John Stewart Collis (1900–1984), author best known for The Worm Forgives The Plough his account of his experiences working on farms during the Second World War.
لمن يريد قراءة علمية ذات لمسة أسطورية ولغة أدبية أخاذة، وذلك مع تكلفة زهيدة لا تتجاوز الخمسة جنيهات، فليقرأ ذلك الكتاب المميز.
واحد من الكتب القديمة-تم نشره عام 1950-والذي يُمكننا لذلك السبب أن لا نُعوّل كثيرا على صحة ومصداقية بعض الحقائق العلمية المذكورة به. ولكن فكرة أن الأنسان يدفع ثمنًا غالياً جزاء تدميره الوحشي لموارد الأرض، هى حقيقة مفزعة نراها ماثلة أمامنا الآن.
موضوع الكتاب هو الشجرة. والمقصود بها هى الغابات التي كانت تحفظ قدرا غير هينٍ من التوازن البيئي على كوكب الأرض. وكيف دمرها الإنسان طمعاً في استغلال المزيد، وليس لمجرد قضاء احتياجاته الأساسية التي توفرها له تلك الغابات. ومعنى العنوان "انتصار الشجرة" هو كيف انتصرت تلك الشجرة بعد قرون على الإنسان الذي قطع أوصالها بلا رحمة، بإعلان غضب الطبيعة عليه والذي نتج عن تدمير كل تلك المساحات من الغابات.
في نصف الكتاب الأول، يتناول الكاتب البُعد الأسطوري للشجر وللغابات. وهذا جزء سيستمتع به كل عشاق الأساطير وحكايات الآلهة. كما يتناول كيف نظر البشر في الأزمنة القديمة إلى الشجرة كإله، وكيف حفظ تلك التبجيل والتعبد الغابات من فؤوس الإنسان المدمرة.
يتناول الكاتب بعد ذلك كيف كان للحركات الاستعمارية في العالم الجديد-أستراليا والأميركتين-النصيب الأكبر من جُرم تدمير النظام البيئي الذي كان يحفظه ويرعاه السكان الأصليين لتلك القارات. وكان التركيز الأكبر من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية والتي من الواضع أن الكاتب يكن لها كراهية لا نلومه عليها، والتي تناول الكاتب فيها كيف كان لجشع المستعمرين والمؤسسين أن يهلك جنة كان يحيا بها السكان الأصليون والذين أخذوا منها ما يحتاجون فقط. على عكس مُحتلي أرضهم مؤسسي الحضارة الأمريكية التي قامت على أخذ أكثر بكثير مما تحتاجه.
يعترف الكاتب أن هذا الهلاك لم ينتج من مجرد الطمع في المزيد، بل كان أيضاً نتيجة طبيعية للزيادة المطردة للسكان. وللأسف، لن تُسكت مبادىء الحفاظ على البيئة جوع ساكني تلك الكوكب. وكان وضع حد لتلك الزيادة واحد من الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية هذا الكوكب من الإنهيار.
على مللي الشديد من استطراد المؤلف في الجزء الخاص بالأساطير-وأنا للأسف لست مهتمة إطلاقا بالقراءة في ذلك المجال-أحببت كثيرا تلك التجربة القرائية المختلفة والتي مزجت بين الأسطورة والحقيقة. عشقت أكثر أسلوب الكاتب الأدبي والتي خفف كثيراً من جفاف الجرعة العلمية به. وأُشيد بالترجمة الرائعة للمترجم السوري مروان الجابري والذي برع في وضع صياغة عربية مميزة دون الإخلال بأسلوب الكاتب الأصلي.
" أجل إنّ قوّة الحياة الخلاقة تستطيع أن تفعل ما تشاء إذا ما أعطيت بوفرة محدودة ذلك الزاد، أي الزمن"
رحلة الشجرة عبر تاريخ الحياة رحلة طويلة، فقد سبق وجودها وجود الإنسان بآلاف السنين على الأرض. وهذا الكتاب يرصد تلك الرحلة العجائبية.. من الطحالب إلى الأشجار العملاقة.. وكيف تعامل البشر مع الأشجار عندما وجدوها.. من التقديس للعبادة للحرق والتدمير. بدأ الكتاب بمحاولة لتخيل شكل الأرض الخال من الحياة، حيث الصمت المطبق. فلا وقع أقدام، ولا رفرفة لأجنحة طيور، فقط الخضرة. ثم تلى ذلك بأوائل البشر، وكيف كانت الأشجار ذات تأثير ليس فقط على حياته الخارجية، بل على تفكيره الداخلي وتخيلاته وتصوراته عن العالم، وكيف كان لها تأثير على وعي لإنسان بوجوده. ثم كيف نظر الإنسان للشجرة باعتبارها مساكن للأرواح، ثم تطورت الفكرة لينشأ منها آلهة وعبادات لأنواع معينة من الأشجار، بل ويذكر الكاتب الأصل الشجري لآلهة الأوليمب الشهيرة. بعد ذلك يذكر بعض أنواع التقديس الأخرى للأشجار، ففي قبيلة التوموري، كان سلما يسند إلى جذع الشجرة التي ستقطع سلما صغيرا لتمكين الأرواح القاطنة فيها من النزول بسلاسة وراحة. وكيف استخدمت الأشجار في بعض الأحيان للتنبؤ. ثم يتجه الكاتب لـ "الجانب المظلم من عبادة الأشجار"، والأضحيات البشرية التي كانت تقدم لها.
