مُحاسبته علي ما جناه الشخص في حياته، وبذلك بُصبح الإلحاد آلية دفاعية هروبية خشية مواجهة الإنسان لنتائج أفعاله" ويُضيف أن بذلك يكون القول بالعدم بعد الموت مورفيناً قوياً يُخدر نفوسناً. ردّي علي هذا الإدعاء بأنني سأرجع إلي الواقع التجريبي الذي سيُحدد، ستجد أن أغلبية المُلحدين لم يقوموا بالسرقات والإغتصابات وكل الأفعال المُحرّمة حتّي يخافوا من لقاء الإله يوم القيامة. فسنجد أن المؤمنين علي مر التاريخ، مُنذ تطوُّر الإنسان وعبادة الآلهة والرهبان هُم من يقودون العُنف وهم من يقودون الجريمة والتعذيب ويقودون عمليات القتال، وستجد في العصور الوسطي حروب الصليبيين وغزوات المُسلمين بإسم الدين وبإسم الإله، ستجد في الديانة الإسلامية حرب كربلاء، وقتال الصحابة وموت الملايين من المُسلمين بسبب الخلافات بعد موت الرسول، والإفتراقات المذهبية التي نتجت عنها الملايين من القتلي. وكل هذا بإسم الدين. ومن هذا نستنتج أن المُلحد لا يخاف من وجود إله ولا يخاف من لقاء إله، لأنه لو كان له وجوداً حقاً فسيُعاقب المؤمنين علي ما فعلوه علي مر التاريخ، وليس المُلحدين. لذلك ننتهي بالقول بأن الدين ما هو إلّا "أفيون"، ليس أفيون ماركس الذي تحدَّث عنه، ولكنه أفيون يُخدِّر عقول الناس ويوجههم نحو الجريمة والعُنف والقتال بإسم الله وبسم الدين وبسم كل المُقدسات الميتافيزيقية التي يجب أن تنتهي. لذلك يجب علي الكاتب أن يُسمي كتابه حقاً بإسم "وهم وهم الإلحاد". -الرد علي جزئية أن كبار العلماء الذين قامت علي أكتافهم الثورة العلمية كانوا من المؤلهة ومن المؤمنين بالإله. -أولاً: إله العلماء والفلاسفة ليس إله الأديان الإبراهيمية، فليس العالم الذي يقصد علي سبيل المثال "إلهٍ" مُعين، يقصد بهذا أنه الله الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي أو الزرادشتي إلخ.. بل يقصد إله صاغه عقله علي حسب فهمه للكون وطبيعته،
-جزئية أن أرسطو كان مؤمناً بوجود إله خالق للكون. ولكن هذا إستدلال كاذب ولا أعلم إن كان هذا الكاتب الوضيع قد حرَّف في قوله، فلم يكن أرسطو مؤمناً بإله، بل كان يقول بأن أصل الوجود عِلّة أولية سمّاها المُحرك الغير متحرِّك، فتوصل إلي هذه العلّة الأولية منطقياً ولم يقل بأنها إله بل حرّفها أمثال هذا الشخص وقال بأنها إله. والهيولي هي المادة الخام للشئ؛ أي المادة الأولية التي منها تتشكل الوجود، وهي العِلّة الأولية للوجود ككل، فالهيولي ما هو إلّا العلة الأولية التي شرحتها الآن، ولكنها قسّم الموضوع إلي "إله و هيولي" وهذا من شِدّة حماقة الكاتب بكل تأكيد، فهو ليس متخصصاً في الفلسفة عموماً. -جزئية "للكون بداية من الشك لليقين" :- -ربط هُنا الكاتب بين الميتافيزيقا والفيزيقا، حيثُ قال بأن العلم أثبت أن الكون حادث وليس أزلي وليس أيضاً أبدي. ولكنه لا يعلم أن أولاً السؤال يقع في مجال الميتافيزيقا أي في مجال ما بعد الطبيعة، وليس له أي علاقة بالعلم الذي هو يبحث في الطبيعة. لذلك الدين الذي هو جزء من الميتافيزيقا، ليس له أي علاقة بما إكتشفه العلماء. العلم الطبيعي لا يبحث في هذه المسائل الدينية ولا الميتافيزيقية ولا يُساندها ولا حتّي يُخالفها ولا حتّي يأبه لمثل هذه الخرافات والإدعاءات، ولكنّه يبحث من أجل إثبات الإفتراضات بالأدلة التجريبية. وُنعيد هنا: بأن الأزل، الأبد و العدم بالمعني الميتافيزيقي مُختلف عن المعني الفيزيائي. وحتّي تعلم هذه الإختلافات، يجب عليك التخصص حتّي لا تقع تحت يد الكاتب الذي سيستغل جهلك...
و في النهاية: لم يكفي هنا أن أتحدَّث أكثر عن ملايين المُغالطات المنطقية والتاريخية والتدليس الموجود في هذا الكتاب، لذلك سأترك الباقي لعقولكم، لتحكموا إن كان هذا الكتاب يحتوي علي أدلة "وهم الإلحاد" أم أنه ما هو إلّا "وهم الإيمان".
