من الطبيعي أن نعادي بعض البشر ، فنقاتلهم ونتصدى لهم ؛ لأن الطبيعة البشرية مليئة بتفاهات الطمع والجشع ، والرغبات المختلفة ، وحب السيطرة والتفوق ..
من الطبيعي أن نعادي بعض الحيوانات ؛ فهي متوحشة ، وفلسفتها منحصرة حول فكرة العيش على حساب الآخر ..
من الطبيعي أن نعادي بعض النباتات ، وأن نسعى إلى القضاء عليها ، فننزعها من تربتنا ؛ لأن منها الضار ومنها ما يسبب هلاكاً لبعض النباتات الأخرى النافعة ..
ومن الطبيعي أن نعادي بعض الحشرات ؛ لأن كثيراً منها مؤذٍ ومزعج ، ومنها ما يسبب لنا الأمراض ، وربما الموت ..
كل ذلك طبيعي تماماً ، لكنَّ الأمرَ غيرَ الطبيعي أن نعادي جماداً وآلةً صماء .. وأكثر من ذلك أن نعاديها بسبب تمرُّدها ..
هل يتمرَّد الجماد ؟!
هي مجرد خردة معدنية صنعها الإنسان ، ومن المفترض أنها أشبه بعبدٍ يُسيِّره سيدُه أينما شاء وكيفما أراد .. خردة حقيرة نراها تأبقُ على سيدها ، وتقرر فجأة أنها السيد وهو العبد .. تتمرَّد وتعلو برأسها الآلي على روؤس البشر في صَلَفٍ ، وتقف شامخة لا تأبه بصُنَّاعها ومخترعيها .. هذه الخردة المعدنية تتمرَّد فجأة .. فكيف يا ترى يكون شكل الصراع بيننا وبينها ؟!
كاتب وقاص عُماني، أغلب إصداراته بما كان يُسمَّى قديماً بأدب الخيال التأملي Speculative Fiction الذي يجمع ثلاثية الخيال العلمي والفانتازيا والرعب، وله مقالات متفرقة في صحف عربية مختلفة. عمل فنيَّ مختبرات مدارس في التربية منذ عام 2000م وحتى عام 2017م، ويتقلَّد حاليًّا منصب مشرف ثقافي في النادي الثقافي لفرع مسندم منذ بداية شهر يناير عام 2019م.
للتواصل: • Twitter, Facebook and Instagram: @MAQarat • maqarat@hotmail.com
عندما أمسكتُ بالكتاب هذا، لم أعطِه حقّه. توقّعتُ قصة بحبكة بسيطة تدور حول فكرة غريبة تدور في بال أحدهم.. كتاب جيب قصير ينتهي بجلسة أو اثنتين لكنّ ما وجدته كان مخالفاً لما ظننت. القصة جميلة مشوّقة وذات طابع علميّ مفيد وسلس، تدور حول مستقبل قريب للعالم العربي إن صحّت التسمية. هناك انقطاع ما بين الجزئين الأولين والجزء الثالث.. لكنه لم يؤثر بشكل كبير على القراءة.. لم أجد إفراطاً بالتخيّل بقدر ما وجدت توقّعاً منطقياً لما سيجري من أحداث، خصوصاً أن حبال الجُمل مدعّمة بحقائق ووقائع حصلت سابقاً. 4 نجمات ل #إنسالات_متمردة (1) وسأسعى قريباً للحصول على الأجزاء الباقية من السلسلة إن شاء الله
إنسالات. مصطلح جديد تعرفت عليه عن طريق هذه الرواية. أتساءل ما هو المفرد؟ إنسالي؟ علينا أن نستخدمها جميعا من الآن فصاعدا، بدلا من الكلمة الأجنبية "روبوت" أو حتى "رجل آلي".
ذكرتني الرواية بقصص الجيب التي عشقناها كناشئة في السبعينات، وجاءت بعدها قصص الجيب المصرية التي صنعت جيلا محبا للقراءة وللمغامرة وللعلوم. (ملف المستقبل وغيرها من السلسلات). نحن بأمس الحاجة لمحتوى جديد يعيد المجد للقصص العربية المخصصة للناشئة.
بالنسبة لإنسالات متمردة، أجدها مناسبة للناشئة من 12 إلى 15 عام، ربما لأن الحبكة ليست بالتعقيد الذي تحتاجه روايات الفئات الأكبر عمرا.
لم أفهم ضرورة الصفحات الثلاثين الأولى. صحيح أن الفصل الذي يليها يتطرق لها، ولكن الفصل نفسه كان يكفي لتغطية "خلفية" الأحداث، دون الحاجة للصفحات الثلاثين الأولى.
مازال الخيال العلمي في العالم العربي في مهده، ولذلك يشبه في بعض ملامحه المراحل المبكرة من الخيال العلمي الانجليزي والذي نراه في الكلاسيكيات. فهناك نزوع إلى شرح المفاهيم والنظريات والتطرق لمواضيع تاريخية وشرحها (للقارئ) في الحواشي. وحتى الشخصيات يستخدمها الكتّاب لشرح مفاهيم علمية أو فكرة أساسية متعارف عليها، مما يفقد الرواية جانبا من الدراما.
الحوار مفتعل ويحتاج أن يكون مختزلا ويخدم الحبكة فقط. حتى الآن لم أجد رواية خيال علمي أو فانتازيا لاتعاني من مشاكل الحوار (وهذا يشمل رواية "أجوان"، ولو أنني حاولت تجاوز هذا في "ماندان".) نحتاج لورش عمل للكتابة.
