عنة الألفيّة ليست تعويذة فرعونيّة قديمة أو عنوان فيلم تشويق، بل هي مجموعة من الأفكار التي يتبّناها بقوّة مشهد النشاط التغييري في وقتنا الحالي، والتي تشلّه بشكل شبه تام. هذه الأفكار تثقل حركة التغيير، تحرمنا من فعاليّتنا، وتحوّلنا إلى صرخات غير مسموعة تثير الضجيج على هامش الأمر الواقع.
هذا الكتاب هو محاولة لتشخيص وتفكيك هذه الأفكار، وإلقاء نظرة نقديّة شجاعة على التكتيكات الهزيلة للنشاط السياسي بدءاً من أسلوب الاحتجاج مروراً بمشكلة الانترنت والنشاط المحترف وصولاً إلى أسئلة التنظيم وأسلوب العيش والمقاربات المنهجيّة والعنف واللاعنف ومكانة الروحانيّة في الروح التغييريّة.
قراءة قصيرة ومثيرة، لكن لا تضعوا عنها ستاتوسات على تويتر! حان وقت إيقاف الستاتوسات والبدأ بالمقاومة السياسيّة المنظّمة، هذه هي رسالة الكتاب.
طوني عادل صغبيني: مواليد زحلة، لبنان 1985. حائز على ماستر في العلوم السياسية حول أزمة الطاقة وعالم ما بعد النفط. ناشط مدني وبيئي. باحث له دراسات منشورة في عدّة جرائد ومجلّات لبنانية.
يعد هذا البحث من أهم الابحاث التي تتناول طرق و أدوات التغيير في القرن الحادي والعشرين في محاولة للوقوف على أهم الثغرات وقياس مدى فعالية تلك الادوات من عدمها.
يتناول الكتاب ظاهرة النخب الالكترونية التي بدأت في الانتشار بسرعة تتجاوز سرعة الضوء في العشر سنين الأخيرة والتي اتخذت من مواقع التواصل الإجتماعي الافتراضي منبر لها يغني عن المنبر الواقعي وفيما بعد تحولت هذه النخب الى قيادات تدير ما يعرف بالانتفاضات الثورية سواء في العالم العربي كانتفاضات الربيع العربي او حتى في العالم الغربي كالانتفاضات البيئية والانتفاضات المناهضة للرأسمالية على غرار حركة احتلوا وول ستريت في الولايات المتحدة الأمريكية.
يتناول الكاتب مدى فعالية تلك الحركات الا بنيوية وتنظيمية في إحداث تغيير حقيقي في السياسة العامة للدول التي نشأت وتحركت فيها وفي القضايا التي تبنتها وهو ما يظهر مدى الخلل الذي وقعت فيه تلك الحركات حيث انها لا تمتلك اي ادوات مناسبة للصراع الذي اقحمت نفسها داخله وبعد ان كانت تعد بتغيير جذري للقضايا التي تبنتها انتهى بها الامر الى مجرد اسماع الصوت وتجييش الرأي العام من أجل تلك القضايا وهو ما يظهر عوار الابنيوية والا تنظيمية التي لا طالما امتدحها قادة تلك الحركات ووصفها البعض بأنها سر نجاح بعض الانتفاضات في العالم العربي كالانتفاضة المصرية والتونسية وهو ما يتعارض مع جوهر الواقع فالواقع يقول ان الانتفاضات في مصر وتونس لم تكن وليدة عام 2011 ولكنها على الارجح كانت وليدة 10 سنين على أقل تقدير وما نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 الا انطلاقة تلك الانتفاضات على أرض الواقع وهو ما يظهر الخلل والفشل الذريع الذي وقعت فيه تلك الانتفاضات التي كانت وليدة اللحظة في بعض الدول العربية كالجزائر والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان واليمن وغيرها من البقاع العربية الأخرى , وهو ما يظهر مدى الحاجة الى استراتيجيات وخطط واضحة لتلك الحركات تتماشى مع الادوات التي تمتلكها وتبتعد عن الا واقعية والعنجهية وتهميش الواقع الاجتماعي عند الحشد الى قضايا بعينها.