حقا انها فكرة و الفكرة لا تموت !! نفس التفكير السطحى و الردود السطحية التى جاءت بكتاب مصطفى محمود " حوار مع صديقى الملحد " رغم بعد الزمن بين الكتابين !!!!!!
1- اولا يا سيدى لقد اخطأت فى اختيار عنوان الكتاب " وهم الالحاد " ... الالحاد ليس وهما ، كونك تنكره وتتعامل معه على انه وهما فهذه قمة السطحية ، واصلا اذا كان وهما فلماذا هذا الكتاب ؟!!!! 2- حاول الكاتب اقناعنا بان الالحاد صناعة غربية اصيلة اخذها منهم الملحدين العرب ليثبتوا انفسهم او ليقلدوا الغرب او ليكونوا " خالف تعرف " و نسى الكاتب او تناسى ان عددا كبيرا من ملحدى العرب كانوا طلاب دراسات اسلامية وكان اهلهم يعدونهم ليكونوا " ابن تيمية هذا العصر " على حد وصف احدهم 3- لعب الكاتب على نظرية المؤامرة وان الغرب الكافر يترصد للاسلام !!!!.... سيدى الفاضل اقسم لك اننا اقل كثيرا من ان يكترث لنا احد 4- ذكر الكاتب اقوال بعض العلماء الذين يقرون بوجود اله و تناسى اقوال العديد من علماء عظماء اخرون انكروا وجود اله ...... الايمان لن يكون تقليد لاحد فهو علاقة خالصه بين العبد وربه 5- اذا كان هذا الكتاب موجه للملحدين فكيف يستشهد بآيات القرآن و هم له منكرون !!!!!!! 6- ليس كل الملاحدة معقدون نفسيا ومضطهدون كما اشرت ..... تحقير الاخر يضعف من حجتك
للاسف كعادة كل الكتب الدينية دوما لا تشفى من علة و لاتقنع حائر
فكّرت اكتب ريفيو، ومسكت الكتاب عشان اطلّع كام فكرة أكتب عنهم الريفيو، لكن لقيت إن الموضوع مش مستاهل رغم إني كنت متشجّع في الأول.
عمومًا كام حاجة لفتت نظري: بؤس الراجل دا يتجلى في حاجتين، أول حاجة إنه ناقل نُص الكتاب بالنص من بعض الأفلام الوثائقية مجهولة المصدر، يعني لا تبع بي بي سي ولا ناشونال ولا أي محطة موثوق منها، منها مثال لا زود فيه رقم ولا نقّص، الفيلم دا عامله شباب لندن الصالح، ومغزاه إن العالم بيتعرض لمؤامرة كونية عشان تخليه يلحد، وإن في معلومات مخبينها عشان الناس ما تؤمنش، ناهيك عن صوت المنشدين الخافت في الخلفية وصدى الصوت المميز للبرامج الإسلامية، يغض النظر عن إن المُترجم بيستحلف المشاهدين إنهم يدعوله، مش فاهم ازاي وصل لليقين دا!! المنظومة كلها بايظة، وبائسة برضو، من أول الفيلم الوثائقي لحد الكتاب.
واضح كمان إن عمر شريف لما يحب يزعّل حد يجمع صفته على وزن مفاعلة زي ملحد ملاحدة، دارويني دراونة، وإن عنده قناعة إنه لو جمع ملحدون أو داروينيون يبقا كدا بيرفع من شأنهم.
وطبعًا دا غير الكلمتين اللي زي اللوز اللي بدأ بيهم عمارة مقدمة الكتاب: "الإلحاد ظاهرة غربية.. الجاهلية اليونانية" دا لو قاصد يخلي المؤمن يلحد مش هيقول كدا. المضحك برضو، إن كل ما عمرو يقول "ومما سبق نكون أدحضنا افتراءات الملاحدة.." كل ما يقول كدا بيخليني أسترجع هو قال إيه ويا إما مكونش فاكر أو أكون طالع من مستنقع أفكار موبوءة بيعتبرها إفحام.. وكل ما يقول ��دا بحس بسخافته وهطله لأنه فاكر نفسه أثبت شيء.
وحاجة أخرى بردك، بيهاجم الملحدين دايمًا إنهم عايزين يقيسوا أحكام الله بأفعال البشر، رغم إن معظم أدلته (الدامغة) بيثبتها بأمثلة تمثل الله بالبشر. وطبعًا لما يحب يستشهد بكلام حد لازم أولا يكون أجنبي ويحط ورا اسمه صفة مشهور، والكتاب مُغرق بعبارة "آخر الأبحاث العلمية" "تُثبت الفلسفة الحديثة" بشكل معمّم كدا، لكن مفيش أي مصدر. وكل الحاجات اللي بيجيبها باسم المشاهير دول بحس إنها مكتوبة بنفس تفكيره هو، كأنه بيحوّر الأفكار دي عشان تناسبه وتساعده في أدلته، ودا سبب إحساسي الغريب وانا بقرا الكتاب كأني بشوف واحد بيتكلم قدامي وحاسس إنه بيكدب!!
الحقيقة مش هو لوحده بائس أنا كمان بائس إني قررت اقرا الكتاب دا بجوار رواية باعتباره كتاب فكري. على العموم أنا تعجّلت نهايته عشان اقرا كتاب عن الموسيقى، كُتب الواحد لازم يقراها!