ثم يتحول الكاتب ليذكر الدور البيئي للأشجار بفوائد لا تحصى، من الحفاظ على التربة، إلى درجات الحرارة، ودورها في سقوط الأمطار وغيرها. يتجه أخيرا لذكر التحول في نظرة الإنسان في القرون الأخيرة من العبادة والتقديس، إلى الحرق والقطع والتدمير لاستخدام الأخشاب أو لزراعة مساحات الغابات، وتأثير ذلك على التوازن البيئي، وكيف ضرب الإنسان بقواعد الإيكولوجيا عرض الحائط، فتعرض -ويتعرض- لكوارث بيئية في مناطق كثيرة في العالم.
الكتاب رحلة جميلة جدا وممتعة، فيها من التاريخ والميثولوجيا والإيكلوجيا، ونظرات في تحولات رئيسية في تفكير الإنسان عبر تاريخه على الأرض.
الكتاب: انتصار الشجرة الكاتب: جون ستيوارت كوليس المترجم: مروان الجابري الناشر: الهيئة العامة للكتاب، مشروع مكتبة الأسرة عدد الصفحات: 302
نَبذةٌ: رحلةٌ فريدةٌ تمرُّ بنا عبر ممالكِ الزَّمن في محاولةٍ لَيسَتْ لتصوّر ما كَانَ قَبل أنْ تتردَّد أنفاسُ أسلافِنا على سطحِ الكوكبِ فحسب، ولَكنَّها كذلك محاولةٌ لتصوّرنا هُناك؛ نختنقُ مَعَ الجو المَغمور بثاني أُكسيد الكربون، ونموتُ مَعَ صُراخِ الصَّمتِ، ثُمَّ نشعرُ بالامتنانِ لفعلِ الأشجارِ التي تمنحُنا تردُّدَ النَّفسِ الأوّل حولها. يتنامى الامتنانُ مَعَ الخوفِ والرَّجاءِ، حَتَّى تظهرَ ميثولوچيا الأشجار، ونجد أنفُسَنا مُكبلين بخرافاتِنا نُقدِّسُها وننسجُ بخيالاتِنا حولها الأساطيرَ ثُمَّ نؤمنُ بها كُلَّ الإيمانِ!
يتحرَّرُ الإنسانُ مِنْ خُرافاتِه مُتحوّلاً-متزوّدًا بزادِ الزّمانِ الطَّويلِ-مِنَ النَّقيضِ إلى النَّقيضِ، يُرينا عمليًّا كَيْفَ يتخبَّطُ المَخلوقُ النَّاقصُ إذا ما مُنِحَ حُريَّةً مُطلَقَةً.
ومِنْ هُنا يبدأُ عصرُ التَّحوّلِ؛ فآلهةُ الأمسِ حطبُ اليوم، والأرضُ بما تحملُ في بطنِها وعلى ظهرِها تُترجُمُ إلى أموالٍ، مُتغافِلين عَنِ انتصارِ الطَّبيعةِ في نهايةِ المَطافِ بنسفِ مَنْ يحاولُ الانتصارِ عليها. و.. بانتظارِ الفصلِ الأخيرِ مِنَ المَسرحيَّة..
أُسلوبُ الكاتبِ: أظُنُّ أنَّ ذاتيَّةَ الكتابِ تُستَمَدُّ مِنَ الأسلوبِ القصصي الجذّاب الذي انتهجَه الكاتبُ لا مِنَ الأفكارِ؛ إذْ لَمْ يبدُ أنَّ الكاتبَ جاء بتحليلٍ جديد.