كما ناقش الكاتب الحركات التي تتخذ من أدوات معينة كسبيل وحيد للتحرك في قضايا معينة مناقشا وضع الحركات التي تتخذ الوعي كسبيل للتغيير دون الولوج والدخول الى أرض الواقع , كما تعرض الى الثنائية الشهيرة في الفترة الأخيرة وهي ثنائية العنف والا العنف والتي بحسب رأي الكاتب وأوافقه في ذلك انها ليست خياراً وانما امر واقع يفرض على من يتبنى حركة التغيير فالعنف قد ينجح في أماكن نجاحا باهراً وقد يلقى فشلاً ذريعاً في أماكن أخرى وكذلك بالنسبة للا عنف وهو ما يظهر اننا نتعامل مع العنف واللاعنف كمنهج جامد وليس كأداة او استراتيجية تغيير وهو ما يدع تلك الحركات تقحم نفسها في معارك جانبية بعيدة عن المعركة الاساسية.
يعتبر البحث تسليطٌ للضوء على نقاط في غاية الأهمية لاطالما غاص فيها الجميع من إسلاميين وغير إسلاميين من دون أدوات للغوص , أتمنى ان يأتي من يكمل هذا المجهود وخاصة في الحركات الإسلامية قبل اليسارية والأنركية وذلك لان الاسلاميين هم أكثر من وقع ويقع في ثنائية العنف واللا عنف والانعزال عن الواقع متخذيين الوعي كأداة وحيدة في حركات أخرى مبتعدين بذلك عن صلب المعركة والتي في رأيي يجب ان تكون داخل الحركات قبل ان تكون مع الانظمة فغياب المؤسسية والتنظيمية المتماشية مع العصر وغياب الثقافة السياسية الواقعية والعيش في ثقافة جامدة والعمل على تأليهها كما أن استعجال التغيير واللجوء الى الحلول السطحية والبسيطة يعد من آفات حركات التغيير في القرن الحالي والإسلامية في قلب تلك الحركات.
كفانا عبثية ولا مؤسسية , دعونا من النظر الى الأحداث بمنظار ومعيار واحد , دعونا من التعامل مع الأدوات كغايات وتعاملوا معها كوسائل , فليس الوعي وحده هو السبيل الى الخلاص وليس العنف كذلك وايضا اللا عنف وانما جميعها هو أدوات الخلاص من هذا الواقع نستخدم أحدها في وقت معين ونستخدم الاخرى في وقت آخر , دعوكم من العمل في صندوق صغير وانظروا الى الواقع من حولكم فنحن لسنا بحاجة الى الخوض في معارك جانبية إفتراضية على مواقع التواصل الإجتماعي بل نحن في حاجة الى مقاومة منظمة عنوانها الوعي والعنف واللا عنف في إطار استراتيجي واضح بعيد عن العشوائية واللا تنظيم.
أفكار عظيمة...إخراج شديد القُبح والسوء. بعض المقالات شعرتها مترجمة، وهذا يضايقني جدا عندما أقرأ لكاتب عربي يخاطب العرب بلغتهم، لذا لزامًا الكتابة على سنن العرب وأوجه اللغة المألوفة لهم، لا برص الكلمات رصا هكذا.
يحتاج الكتيب لأكثر من قراءة طبعًا ولكن لا أدري هل سأفعل أم لا لأن النسخة أوجعت عينيّ جدا!. ربما بعد انتهاء العزل إن شاء الله عندما أعيد الكشف على النظر وأستجلب عويناتي بعدساتها الجديدة. :")
في كل مرة يظهر فيها بضعة آلاف من الناس في تظاهرة، يتحمّس اليسار والتيار المدني ليعلن بأنها بداية النهاية للرأسمالية، للرئيس، للنظام السياسي، أو للإمبريالية العالمية. لكن الحقيقة القاسية هي أن الناس لم تستيقظ، ولن تستيقظ على الأرجح، الناس هي بكل بساطة أكثر غضبًا لأن الانحدار البطيء للحضارة الصناعية يأخذ ما تبقَّى لهم من عيش وكرامة.