كتاب جميل، وغير معقد، ومباشر للدكتور عمرو شريف (غفر الله له ووفقه للحق) لا يختلف كثيرًا في جُملته عن كتاب الدكتور "عمرو كيف بدأ الخلق"، لكن هذا الكتاب (وهم الإلحاد) يختلف عنه في عدم طغيان الكلام العلمي كذلك الفصل الخاص بالإلحاد في العالم الإسلامي غير موجود في كتابه الآخر. مازلت أعيب على الدكتور عمرو مذهبه في مسألة التطور الموجه وتأويله للنصوص (تكلم عنه في هذا الكتاب في صفحتين) وهذا سببه -والله أعلم- ضعف الدكتور عمرو في العلوم الشرعية. شكر الله لمجلة الأزهر وللدكتور محمد عمارة هذا الكتاب. وبارك للدكتور عمرو مساهمته في تقريب المسألة للشباب
الكتاب بيخاطب المتدينين المؤمنين و ليس الباحثين او الملحدين.. م الاخر الملحد لما يقرا الكتاب ده هيستهزأ بيه محمد عمارة كاتب مقدمة مهببة الكاتب بيقول على العلمانيين كفرة :D قشطة
الكتاب يحاور الالحاد واسبابه واهم اعلامه لكن في نظري الكتاب غير موضوعي في كثير من النقاط، ويطلق الاحكام بعشوائية وعمومية مطلقة. الالحاد ليس مذهب واحد بل عشرات المذاهب والافكار، فتعميم الاحكام يكون من الخطأ جدا. وهذا سبب قوي للتقليل من اهمية الكتاب. ثانياً: الاخلاق والالحاد. من المعلوم بالضرورة بأن الاخلاق من الممكن ان توجد في اي مجتمع حتى لو كان ملحد او لا ديني. لا علاقة ابدا بين غياب الاخلاق والالحاد! هذا تعميم وحكم غير موضوعي، بل على العكس هناك من الاخلاق الحسنة في المجتمعات الالحادية توازي الاخلاق في المجتمعات التي تدعي الالتزام والدين. وهناك العديد من البراهين الدّالة على ارتفاع نسبة التحرش والظلم والبغي في المجتمعات التي تدعّي الاخلاق والدين والعادات والتقاليد. خصوصا في هذه المرحلة من التاريخ يجب على الكتّاب بشكل عام أن يتميزوا بموضوعية مطلقة نظراً لسهولة الوصول الى المعرفة والمعلومات. هذا سبب قوي من التقليل من اهمية الكتاب، الا انه على الرغم من هذه السلبية الا ان الكتاب يحوي بعض المعلومات الهامة والبراهين المنطقية للاستدلال على الوجود.
هناك مقاربة جذبت انتباهي في انهاية الكتاب الا وهي مقاربة الادراك خارج الحس. بغض النظر عن عدم كفاية البراهين المنطقية في الاستدلال على هكذا مقاربة، الا انني اول مرة التفت لمثل هكذا مقاربة. الكتاب فقط للمبتدئين ولغير المتعمقين في الفلسفة والفكر.نظراً لغياب الجدل والحجج المضادة.
كتاب جميل جداً.. برغم إني قرأت (الداروينية المتأسلمة) قبله وكنت متخوف من د/عمرو بعض الشيء، لكن بصراحة الكتاب طلع شيق جداً وتم مراعاة المنهج العلمي/المنطقي فيه بشكل رائع - مع شوية تحفظات يعني..
أكثر حاجتين عجبوني في الكتاب: 1. الجزئية اللي فيها تفصيل للأدلة (العقلية والمنطقية والفلسفية والعلمية) على وجود الله وعلى فشل النظريات الموجودة في الرد على هذه الأدلة.. اللي هو بتكتشف إن النظريات "العلمية" - زي نظرية الأكوان المتعددة - بتنهار تماماً أمام نظرية الإله خالق الكون. ده أثبتلي إن إحنا فعلاً بنتقبل النظريات "العلمية" (وهي مش علمية أوي أصلاً!) اللي بتُصدَّر لنا من الغرب على إنها العلم المطلق بدون ما نفكر فيها أو نختبر صحتها.. 2. المقارنة اللي في آخر الكتاب اللي بتتكلم عن أنواع الإلحاد والأسباب المؤدية لكل نوع منهم، والرد عليهم.. المجهود اللي بُذل في الجزء ده بالذات خرافي وجزى الله د/عمرو عنه كل خير..
باختصار: كتاب صغير جداً وعظيم جداً.. وإضافة قيمة لعقل ومكتبة أي حد :)
(الكتاب ليه جزء تاني هينزل بعد شهر إن شاء الله، متحمس له جداً من دلوقتي)
- الكتاب جيد إلى حد كبير، وينم عن معرفة علمية وتاريخية لدى د/عمرو - استطيع القول أن أكثر جوانب الكتاب إيجابية لم تكن في ردوده على أدلة الملحدين حول عدم وجود إله، وإن كانت هامة، وإنما كانت في: 1- الاعتراف بركاكة الخطاب الديني الحالي، وضرورة معالجته. 2- الاعتراف بأن الشك هو حق أصيل لدى كل مفكر وباحث عن الحقيقة والتركيز على تلك النقطة في الجز الأول من الكتاب.وهذه نقطة هامة جدا. 3- المعلومات العلمية والتاريخية والدينية التي كانت غزيرة بحق.
