«يعتقدون أن السلامَ مجرد هُدنةٍ لإنجاب المقاتلين.»
الحرب، الدماء، القتلى.. كلماتٌ استنزفَت قُوى الشعوب، ودَحرَت آمالهم، ودمَّرَت حياتهم، فلم يعودوا منها — إن قُدِّر لهم أن ينجوا — كما كانوا. وكما تُفجِّر الحروبُ الأرضَ فإنها تُفجِّر الإبداع، وتخلق حالةً فريدة يعيش فيها المؤلفُ والقارئُ معًا. وفي «لا يفتحون التوابيت» يفتح «رياض حمَّادي» توابيتَ لم تُفتح من قبل؛ توابيتَ فارغة، لا تَسكنها أجسادُ مَن قضَوا نَحبَهم في حروبٍ فُرضت عليهم؛ فهي توابيتُ الآلام والذكرى التي لا تموت، توابيتُ الأمل المفقود في عودةِ مَن لا يعود. ومَن يفتح تلك التوابيتَ فلن يجد إلا بقايا إنسانٍ استنزفته الحروفُ فغَلفَت الأحزانُ مشاعرَه، فجاء أدبه ممزوجًا بالفلسفة، وحاوَل «رياض حمَّادي» من خلاله رسمَ واقعٍ ربما لا نودُّ التعرُّف عليه.
قاصٌّ وناقدٌ يَمَني. بدأ نشْرَ مَقالاته في مُدوَّنته العربية «نيتشاوي» ومُدوَّنته الإنجليزية وعدة مواقع عربية مختلفة.
وُلِد «رياض مقبل أحمد الحمَّادي» في محافظة «تعز»، بعزلة «بني حمَّاد» عامَ ١٩٧٦م، درس المرحلةَ الابتدائية في مدرسة القرية، ثم انتقَلَ إلى محافظة «الحديدة» حيثُ أكمَلَ تعليمَه فيها، وتخرَّجَ في قسم اللغة الإنجليزية عامَ ١٩٩٨م. عمل معلِّمًا في المدارس الحكومية، ثم انتقل إلى العاصمة صنعاء عامَ ٢٠١٢م.
تنوَّعَتْ أعماله بين الترجمة والتأليف؛ فقد شارَكَ مع نُخبةٍ من الكُتَّاب العرب في كتابٍ بعنوان «إصلاح الإسلام: أصوات مستنيرة من العالَم العربي» عامَ ٢٠١٤م، وترجَمَ عن الإنجليزية قصيدةً شذرية مكوَّنة من ٢٥٥ شذرة للشاعر الهندي طاغور تحت عنوان «يراعات طاغور» عن نهضة مصر عامَ ٢٠١٨م، و«حياة جديرة بالركض» عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر ونادي نجران الأدبي والثقافي، وله أيضًا مجموعةٌ قصصيةٌ بعنوان «يوم ننادي كل رصاصة باسمها» صدرَتْ في القاهرة عامَ ٢٠١٦م. وله مخطوطاتُ مجاميعَ قصصيةٍ وشِعرية ونقدية. ويكتب «رياض حمَّادي» في الأدب والنقد الأدبي والسينمائي والفِكر السياسي ونقد الفِكر الديني، وتُنشَر مقالاته في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، مثل: «القدس العربي»، و«أخبار الأدب»، ومجلة «ذوات»، و«إذاعة هولندا العالمية» وغيرها من المواقع.
يذهبون فتية إلى الحرب؛ طمعا في الميداليات، وكأن الحرب مسابقة للجري، الرابح فيها من تصل جثته أولا! يعودون في توابيت، وعلى جدران البيت يعلق الآباء ميداليات الشجاعة. كلما نظروا إلى ساعة الحائط تصطدم أعينهم بها، كأن كل حائط قبر عليه جثة معلقة. - «انظري، لقد فاز ابننا بميدالية. يقول الأب. - «لكنه لم يرها.» ترد الأم. عن الحرب وما تفعله بنا يكتب رياض حمادي
"يعلم من بقي حيًّا أن المنازل أجساد لا تتحوّل إلى بيوت إلّا بالذّكريات، وبيوتهم التي دمرتها الحرب اصبحت ذكرى يحملونها معهم. الذين سكنت أجسادهم في شقق منحتها لهم الدّولة نظير تضحيّاتهم، سيلزمهم وقت طويل ليحوّلوها إلى بيوت. <<لولا أن الأرواح التي تصنع الذّكريات والبيوت قتلتها الحرب أيضًا.>> -رياض حمَّادي | لا يفتحون التوابيت