معظم الناس ليسوا غاضبين لأن النظام السياسي غير عادل أو لأن الشركات تدمر الكوكب من أجل الربح. هم غاضبون لأنهم لا يستطيعون تحقيق مستوى الحياة الذي وعدتهم به الرأسمالية. هم غاضبون لأنهم لا يشعرون بالأمان في وظيفتهم. غاضبون لأنه لا يمكنهم شراء منزل الأحلام الذي وعدتهم به أفلام السينما. هم بتعبير آخر، غاضبون لأنهم مرتبطون بما تقدّمه لهم الدولة والسلطات الاقتصادية الحكومية من غذاء ومسكن في وقت لم تعد الدولة قادرة على تأمين أي شيء لمواطنيها.
نعم، الكثير من الناس هم أكثر غضبًا تجاه السلطات، والكثير من الناس مستعدون للنزول إلى الشوارع الآن وخلال السنوات المقبلة، لكن للمطالبة بماذا تحديدًا؟ هل غضهم موجه في الاتجاه الصحيح؟
الجماهير الغاضبة تستطيع بالتأكيد قلب نظام حكم وأكثر، ولقد قامت بذلك بالفعل، لكن كيف يحل ذلك معضلة السجن الكبير واحتضار الكوكب والسقوط البطيء للحضارة الصناعية؟ طالما أنه لا يوجد هنالك رؤيا تقود إلى تغييرات منهجية، الغضب سيكون مجرد دورة أخرى تغدي نفس رؤية السيستيم المهيمن على الكوكب.
معظم الانتفاضات الشعبية المقبلة لن تحصل لأن الناس تريد أن تغير الواقع، بل العكس تمامًا: الانتفاضات تحصل وستحصل أكثر لأن الناس تعتقد أن تغيير الرؤساء أو الأنظمة سيساعدهم على استعادة الواقع القديم واستعادة مستوى معيشتهم والأمان الاقتصادي النسبي الذي عرفه آبائهم أو عرفوه هم في عقد التسعينات والنصف الأول من عقد الألفية. معظم الانتفاضات الشعبية لن يكون هدفها إنقاذ غابات الكوكب أو بناء مجتمعات لاسلطوية أو إنقاذ المشردين، بل ستحصل لأن الناس لا تزال تلجأ للسلطات المركزية لتأمين احتياجاتها الأساسية في وقت لم يعد يمكن لأحد تأمين هذه الاحتياجات.
الحقيقة الأصعب في هذا المجال هي تقبل فكرة أن الجماهير ليست هي من يحقق عادة التغيير الاجتماعي والسياسي، بل المجموعات الصغيرة المنظمة والأفراد الشجعان الذي عملوا لعقود قبل الانتفاضات الشعبية على إيجاد الظروف المناسبة للتغيير ونشر الوعي ومواجهة السلطات بشجاعة. لطالما تم إطلاق التغييرات السياسية الكبرى من قبل حفنة صغيرة من الأفراد الذي يعملون بطريقة منظمة وعنيدة وشجاعة. الأبواب الأولى دائمًا ما يفتحها قلة، لكن نتائج صراعهم يستفيد منها الجميع.
ذهنية "الكتلة الجماهيرية" الحاسمة أدّت إلى وضع الحركات السياسية والبيئية في إطار استراتيجي غير قادر على تحقيق تغيير بنيوي، وسجنتهم في نوع واحد من النشاط: الحملات التي لا تنتهي لبناء الوعي والبهلوانات الاعلامية التي تعيد قول الأمر نفسه مرارًا وتكرارًا لجمهور غير مكترث.
الاكتفاء ببناء الوعي هو عمليًا التحدث مرارًا وتكرارًا عن أهمية العزف على آلة موسيقية معينة من دون محاولة التقاط هذه الآلة والضرب على أوتارها بأصابعنا نحن. وهنا نجد أنفسنا نتساءل: كيف يمكن لأي حركة جدية أن تتوقع أن صفحة فيس بوك، ويب سایت، فيديو، أو احتجاج مع يافطات كبيرة، هي أمور تستطيع وحدها أن تريح الصراع الإعلامي في وجه الشركات والحكومات التي تمتلك ميزانيات تسويق ملايين الدولارات، وجيوش محترفة، وملايين الموظفين والأتباع المخلصين؟
الملايين يشاهدون برنامج "آراب آيدول"، أو يقضون أيامهم بزراعة الطماطم الافتراضية على (فارم فاميلي) أو يتصفحون صور بيونسيه والقطط المضحكة على النت. نحن نعلم ذلك جيدًا، لكن علينا أن نقبل ماذا يعنيه ذلك على الصعيد السياسي، إنه يعني أن القيامة الجماهيرية لن تأتي أبدًا، والتغيرات الفردية لن تغير شيئًا سوى إعطاء شعور جيد لمن يقوم بها. نحن نحتاج لمقاومة منظمة.. الأمر بهذه البساطة.