الكتاب بصراحة لم يبهرني كما توقعت من د/عمرو، ولي عليه بعض الملاحظات: أسوقها لكم هاهنا:
1-في الجزئية المعنونة "إذا اختلف العلم مع معتقداتنا": لم يجب د/عمرو على سؤال "ماذا إذا كان المعتقد الديني أصيل، وفي نفس الوقت يعارضه دليل علمي قوي؟" بل ولم يشر حتى إلى ذلك السؤال، مع العلم أنه أهم من جميع الأسئلة التي طرحها في ذلك الصدد.
2-ساءني كثيرا الكثير من المقولات لكثير من العلماء المخضرمين، خصوصا أينشتاين، والتي لم يذكر لها مصدرا، سواء من كتاب أو مقال، وهل كانت هذه المقولات قبل تحول فكري حدث للكاتب قد غير وجهة نظره، خصوصا مقولة داروين التي قال فيها بوجود إله؟ حيث أنه أن هناك الكثير من المصادر التي تشير لأن داروين كان "لا أدريا" وليس مؤمنا.
3- الكاتب يسخر بشكل واضح من فرضية علمية وهي فرضية الأكوان المتوازية ويعدها خيال علمي محض. برغم وجود عدد من المقالات في مجلات علمية مرموقة تشير لاحتمالية تواجد مثل هذه الأكوان. وأذكر مقالا قرأته في مجلة "Scientific American" يتحدث عن هذا الموضوع. والمشكلة الأكبر أن د/عمرو أخذ على الداروينيين تعصبهم للتطور ونبذهم ما سواها، ما وقوعه في خطأ السخرية من مبدأ العوالم المتوازية.
الخلاصة: أن الكتاب به من الردود المقنع، وبه غير المقنع وإن كانت أغلب الردود أقنعتني صراحة. وإن كنت أتمنى ألا تكون به تلك السلبيات التي ذكرتها.
كتاب رائع بس لو الكتاب متوجه للملحدين وهو ذكر ايات قرأنيه هيقتنعوا ازاى وهم ملحدين اصلا ولو الكتاب متوجه للمسلمين ايه لزمتوه واحنا اصلا مش محتاجين حد يبررلنا سبب ايمانا لان الايمان عمليه قلبيه مش محتاجه لسبب او مبرر بس فى المجمل هو رائع فى افكاره بس فيه شويه اخطاء يا ريت يهتم بيها
كعادة الكتب دي موجه لفئة معينه وهي المؤمنين اللي تقريبا عمرهم ما شكوا في الدين وأفكاره عشان تقولهم أن هما صح برافو عليكم كملوا ومالكوش دعوة بالناس الوحشة التانيين الإستفادة اللي طلعت بيها من الكتب ده أنه كان تطبيق ممتاز لكتاب المغالطات المنطقية اللي قريته من كام يوم
اختار اسم الكتاب، نتيجة لكتاب فرويد "مستقبل وهم"، فقال إنه قال فيه إن الآلوهية إختراع إنساني للتعامل مع مخاوف الإنسان تجاه الكون، أي إنها آليات للهروب من الواقع، وقال المؤلف: ويدفع عالم النفس الألماني مانفريد كيوتز ادعاءات فرويد قائلاً: إن تفسير فرويد للإيمان بالإله باعتباره أوهامًا صحيح تمامًا، إذا كان الإله حقًا غير موجود، أما إذا كان الإله موجودًا فبنفس التفسير الفرويدي يصبح الإلحاد هو التوهم، إذ يُعتبر هروبًا من الحقيقة ورغبة في عدم لقاء الإله يوم القيامة خوفًا من محاسبته على ما جناه الشخص في حياته، وبذلك يصبح الإلحاد آلية دفاعية هروبية خشية مواجهة الإنسان لنتائج أفعاله
.. وهذا ما دفعنا لأن نطلق على هذا الكتاب اسم "وهم الإلحاد"!
وبعد!، ستعود الروح إلى هذا الكتاب!، أي ستعود!، وسيتخلص من "محاولات" التلخيص والعرض، وقوله معقبًا خلال ذلك: سبحان الله أفلا يعتبرون!، وذلك في الفصل الأخير عندما يتحدث عن أنواع الإلحاد السفسطائي الذي قابلها في حياته ومناظراته في الخارج، وأن أكثرهم كان على مبدأ خالف تُعرف، أو العناد يورث الكفر
.
.
