في هذه الرواية يواصل الزبيدي حفظه/سرده لثورة ظفار ولكن هذه المرة على لسان امرأة ظفارية هي "مثال"، فيحكي قصتها ما قبل وأثناء وبعد ثورة ظفار التي بدأت منذ منتصف الستينيات واستمرت لما يُقارب العقد في جنوب سلطنة عمان.
امرأة من ظفار يتحدث هذا الكتاب عن مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ عمان ، مرحلة الثورة في جنوب عمان والتي دعمها الشيوعين في عدن و الصين و روسيا في الستينات و السبعينات من القرن المنصرم ،ويسرد الكاتب ظروف الثورة السياسية و الاجتماعية من خلال قصة حياة احدى النساء الظفاريات والتي كانت تعمل كراعية أبقار وكون ان اباها احد المناضلين و المهمين في الثورة فقد تأثرت حياتها يأحوال الثورة ، التي بدأت 1965 م ، يصف الكاتب بيئة "ظفول" (ظفار باللغة الشحرية) و تأثر سكان المنطقة بالبيئة من حولهم و عادات و تقاليد الاسر و العوائل هناك ، من الشوي و التجمع حول تنور العائلة او الخروج في مرباط للتمتع بجوها الصافي المعتدل في غير فصل الصيف ، الذي كان حارا مسايرا لحرارة الاحداث المهمة التي كانت تجري في ظفار في تلك الفترة . وصف الكاتب احوال الثورة حيث جزءها بشكل غير مباشر الى بداية الثورة و أوج قوتها و سيطرتها ، ثم مرحلة الضعف التي بدأت تدب فيها و بعدها مرحلة الإنقسام على نفسها و على مناضليها بسبب ما تعرضت له من حصار و وعدم دعم من الشيوعين (عدن ، و موسكو ) ، الا ان لقوة الثورة كان صيته قد وصل لستالين الذي كان يشيد بقوة ممثلي الشيوعية في ظفار حتى انه كان يقف أثناء العرض العسكري عند مرور الفرقة الممثلة لشيوعيي ظفار من أمام منصته ، يصف الكاتب احوال بطلة الرواية " مثال" مرورا وتأثرا بأحوال الثورة كمثال لوضع المرأة أثناء الثورة في ظفار ، حتى انها اضطرت للسفر و الاقامة خارج البلاد حتى هدأت الأوضاع و رجعت مرة اخرى لبلادها ، ووضح الكاتب كيف استغل افراد الثورة و الداعين لها لفترات ضعفها في التسلق على حساب مبادىء الثورة و التنكر لها، و حتى الحصول على مكاسب من الاعداء مقابل خدمات معينة (يمثلهم شخصيةعلوان) ، بينما بقي البسطاء من عامة الناس مخلصين للثورة و دواعي قيامها و نضالهم المستمر و الذي توقفوا عنه لمجرد حصولهم على بعض الوعود و الانجازات التي تحققت وبداية عهد جديد في سبيعنات القرن المنصرم ،وختم الكاتب هذه الرواية بلقاء بين ابطال رواياته السابقة و هذه الرواية ، راية وسلطان الخروصي و عبيد العماني و مثال ....... في النهاية فأن "تيث من ظفول " أمرأة من ظفار" لم تتحدث عن الثورة فقط بل عن ظفار ككل من سكانها و العادات و التقاليد و اللغات و المعتقدات و الثقافة و أساليب العيش وطرق الحياة ...