<<لعنة الألفية.. لماذا يفشل النشاط التغييري>> طونـي صغبينـي.
يتحدث الكاتب الشاب ذو الخلفية الليبرالية الإلحادية اللبنانية في كتابه الذي هو عبارة عن مجموعات مقالات صاغها في صورة كتاب عن تصوراته بخصوص أسباب ما سماه فشل حركات التغيير الشبابية في الألفية الجديدة و يعزو ذلك لعدة أسباب أولا الإقتصار على تكتيك من 3 و هي الاحتجاج و التخريب العشوائي و القرصنة الالكترونية العشوائية أيضا ثانيا تضخم دور الانترنت و محوريته في الحراك الشبابي مع آثار السلبية في تعزيز الفردانية و السعي نحو الشهرة ثالثا تحول الناشطين لدور نخبوي يقتصر على القيام بدور اعلامي بعيد التأثير عن الواقع رابعا نبذ الشكل التنظيمي المؤسسي في الحركات خامسا انتظار المخلص في شكل تحرك الجماهير في لحظة ما ليهبوا للتحرك و الايمان بالقضية بدون تخطيط واضح لهذه العملية او ما يليها في تصور يوتوبي ساذج و التصور الكسول القائم على ان فكرة التغيير تبدا بيد السلطة الفعلية العقيمة الموجودة و عدم السعي لانتزاع السلطة منها سادسا التشظي و التركيز على قضايا جانبية و عدم امتلاك رؤية شاملة لقضية النظام العالمي او تصور واضح لطبيعة النظام الجديد المطلوب و انعدام وجود نظرة نقدية واضحة لمشكلة النظام القائم بشكل مفصل سابعا التمسك اما باستراتيجية اللاعنف او العنف بشكل ايديولوجي جاف و عدم امتلاك المرونة لاستخدام كلاهما حسب طبيعة الموقف ثامنا غياب البعد الروحي في التصورات التغييرية و هو نقد مضحك صراحة مع تصوره الالحادي المادي و في الختام لا يقدم الكاتب أي حل موضوعي لهذه المشكلة سوى السعي نحو تشكيل ثقافة ما هلامية غير واضحة المعالم تناسب الالفية الجديدة يتم فيها تجنب العيوب السابقة و حسب من أبرز القصور الذي يلام عليه الكاتب هو حصر تصوراته عن التغيير في حفنة من انشطة معينة مثل الحركات البيئية والأناركية و النسوية و حقوق السود و الشواذ و غيرها مع تجاهل تام لتجارب أخرى ما بين الفشل و النجاح بشكل نسبي لا ينطبق عليها أيا من الأسباب السابقة مثل تجارب الجهاديين و الاشتراكيين و الحركات العسكرية المتمردة في أفريقيا و آسيا ربما لأن تصور الكاتب و فكره و خطابه منحصر في العالم الغربي الليبرالي و نظرته تضيق على هذا الأفق و لكن هذه التجارب تم استخدام فيها تكتيكات عديدة متنوعة بخلاف الاحتجاجات و القرصنة الالكترونية و التخريب العشوائي و منها أيضا نظرته القاصرة لثورات الربيع العربي باعتبارها نموذج ناجح استثنائي لشكل حركات التغيير الشبابي و قد أثبت التاريخ و سير الأحداث ان هذا التصور لم يكن قط صحيحا أبدا الخلاصة ان هذا الكتاب مناسب جدا لفئة محدودة من الناشطين السياسيين خصهم الكاتب بالحديث عن اشكاليات تصوراتهم و لا يعبر عن كافة التيارات المتنوعة الساعية للتغيير حقا في الألفية الجديدة لعلي لم أجد ما أبحث عنه في هذا الكتاب و لكن لا يمنع أني اتفق مع مجمل ما جاء فيه
كتاب تحليلي مهم، يضعنا أمام الوقائع كاملة، يحلل ويفند ويتعمق في البحث بشكل ممتاز، طبعا لم يقدم حلول وهو أمر طبيعي، كنت اتمنى لو اسهب قليلا في وصف "ثقافة المقاومة" التي تحدث عنها في نهاية الكتاب، يبدو لي كلاما مطلقا بدون رأس او ذيل، لعل طوني يتركنا لانفسنا لنصنع نحن هذه الثقافة المقاومة، يشجعنا على البحث عنها في دواخلنا اولا، الكتاب مهم ككتاب تحليلي لواقع مرير ومؤسف للنشاط التغييري على كوكبنا المسكين.