وهذا ما جعل الكتاب يستحق
وكالعادة مقدمات أ.محمد عمارة، لاتُقرأ على أي حال ويحسن تجاوزها، ولا أدري ما الذي جعلني افتح صفحةً منها مصادفة ودون قصد لأجده يقول في المقدمة إن سبب عودة العلماني عباس محمود العقاد إلى حظيرة الدين، هو .. ما أسوأ هذا!، سأضطر للعودة إلى المقدمة لنقل الاقتباس :( في بداية ثلاثينيات القرن العشرين نجح المنصرون في تنصير أحد أبناء الأسر المصرية بمدينة الإسكندرية، وهربوا به إلى الخارج، فاهتز ضمير الأمة لهذا الحدث الجلل والغريب، حتى إنه قد أحدث تحولاً في الحياة الفكرية قاد عددًا من رموز الفكر العلماني إلى الكتابة في الإسلاميات، وكان في مقدمة هؤلاء الكتاب الكبار: الدكتور محمد حسين هيكل باشا (1888-1956)، والأستاذ عباس محمود العقاد (1889-1964)
تناول ��لكاتب بعض الإشكالات بطريقة مجملة , و عرض بعضها بطريقة جيدة لكنها شديدة الإختصار , و من الممكن أن يعذر بسبب صغر حجم الكتيب الصادر مع المجلة , يحسب للكاتب سهولة العبارة لتناسب أنواع القراء المختلفة , يعاب على الكاتب : 1- عدم تطرقه لبنية فلسفة العلوم الحديثة بشكل كاف إلا إلماحا , كما ظهرت عنده بعض الأخطاء المتعلقة بها . 2- محاولات لي أعناق النصوص الشرعية لتوافق فرضية التطور , و أسلمة فكرة ( التصميم الذكي ) , لم يفرّق الكاتب بين الفرضية و النظرية و الحقيقة العلمية و معنى كل مصطلح منها , مما أدى إلى قفزه لنتائج مباشرة على أنها مسلمات غير قابلة للنقاش 3- عدم الإحاطة بكل أسباب الإلحاد و التركيز على الأسباب التربوية أو الطبيعة الإنتهازية لبعض الملحدين , و عدم التطرق للنوع الذي يعاني من إشكالية فكرية و نفسية حقيقية
قرأت بعض الاستقراءات المعارضة للكتاب على الموقع و التي حازت على إعجابات كثيرة , فوجدت أغلبها مجرد تسفيه سطحي للكتاب , و ادعاء ما لم يذكره الكاتب مما جعلني اتساءل : هل قرأوا الكتاب أصلا ؟!!
كان عنوان الكتاب "وهم الإلحاد" اختيارا ذكيا من قبل ًالطبيب الجراح و المفكر المصري عمرو شريف و الذي لا تخفى على أحد إسهاماته في مجال الفكر و العلوم .. فالوهم في قاموس التحليل النفسي يعني ذلك الاعتقاد الخاطئ الذي لا يتوافق مع مبدأ المنطق و يحاول الوقوف في وجه دلائل و براهين حجاجية قوية معاكسة .. و في هذا وصف دقيق لحالة الملحدين الذين تتولد داخلهم معركة طاحنة بين فطرتهم السليمة و أفكارهم الخاطئة الناتجة عن قصور تفكيرهم و ضيق مجال رؤيتهم .. و هذه مشكلة الملاحدة .. حتى أن إيمانهم بفكرة عدم وجود الإله ضعيف و مهزوز و يحاولون تورية ذلك بالغطرسة و الطعن في الدين في محاولة لنهج أسلوب الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع ..
------------------------------------------------
قبل البدء تجدر الإشارة إلى أن الإلحاد ليس وليد العصر الراهن و ليس موجة انبثقت فجأة من العدم .. بل هو مفهوم موغل في القدم قدم أصل البشرية .. و نرى نحن المسلمين أن القرآن لم يغفل أولئك المنكرين لحقيقة وجود الخالق على مر التاريخ .. إذ نجد في سورة الجاثية قوله تعالى: "و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر" في إشارة إلى الزمن .. لذلك تمت تسمية أولئك الملاحدة بالدهريين لكونهم ينسبون نشأتهم و موتهم إلى الدهر دون علم و لا إثبات .. و هذا ما حاول الدكتور أحمد عمارة التطرق إليه كمسألة أساسية من بين مسائل أخرى لا تقل أهمية في مقدمة الكتاب التي كانت بمثابة إضافة جميلة للكتاب بدلا أن تكون ملخصا مفسدا لمتعة الكتاب كما اعتدنا على ذلك في مقدمات الكتب الفكرية ..
و يشهد التاريخ أن أقوى موجة إلحاد ظهرت مباشرة بعد الثورة الفلكية العلمية الناتجة عن الاكتشاف المدوي الذي هز أركان الكنيسة حيث كانت آنذاك تؤمن و تشيد بأفكار أرسطو و بطليموس و غيرهم حول مركزية الأرض .. قبل أن يتجرأ العالم البولندي الشهير نيكولاس كوبرنيك و يدعى بأن الأرض ليست ثابتة كما يزعم رجال الدين المسيحيين و أنها ليست مركز الكون كما يدعون بل إنه مجرد كوكب يدور مع باقي الكواكب في مدار حول الشمس .. الشيء الذي أثبته العالم الإيطالي جاليليو جاليلي بعد ذلك مما أدى إلى اغتياله من قبل الكنيسة هنا تزعزع إيمان المسيحيين حول العالم و اجتاحتهم موجة غضب عارمة تجاه الدين بسبب رجاله مقابل مشاعر شفقة و احترام كبيرين للعلماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل العلم و تنوير فكر أولئك المتدينين الجهلة .. و كان لهذه الموجة انعكاس سلبي على عقيدة المسيحيين مما أدى نكرانهم للدين و إيمانهم بالعلم لاعتقادهم الخاطئ بأن الدين يعارض العلم و المنطق الشيء الذي أودى بالغالبية الساحقة آنذاك إلى الإلحاد .. لا سيما بعد ظهور السير إسحاق نيوتن و الذي أحدث ثورة علمية فارقة في مجال الميكانيكا الكلاسيكية ..
