مسرحية المغول هي محاولة للوقوف عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا، تحمل شحنتها الدرامية، وتمنح الكاتب المسرحي فرصة طيبة للعمل. إنها اختيار خارج نطاق المساحات التاريخية المبكرة؛ التي صنع منها الكثير من الأعمال الفنية إلى حد التكرار، وهي فضلاً عن هذا وذاك، تتضمن العديد من القيم الفنية والإنسانية التي تحقق تواصلها مع قرننا هذا، حيث يتحتم علينا جميعاً أن نصمد، أن نقاوم الحصار المضروب وألا نستسلم بسهولة لجيوش المغول الجديدة القادمة من المشارق والمغارب.
عماد الدين خليل (ولد 1358 هـ - 1939 م) هو مؤرخ ومفكر، من أهل الموصل.
ولد عماد الدين خليل الطالب في الموصل سنة 1358 هـ - 1939 م (وقيل سنة 1941 م). حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ، من جامعة بغداد، سنة 1382 هـ - 1962م. ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، من جامعة بغداد أيضا، سنة 1385هـ - 1965م. وثم درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، من جامعة عين شمس، سنة 1388 هـ - 1968م.
عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 - وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م - والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م - والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
- وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس - ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد - والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا - والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
تبدأ المسرحية مع اقتراب الخطر المغولي من مدينة الموصل زمن المماليك، وتنتهي بدخولهم المدينة بعد حصار دام سبعة أشهر ذاق فيها المغول الويلات من جيوش المسلمين المرابطة حول أسوار الموصل.
فكيف انتهت بالمدينة بالسقوط؟؟
إنها داء كل عصر.. الخيانة.
فبعد أن بدأ المغول يعدون عدتهم لفك الحصار والعودة إلى بلدانهم منهزمين منكسرين أمام قوات المسلمين على تواضعها أمام جحافلهم، "تبرع" أحد الخونة بمعلومات أعادت معنويات الجيش المغولي إلى أقصاها، فاستأنفوا قصف المدينة بالمنجنيقات حتى استسلمت وأهلَها بمعاهدة أمان نقضها المغول وأعملوا بأهل المدينة ذبحاً وتقتيلاً، وأسروا ملكها الصالح وسلموه إلى زعيمهم هولاكو ليقتل القائد المؤمن الصابر الذي ضحى بحياته وولده وكل ما يملك في سبيل مدينته، ليقتله أشنع قتلة.
الخيانة هي داء كل زمان، فكم هزمت الخيانة من جيوش جرارة، وكم أسقطت مدناً وقلاعاً، وكم سفكت دماءاً وهدرت أرواحاً، في سبيل حفنات من المال أو منصباً.
ولكن في المقابل كم من هزيمة حملت في طياتها نصراً، وأعلت شرفاً، ودعت إلى فخر، وكشفت أقنعة، ورفعت رؤوساً ليخلدها التاريخ، وأسقطت رؤوساً أخرى في مزابله.
فحسب من قاتل أنه ذاد عن وطنه، وحسب من قتل أنه قتل لغاية عظمى، وشرف أعظم، وحسب القائد المؤمن أنه أدرك العدو من الصديق، والخائن من الوفي، وحسب الخائن أنه سيلقى ربه.
كل هزيمة تحمل نصراً، وكل هزيمة سببها خائن.. هذا ما خرجت به من قصة هذه الفاجعة.
أسلوب المسرحية كان ممتازاً، فصيحاً منساباً، حسن السرد، وشائقاً.
تُقرأ بجلسة واحدة ولكنها تشعرك بأنك تعيش الأحداث وتراها أمامك، لا أنك تقرأها.
ولا تنفك مع القراءة عن إسقاط الأحداث على الواقع، فتخرج من صفحاتها مكلوماً كئيباً متحسراً.
أحببتها سرداً ووصفاً، وكرهتها قصة وتاريخاً.. وواقعاً.