تحية للكاتب محمد قرط الجزمي لهذه السلسلة، وأتمنى أن نرى الحلقة القادمة قريبا.
وها أنا ذا أقرأ ثاني رواية من أدب الخيال العلمي لنفس الكاتب، واقتنعتُ أني أعشق هذا النوع الأدبي الرفيع.
تتحدث الرواية عن مدينة آفاق القابعة تحت الأعماق، محاطة بقبة زجاجية عظيمة، وفي مبنى قديم عبارة عن مصنع يقوم بتصنيع الإنسالات (مفردها إنسالة وتعني الإنسان الآلي)، تتمرد فيه هذه الإنسالات وتقوم بالسيطرة على المبنى كله فتقتل جميع البشر العاملين فيه.
وكلت مهمة إلى "هاشم" رجل أمن والذي استعان برجل أمن مثله اسمه "جعفر" بالإضافة إلى فتاتين متخصصتين في علم الفيزياء والأحياء "إنعام وعنادل". فكونوا هؤلاء الأربعة فريق الروامح لأداء المهمة وإنقاذ وضع المبنى الحرج وعليهم أن ينهوها في وقت زمني محدد وضيق جدا.
الأحداث متسلسلة ومشوقة كثيراً، يستفيد القارئ منها وهو لا يشعر لأن المعلومات المذكورة في الرواية كعلم الأحياء والفيزياء مثلاً مرتبط بالأحداث المشوقة والتي تشكل إثارة لا شعورية ورغبة في معرفة ماذا سيحصل في نهاية الرواية.
تُعتبر هذه الرواية الجزء الأول من سلسلة الروامح والتي تتكون من ثلاثة أجزاء، "إنسالات متمردة، هيمنة الخلود، ذات الترددات السوداء"، وهي روايات متعمقة في مجال الخيال العلمي، وتدور حول فريقٍ علمي من المستقبل يتم تكليفه بمهامٍ صعبة، يواجه فيها المخاطر والتحديات، بقيادة الملازم هاشم خطّار، فما نوعية هذه المهام؟ وأي سلاحٍ سيستخدمون فيها؟ وهل يُفلحون في إتمامها؟ كل هذا سيتبين للقارئ من خلال الأحداث الشيقة في السلسلة الروائية.. .. في هذا الجزء يتم تكليف الفريق بمهمتهم الأولى والتي من خلالها سيثبتون جدارتهم أو إقصائهم من مدينة آفاق وإرجاعهم للكلية العلمية في حال فشلهم، مدينة آفاق هي مدينةٌ ككل المُدن بها الطرق والمباني والخدمات، ولكن ما يميزها أنها تقع تحت مياه الخليج العربي، تم بنائها خصيصًا لإجراء التجارب العلمية، وتنفيذ المهام التي تتطلب عقولًا نابغة، ويتم اختيار سُكانها بدقةٍ عالية، حيث لا يدخلها سوى العلماء في شتى العلوم.. .. تتلخص المهمة في إعادة السيطرة على بعض الإنسالات -رجال آليين- المتمردة في مصنعٍ قديم في رأس تنورة بالسعودية، حيث فقد العاملين في المصنع السيطرة عليها، فهل سينجح الفريق في مهمته الأولى؟ وما هي الصعوبات التي ستواجههم؟ وما هو سر تمرد الإنسالات؟ ومن يقف وراء تمردها؟ كل ذلك ستكتشفه من خلال صفحات الرواية، وستعيش أجواءً من الإثارة والترقب، وستوسع فكرك وخبراتك العلمية من خلال التعرف على بعض المصطلحات العلمية التي ضمّنها الكاتب في الرواية ليُضفي عليها طابعًا علميًا ممتعًا.. .. اقتباس: -"ستظل النفس البشرية أعجب ما يمكن للإنسان أن يقابله وأكثر ما يمكن للعقل أن يحتار أمامه."
اعجبتني الرواية. أجّلت قراءتها كثيراً منتظرةً الوقت المثالي لأنني كنت في شدة الحماس وأردت أن أحبها بشدة. إذا سألتني، لا يوجد وقت مثالي. احببت المصطلحات العربية مع أن وقعها كان غريباً علي بعض الشي بما أنني معتاده -وكل من حولي- على المصطلحات الانجليزية، وأحببت أكثر الاضافات في نهاية الصفحات، أشكرك على هذه المعلومات الوفيرة التي أقرؤها لأول مرة :) أعجبتني الشخصيات وتنوعها وتوقعت صعوبة في السيطرة عليهم وانسجامهم مع بعض، لكنني أحببت شخصية جعفر، أعتقد أنه الشخصية الأكثر عفوية بينهم، ولو كنت مكان عنادل لكنت تحدثت عنه ببعض الاستياء في غيابه. أعني أن هذه تصرفات أغلب الفتيات صحيح؟ ؛) أنا أتفق مع نورة النومان في مسألة الحوار، لكنني أيضاً أجد صعوبة في كتابة الحوار ومحاولة إظهاره كحوار واقعي وعفوي لكن عندها أعيد قراءته يبدو كترجمة أحد الأفلام وهذا يحبطني جدددداً!!
شكراً لك، رواية رائعة وسأحرص على قراءة باقي السلسة. أتمنى لك التوفيق :)