شاعر ملك

by علي الجارم

تحكي القصة حكاية ملك من أعظم ملوك الأندلس، وهو «المعتمد بن عباد» ملك إشبيلية، ذلك الملك الذي حكم بلاده بالحزم والقوة والذكاء، ومَلَكَ قلوب الأندلسيين بلينه ورفقه. ومرجع الحكاية أن الإنسان إذا لم يُلجِم شهوات النفس بنظرات العقل، كان كمن يبيعُ شرف المُلْك في سوق الكساد؛ وهذا ما فعله المعتمد، فقد أضاع المُلك بكأسٍ من خمرٍ، وبنظرةٍ إلى غانيةٍ حسناء، وسلّم الأندلس إلى ابنه الرشيد، ووَثَقَ ببطانته ثقة تخلو من الحذر، فضللوه وأضاعوه، وأذهبوا ملكه. فكان الملِك الذي مَلَكَ الخَافِقَيْنِ – المشرق والمغرب – ومَلَكَ القلوب بسحر شِعره، وأضاع المُلك في سبيل لذةٍ يرويها كأس من خمر، ومات غريبًا أسيرًا مكبلًا في أغلاله.

87 pages, ebook

First published January 1, 1943

About the author

هو شاعر مصري من مواليد مدينة رشيد درس في الأزهر ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وبعد تخرجه ذهب إلى بريطانيا في بعثة دراسية عام 1908م, وتدرج في وظائف وزارة المعارف وأصبح عام 1932 م عضوا بمجمع اللغة العربية الذي يطلق عليه مجمع الخالدين.

Reviews

[محمد على عطية · Rating 3 out of 5]

قصة المعتمد بن عباد..الشاعر الملك
وغني عن الذكر أن روايات الجارم - رحمه الله - تُقرأ في الأساس لجمال اللغة والأسلوب، لكن الأحداث التاريخية تعوزها الدقة، وليس دور الرواية التاريخية بشكلٍ عام أن تقوم بمقام كتاب التاريخ، لكن وجب التنويه.

[Mohammed Saad · Rating 3 out of 5]

..ومن العجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين ذكره،وهز أعطاف الزمان شعره،وكان اسمه على كل لسان،والثناء عليه يجلجل فى كل مكان،ينادى للصلاة عليه بعد موته فيقال: الصلاة على الغريب! . اه

قصة من عجائب القصص لولا ما ذكر في كتب التاريخ لقلت أنها خيال.. بعيدا عن الأسلوب القصصي الجميل للمؤلف رحمه الله لكن فى ظنى أن قصة حياة الملك الشاعر لا تحتاج لطريقة الروائيين فى كتاباتهم ولا أسلوب الحكائين فيما *يسطرونه علينا في القصص.. فأحداثها وشخصياتها قد قامت بهذا.

*سَطَّرَ عَلَيْنَا: أَتانا بالأَساطِيرِ

[Arwa Khalil · Rating 4 out of 5]

"والله لن يقول قائل بعدي: إن ابن عبّاد أضاع مُلك الأندلس
ولأن أرعى الجمال عند ابن تشافين ، خير من أن أرعى الخنازير عن الأذفونش"

كم آلمتني غفلة ابن عبّاد وجهله بكل ما يدور حوله من خطط ومؤامرات .. ثقته البلهاء بأصدقاءه ولهوه عن كل ما هو مهم في إمارته بالخمر والنساء
وكم أحزنني ما فعله ببناته بعد أن جعلهن يمشين على المسك والكافور

ترى بناتِك في الأطمار جائعةٍ ** يغزلن للناس لا يملكن قِطْميرا
يَطَأْنَ في الطِّين والأقدامُ حافيةٌ ** كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا

" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ "

[Hossam Eldin · Rating 4 out of 5]

"و من العجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين ذكره، و هزّ أعطاف الزمان شعره، و كان اسمه على كل لسان و الثناء عليه يجلجل في كل مكان، يُنادى للصلاة عليه بعد موته فيُقال: "الصلاة على الغريب" !
إن من الغريب أن يموت ابن عباد غريبًا!! "

جميل، و غير متكلّف، و محزن أيضًا.