واستخدامُ الجُمل المُكَثَّفة أعطى مساحةً أكبر للتخيُّل، سرحَ بالقارئ إلى آفاقٍ أبعد تتداخلُ وتتشابكُ، لتعودَ به عبر الأزمنةِ وتُريه رؤى العينِ شيئًا مِمَّا يتخيّلُه الكاتِبُ، وذلكَ مثل:
"لَمْ يَعُد العالمُ ما كَانَ عليه عند بدايةِ القصَّة.." ص١٠ "لَيْسَ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ نعرفَ الكثيرَ مِنَ التَّحرُّرِ مِنَ العوزِ إلا بعد أنْ نكونَ قَد استَعدْنا طاقتَنا عَلى الخوفِ والخشية مِنْ استجاباتِ الطَّبيعةِ وردودِها" ص١٠ "إنَّ الامتدادَ الزَّمنيّ المحضّ يضعُ عَلى تَصوّرِنا غشاوةً" ص١٣ "كَيْفَ تأتّى لتلكَ الغاباتِ أنْ تَكْتبَ تاريخَها في الصّخرِ، وأنْ تزنَ ثقلَها بالفحمِ؟!" ص٢٠ "إنَّ الطَّبيعةَ تتقدَّمُ وتزحَفُ بواسطةِ عملِ الأفكارِ الجديدةِ الكُبرى" ص٢١ "وحالما نُدرِكُ أنَّ الزَّمَنَ بالغُ الرَّوعةِ عجيبٌ هائلٌ، وأنَّهُ بمنأى عَنْ نطاقِ إدراكِنا العادي بعيدٌ عَنْه بُعدًا كاملاً، فإنَّنا نستطيعُ حينئذٍ أنْ نرى فيه شيئًا مَلموسًا، بدلاً مِنْ أنْ نَرى فيه أزميلاً أو سكينًا تحفرُ وجه العالمِ مُغيّرة أشكالَه تغييرًا يستعصي علينا فتمييزُه" ص٢٣ "أجل إنَّ قوَّةَ الحياةِ الخلّاقة تستطيعُ أنْ تفعلَ ما تشاءُ إذا أُعطيَتْ بوفرةٍ غيرِ مَحدودةٍ ذلكَ الزَّادُ؛ أيْ الزَّمن" ص٢٣ "لَقَد ظَلَّتْ مَملكةُ الزَّمنِ العُظمَى تهوي عَلى مَملكةِ الحياةِ الحيوانيَّةِ، ومملكةِ الحياةِ النَّباتيَّةِ، وعلى شكلِ الأرضِ ذاتِها" ص٢٥ "إنَّ أصابعَ التَّطوُّرِ التي نستقصي مَخطوطاتَها وآثارَها على الصّخورِ خرساءٌ صامِتَةٌ فيما يتعلَّقُ بالثغراتِ الزَّمنيَّةِ العُظمَى.." ص٢٥ "فَكَانَتْ نتيجةُ ذلكَ وصيَّةً تهيبُ بالنَّاسِ: دَمَّروا الأشجارَ إذا كَانَتْ تعيقُ عبادةَ اللهِ في العلى، وإذا لَمْ تَكُنْ مُقَدَّسةً، فانتفعوا بها" ص١٤١ "الأمرُ يبدو كَما لو أنَّ دجاجةً باضَتْ قنبلةً بدلاً مِنْ أنْ تَضَعَ بيضَةً" ص١٤٥ "إنَّ التَّعميمَ الذي فيه إسرافٌ وَمُبَالغَةٌ يخذلُ ذاتَه وينتقصُ مِنْ معناه" ص٢١٣
مآخِذ: ١-"وإنَّه لَمِنْ غيرِ المُحتَمَلِ أنْ تستطيعَ أيةُ حلقةٍ مَفقودَةٍ أنْ توضِّحَ الأمرَ وتفصل فيه" ص٢٩ ولكنَّ بناءَ اعتقادٍ يستلزمُ-عَلى الأقلِّ-ترجيحًا واضحًا لأحدِ الظُّنونِ، وهو ما لَمْ يُظهرْه الكاتبُ في هذا المَوضِع:
*تكرَّرَ في غيرِ موضعٍ في (في غاباتِ الليلِ) قولُه إنَّ الأشجارَ هي التّي أدَّتْ إلى نشوءِ الفكر التّصوّري، ثُمَّ كَشَفَ السّتارَ عَنِ المُعتقَدِ الغامضِ بفرضيّةِ أنَّ القردةَ أسلافُ الإنسانِ، وأنَّ مسارَ تطوّرِها إليه يُعزَى إلى الأشجار. لَيسَتِ المُشكلةُ هَهُنا، ولَكن في ارتيابِه بعد ذلك في صحّةِ الفَرضيَّةِ؛ وكَأنَّه يبني مُعتقدًا ثُمَّ يدعمُه بما أُوتي مِنْ قوّةٍ عَلى أساسِ فرضيَّةٍ لا يعتقدُ في صحتِها.
