في قصة " نجوم بعيدة " التي تضمها مجموعة " بنات أحلامي " تقدم لنا عزة رشاد عظمة ومأساة " توارث الحب والكراهية والغيرة"، وتلقي الضوء كما في القصص الأخرى على حياة البشر المتنوعة والثرية، ومغزى وجودهم، والعلاقات المرهفة والمعقدة بينهم، والذكريات التي تشكل أحيانا كل وجودهم، وأحلامهم بمجتمع أكثر رأفة وعدالة، والعذابات الصغيرة الروحية والمادية. ولن تجد عند عزة رشاد موضوعا زاعقا أو صاخبا أو لافتا للنظر. إن موضوعها هو الحياة البسيطة اليومية التي تمضى من دون انتصارات استثنائية أو انكسارات مدوية. موضوعها هو حياتنا الاعتيادية التي يُعد استمرارنا فيها عملا بطوليا. خلال ذلك تمسح عزة رشاد عن أرواحنا غبار الحياة اليومية لنواجه أنفسنا بالسؤال: أهذه هي الحياة التي ينبغي أن نحياها؟!، أوأن نسأل " ما قيمة أن أمشى بدون جناحين يحملانني إلي عوالم تعجز قدماي عن الوصول إليها؟!" كما تساءلت بطلة قصتها المسماة " قطوف دانية"، هناك حيث يسعى الجميع بعملية جراحية لاستئصال ذلك الجزء الذي يؤرقنا، أي " مخيلة الإنسان"!
تثبت عزة رشاد بروايتها الأولى وبمجموعاتها القصصية وخاصة " بنات أحلامي" قدرتها على السرد بكل أساليبه بروح شاعرية تنير بخفوت مواقع الأحداث ونفوس الشخصيات وتأسى لأحوالها بعطف جميل يمتاز به كل كاتب كبير حقا. الفن والأدب على نحو ما هما حياة الإنسان مكتوبة ومرسومة ومنحوتة ومعزوفة، وحين يموت الإنسان تبقى حياته الفنية عالية مثل حقيقة ولو كانت صغيرة تضيء الحقائق الأخرى حولها. وبمجموعتها " بنات أحلامي" تضيف عزة رشاد إلي سماء تلك الحقائق نجمة أخرى مشعة. كان بوسعي أن أختصر تلك المقدمة وأن أكتفي بجملة واحدة : " أيها القارئ العزيز انتقل من فضلك إلي صفحة كذا وابدأ في قراءة عزة رشاد"! لأن أحدا أيا كان لا يقدم الكاتب أفضل من عمل الكاتب ذاته. ها أنا أقولها:" انتقل إلي القراءة" لكن متأخرة قليلا ، فمعذرة!
المؤهل العلمي: بكالريوس الطب والجراحة ، دبلوم التخصص في طب الأطفال الوظيفة: أخصائية أطفال بمستشفيات وزارة الصحة
الإبداعات الأدبية: * " ذاكرة التيه " رواية دار ميريت 2003 * " أحب نورا.. أكره نورهان " مجموعة قصصية دار شرقيات 2005 * نصف ضوء ، مجموعة قصصية، دار هفن ، 2010
ما قيمة أن أمشي بدون جناحين يحملاني إلى عوالم تعجز قدماي عن الوصول إليها! ما قيمة أن آكل أو أشرب دون أن أحرز دفق الماء في النهر وانزلاقه ليروي الأرض حتى تتفتق البذرة ثم تتشعب الجذور وترتفع الساق إلى أعلى حتى تخرج ثمرة الجوافة التي ستنزلق بذرتها في أمعائي لتسد زائدتي الدودية وقد تكون أحد مبررات وجودي الآن! ما قيمة عيني إذا لم أجرؤ على كتابة هذا النص .. هكذا تنتهي هذه المجموعة القصصية المتميزة .. لكاتبة محترفة بالطبع .. تقوم هذه المجموعة على اللعب بتيمة أساسية أو فكرة عامة مسيطرة هي فكرة "الحلم" ذلك الشيء المراوغ الذي تبنى عليه الكثير من الأفكار والأحداث والخيالات .. وربما القصص أيضًا 10 قصص لعبت في ذلك الفضاء الرحب، بكل اقتدار، ترسم الآمال والأحلام وهي تضيع مرة، ومحاولات ترميمها ، فيما ترصد في حالات أخرى تلك الأفكار التي تقف حاجزًا بين الناس وتواصلهم وعلاقتهم ببعضهم، في موقف آخر يأتي "الحلم" فيه ليحقق لصاحبته ما تعجز عن تحقيقه على أرض الواقع ... وهكذا ندور بين "بنات أحلام" الكاتبة، ونفكَّر في أحلامنا الخاصة وكيف نرى العالم من خلالها ... أعجبتني بشكل خاص قصة (ضباب) والاحتراف في رسم العالم المتخيَّل واقترابه من عالم الواقع بحيث يمتزجان .. كذلك أحببت قصة(غزوة الأزرق) وذلك التركيز على مشهد وحالة بعينها يتغيَّر من خلالها مواقف وأحوال كثيرة .. جاءت القصة النهائية .. كـ حسن ختام للمجموعة والحالة ... شكرًا كثيرًا للدكتورة عزة رشـاد