[Hamza · Rating 5 out of 5]

الأديب الكبير علي الجارم

[Enas jm · Rating 3 out of 5]

"ولأن أرعى الجمال عند ابن تشافين، خير من أن أرعى الخنازير عند الأذفونش"

[Dalia Fawzy · Rating 4 out of 5]

مبدئياً احب اتكلم عن الكاتب علي الجارم :
****************************************
علي الجارم له جذور رشيدية _ يعني زيي :) _ و مازالت للان توجد مدرسة في مدينة رشيد تحمل اسم علي الجارم ..

اسلوب علي الجارم فصيح يتسم بقوة الصور و فخامة التراكيب ؛ لكن يعيبه الاطناب و كثرة الوصف ؛ و دي كانت سمة لأدب الفترة دي عموما من اوائل القرن العشرين .

علي الجارم اهتم بصياغة التاريخ في اعمال ادبية ؛ زيه زي جورجي زيدان .. و دا شئ اثرى الادب العربي و التاريخ الاسلامي على السواء .

نيجي لموضوع الكتاب نفسه:
***************************
الكتاب بيتكلم هنا عن الاندلس في عهد ملوك الطوائف من خلال حياة المعتمد بن عباد ؛ بداية بعهد ابوه المعتضد مروراً بعهد ابنه المعتمد نهايةً بهزيمته على يد ابن تاشفين و نفيه للمغرب ؛ و ما كان في ذلك الزمان من دسائس و مؤامرات و تحالفات حتى مع القشتاليين لتحقيق مكاسب سلطوية :(

الكتاب بيوضح ازاي السلطة بتنحي اي مشاعر تانية قدامها ؛ زي قصة اسماعيل بن المعتضد لما تآمر على ابوه و ازاي المعتضد قتله بالسيف بإيده ؛ و هو بيقول :
”و لو ان كفي لم تطعني قطعتها ... و ألقيتها للكلب يقضمها حولي“
شئ فوق الخيال !!

الكتاب بيتطرق لقصه غرامه بجارية رميك بن الحجاج اللي اسماها ”اعتماد الرميكية“ مشتقاً من لقبه ”المعتمد“ و نسبة الى سيدها رميك ؛ و هي صاحبة القصة الشهيرة انها و هي بتتمشى في موكبها شافت اطفال و نساء بيلعبو بالطين المعجون بالماء في الازقة ؛ و اشتهت اللعب زيهم ؛ فأمر المعتمد بعمل بركة من المسك و الكافور و ماء الورد و كافة انواع الطيب و في روايات اخرى و التبر (تراب الذهب) علشان تلعب بيها بدل الطين ؛ و طبعا دا غيض من فيض لنماذج السفه و البذخ على الملذات و الانشغال بسفاسف الامور اللي أدى في النهاية لضياع الاندلس و فقداننا لدرة التاج في الدولة الاسلامية ككل.

الكتاب عموما خليط بين السرد النثري البديع و نماذج من شعر المعتمد ؛ انقل لكم منها بيتين غزل من رسالة كتبها لإعتماد الرميكية :
أغائبة الشخص عن ناظري ، و حاضرةٌ في صميمِ الفؤادِ
عليكِ السلامُ بقدرِ الشجونِ ، و دمعِ الشئونِ ، و طولِ السهادِ

[محمود فرج · Rating 4 out of 5]

أثَّر فيَّ موقفين للمعتمد بن عبَّاد :-
الأول: قوله [عندما خوَّفوه من قدوم يوسف بن تاشفين من المغرب لمساعدته في حربه ضد ألفونسو ، وقال له ابنه الرشيد : يا مولاي: إن هؤلاء البربر قوم جياع ، جاءوا من الصحراء وفيهم الجشع والوحشية ، وأخشى أنهم إذا نزلوا بلادنا ، ورأوا ما فيها من أسباب الحضارة والنعيم ، صعب عليهم مبارحتها ؛
فنكون كمن يفر من الذئب ، فيقع بين أنياب الأسد]
: " لأن أرعى الجمال عند ابن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند الأذفونش ".

الثاني: قوله وهو في الأسر في طنجة عندما رأى جماعة بالبادية يستسقون لقلة المطر ، وشدة الجفاف :
خرجوا ليستسقوا فقلت لهم: خذوا ... دمعي ينوب لكم عن الأنواءِ
قالـوا: حـقـيـق في دمـوعـك مـقـنع ... لـكـنها مـمـزوجـةٌ بـدمـاءِ !!

