الحب .. هو رزقٌ من عند الله، بعضه فطرى يغشى الله به بعض عباده وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ،وبعضه مكتسب يسعى الإنسان إلى الاستزادة منه . أما الأول فهو منحة من الله وفضل، وأما الثانى فهو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو عزوجل يأمرنا بالحب ويدعونا إليه، فهو مفتاح الجنة " لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا" ، و " لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" ، وإن الله ليحب المحبين لحبهما ويثيبهما عليه أمناً وظلاً يوم لا ظل إلا ظله " وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ" ، كما أنه سبحانه لا يفرق المحبين يوم القيامة " المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" . بل وأكثر من ذلك أن جعل سبحانه وتعالى الحب منتهى الإيمان وغاية الغايات فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ، بل ويغبط النبيون والشهداء المتحابين على منازلهم عند الله " المُتَحَابُّونَ فِي جَلالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ " . وعليه .. فإن ملاك الأمر أولاً وآخراً هو الحب، ولا إبحار فى سعادات الدنيا والآخرة إلا بقارب الحب .. فالسعادة كما تعرفها الأم تريزا "هى شبكة من الحب يمكنك عن طريقها اصطياد الأرواح"، بينما يرى مارتن لوثر كنج أن الحب هو السبيل الأوحد للبقاء إذ يقول: "علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة أو الفناء معاً كأغبياء"؛ ذلك لأن "الكراهية تشل الحياة، والحب يطلقها، والكراهية تربك الحياة، والحب ينسقها، والكراهية تظلم الحياة، والحب ينيرها" . لن أطيل عليك .. دعنا نخوض فى الحب، أو .. دع الحب يخوض فينا <3
الكتاب لا يتكلم عن الحب في صورته الأولية الذي ينشأ بين الرجل والمرأة فقط ، والذي يتبادر إلى ذهننا بمجرد سماع كلمة حب .. ولكنه الحب بمعناه العام الذي يشمل كل شئ حتى الحيوان والجماد.
الكتاب يغلب عليه الروح الإسلامية لكن لا يخلو من إستشهادات شعرية وإقتباسات من أقوال بعض الكُتاب ، واقتباس من كتاب العهد الجديد لدى النصارى ، وقصص الصالحين والحكماء ، ما دامت تخدم هدف الكتاب وتصل إلى معنى الحب.
ينقسم الكتاب إلى 12 فصلاً يبدأ كل منهم بإقتباس وينتهي بآخر .. وجميعها تتكلم عن معنى الحب ومن يجب أن نحب ، وهي على الترتيب : حب الله حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حب الأم حب الأب حب الأبناء حب الزوجين حب الصديق حب العدو حب الغريب حب الطفل حب الحيوان حب البلاد
الكتاب صغير ولكن فائدته كبيرة .. وقد أحببته وسأعود إليه كثيراً.