أحب عزة رشاد، أحب المنطقة التي تنهل منها كتاباتها،أحب الدفء الذي تبثه قصصها، وفي كل مرة ابدأ فيها كتاباً جديداً لها، اعد نفسي بمتعة خالصة، وحتى الآن هي لم تخذلني
اول قراءاتي لعزة رشاد اسلوبها رائع خفيف تنتقل بين الأحداث بسلاسه تحس انك فعلًا نايم مع كل حكاية قصيرة تبدأ فيها وما ان تنتهي تري نفسك قد استيقظت علي حلم عجبتني جدًا ومش هتكون آخر مرة اقرأ لعزة رشاد
تمنيت لو لم أقرأ في البدء ما كُتب من قبل ثناء أبو الحمد ود. أحمد الخميسى، توقعت أن أقرأ شيء وتفاجأت بما قرأت قد تكون القصص المكتوبة جيدة وبها فكره ولكن لم ترق لي كثيراً وللحظة كتابة هذه المراجعة بعد أسبوع تقريباً من قراءة الكتاب، اضطررت للعودة لقراءة بعض الفقرات لتذكرها لم تعلق في ذاكرتي من القصص سوى بن للحجة، وبعد إعادة القراءة السريعة تذكرت بعض الاحداث التي وردت في بعض القصص، لا أنكر ان الكاتبة لديها بعض المفردات والجمل القوية والتي تعطي عمق لبعض المعاني، على سبيل المثال في قصة الياسمين الشائك قد يدفع بعض الأبناء ثمن وحم الام على شيء معين فالياسمين ليس كالسردين وتعلموا أن تطلقوا تسميات أو تشبيه جميل لأبنائكم فهو يترك لديهم أثر كبير حتى لو لم يخبروكم به مباشرة.
أعتقد بأن غلاف الكتاب كان بهدف ترويجي أكثر من كونه دلاله على ما ورد في المحتوى لم أشعر بأنه يمثله
اقتباسات راقت لي ما قيمة أن أمشي بدون جناحين يحملاني إلى عوالم تعجز قدماي عن الوصول إليها
ما قيمة أن أمشي بدون جناحين يحملاني إلى عوالم تعجز قدماي عن الوصول إليها! ما قيمة أن آكل أو أشرب دون أن أحرز دفق الماء في النهر وانزلاقه ليروي الأرض حتى تتفتق البذرة ثم تتشعب الجذور وترتفع الساق إلى أعلى حتى تخرج ثمرة الجوافة التي ستنزلق بذرتها في أمعائي لتسد زائدتي الدودية وقد تكون أحد مبررات وجودي الآن . ما قيمة عيني إذا لم أجرؤ على كتابة هذا النص . ** هكذا تنتهي هذه المجموعة القصصية عن بنات أحلام عزة رشاد ، يا ألهي هذه الكاتبة توقعني في شرك أعمالها كل يوم و لا تكتفي بأن لديها أسلوب أدبي سلس و ممتع ، بل أنها تسرد ما هو في غاية الاعتيادية بمنتهى التميز الممكن . من كان يصدق أن قصة " شجو اليمام " التي تدور عن شادي ابن الجيران الذي سيتزوج تاركًا جارته بعد أن فشلت في حصد إعجاب غرفة الأمهات ؟ أنها قصة متجددة بشكل لا يمكن تصوره ، تسمعها أحيانا من صديقة أو من أم فخورة بما فعلته في حياة ابنها و تدمير قصة حب ، و مع ذلك بخيال عزة كان مختلف و مميز كأنك تقرأها للمرة الأولى ! . هل كنت تعتقد أن قصة " غزوة الأزرق " ما هو إلا محض ذبابة زرقاء بغيضة أحيلت ترتيبة زوجة لدعوة غداء لرجل مهم و زوجته ، و أنها نفس الذبابة التي جعلت زوجها يقوم بحادثة ليتأخر و يتخلصا من هذا الرجل المشبوه ؟ و أن قصة " الياسمين الشائك " تصف بدقة نصف ما يحدث مع الفتاة الغير مفضلة لأمها لأنها ببساطة غير مفضلة ؟ تلك القصص تدور بشكل أساسي حول الخيال ، خيال نصه قلمه و وصف الواقع بدقة و حميمية و عبقرية .. أفكار بسيطة لكنها حقيقة جدًا و أقرب ما قرأت للعالم الذي نحيا فيه . عزة رشاد لديها القدرة علي أجتذابك للقراءة و الاحتفاظ باستمتاعك و انبهارك ، و بشكل شخصي تحفيظي علي الكتَّابة التي جافتني لأيام ، و كأنني استقطبت بعض الطاقة من خلالها كلماتها الحية . كتاب مميز جدًا جدًا .