٢-مَنْ هُم الذين عانوا الجفاف بعد أنْ قطعوا الأشجار؟! والذين جاء ذكرهم في ص١٧٣ مَتَى عاشوا؟! وأينَ يقبعون؟! وما دليلُه، إذا كانَ كُلُّ كلامِه افتراضاتٍ، والمثالُ هو الحقيقةُ الوحيدة غير مدعوم بدليل! الناسُ تُصدِّقُ الأرقامَ والحقائق المَدعومة بالأدلةِ والتَّحديدِ، فإذا كَانَ الكاتبُ حريصًا هُنا على دعمِ آرائه وتحليلاتِه بآراءِ آخرين، فكيفَ لا يدعمُ حقيقةً يذكرُها بتحديدِ مكانِها وزمانِها أو حَتَّى مصدرها؟!
٣-كَثير�� مِنَ الأفكارِ التي أدهشتني في مُبتدئها لَمْ تلبثْ حَتَّى تنكشف أنَّها رأيٌ لكاتبٍ آخرَ؛ يشرحُه أو يتذرّعُ به، أو يقولُ رأيَه فيه مُهمَّشًا على استحياء؛ مِمَّا جَعَلَ الكتابَ يبدو لي تجميعيًّا أكثر مِنْه تحليلاً.
وقفةٌ فَلسفيَّةٌ: إنَّ محاولةَ الإنسانِ لإخضاعِ الطَّبيعةِ، لَيْسَتْ مؤدَّى اكتشاف الزّراعة؛ أو بعبارةٍ أُخرى، لَمْ تَكُنِ الزَّراعةُ مُبتدَأ ما تردينا فيه اليوم-إنْ صحّ التعبيرُ-إذْ إنَّ الزّراعةَ هي مؤدّى نشوء التَّفكيرِ التَّصوريّ الذي يُشدَى به. فلو رأينا في نشوئه-أيْ التَّفكير-الشيءَ العَظيمَ والذي يُديننا للأشجارِ-بحسبِ وجهةِ نظرِه-فَكيفَ نستنكرُ التَّطوّرَ الطَّبيعي لَهُ؟! كَيفَ نُصفّقُ لهذا التَّحوّل، ثُمَّ نُطالِبُ الإنسانَ بالعودةِ أدراجه؟!
كذلكَ يردُّ الكاتِبُ الميثولوچيا والتَّطلُّعَ لِما وراء الوراء إلى العقلِ.. ولي وَقفةٌ هُنا؛ إذْ إنَّني مازلتُ أتساءلُ، ولَمْ أجدْ ما يفصلُ لي الأمرَ بعد: هَلْ بَحْثُ الإنسانِ الأوّل عَنْ إلهٍ، ونسجه لخرافاتٍ وإدخاله اللَّعنة والتَّقديس غير المُبررين إلى قاموسِه عملٌ عَقليٌّ فعلاً، أم أنَّه شيءٌ يمسُّ حاجةً رُوحيَّةً خاصّةً بالجوهرِ الإنساني المُستقِل جدًّا؟! نقطةٌ أُخرى: *الزيادة السكانية التي يتوقاها الكاتِبُ.. وإنّي لأتساءل هُنا.. ما هو تصوّرُ الكاتِبِ عَنِ الأمرِ ذاتِه في ظِلِّ حياةٍ تحكمُها اللذةُ والمَنفعةُ مع صورةِ الحياةِ البدائيَّةِ؟!
رُبَّما يُرَدُّ بأنَّ الإنسانَ لَمْ يَكُن بمأمنٍ يتحكّمُ في سائرِ المخلوقاتِ كما هو الحالُ اليوم، وبالتالي فإنَّ تعرّضَه للهلاكِ كَانَ أكبر. ولكن بنفسِ المنطقِ الذي ساقَ الكاتِبَ لتأليفِ كتابِه، فإنَّ ثمَّةَ بابًا آخرَ يفتحُه الإنسانُ على مصرعيه، ليعدو نَحو هلاكِه وهلاكِ الأرضِ بما تحملُ!
"الأمرُ يبدو كَما لو أنَّ دجاجةً باضَتْ قنبلةً بدلاً مِنْ أنْ تَضَعَ بيضَةً" هُنا يصفُ الكاتِبُ ظهورَ الإنسانِ عَلى مسرحِ الحياةِ مُتسائلاً: ما الحكمةُ مِنْ ظهورِ الإنسانِ على مسرحِ الحياةِ؟!