"ومن العجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين ذكره ، وهز أعطاف الزمان شعره ، وكان اسمه على كل لسان ، والثناء عليه يجلجل في كل مكان يُنادى للصلاة عليه بعد موته فيقال: الصلاة على الغريب!!
إن من الغريب أن يكون ابن عبّاد غريبًا!! ".

[Alia (بلا همزة) · Rating 2 out of 5]

لا احبذ القراءة كثيرا في جو المماليك والبطولات وما يتخلله من خطط هنا وهناك
ولكن اختصر خلاصة موضوع الرواية بقوله تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾ صدق الله العظيم
اما النجمتين فهي للكاتب علي الجارم وللغته العربية الجميلة ولبعض الاشعار
اما غياب النجوم الباقية فهي للموضوع الذي لا يستهويني كثيرا وللاسلوب الملل في كثير من الاماكن

[محمد نجيب]

قصة المعتمد ابن عباد الذي نُودِي في جنازته "الصلاة على الغريب" بعد أن كان ملكا من ملوك الطوائف، تطأ أقدام نسائه نهرا ماءُه المِسك وطينه الكافور لهوا و مرحا.
يروي لنا علي الجارم حياة البذخ و اللهو التي عاشها ملوك الطوائف و التي أدت لسقوط الأندلس.

لغة الكاتب رصينه و جميلة، و زادتها أبيات الشعر التي أدرجها في النص جمالا، كتاب يُقرأ في جلسة واحدة.

[Najla saad · Rating 4 out of 5]

هنا ملك زال كأنه ضحوة من نهار
وعز طار كأنه حلم نائم,
وسطوة وسلطان حل مكانهم
الذل والإسار ،
ومن العجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين
ذكره وهز أعطاف الزمان شعره وكان اسمه على كل لسان،
ينادى للصلاة عليه بعد موته فيقال :
الصلاة على الغريب

{فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ}

[Moaaz Faracheh · Rating 4 out of 5]

الكتاب ممتع

الكتاب ممتع كباقي كتب علي جارم، لكن يوجد بعض الاخطاء في النص (نسخة الكندل)، واسم الكتاب "شاعر ملك" وليس كما في الغلاف "شاعر الملك".

[مها الحربي · Rating 3 out of 5]

سيرة المعتمد بن عباد بأسلوب لطيف

[Mohamed Rafat · Rating 3 out of 5]

سيرة أقوي ملوك الطوائف في الأندلس المعتمد بن عباد كتبت بلغة جذلة فصيحة تخلب الألباب
أي حد سمع سلسلة مسلسلات ثلاثية الأندلس(صقر قريش،ربيع قرطبة،ملوك الطوائف ) يزداد استمتاعه بالكتاب

[Gamal Mohamed · Rating 5 out of 5]

رواية تاريخية عن حياة الملك الشاعر المعتمد بن عباد أخر ملوك بنى عباد والذى أنهى حكمه يوسف بن تاشفين بعد معركة الزلاقة

[Sarah Boughachiche · Rating 2 out of 5]