المفارقة العجيبة هي أن أولئك العلماء الأجلاء .. كانوا مسيحيين ورعين متشبثين أشد التشبث بتعاليم دينهم غير أنهم كانوا يطمحون لتصحيح المغالطات التي وقع فيه رجال الدين حين انحرفوا عن دينهم و حرفوا كتبهم المقدسة .. لكن نظرياتهم العلمية و اكتشافاتهم انعسكت سلبا على عقيدة المسيحيين .. فظهر من بعدهم داروين و أتباعه الذي آمنوا بنظرية التطور و أشهروا سيوف إلحادهم علانية ثم جاء من بعدهم خلف كانوا أشد إلحادا هذه المرة بسبب مطامحهم المادية البحثة سواء السياسية منها أو الاقتصادية و الحديث هنا عن التيار الشيوعي الاشتراكي الذي ظهر مع الفيلسوف و رجل الاقتصاد الألماني الشهير كارل ماركس و معه فريدريك إنجلز و اللذين حشدا بدورها جمهورا لا يستهان به من الشيوعيين الملحدين .. و كان أبرز من تأثر بفكرهما الزعيم السياسي فلاديمير لينين الذي حكم الاتحاد السوفياتي الشيء الذي كان من شأنه أن يوسع دائرة الإلحاد في شرق أوربا كما انتشر في غربها و وسطها من قبل .. ثم ظهر بعد ذلك العديد من العلماء المعاصرين لا سيما علماء الفلك و الفيزياء و علماء الأحياء أمثال ريتشارد دوكنز .. ستيفن هوكينغ .. ريتشارد فايمان .. كارل ساغان و بيتر هيغز الذين نشروا أفكارهم الإلحادية المعادية للدين مدسوسة في كتبهم العلمية مما جعل الكثيرين يضعون مفهوم العلم مقابل الدين .. مشيرين إلى أن الأول رمز المنطق و العقلانية في حين أن الثاني مرادف للجهل و التخلف ..
أما بالنسبة للشرق فلم يظهر ما يسمى بالإلحاد في ظل الإسلام سوى في القرن الثالث الهجري مع ظهور النزعة الشعوبية التي انتصرت للثقافة الأعجمية على العربية مما جعل ظهور البدع يبلغ أوجه و أشده آنذاك مما أدى إلى شتات المسلمين إلى مجموعة من الفرق كالخوارج و المعتزلة و القدرية و من تم ظهور أشهر ملحد في التاريخ الإسلامي و الحديث هنا عن ابن الراوندي الفارسي و الذي عاش حياته متنقلا بين العديد من الديانات و المذاهب الدينية حياته حتى انتهى به الحال ناكرا و ناقدا لكل الأديان و منكرا لوجود الله و نهج على منواله العديد من الزنادقة آنذاك لكن سرعان ما انطفأت شعلة أولئك المنشقين عن الدين .. و مع مرور الزمن بدأ تدهور الحضارة الإسلامية و انحطاطها مقابل تقدم الغرب و ازدهاره .. و بعد أن بلغت أمتنا أدنى درجات التخلف بدأت تنفتح على الغرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه غير أنها اصطدمت بالعديد من التيارات الفكرية التي تناقض الشريعة الإسلامية و التي أسلفت ذكر بعضها في هذه المراجعة المتواضعة .. و مع ضعف عقيدة أبناء المسلمين بدأت تلك الأفكار المسمومة تستشري في أذهانهم و تغذي أوهامهم الواهية بشكل دفعهم إلى الارتداد عن دينهم و اعتناق الفكر الإلحادي .. و هنا يظهر لنا مدى تأثير العامل النفسي و الفراغ الروحاني و قصور التفكير في التأثر بالأفكار المعادية للدين و المشجعة على الجحود بوجود الله و السخرية الطعن في الذات الإلهية .. و مع الأسف بما أن العرب المسلمين كانوا في أوج تخلفهم الفكري فحتى إلحادهم كان مثيرا للشفقة و حتى الغايات التي جعلتهم ينحدرون وراء تلك الاعتقادات الفاسدة كانت واهية و صبيانية مما ينم عن قصور في الرؤية و محدودية في التفكير ..
----------------------------------------------
ما أعجبني في الكتاب أنه واكب تبلور مفهوم الإلحاد على مر التاريخ زمنيا و جغرافيا من أجل استيعاب هذا الانتشار الجماهيري لهذا المفهوم الدخيل في العالم الإسلامي ثم حاول فهم منهجية تفكير أولئك الملاحدة عبر قراءة كتبهم و أطروحاتهم بشكل غزير و متابعة محاضراتهم و مناقشاتهم قبل أن يتدخل الكاتب و يحاول إعطاء تفسيرات للمعطيات التي وجدها خلال بحثه التاريخي و الاجتماعي النفسي قبل أن يحاول الرد على مزاعم الملاحدة و الأفكار التي جاؤوا بها للطعن في وجود الذات الإلهية متبعا في ذلك المنهج العلمي السليم الخاضع لقواعد العقل و المنطق .. و هذه نقطة حسنة تحسب للدكتور عمرو شريف ..