خلت هذه الروايه من الحبكة. تجدها سرديه بحته. تمتلئ بالإسقاطات الجنسيه.حقيقة لا أعلم لما يوظف الكتاب هذه الإسقاطات في كتاباتهم إلا لخلو جعبتهم من الأفكار و كأنهم يريدون حشو الكتاب بأي شي فقط ليتم كتابة 100 صفحه. ندمت لضياع وقتي و فلوسي
رواية تُنبِتُ في الرّأس أسئلة…! ينقلنا الزبيدي من الحياة العادية، من دفء البيوت وأُلفةِ القُرى (الأحكوب) وسِحر الحبّ وغواية السّاحرات ودهشة الأساطير وموسيقى الأغنيات إلى المجاعة والأوبئة والصراعات والثورة والحروب و(ارفع رأسك يا أخي فقد ولّى عهدُ الاستعمار..)، ينقلني فأشعرُ بالهدوء والسّكينة والدّفء هناك ثمّ بالخوف والتّوتّر وشدّ الأعصاب هنا. ينقلني فأشعرُ بمرارة الحروب وحلاوة الاستقرار، وأتساءلُ عن جدوى الحياة مادام العيش الهانئ الدّائم فيها مِنَ النّوادر. أتساءلُ عن جدوى الحروب، عن قسوتها في انتزاع البشر من الهناء والحبّ والبيوت والقُرى، ثمّ عن سبب الصّراعات البسيطة والكبيرة، عن سبب رغبةِ النّاس في انتزاع هدوئهم وسعادتهم إلى الشقاء.
هذا الاقتباس يُلخّص مرارة الحروب: "تلك كانت غاية سعادتي: سانلي ومطبخي وبيتي وعلوان وحلقات الشواء حول نار التنور، والحكايات تدور، والجيران، بل مرباط كلها بنوارسها وبحرها الجميل، والجبل الأخضر المهيب يحتضنها بسهله، وراعيات الإبل يصدحن في جنباته بأشعار ال"دبرارت" وأغاني العشق الجميلة.. تلك كانت أيام سعادة، سرعان ما انقضت"، "إنّها الحرب!".
تحكي الرواية عن الثورة في ظفار في عُمان: ما قبلها وما بعدها بلسان امرأة عاشتها وعاشت مآسيها وعاشت التّغيّرات في البلد.
أثناء القراءة، حضرت فلسطين دائمًا، بشكلٍ لا إرادي، وربّما الأحداث الحاليّة قرّبت لي الصورة للشّعور بالرواية أكثر.
لقد كانت "امرأة من ظفار" أكثر من مجرد قراءة عادية بالنسبة لي؛ لقد كانت تجربة متكاملة نقلتني مباشرة إلى قلب جبال ظفار الشاهقة، وأدخلتني في عالم لم أكن أعرف عنه الكثير. لطالما سمعت عن ثورة ظفار، لكنني لم أتصور يومًا أنني سأعيش تفاصيلها بهذه الطريقة الإنسانية العميقة.
ما يميز هذه الرواية هو أن الكاتب أحمد الزبيدي اختار أن يروي لنا هذه الحقبة التاريخية من خلال عيون "مثال"، وهي شخصية أنثوية قوية ومؤثرة. لم يكتفِ الكاتب بسرد الأحداث التاريخية الجافة، بل غاص في المشاعر، والصراعات الداخلية، والأحلام المجهضة، والأمل الذي لا يموت. شعرتُ كأنني أرافق "مثال" في كل خطوة، وأتألم لألمها، وأفرح لفرحها، وأفهم لماذا اختارت أن تسلك هذا الطريق الصعب.
الأسلوب السردي في الرواية رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اللغة غنية بالشعرية وتفاصيل المكان، لدرجة أنني شعرتُ برائحة اللبان والتراب المبلل بالمطر. الوصف ليس مجرد إضافة جمالية، بل هو جزء أساسي من بناء الشخصيات والأحداث، مما يجعلك تشعر أن البيئة جزء لا يتجزأ من القصة.
"امرأة من ظفار" رواية لا غنى عنها لكل من يهتم بتاريخ المنطقة العربية. إنها لا تمنحك فقط المعرفة، بل تمنحك التعاطف والفهم. لقد غيرت هذه الرواية الكثير من المفاهيم لدي، وجعلتني أرى أن التاريخ ليس مجرد أحداث كبيرة، بل هو قصص صغيرة لأناس عاديين صنعوا الفارق.