تطرق علي الجارم في هذا الكتاب لحياة المعتمد بن عباد ذلك الأمير الذي حكم اشبيلية في عهد ملوك الطوائف ، فحكم بلاده في بداية أمره بالقوة و الحزم ووسع ملكه وأصبح من أقوى ملوك الطوائف، غير أن ولعه باللهو و المجون أضاع منه المُلك ، فقد اشتهر بالبذخ و السفه حتى أنه أمر بصنع بركة من المسك و الكافور وماء الورد وكافة أنواع الطيب لجارية له كان مغرما بها تدعى رميك بن الحجاج و التي أسماها على اسمه اعتماد ، صنع لها بركة من أنواع الطيب لأنها اشتهت اللعب بالطين المعجون بالماء في الأزقة كالأطفال، إن انشغاله بسفاسف الأمور جعل المحيطين به يحيكون له الدسائس و المؤامرات ما أدى في النهاية لضياع الأندلس منه، فبعد انتصاره على الفونسو ملك قشتالة في معركة الزلاقة بمساعدة يوسف ابن تاشفين حاكم المرابطين ببلاد المغرب ، شن هذا الأخير حربا على المعتمد سنة 1091م فسقطت اشبيلية في يده، وكان قد حذره إبنه قبل موقعة الزلاقة من الاستعانة بيوسف بن تاشفين لمساعدته في حربه ضد الفونسو ملك قشتالة حيث قال له ابنه الرشيد: يا مولاي إن هؤلاء البربر قوم جياع جاءوا من الصحراء وفيهم الجشع و الوحشية وأخشى أنهم إذا نزلوا بلادنا ورأوا ما فيها من أسباب الحضارة و النعيم صعب عليهم مبارحتها فنكون كمن يفر من الذئب فيقع بين أنياب الأسد ، فرد المعتمد لأن ارعى الجمال عند ابن تاشفين خير من أن ارعى الخنازير عند الاذفونش(الفونسو).
وفعلا كان كلام إبنه صحيحا فبعد أن قدم يوسف بن تاشفين الى أرض الأندلس ورأى خيراتها ، التي تضيع شيئا فشيئا باستهتار من أمراء الأندلس العرب ولذلك قرر مهاجمتها وضمها للملكة المرابطين ببلاد المغرب ، وقد نقل لنا عبد الواحد المراكشي قول ابن تاشفين:" إنما كان غرضنا في ملك هذه الجزيرة (الأندلس) أن نستنقذها من أيدي الروم ، لما رأينا استيلاءهم على أكثرها، وغفلة ملوكهم وأعمالهم للغزو ، وتواكلهم وتخاذلهم ، و إيثارهم الراحة ، وإنما همة أحدهم كأس يشربها ، وقينة تسمعه ، ولهو يقطع به أيامه ، ولئن عشت لأعيدن جميع البلاد التي تملكها الروم في طول هذه الفتنة للمسلمين ، ولأملأنها عليهم يعني الروم خيلا ورجالا لا عهد لهم بالدعة ، ولا علم عندهم برخاء العيش ، وإنما هم أحدهم فرسا يروضه ويستنفره ، أو سلاح يستجيده ، أو صريخ يلبي دعوته."
ونتيجة لذلك فقد فرض الأمير المرابطي الاقامة الجبرية بأغمات على عدد من أمراء الأندلس ، نذكر من بينهم تميم بن بلقين صاحب مالقة وأخاه عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة ، و المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية فبعد أن حاسر ابن تاشفين اشبيلية أسر المعتمد وغله بالاغلال فانشد المعتمد باكيا وقد عرف المعتمد منذ شبابه بفصاحة اللسان واتقان الشعر:
إن يسلب القوم العد
ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه
لم تسلم القلب الضلوع
لم أستلب شرف الطباع
أيُسلب الشرف الرفيع؟
شيم الألى أنامتهم
و الأصل تتبعه الفروع
أسر إلى المغرب مع أسرته في هم وغم ونواح بعد أن زال الملك والعز فكان المعتمد مطرقا مفكرا ينظر إلى قيده ويقول:
قيدي، أما تعلمني مسلما؟ أبيت أن تشفق أو ترحما
ولما بلغت السفن طنجة رأى المعتمد جماعة بالبادية يستسقون لقلة المطر وشدة الجفاف فقال:
خرجوا ليستسقوا فقلت لهم خذوا
دمعي ينوب لكم عن الأنواء
قالوا: حقيق في دموعك مقنع
لكنها ممزوجة بدماء!
ثم نقل إلى اغمات ببلاد المغرب واودع السجن فقال:
غريب بأرض المغربين أسير
سيبكي عليه منبر وسرير
و تندبه البيض الصوارم و القنا
وينهل دمع بينهم غزير
وكانت بناته يعشن في السجن من غزل أيديهن في فقر وكفاف عيش ، فحل أول عيد له بالأسر ، فدخلن عليه في أطمار بالية ، وقد غيرهن البؤس ، و أنحلهن السغب ، فلما رآهن قال:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس، لا يملكن قطميرا
يطأن في الطين و الأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكا و كافورا
وقتل المرابطون إبنه المأمون بقرطبة وابنه الراضي برندة فزاد جزعه واشتد حزنه فقال:
يا فلذتي كبد يأبى تقطعها
عن وجدها بكما ما عشت سلوانا
ولم يزل في انين وحنين يرسل الزفرات ويطوي صدره على اليأس حتى أدركته منيته بعد أربع سنوات من الأسر ، ومن العجيب أن هذا الملك الذي صار في الخافقين ذكره ، و هز أعطاف الزمان شعره، وكان إسمه على كل لسان ، و الثناء عليه يجلجل في كل مكان، ينادى للصلاة عليه بعد موته فيقال:
الصلاة على الغريب!
إن من الغريب أن يكون إبن عباد غريبا!

