عندما صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب لم أكن أتوقع أن أُتَّهم بإنكار السنة ورد علم السلف الصالح من السابقين الأولين، فقد كنت استنبط السنة الصحيحة من القرآن الكريم وأتتبع عمل الصالحين الأولين من آياته البينات التي أنزلت من لدن حكيم خبير تبياناً لكل شيء وتفصيلاً لكل شيء. كنت أتوقع أن يقال لي أني أخطأت فهم آية معينة، أو أن استنباطي لهذه الآية لا يؤدي إلى النتيجة التي انتهيت إليها، أو أن أقارع حجة بحجة ودليلاً بدليل من القرآن الكريم الذي أجمع الفقهاء على أنه الدليل اليقيني الوحيد في الدين، وعلى أن كل ما عداه هو الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً. وأحمد الله سبحانه وتعالى- بعد سنين طويلة من نشر هذا الكتاب- أنه لم يعترض عليه من أحد إلا قلة من طبقة الوعاظ الذين احترفوا الدين من الذين أقاموا أنفسهم أوصياء على دين لا وصاية فيه لأحد من بعد الرسول ويكفي أنه لم تعترض على كتابي حكومة إسلامية واحدة ولا جامعة إسلامية واحدة.
يميل مصطفى المهدوي للمذهب القرآني، قائلاً أنه أكثر ضماناً من السنَّة التي مع كثرة الرواة قابل للتحوير والتدليس. الكتاب فيه مراجعات قيمة لتفسير القرآن بطريقة علمية، وبلاغية جديدة، خارج قيود النقل الثابت، وفتح باب الاجتهاد للتأويل القرآني للبشر كلهم، وأن القرآن يفسر نفسه ولا يحتاج إلى مفسرين يقوِّلون الله ما لم يقل، ويتلاعبوت بالتأويل كلٌ حسب منهجه وثقافته، وإن شئت أن نقل " أهدافه". هناك أساسيات تم النقاش عليها، من الولاد إلى البعث، وما بينهما من كل تشريعات الحياة، من تعدد الزواج والمواريث إلى الخمر والصلاة، وغيرهما من أحكام القرآن. أجده كتاب قيّم. مع العلم مصطفى المهدوي أحد قضاة ليبيا المشهورين.
نقلاً عن الدكتور عمار عبد الكريم في رسالته لنيل الدكتوراه ( الانحراف المعاصر في تفسير القرآن الكريم ) تحدث عن اتجاه هذا الكتاب كمنكر للسنة النبوية في التقسير فتوجب الحذر