كما استند إلى المنطق السليم ليبين المغالطات الحاصلة في فهم العلاقة بين الدين و العلم و حاول الفصل بين العلم و العلماء من جهة و كذا بين الدين و ر��ال الدين من جهة أخرى فالخلط بينهم يقود في بعض الأحيان إلى تشكيل صورة مشوهة عن كل منهم .. كما أشار إلى فكرة أساسية مفادها أن الفهم القاصر للدين يؤدي حتما إلى معاداة الدين .. في حين أن فهمه العميق يسوق إلى تقبل جوهر الدين .. فإلى حد الآن لم تتعارض أي حقيقة علمية مثبتة إثباتا يقينيا بواسطة المنهج العلمي مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية (و هنا تستثنى طبعا النظريات و الفرضيات التي لم يتم إخضاعها للمنهج العلمي التجريبي كنظرية التطور و نظرية الأكوان المتوازية على سبيل المثال و القائمتين فقط على أساس التخمين و الفرضية) .. ففي الحقيقة أي إيمان يستبعد العلم فهو غير مكتمل و أي علم لا يقود إلى الإيمان فهو قاصر حتما و يعبر عن ذلك العالم ألبرت آينشتاين أحد أعظم العباقرة على مر التاريخ بقوله "أي شخص متمرس في حقل العلم يصير واثقا أن روحا جلية في قوانين الكون .. روحا تفوق تلك التي عند البشر على نحو فائق .. روحا على وجه ما يوجب علينا نحن بقدراتنا المتواضعة أن نشعر تجاهها بالتواضع .. بهذا الشكل يغذينا العلم بشعور ديني من نوع خاص .. والذي هو بالفعل مختلف تماما عن تدين الأشخاص الأكثر سذاجة" ..
------------------------------------------------
و لم يفت الكاتب أن يستدعي بين الفينة و الأخرى أفكارا و اقتباسات من علماء و مفكرين و شيوخ بارزين في تاريخ الفكر الإسلامي أمثال الغزالي و ابن تيمية و ابن القيم الجوزية لتعزيز أفكاره و تقوية بنائه الحجاجي لنصه المقدم .. كما أبان الكاتب على سعة معرفة و ثقافة و اطلاع واسع على العديد من الحقائق و النظريات العلمية كما لا يخفى أن الكاتب ملم بالفلسفة و علم النفس و الاجتماع .. و استعرض في كتابه "وهم الإلحاد" معارفه و مداركه الواسعة بطريقة سلسة ميسرة سهلة الفهم و الاستيساغ من قبل كل الطبقات على اختلاف سنهم و مستواهم الفكري ..
بس1: ما يعاب على الكتاب صغر حجمه فهو لا يتعدى 167 صفحة من القطع المتوسط الشيء الذي أخل ببنيته الحجاجية البرهانية في بعض المقاطع مما جعل بعض أفكاره المركبة لا تحظى بشرح تفصيلي من أجل إقناع القارئ بها .. بس 2: حاولت ألا أشير إلى الحجج الكونية و العقلية التي أوردها الكاتب للرد على أفكار الملحدين و حججهم تفاديا لإفساد متعة قراءة الكتاب .. بس 3: صديقي الملحد إذا كنت تنوي قراءة هذا الكتاب فلا تنتظر منه أن يكون محايدا أو شيئا من هذا القبيل .. كن متفتح العقل و ليكن صدرك رحبا لتقبل للرأي المخالف اتفقنا .. مع خالص مودتي لك لكونك إنسانا قبل كل شيء و هذه حقيقة لا نختلف عليها نحن معا.