[السامي · Rating 3 out of 5]

"شاعرٌ و مَلِك" لعلي الجارم


النكهة الشعريّة العربيّة زيّنت جوانب الرواية، وكان محموداً إدخال الكاتب للآثار الأدبية العربيّة، أما جودة انتقاء الأشعار فقد كانت تتفاضل بين الشعر العالي والمطرب وبين بعض الشعر الذي يقل طلاوة وتحريكاً للعواطف، وكذلك كان اختيار السياقات يتراوح بين أبيات جاءت في محلّها المناسب، وأخرى أقحمت في النص فأثارت صورة من التكلّف.
جمع الكاتب لفيفاً من الأخبار التاريخيّة المتصلة بشخصياته، واجتهد في ترتيبها بقلمه الفصيح وتحريكها على ما يتطلبه سيرالأحداث، ولم تكن بصمته الأدبيّة بالعمق الذي يطبع أسلوبه وفكره في الرواية، نجده -مثلاً- يسرد علينا خبر إسماعيل ابن المعتضد (حين يرجع إلى القصر في غياب والده، وينهب من أمواله وذخائره، ثم يغادر مع قطعة من الجند إلى الجزيرة الخضراء، ويأوي إلى قلعة يستجير بها، ثم يسلمه صاحب القلعة إلى والده، فيعود معتقلاً إلى القصر، ثم يخطط للثورة فيحشد جماعة من الجند، ويتسوّر على والده ليلاً جدران القصر، فينتبه له، ويقبض عليه، ويصدرالحكم بقتله)، لقد تكدّست جميع هذه الأحداث في صفحة واحدة من الرواية (45)، فهو باختصاره الشديد لم يُتِح للقارئ الفرصة ليرى هذه الأحداث بتفاصيلها المهمّة، و ليفهمها بأبعادها النفسيّة العميقة في ابنٍ يعلن التمرد على والده، و في ملكٍ يقتل ابنه، وأم تتوسّل لحياته، وقصر يضطرب لهذا الخطب الجَلل، وقس على هذا باقي أحداث الرواية انتهاءً باستيلاء ابن تاشفين على الحكم.
آخر فصول الرواية في الأفول والأسر كانت أكثر الفصول تأثيراً واعتباراً، وكأن قريحة الشاعر الملك أخذت تنطفئ شيئاً فشيئاً حين رأى مشهد البدو في بادية المغرب وقد جفّت أرضهم وانقطعت أسبابهم وعزّ الغيث والسحاب، وكأن جسمه المنعّم بالمسك والعنبر يعود اليوم عارياً كيوم خِلقَته، يمشي حافياً على التراب الذي خُلق منه، ويطوي ليله على بطن جائع وقلب كظيم.
كانت لهم في هضاب العزّ أبنيةٌ * فأصبحوا بين مقبورٍ ومسجونٍ (الرواية 124)
قام علي الجارم بعمل جيّد في نقل الحكاية وإبرازها في قالبٍ روائي مُسلَ، ولكن عمله يتّسم بالاختصارالشديد، ولربما لو تفرّغ كاتب متمكّن لحكاية الشاعر الملك وجعلها مشروعاً طويلَ النَفَس، لصدرت في مجلّد كبيرٍ نفيس، ولارتفعت في مرتبة الأعمال الأدبيّة الخالدة.

