"تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعده" كما سماه معربه علي أحمد شكري، أو "كتاب خراب مصر" كما سماه مؤلفه المسيو تيودور روذستين..
يرصد هذا الكتاب تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني، وما كانت عليه في ذلك الوقت من الاستبداد في عهد الخديوي إسماعيل، ويتدرج المؤلف إلى ذكر الفضائح الخاصة بالقروض التي عقدتها مصر، وكانت بداية الدين المصري الذي أدى إلى وقوع مصر في قبضة حملة الأسهم. وقد بين الكتاب كيف تأسس صندوق الدين، وما نال البلاد في أوائل إنشائه من ضروب الإرهاق والعسف، وكيف تآمر رجال المال على خلع الخديوي إسماعيل. ثم تدرج إلى تفصيل حوادث الثورة العرابية ووصفها أدق وصف، وأشار إلى دسائس رجال السياسة الأجنبية؛ مما كانت خاتمته مذبحة الإسكندرية، التي أقام المؤلف البرهان على أنها من تدبير أولئك الأجانب. ثم أسهب في شرح ما تلا ذلك من الحوادث، وعرج على موقعة التل الكبير، التي انتهت بزحف الجيش البريطاني على القاهرة واستيلائه على مصر. ثم خصص المؤلف جزءًا كبيرًا من الكتاب شرح فيه السياسة البريطانية منذ الاحتلال، وفصل أعمال لورد كرومر التي اختتمت بمأساة دنشواي. ولم يشأ المؤلف أن يعتمد على الرواية فحسب؛ بل دعم أقواله بالمستندات والوثائق الرسمية، فجاء الكتاب من خير ما أخرج للناس عن تاريخ الاعتداء البريطاني على مصر.ونشرت جريدة التايمز في سياق مقال افتتاحي عن مؤلف الكتاب: "إن سمعة بريطانيا في الشرق لم تتأثر من شيء كما تأثرت من كتاب خراب مصر". تصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية طبعة جديدة للكتاب 2013 في إطار تعميق وإطلاع الجيل الناشئ على تاريخ مصر وتعريفه به في أوقات ضعفه وقوته.
من أفضل المراجع التي تناولت الآثار الاقتصادية المدمرة على الاحتلال الانجليزي لمصر، وهو مكمل لا يستغني عنه الباحث مع كتاب ألفريد سكاون بلنت "التاريخ السري للاحتلال البريطاني".
من أهم المراجع المترجمة عن تلك الفترة التاريخية الدقيقة من عمر مصر. أهمية الكتاب نابعة من توثيق المؤلف للأحداث والوقائع بطريقة منظمة وأسلوب سلس. يعد مرجعاً لا غنى عنه لمن يود معرفة جوانب خفية، أو حتى مروية بطريقة ووثائق مختلفة، لما جرى في مصر خلال الفترة بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.