لم تعد خلفنا كل المنجزات العظيمة للفكر الحديث، ولا يمكننا أن نحتمي بيقينيَّات ما قبل الحداثة، ولا أن نُسارع نحو هاويَّة ما بعد الحداثة، بالعكس يتوجَّب علينا القبول بأنَّ الحداثة تشكِّل أفقًا لازمًا لتفكيرنا الأخلاقي، ولكنَّنا يجب أن نعترف أيضًا بأنَّ ثمَّة مشكلات أخلاقية أساسيَّة تتَّصل بحداثتنا لم نقّدم لها حلولًا، ولا نراها بوضوحٍ بعد حيث إنَّ الحداثة والأخلاق موضوع للنقاش المفتوح دائمًا.
كتاب تأسيسي عظيم ، لايمكن لمهتم أو متخصص في مجال الفلسفة الحديثة أو فلسفة الأخلاق أن يتجاوز هذه الأطروحة القيمة جدا ، أسلوب الكاتب شيق ، وأفكاره متسلسلة ومرتبة، يصوغ أفكار كانط وشتراوس ونيتشه وشميث ، ويضفي رأيه ونظرته الناقدة ، تشارلز لارمور الفيلسوف االذي يكاد لا يُعرف لدى القارئ العربي.