رنا التونسي شاعرة مصرية شابة تعيش في الخليج، اصدرت حتى اللحظة مجموعات شعرية : « ذلك البيت الذي تنبعث منه الموسيقى» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، و«وردة الأيام الأخيرة» و«وطن اسمه الرغبة» عن دار مـيريت، وإصدار جديد عن دار النهضة العربية تحـت عنــوان «تاريخ قـصير» كما تنتظر إصداراً لا يزال قيد الطبع عن الدار نفـسها. التونـسي تتميز بحساسية مفردة عصرية ترقب فيها عيشها اليومي، وتكسبها شاعريتها برهافة الشاعرة نفسها
لكن عيني تجلس هناك على سلم خشبي مهجور سيصلني حتمًا إلى السماء فقط إن أحببت / لا طيور تقف قرب قلبي كي أفتح لها الأحلام أغني وحدي مع الوقت / ابحث عن وجهي في عينيك كي أمسح عنه التراب / العالم مازال مبكرًا لم يفتح عينيه بعد ليراني / وعندما لم أجد أحدًا ينتظر أتفت إلي نفسي لاساعدها علي الحياة
/ صباح الخير أيها الوجه الحزين\الحب الذي لا يخطيء مرة وينتظرنا / كلما فتحت بابًا أطلت وحدتي كالعفريت الأغطية ثقيلة علي صدري وأحمالي لا تبدو زائلة / السافات تأتي متأخرة وخطوتي لا تقلب صفحة الماء / الآن أنا وحيدة نماما لا شيء يفرق بيني وبين وحدتي / أريد أن أركض بدراجة مسرعة اصدم كل ما يواجه خيالي / نفسه ذلك الخوف من الحياة هو الذي يدفعني إلي العيش / لدى أمل أني سأنفتح كوردة ذات يوم حتى وإم لم أبق طويًلا فأنا لا أعرف متعة البقاء حيث الحياة مزدحمة والسيارات الهاربة لا تعرف طريق الوصول إلى قلبي / أشعر بعطب من عاش مدة طويلة أو كبر فجأة في الغياب / لا أعرف أسباب حزني تمامًا لكني أقدرها كالفرح / هناك فرحة العودة وفرحة الرحيل وأنا لا أعرف أي منهما / تعال وساعدني أن أختفي / سأخرج من نافذتي كي أمشي علي الحافة / الغياب مستأجر وحيد للقلب /
ديوان جميل، يمكنك قراءته في جلسة واحدة . بسيط، وعميق في آنٍ معًا . استمتعت بقراءته من الديوان: أعرف أنّا انتظرنـا طويلاً ، السعادة لعبة الغياب .. السعادة لا تقرأ وجوهنا لا تعرف أن عليها أن تأتي الآن سريعًا .. لتقف بجوارنـا .. إخوة في الانتظار! .... عندما أعود لا أريد أن أكون فراشةً أو مطرًا، لا أريد أن أبعث من جديد، إلا إذا كنت أنت هنـاك .. واقفٌ تنتظر. .
لايزعجني أن قصائد الحب التي أرسلها إليك ترسلها أنت إلى حبيبةٍ جديدة .. إعادة إنتاج الطمأنينة أن أعرف أنك تحب. . شكرًا رنا :) .
أحب رنا التونسي لديوانها هذا لفتات رائعة حقاً وصفها للاكتئاب والسعادة يكاد أن يأسرني! اسقاطاتها لذاتها التي تصل لما حولها من دقائق الحياة، حتى لضحكات العصافير، بدا أمراً يدعو للدفء. قرأت بعض النصوص هنا في مختاراتها "عندما لا أكون في الهواء" لذا كانت وجبة غير مشبعة..
كان الضوء يمسك لنا الباب فلا ينغلق نخبئ وجوهنا في راحة اليد بحزن من لا يريد أن ينام كيلا ينتهي العالم.
اليوم، وصلت متأخرة كانت روحي هشة حتى أني كنت ألتقط ضحك العصافير بيدي.
أحيانا لا أريد أن أتكلم. أريد أن أتحرك فقط في دوائر غير مكتملة من الضوء.
سأبحث لنفسي عن غابة أؤرجح فيها القلق. سأحاول ألا أصطدم بحجر أو فزع وسأترك المطر ينهمر قليلا على وجنتي الخائفتين. بلا ألم أزاحت الوحشة عن طريقها واستمرت في اللعب ألتفت حولي ولا أراك.
الحنين مرعب حين لا يزول ينتقل من شبح إلى الثاني والغياب مستأجر وحيد للقلب.
رنا تكتب كلاعب ماهر لا يريد تسجيل الأهداف أو خوض مباراة طويلة حتى نهايتها، ولكنه يكتفي بألعاب قصيرة جميلة: مناورات ماكرة، لمسات ذكية فيها استعراض واثق ومتباه وزاهد في الإطالة أو الاحتفاظ باللعبة طويلا، يتخلى سريعا عن اللعبة بتمريرات سخية للخيال لكي ينطلق في مساحات واسعة
مثلا:
الوحدة تركض طويلا على الطريق الخالي تنقطع منها الأنفاس تخبرني أن هناك أملا رغم أن لا أحد يحدثها
وعندما لم أجد أحدا ينتظر ألتفت إلى نفسي أساعدها على الحياة
كان الضوء يمسك لنا الباب فلا ينغلق نخبيء وجوهنا في راحة اليد بحزن من لا يريد أن ينام كي لا ينتهي العالم
لبست الأميرة ثوبها الأحمر فتحت الباب الخشبي المنخفض وهي تبحث بمكر عن ذئب لا يجيء
أريد أن أركض بدراجة مسرعة أصدم كل ما يواجه خيالي
أهرب لأني لا أستطبع ان أحبك إلا بطريقة واحدة طريقة من يفتحون النوافذ ويقفزون على ثقة من أن السعادة لا يمكن أن تسقط على الأرض
أسكن في بيوت الأغنياء ولكني أتعذب كلص
عندما ينامون يحتفظ الله بعيونهم يمسح عنها الأيام الغابرة
الحنين مرعب حين لا يزول ينتقل من شبح إلى الثاني والغياب مستأجر وحيد للقلب
"ينبغي أن أبحث لنفسي عن عائلة جديدة، لا أعرف كيف أحب أحداً كيف أعانق الأشجار وأنا أتكسر قطعاً زجاجية صغيرة لكن عيني تجلس هناك على سلم خشبي مهجور سيصلني حتما إلى السماء فقط إذا أحببت."