بين يديك - أيها القارئ - رسالة وجيز لفظها، جزل سبكها عميق قعرها، سهل تناولها - سائغ أُكلها... حفلت بمجموعة من الآداب والسنن والمكارم الموصاة من شيخ شاخ فيها، وسابر غورها، وآخذ بعصارتها، لاقماً إيّاها لأنجاله وأبنائه...
كما يحتوي الكتاب على جُلّ التعاليم الدينية الرشيدة، وينير للناظر فيه سبل الحياة القويمة، فيما يرجع للنشأتين الدنيويّة والأخروية، ويرشد المطالع على كيفية ربط صلته بخالقه ومجتمعه، ولا يترك شاردة ولا واردة ممّا يضمن حقوقه إلاّ وقد رسمه وذكره غالباً.
كِتابٌ أخلاقِيٌّ جامِعٌ، تَمَيَّزَ عن غَيرِه بِصِغَرِهِ شاملاً. حَوى لفتاتٍ جميلة، وأضاف لي َالعديد من المعلومات، الّتي توزّعت بينَ ما هوَ نظريّ وبين ما هوَ عمليّ، كما أنَّ إستِشهادَ المُصَنِّفِ بأبياتِ الشِّعر زاد الكِتابَ حُسناً.
كتاب أخلاقي وتهذيبي مميز، يستخدم اسلوب وصية الإبن لولده، فيه ما فيه من أهم القضايا الأخلاقية في قالب مختصر بصورة الوصية وبلفظ -يا بُني- ، له تأثير في القلوب اكثر من تفصيله في معقولات وفلسفات علم الأخلاق، لإنتهاجه اسلوب التأثير والوعظ القلبي المقتبس من مواعظ وحكم ووصايا أهل البيت عليهم السلام.
هذا الكتاب كُتب من قبل محيي الدين المامقاني محتويًا وصاياه لابنه في كافة أمور الدين والدنيا، فيعتبر هذا الكتاب بمثابة التذكير لنا أيضًا لأمور أكثرنا يجهلها أو لا يلتزم بها لندرة التذكير بها، أنصح بقراءته جدًا ففيه وصايا ثمينة وحكم كثيرة لو التزمنا بها لنعمنا برغد الحياة وزَينِ الآخرة.