أرى أنَّ الأمورَ تجري بمقاديرٍ، وأنَّ لكُلِّ شيءٍ سَببًا، كَما أنَّ لكُلِّ شيءٍ نهايةً-وهكذا أيضًا يعتقدُ الكاتبُ بحسب اعترافه الضّمنيّ-فرُبَّما كَانَ ظهورُ الإنسانِ يعني ظهورَ المُنحنى الذي يُفضي إلى النّهاية؛ نهاية الأرض. إنَّنا لَمْ نعهدِ النهايات فجائيَّةً ذاتيَّة لا تُعزى إلى سببٍ ولا تُسبَقُ بإنذارات. وفي هذا يتجلّى ناموسٌ مِنْ نواميسِ الطَّبيعةِ، كَما يتجلّى آخرٌ في شجبِنا واستنكارِنا لفِعلةِ الإنسانِ رَغبةً مِنَّا في البقاءِ أكثر-ولو بقَدر.
وبَعدُ: إنَّني-قطعًا-لَستُ مَعَ سيرِنا في هذه الطَّريقِ التي نسلكُها الآن، ولَكنّي-على ذلك-لَستُ قانِعةً بعد بأنَّنا إذا عُدنا إلى صُورةِ الحياةِ الأولى، سنراها-تمامًا-كَما نخالُها.
كذلكَ الفصلُ الأخيرُ مِنَ المَسرحيَّةِ يستعصي على التمنّي المُجرَّد..
أظنُّ أنَّ تَجرِبتي مَعَ الكتابِ كانَتْ رائعةً، على أنَّني لَمْ أصلْ إلى حلقاتٍ كثيرةٍ تتوسَّطُ تصوّري، إلا أنَّه قد فتحَ عقلي على أبوابٍ لَمْ ألجها قط.
- جون ستيورات كوليس(John Stewart Collis) - ترجمة / مروان الجابرى
الكتاب العجيب الذي حير كثيرين لكونه نادرا، حتى إن مشروع مكتبة الأسرة وقف عاجزا فيما يكتب عنه ؛ فلم يكتب شيئا وصدر الكتاب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم بدون كلمة عنه !!!
في جزءه الأول يتكلم عن الجيولوجيا يتكم عن تاريخ الأرض يتكلم عن الغابات المهولة بحجم المحيطات ! يطلب منك أن تحاول أن تتخيل هذه الحقائق السالفة التي لم يقدر لك الله عز وجل أن تعيشها ، لكنك تـلاحظ إلتزامه وولائه للمنهج الدارويني . ثم ينتقل بك في جزئه الثاني إلى علم المثولوجيا فيما يتعلق بالأشجار ، و والميثولوجيا في السياق العلمي(كما تقول موسوعة الويكي بيديا ) هي كلمة أسطورة و تعني "قصة مقدسة" أو "قصة تقليدية" أو "قصة عن الآلهة (لا إله إلا الله ) "، لكنها لا تعني "قصة مكذوبة". لذا يستخدم العلماء كلمة "أساطير دينية" بدون قصد الإساءة إلى الدين ، ويتكلم عن تأليه الإنسان للشجرة ، والأرواح الوديعة وعفاريت الأشجارة و أنتشار عبادة الأشجار على نطاق واسع ، ومن هنا تكتشف بفضل الله تعالى أن عدد ضخم من أفـلام الكرتون الأوروبية و أفلام أمريكا الهليودية هي بناء أساسي من أبنية المثولوجيا اليونانية و الأغريقية ، تعويضا منهم عن الخواء العقائدي و الديني الذي يعيشون فيه ولا حــول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم . حتى صــــ94 والله الموفق والمستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل
كتاب بيتكلم عن الانثروبولجي و علم النبات و علم الاشجار وتفاصيل كل الحاجات المتعلقة بالشجر الملفت انه اشار الي طباعة جريدة يومية واحدة في امريكا بتستهلك ورق من حوالي 50 الف شجرة وده رقم فزعني معني كده ان مستقبلا مع ازدياد حركة النشر و الطباعة مش هيلاقوا شجر اصلا
الفكرة عمومية جداً.. الجانب الميثولوجي كان بسيطاً تجميعياً أكثر منه تحليلياً.. الكثير من المعلومات المتعلقة بمرحلة التكوين الاعتقادي في ماقبل التاريخ مغلوطة وحتى أن بعض الاستنتاجات ممكن دحضها علمياً..