الكتاب دا حسسني اني كنت عايش ف كذب ف كذب عليهم شوية كذب كرهني ف الناشطين السياسيين - التكنولوجيا - وسائل التواصل الاجتماعي بس هو كتاب مهم جدا ومحدش هيتعظ منه والنهاية بتقرب يعني :D The end is coming :D
تحديدًا في مصر : فهذا الكتاب يحتاج قراءته من يزالون يستمعون لقنوات المعارضة (مكملين ،..) أو من يزالون يحافظون علي نفس العقلية التقليدية القديمة .. وهو يعطي بعد النصائح الجيدة لإيجاد وسائل منظمة وشاملة للتغير لمن لم ينغمس في المحاولات السابقة أو لم يفكر فيها سابقا..
كل شعب، مهما كان ميالً نحو السلام، ل يس تطيع تحمّل الموت إ الى ما لنهاية قبل التفكير بحمل السلاح والانتقام أ لفراد العائلة وا أ لصدقاء الذين سقطوا. معظم النزالات العنف يّة المعاصرة نشأأت في الواقع بعد الفشل الذريع لس نوات للاستراتيجيات اللاعنفية في تحقيق تغيير يذكر.
هذا الكُتيِّب، رغمَ صغرهِ -لا يتجاوز 84 صفحة- لكنني أكملتُ قراءتهُ خلال يومين.
الكتابُ دسمٌ جدًا، مليءٌ بالأفكار التي أرى أنها جميلة بالفعل؛ حول التظاهرات، واللاعنف، واللاسلطوية، واللابنيوية...إلخ
الكتابُ في مجملهِ رائعٌ -إلى حدٍ ما- أسلوب السرد جميل، الأفكار مرتبة. عالج فيه الكاتب عدة موضوعاتٍ مُهمةً جدًا أهمها: (محورية الإنترنت، النشاط السياسي، قيامة الجماهيرية، ثقافة سياسية جديدة للقرن الحادي والعشرين...إلخ).
ولعل أجمل اقتباس في الكتاب كان:
"التغير الذي نحتاجه في واقع الإنسانية اليوم تغيير هائل وشامل وجدري وغير مسبوق في تاريخ جنسنا. نحن نحتاج إلى طرق جديدة في التفكير، الفعل، الوجود في هذا العالم. صراعنا اليوم ليس تغيير أسماء الرؤساء في الحكم أو اقرار القوانين في البرلمانات، أو اختراع ألعاب تكنولوجيّة جديدة توفر القليل طاقة. نحن نحتاج لتغيرات منهجية كُبرى في كامل هندسة حياتنا؛ ولا يمكنُ تحقيق هكذا تغير من دون نظرات شاملة للحياة وللكون وللإنسان، تجيب على الأسئلة الكبرى حول دورنا في شجرة الوجود العظمى".
"العديد من حركات التغيير الاجتماعي حول العالم تفتقد للشجاعة، تطبق نشاطات من دون استراتيجيات، تقدم برامج من دون رؤى، وتخوض معاركها من دون روح. المواجهة استبدلت بالتأييد والضغط، النشاط المباشر استبدل ببناء الوعي، الفعالية استبدلت بالهوس بالاهتمام الإعلامي، والمناضلون والمتطوعون استبدلوا بموظفين وناشطين محترفين، والنشاط التغييري نفسه استبدل بالخمول الإلكتروني."
