الإيجابيّات: كتاب جيد لمن ليس لديه أي علم ولا فكرة عن علم الفقه، ولا المذاهب الأربعة. مفيد جداً للمبتدئين، يعرّفهم بأسماء الفقهاء، وأمّهات الكتب في كل مذهب وأهم العلماء والمشايخ والكتاب المعتمد وبعض المصطلحات المستخدمة ومعانيها.
السلبيّات: إن كنت طالب علم ولك قراءات سابقة في الفقه، أو في التعريف به حتّى -مداخل ومقدّمات أخرى- فالكتاب ضعيف جداً بصدق، أضعف من كتب مداخل ومقدّمات أخرى كنت قد قرأتها لعلوم أخرى. والغريب أن المقدمة والتمهيد أوّل الكتاب تشعرك أنّك ستحصل على مخزون سنين من البحث والجرد والقراءة، لتجد أن البحث يقتصر على كتاب أو اثنين في كل مطلب ينقلها حرفياً كما هي، صفحات بأكملها من نفس الكتاب، ثم ما يليها؟ سطرين من ابن كتاب ثاني، ثمّ مجدداً صفحات من كتاب آخر ثالث. يعني ممكن الكاتب -وفّقه الله لكل خير- أقصى جهده أنه جمع ورتّب وعنون، أمّا الكتاب فحرفياً أكثر من نصفه نقولات إن لم يكن معظمه، هذا غير الصفحات البيضاء، صفحتين بين كل فصل والآخر، وصفحتين بين المطالب، وصفحة بين عنوان المطلب والمطلب نفسه، ثمّ فهارس لا فهرس واحد، شيء مؤسف صراحةً. كذلك -وهذه النقطة قد تكون مفهومة- عرضه للمذهب الحنبلي كان أفضل من باقي المذاهب، وهذا متوقّع كونه حنبلياً من السعوديّة وهو وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقصيم، لكن طريقة عرضه لما خالف فيه الحنابلة الشافعيّة والمالكيّة وأهل الرأي بطريقة ويكأنهم "أحرص" على الدّين من باقي المذاهب هذا لم يعجبني، لم يقل ذلك صراحةً ولكن أسلوب الكتابة يشعرك بذلك. أخيراً لو أزلنا الصفحات البيضاء والفهارس فالكتاب لن يتعدّى الـ170 صفحة، ثم لو أزلنا النقولات لاقتصر على 70 أو أقل، النقلات مهمّة ومفيدة لكن لا تكتب "ألّفه" بل قل جمعه ورتّبه، وألّف بضع صفحات: فلان بن فلان.