[ريم · Rating 5 out of 5]

...
مُلكٌ زال كأنَّه ضَحوةٌ من نَهار, وعزٌّ طارَ كأنَّه حلمُ نائمٌ, وسَطوةُ سُلطان حلَّ مَكانهم الذُّل والإسَار!
....................
رواية ‫#‏شاعر_ملك‬ للـ ‫#‏الجارم‬ ..
اتأّثرت جدًا بنهاية سيرة الراجل ده ‫#‏المعتمد_بن_عباد‬ حاكم إشبيلية , يجمع ما بين الحُكم وفي نفس الوقت شاعر ..
شخصية تجمع المحاسن والمساوئ " الخير , الشّر, القسوة, اللين , له مواقف مُشرّفة في الدّفاع عن الإسلام ودفع خطر الأسبان . وعلى النّقيض راح تحالف مع ‫#‏الأذفونش‬" ألفنسو" على المسلمين ..
الراجل ده ضحّى بأسبانيا كلها عشان يكيد وياخد شوية إمارات ..!!
وبعد ما ربّنا كرمه .. وانتصر على #الأذفونش في معركة ‫#‏الزّلاقة‬ .." المفروض يتوب ويرتِجع ‏‎‏..! أبدًا .. رجع كما كان .." مجالس وخمور.. و.. و ..
راح ‫#‏يوسف_بن_تاشفين‬ قال مبدّهاش .. وقام أغار عليه وفعلاً سقطت إشبيلية في يده ..
وتم ترحيله إلى ‫#‏طنجة‬ هو وعياله وأهل بيته .. " من أصعب اللّحظات "
الرّاجل ده كان يبص ع قَيده ويقول:
قيدي, أما تعلمني مُسلمًا
أبيت أن تشفق أو ترحما!
بناته اتشّردوا .. وأولاه اتقتلوا .. حتّى هو مات في أسره .. مات غريب .. محدّش عرفه ..!
" ومن العَجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين ذِكرهْ, وهزَّ أعطاف الزمان شعره, وكان اسمه على كل لسان, والثناء عليه يُجلجل في كل مكان_ يُنادى للصلاةِ عليه بعد موته فيقال:
الصلاة على غريب!
إن من الغريب أن يكون بن عباد غريبًا!
________________
غَفَر الله عليكَ با ابن عبّاد ..وإن كُنتَ مُذنبًا .. !
رحمات الله عليك ..

[Fatima-Zahra Benarab · Rating 4 out of 5]

الأندلس في عهد ملوك الطوائف، و في إشبيليا تحديدا يقص علينا علي الجارم قصة ملك و أسلافه.
يبدأ الكتاب بمزيج بين الأسلوب القصصي و الحوار الفلسفي ليصف حال الأندلس و ما آلت إليه من بذخ و إسراف في ملذات الدنيا، أمة نسيت الله فأنسها أنفُسها. زمن ولد فيه محمد بن عابد، الذي سيلقب نفسه بالمعتمد، و هو شاعرنا.
أما والده فبعد توليه الحكم خلفًا لوالده ابي القاسم و سمى نفسه بالمعتضد.
وقد عرف المعتمد منذ شبابه بفصاحة اللسان و إتقان الشعر، فحتى بعد هزيمة أسطوله، إستنال قلب والده بقصيدة، فنجا من الموت. كان مولعا باللهو و المجون و الاسراف، لكن هذا لم يمنعه من تولي العرش و ظل طيلة حياته يلهو بين الجواري اللاتي يقلن الشعر ممتلكات قلبه. فكان لا يبخل عن من يمتدحه بأعذب الكلمات و يصب عليه الذهب و الفضة. و كثير من التصرفات التي زعزعت كرسيه دون دراية منه.
ففي هذه الفترة كان مكروها مذموما من الرعية لا يأبه لأحوالهم و لا بتقوية جيوشه و لا يكترث لمن يجوب قصره من جواسيس .
لم يهنئ القاضي عبدالله بن أدهم عن هذه الحال و استغل موقف الملك الأسباني الأذفونش للإستاعنة بجيش يوسف لن تاشفين الذب كان ملك في مراكش فكان كذلك و انتصر المعتمد و لم يهنئ كثيرا حتى وجد نفسه بين جدران السجن و رأى أهله من فخامة المسك و العنبر يرتمون في الطين فصار شعره هجاء لحاله و شتدَّ به المرض.عند وفاته ، صلّوا عليه صلاة الغريب فقد كان غريب بين السجناء فأنشد فيه شاعره أبو بكر بن عبد الصمد : ملك الملوك أسامع فأنادي أم عدتك عن السماعي عوادي!؟