الكتاب بيناقش أفكار مهمة جدًا زي التفكير اللاستراتيجي في التغيير الاجتماعي، وموازين القوى بين السلطة/ النظام وبين حركات التغيير، وبيفكك مفاهيم محورية زي الحضارة والرأسمالية والتغيير والروحانية، وبيطرح نظرة نقدية مدعومة بأمثلة تاريخية معاصرة لحركات التغيير الاجتماعي. أعتقد إن النوعية دي من الكتب احتياج مهم جدًا عشان نقدر نفهم واقعنا المكركب، والكتاب مش بيقدم إجابات بالضرورة، بس بيفتح رؤى جديدة ومجالات لتجربة آليات مختلفة.
الكتاب يحتوي نقداً مهماً وتفاصيل واسعة عن نطاق من الحركات التغييرية ويركز بشكل عملي على الأمور الأساسية اللازمة للنجاح بهذه الحركات. المحتوى غني بقراءة واعية ودقيقة وتنمّ عن اطلاع وخبرة. لكن الأسلوب الأدبي الكتابي العربي غائب في الكتاب حتى لتظن أنك تقرأ ترجمة حرفية من لغة أعجمية، وهذا ما سببب لي حاجزاً يمنع انسياب الفكرة وتسلسل ربطها بما يليها.
اول مرة اقرأ كتاب واطلع منه مقتنع بعكس الأفكار البيحاول يوصلها 😅 رغم كدة هو بيطرح أفكار تستحق النقاش، يعيبه فقط أنه مختصر جدا وفي احيان كتير مش بيستعرض فكرته بشكل كافي.
هذا الكتيب هو عبارة عن مقالة مطولة من مدونة نينار يصوغ فيها الكاتب رؤيته للحركات التغييرية و أثرها السلبي و الايجابي على السياسة و المجتمع. يتحدث في المقالة كيف أصبحت الثورات و الحركات التي تريد تغيير العالم متبعة لعدة تكتيكات : تكتيك الاحتجاج, تكتيك التخريب العشوائي و تكتيك القرصنة الإلكترونية. أغلبها يثير الضجيج الإعلامي و يحشد الناس إلكترونياً دون وجود خطة منظمة أو قيادات دون أن يصل لأي شيء في النهاية. لتموت معظم هذه الحركات دون أن تحقق الهدف الحقيقي من نشوئها و إنما كل ما قامت به هو احراج أو ضغط على السياسيين و أصحاب السلطة و إثارة ضجة حول قضية ما و تسليط الضوء الإعلامي عليها و إثارتها في الشبكات الاجتماعية لتعود طيّ النسيان عند ظهور حملة جديدة, لأنّها لا زالت تعتمد على السلطويين لتحقيق مطالبها و ليس على نفسها. تحدث أيضاً عن الناشطين المحترفين الذين كرسّوا حياتهم للقفز من قضية لأخرى دون تحقيق نتائج واقعية سوى الانخراط و الدعم لجميع القضايا من سياسية بيئة اقتصادية و غيرها. و أيضاً عن الفلسفة الفردية في التغيير المنطلقة من مقولة لغاندي: "كن أنت التغيير الذي تريده في العالم" و التي تؤمن بأن مثل هذا سوف يحدث ثورة جماهيرية كبرى حاسمة تقوم بالتغيير فيما بعد. أيضاً تحدث عن عبثية أفعال الناشطين أمام الانحدار الطاقوي و التغير المناخي الذي سيمحو الحضارة كلها التي نعيشها و الذي بدأ بالفعل مع نفاذ الوقود بأشكاله جميعاً بسبب الاستهلاك الغير الواعي من قبل الإنسان للموارد المحدودة. وعن تركيز بعض الحركات التغييرية على التكنولوجيا كأمل في الخلاص من الفقر و الحروب و غيرها ناسيين أن السيستم لن يسمح للناس بامتلاكها ليبقوا في حاجة إليه. و أنّ نتائج التكنولوجيا ليست انتقائية ففيها الخير و الشر. و أيضاً تحدث عن الحاجة للتركيز على القضايا بدلاً من التشتت و التجزئة. كما تناول أيضاً سياسة العنف و اللاعنف و أوضح الدور الكبير للروحانية في تحقيق تغيير و فتح أبواب واقع جديد. كختام تحّدث عن السياسة الثقافية التي نملكها و التي يجب أن نتخلى عنها لنسمح بامتلاك سياسة جديدة دينامية رؤيوية غير جامدة, براغماتية جريئة, متعددة الأبعاد, متوازنة, لا تخاف من البعد الروحي, و حينها فقط نستطيع أن نغيّر الواقع المتردي الذي نعيشه. مقالة جميلة و أنصح بها.