بعض الريفيوهات والتي أعطى اصحابها الكتاب نجمة واحدة قالوا ان الكاتب يقول الالحاد بدعة غربية و احنا معندناش الحاد ... الخ بالرغم من ان الكاتب جعل فصلين للحديث عن الالحاد في الدولة الاسلامية في الماضي و عن الالحاد في العصر الحديث وضرب امثلة متعددة مثل بشار بن برد و ابن الراوندي و اسماعيل ادهم و عبدالله القصيمي
لكن لا ينكر عاقل ان الالحاد المادي بمفهومه المعاصر هو الحاد غربي نشأ بعد ظهور نظرية التطور الداروينية التي قدمت للماديين ما اعتقدوا انه دليل على عدم الحاجة لوجود اله
ولهولاء المشككين والملحدين اوجه لهم عدة اسئلة ذكرت في الكتاب ولكنهم لم يروها لإنهم لم يقرأوا الكتاب حقا
كيف نشأ الكون "ما الذي احدث البيج بانج" لو لم يكن هناك اله ؟ ومن كتب قاونين الطبيعة التي حكمت الكون عقب الانفجار الاعظم؟ كيف نشأت الحياة من المادة الغير حية؟ بالرغم من استحالة نشأة خلية حية بالصدفة بل ان احتمالية ان ينشأ جزيء من الهيموجلوبين بالصدفة فهو احتمال 1 وعلى يمينه 620 صفرا وهو المستحيل بعينه بل ابعد من المستحيل كيف تكون العقل البشري؟ ما تفسيركم لما وصل اليه علماء الجينوم من ان الدين مدموغ في جيناتنا بل ان احدهم اسمى احد الجينات بجين الالوهية؟
وأخيرا ادعوا الجميع مؤمنين وملحدين لقراءة كتاب رحلة عقل أو قراءة النسخة الانجليزية "هناك اله " للسير انتوني فلو ولمشاهدة فيلم Expelled: No Intelligence Allowed بالأخص نهاية الفيلم والتي كانت مقابلة المخرج بن ستاين مع الدكتور دوكينز وكيف احرجه بالاسئلة وجعله يتلعثم ويتردد في الاجابات
استمد د.عمرو شريف اسم الكتاب " وهم الالحاد " من كتاب اخر باسم " وهم الاله " لزعيم الملاحدة د.ريتشارد دوكنز ،، الذي سخر في الكتاب السالف ذكره من فكرة وجود الاله ،، بجانب كتابه السابق " صانع الساعات الأعمى " الذي سخر فيه ايضاً من فكرة الاله ومن نيوتن الربوبي ( المؤمن باله للكون ) لأنه شبه الكون بالساعة التي تتحرك مع الوقت من تلقاء نفسها ،، ولكن لكل ساعة تعمل لابد لها من صانع ،، وهكذا دلل نيوتن على ان للكون خالق
الكتاب محاولة محترمة لتفنيد ادعاءات الملاحدة باستخدام المهنج العقلي والنقلي باستخدام لغة محترمة تشابه لحد كبير اسلوب " العلوم من أجل العوام " اي Popular science
تلخيص الكتاب في النقط التالية 1. ان اول شرط للمعرفة هو الشك 2. ان من لم يشك لم ينظر ،، ومن لم ينظر لم يبصر ،، ومن لم يبصر ففي العمى والضلال 3.الهدايات الأربع : العقل والنقل والتجربة والوجدان 4.الدليل الأخلاق لايمانويل كانط على وجود الاله ان ظمأنا للماء هو دليل على وجود الماء كذلك ان شوقنا للعدل ،، دليل على وجود العادل 5. الفكر لا يقاوم الا بالفكر 6.ونختتم بمقولة الاديب الكبير دستوفسكي اذا لم يكن الاله موجود، فكل شئ مباح
من اول الكتب التى قرئتها فى ذاك الموضوع , و احسب انه من افضلها , نظرا لالتزام الكاتب بالاسلوب العلمى او المنطقى فى السرد و التحليل و التاويل , و لم يتعمد التقليل او التحقير , و من جهه اخرى اعتقد ان الكاتب فى ثلاث نقاط فرعيه قد وقع فى خطاء التعميم بناء على النظريات دون الالتماس اىل ارض الواقع المصرى و العربى فى ثلاثه نقاط فرعيه , الشيوغيه و الصوفيه و العلمانيه , خطاء تعميم , و لكن معا ذلك لا اظنها قد اثرت على السياق العام , العمل بحث علمى رائع و اتمنى اتطلاع الاخوة دعاه الدين اليه و اعتقد انه قد يكون لبنه حسنه فى تغير الخطاب الدينى و تغير طريقه التعليم و الهدايه , و فى النهايه ندعوا الله لنا بالهدايه و للمؤلف بحسن الثواب .
كتاب سهل وميسر ، ستخرج منه ولديك فهم أولي حول تفكير الملحدين بشكل عام ، وإن كان التبسيط يشوبه .. إلى جانب غياب الرؤية التاريخية ، وهذا مفهوم لما كان كتاباً توعويا بالأساس يخاطب القارئ العادي
فرق الكاتب بين الأشكال المختلفة للإلحاد ، بين الماديين واللاأدريين والخلقيين .. أهم ما أعجبني به هو تصميم الكاتب على ضرورة مواجهة الفكر بالفكر ، وأن الإنغلاق والتطرف هما البيئة الأخصب لإنتشار الإلحاد في مجتمعنا .
جزيتَ خيراً د.عمرو شريف على هذا الطرح الرائع والسلس , بالنهاية وبعد أن استهلكتُ وقتاً لا بأس به من أثمن أوقات حياتي في القراءة حول الإيمان والإلحاد , ومروراً بتجارب شخصية بحتة , أعلنها مدويّة أنني أفتخر بالانتساب إلى قائمة عباد الرحمن , كما أعلن بأن الإلحاد بشتى أنواعه هو مرض نفسي ومأساة إنسانية! حقيقية , ولا يمكن لمن أراد أن يعيش "إنساناً " , أن يبقى ملحداً
كتاب جيد جدا .. ويعتبر مختصر لكتاب الدكتور (خرافة الإلحاد) ولكن تعتبر مشكلتي مع الكتاب ده والكتاب الأكبر له هو الاسم، احنا ممكن نتفق مع كل اللي في الكتاب، ولكن بدون عنوان متحامل، كان نفسي تكون الكتب دي اللي بتناقش الإلحاد يكون عنوانها من نفس أسلوب كتب الدكتور (رحلة عقل) و(كيف بدأ الخلق)...