كتاب جيد يسرد التجربة الظفارية و الثورة الاشتراكية في الستينيات و الصراعات و الحروب التي كانت تدور في المنطقة و يبرز دور المرأة الظفارية و العربية في المقاومة ونشر الوعي الثوري. . وتنتهي الثورة الظفارية كما ثوراتنا العربية كلها: تنتهي بحكومات و انظمة متشابهة و اما استشهاد او نفي الثوار او احتوائهم بالمال و المناصب
أجمل ما في روايات أحمد الزبيدي توظيف الثقافة الشعبية والميثولوجيا الظفارية في الرواية. كما أن تعجبني لغة الزبيدي التهكمية والساخرة على السلطة والمجتمع ، ولا يخفي تحيزاته ويعبر عنها بإزدراء وسخرية جميلة. يحسب للزبيدي مناكفاته للسلطة وممارسة الإسقاطات السياسية على رموزها بصورة مباشرة فاضحة عن ممارستهم السلطوية على المجتمع والدولة ، وهذه شجاعة أدبية قلما تجدها في الكتّاب العمانيين . وما يؤخذ على النص هي رسم صور متخيلة مبالغة عن الانفتاح الذي كانت تعيشه الأسر الظفارية التي كانت في الجبهة مثل أسرة مثال وناجي ، واستبعد أن الكاتب كان يتعمد ذلك. كما أن تعمد الكاتب إضفاء صفة اللامبالاة والمراهقة السياسية في قيادات الجبهة والمرشدين السياسيين واختلافي تعميم الصورة للدفئ اجتزائها.
تدور احداث هذه الروايه على لسان امرأة وجدت نفسها متزوجة من ابن عقيد عسكر مرباط حيث كان بطبيعة الحال موالياً لحكم نظام السلطنة المدعوم من الأنجليز آنذاك ... وبعد ثورة ظفار كان والدها عضواً فعالاً في جبهة تحرير ظفار وبين هذا وذاك كانت هي امرأة شجاعة وحيدة مع ابنها . . #امرأة_من_ظفار #احمد_الزبيدي #ثورة_ظفار #ظفول
الكتاب الأول الذي أقرأه للكاتب العماني أحمد الزبيدي، وبدا لي أسلوبه واضحا وسلسا بحيث لا يقوم بندب الحوادث التي يسردها كما يفعل ذلك كثير من كتابنا..
يحاول الكاتب أن يمثل أحداث الثورة الشيوعية في ظفار على لسان امرأة تفقد كل أهلها وأصدقائها وأحبابها كضحايا لصراع ثورتهم مع السلطان بحيث ينتهي هذا الصراع بتفكيك حاملي الفكر الشيوعي بمختلف الأساليب، منها استمالتهم للعمل مع السلطان واسثمار أموالهم في البلاد وخارج البلاد مقابل تخليهم والتهائهم عن تغذية الأفكار الشيوعية معهم ومع من هم حولهم
في القصة بعض التفاصيل الجميلة التي راقت لي كثير
لكني استغربت من المدى الذي انطلق فيه الكاتب ليثبت حرية المرأة الظفارية إبان الحركة الشيوعية في ظفار .. وظني أن هناك مبالغات كثيرة في محاولة الكاتب لتمثيل الواقع في هذا الشأن
في هذه الرواية يواصل الزبيدي حفظه/سرده لثورة ظفار ولكن هذه المرة على لسان امرأة ظفارية، فيحكي قصتها ما قبل وأثناء وبعد ثورة ظفار التي بدأت منذ منتصف الستينيات واستمرت لما يُقارب العقد في جنوب سلطنة عمان.
وبالرغم من أنه يُحسب للزبيدي -وبقوة- أنه يحفظ تاريخ ثورة يكاد أن يطول تفاصيلها النسيان إلا أنه كذلك -برأيي المتواضع- لم يخرج كثيراً عن ما جاء به في "سنوات النار" وما زال يكرر نفسه حتى نرى أن بعض الشخصيات في هذه الرواية كانت موجودة في رواياته السابقة. ولكن للأسف الشديد فالزُبيدي كذلك أُهمل من تناول رواياته كما ينبغي
شخصيات الرواية تم سردها وتسلسلها بشكل شيق وممتع، لاسيما السياق التاريخي لاحداث الثورة ابتداءا من مسبباتها ومرورا بحرب التحرير وتدخل الاجنبي وانتهاءا بانتصار معسكر التنمية...تبقى فقط مسألة توظيف بعض التعابير الغير لائقة موضع عتب لدي على الكاتب.