بعتبر نفسي محظوظ جدا إن الكتاب ده وقع قدامي معرفش إزاي وليه وامتى! كتاب جميل جدا ومفيد للمهتمين بسؤال "ليه حركات التغيير في العالم غالبا بتفشل؟" الكاتب يحلل حركات التغيير المعاصرة -حركات الألفية على حد تعبيره- ويرصد أهم مواطن الخلل والعيوب فيها والتي تؤدي إلى فشل حركة التغيير يحلل أيضا تكتيكات التغيير السياسي -العنف واللاعنف- وأدواته، وكيف تحولت التكتيكات إلى أيدلوجية وهدف في حد ذاتها، وكيف استطاع النظام العالمي تدجين الحركات في قوالب معينة لاستخدام تكتيكات معينة والتبرء من غيرها! الغريب أن برغم اختلاف الأهداف "شكليا" واختلاف المجتمعات والأعداء، إلا أن حركات التغيير العربية في ٢٠١١ تتشابه إلى حد كبير جدا مع حركات التغيير الغربية مثل حركة Occupy Wall Street والحركات البيئية، يجمع بينهم نفس أسباب الفشل تقريبا نتيجة لنفس طريقة التفكير! كما لو أن النظام العالمي يضع حركات التغيير في مسار محدد بحيث لا يتأثر -وهو ما يحدث- بالطبع هناك انتقادات عندي للكتاب، ولكن مجمل الكتاب مفيد جدا انصح به بشدة لذوي الهمة، المهمومين بتغيير واقع مجتماعاتهم، والساعين لنظام عالمي أفضل ٨٤ صفحة فيهم الخلاصة
كتاب رائع يتناول محاولات التغيير بدءًا من مواقع التواصل الاجتماعي الى المسيرات والاحتجاجات الى العنف واللاعنف ويبين اين موقع كل أداة ومتى تستخدم وماذا يحصل إن استخدمت بطريقة خاطئة والذي غالبا ستعطي شعورا جيدا بالانجاز لكن الحقيقة انها لم تحقق شيئا على الواقع.. الاضافة الجديدة التي اعطاني اياها الكتاب إدراك أننا نعيش في حقبة المجتمع الصناعي وهذه الحقبة تفرض علينا نمط معيشة لن نستطيع تلافي الانسياق له .. طبعا هذا لا يعني ان نسير خلف التيار كالعميان خاصة ما يتعلق بباب الروحانية التي ذكرها الكاتب ولا اتفق معه في اغلب ما أورده حولها.. المجتمع الصناعي فرض علينا الكثير من الأمور كيف وماذا نأكل، طراز مدننا وأسواقنا، مناهج تعليمنا ومدارسنا، استخدامنا للتكنولوجيا، مصانعنا وشركاتنا.. وكثير من هذه الامور التي أخذناها من المجتمع الغربي أتت بشكل رزمة تحمل معها من ضمن ما تحمل أخلاقيات وطابع وثقافة تبنيناها لأنها ليست ضد ديننا لكنها جعلتنا نشبههم .. فالحال اننا وقعنا في قلب المجتمع الصناعي العالمي ومحاولاتنا لتجنب عيوبه تبقى في محيطه وليس لبه
ان كل فعل ليس له اليه واهداف ورؤية واضحة لن يحدث اى تغيير ولا يمكن ان يعول عليه وما هو الا حالة من النشوة لاشباع رغابتنا فى ان نفعل شيئا وفي بعض الاحيان الا ننتحرك لمجرد ان نملي الدنيا بالضجيج هو الاجابية فى حدد ذاتها فصوت الضجيج ذلك لا يصل سوي لمسامعنا نحن لا الي غيرنا
يجب قراءة الكتاب لادراك الامس القريب كيف كان ولادراك دور الحركات الاجتماعية الحالى وكيف انه لا يمكن التعويل على اي شئ في الفترة الحالية فلا يمكن لحركة ظهرت فجأة ان تستغل فعل جاء بطريق المصادفة لتحدث تغيير واقعي
مما اجاد فيه الكاتب هو نقد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتغيير وكيف ان تلك الوسائل لا تفعل شيئا سوي انه تحول القضية من قضية الى افراد يتم الصراع حول ارائهم التى فى معظم الاوقات غير مبنية علي علم حقيقى او ثقافة :]
لعل الجوهر غير المعروف للنشاط السياسي الالفي هو حقيقة انه يعبر عن ادمان ثقافتنا العصرية علي الحلول السريعة ،نحن نعتقد ان كل ما نحتاجة لتغيير وضع سياسي او اقتصادي او بيئي ما هو بضعة ايام من الاحتجاج،او بضعة افعال من التخريب،او بضعة هجمات قرصنة علي موقع شركة ما ، لكن الحقيقة تقول انه لايوجد حلول سريعة لمعضلاتنا الإنسانية الحالية،لا الان ولا غداً لايوجد فعل او نشاط واحد يمكنة ان يحل كل شئ بضرب بضربة واحدة،هناك فقط حلول صعبة امامنا،واحيانا لن يكون هناك حلول علي الاطلاق،لا نستطيع المرور في كل التحولات المؤلمة التي تنتظرنا خلال السنوات القادمة ونحن نؤمن بأشكال عقيمة من النشاط السياسي لا تهدف سوي لتحقيق بعض الضجة،نحن نحتاج لضجة اقل وعمل اكثر
كتاب تشاؤمى أو لعله واقعى بصدق يتحدث عن الحركات التغييرية فى مواجهة السيستم(النظام) و عن مدى نظام و تحكم السيستم و مدى عشوائية و تخبط الحركات الشبابية التغييرية
بإسقاطه على واقعى ، فهو يفسر لماذا فشلت الثورة المصرية فالمقولة التى قالها حازم صلاح أبو إسماعيل -فك الله أسره- :نحن أمة ننجح فى العزم و نفشل فى الوعى
يتناول الكتاب أهم أسباب فشل الحركات التغييرية و السياسية المعاصرة و ذلك ناتج لطبيعة العصر و طبيعة الشباب المتصدرين عصر السرعة و العشوائية و الانترنت
أعتقد أنه لو تم تأليف هذا البحث (الكتاب) بعد 3 يوليو 2013 لغير الكاتب كثيرا من تحليله، فمن المضحك أن يقرأ مصرياً في 2014 جملة مثل "نجحت الثورة المصرية 2011 في إسقاط النظام لأنها كانت محددة الأهداف ولم تتخذ الاحتجاج كوسيلة وحيدة..." .. قول والله؟ :D الأفكار التي يعرضها الكتاب في مجملها جيدة جدا، خصوصاً حديثه عن العنف واللاعنف، و��شكلة احتراف النضال كنشاط وظيفي، ومشكلة الاحتجاج الإلكتروني الافتراضي، و غيرها. رغم أن البحث يحتوي مجهودا قيما في رصد المشاكل التي تفشل أي نشاط تغييري منذ بداية الألفية، إلا أن رأيي الشخصي أن الحالة المصرية المنيلة المعقدة سببها مشاكل أكبر مما يرصدها الكتاب.
كتاب "لماذا يفشل النشاط التغييري؟" لطوني صغبيني يتناول إشكاليات وسلبيات عن أسباب فشل النشاط التغييري في الفترة الحالية وتحديدا وبصورة خاصة ما يهمنا كإشكاليات ما بعد الربيع العربي... وينتقد بصورة جدية ما يعتبر مسلمات في العمل السياسي وقد نعتبره اليوم من أسباب الفشل الذريع.. يناقس عدة إشكاليات مثل :(التكنولوجيا والانترنت ومدى علاقتها بالنشاط التغييري...إشكالية العنف واللاعنف وتبنيها كاستراتيجية لا كأيديولوجية...إشكالية غياب الرؤى والمقاربات المنهجية...كذلك تحول النشطاء من أصحاب مشاريع تغيير حقيقية إلى مجرد موظفين..وغيرها من الاشكالياات... كتاب مهم جدا ولا غنى عنه