إيمان غنام وفيفي بطلا الرواية المتناقضان في كل شيء، يجمعهما القدر تحت أنقاض عمارة في حي الزمالك، كيف كان اللقاء؟ وكيف عرّت الرواية الفروق المجتمعية والطبقية بينهما؟ والعديد من التساؤلات قد تجدون إجابتها فيها، وقد تخرجون وأنتم تتساءلون عن بعضها!
قاص وروائي مصري من مواليد الأقصر٬ مصر٬عام 1967. يعمل محررا لمجلة الثقافة الجديدة. فاز بالجائزة الأولى في مسابقة صحافية (أخبار الأدب) للقصة القصيرة٬ على مستوى الوطن العربي٬ عن قصة "عجلات عربة الكارو الأربعة". صدر له ثلاث مجموعات قصصية وروايتان: "الصنم" (1999) و"منافي الرب" (2013) وقد ترشحت منافى الرب لجائزة البوكر و ايضا صدرت له رواية "إنحراف حاد"
رواية: تحت ضغط الظروف الكاتب: أشرف الخمايسي دار النشر: دار المحرر سنة النشر: 2023
لم اقرأ سابقًا للكاتب أشرف الخمايسي، ولكنني تعرفت على طريقة سرده في بعض منشراته، وكنت متحمسة لوضع أيًا من كتبه في خطة قراءتي وأن لم أستقر على عنوان منهم حتى الآن.
منذ أشهر قريبة ظهرت أمامي رواية تحت ضغط الظروف بعد عملية الضغط التي تعرض لها بعض الأصدقاء بوصول الرواية لهم ويجب أن يعيشوا تحت الضغط لقراءتها والكتابة عنها في ساعات قليلة فقط، لم أفهم لماذا هل الأمر له علاقة باسم الرواية فقط؟ أم له علاقة بأحداثها، ووجدت الإجابة بعد قراءتها.
الرواية تحكي عن فيفي المرأة الرومانسية بالغة الجمال، في وصف دقيق استطاع الكاتب أن يعرفك من هي فيفي، ملامحها وملابسها وشكل منزلها وافكارها وقراءتها ومن هو زوجها وشكل حياتها معه وحبهم وعلاقتهم الحميمية، ومن هي كوكي صديقتها الوحيدة وجارتها في الوقت نفسه والتي تتشابه معها في كل الصفات تقريبًا ماعدا أن الأخيرة اجتماعية أكثر منها، ويمكنها خلق الحلول بشكل أسرع من فيفي، فيفي كانت تختلف في عدم قدرتها على تكوين علاقات، وخجلها الذي يتناقض في بعض الأحيان مع مدى جراءتها في الكثير من التفاصيل الأخرى وكأنها شخصين في واحد.
إيمان غنام، اسم غير تقليدي لبطل الرواية الثاني، قليلًا ما يستخدم اسم إيمان لرجل وخاصة في الروايات التي تعتمد على استخدام الاسماء المميزة التي يمكن أن تلتصق في عقلك مع الأبطال فتظل تذكرهم لفترة طويلة، ولكنني أرجئت هذا الاختيار لرغبة الكاتب في جعل إيمان مختلف في كل شيء، حتى عند وصف الكاتب لهيئته الجسدية شعرت وكأنه مزج بين الكثير من المتناقضات لجعل هذا الشخص قبيح ومنفر فقط، ولكنه من أفضل الشخصيات التي تم رسمها في صفحات قليلة وبكلمات بسيطة وحتى حواره مع فيفي أوضح الكثير عن شخصيته بشكل سريع ولكن واضح ومكثف.
فكرة أن تنقلب حياتك رأسًا على عقب بكل ما في الكلمة من وضوح ومباشرة هو أمر غريب، أن تنقلب حجرتك الهادئة الأمنة التي تجلس فيها بحريتك إلى أنقاض خلال لحظات فقط هي رمزية في ذاتها أن الحياة بأكملها يمكن أن تنقلب من الأمان للخوف، ومن السكينة للقلق، انقلبت حياة فيفي وإيمان معًا، أبعد شخص عن خيالها يمكن أن تقرر مقابلته، ولكن القدر وضعها وجهًا لوجه معه وكأنه يختبرها، أو لنقل يغير أفكارها، أن أكثر شخص رفضته هو الشخص الوحيد الذي سيمنحها الأمان وسيتقبلها كما هي بدون أي مجهود منها، أن كل أمالها التي بنيت عليها حياتها هي في الحقيقة كذبة هدمت مع هذا الجدار الذي سقط فوق رأسها.
على الرغم من أن حسام الدين زوج فيفي لم يظهر إلا سردًا فقط، إلا إنك تستطيع بكل سهولة تخيل هيئته وملامحه ويمكنك معرفة أفكاره، الحقيقة يمكنني القول أنني في نهاية الرواية استطعت بكل سهولة أن اكرهه، واحببت براءة فيفي التي ربما شعرت في بعض الأحيان إنها مصطنعة.
الرواية بالنسبة لي يمكن أن تكون قصة قصيرة فقط، حتى أن الساعات التي قضتها فيفي وإيمان تحت الأنقاض لم يتم وصف تفاصيلها بدقة، ولكن السرد الذي كان هنا بالفصحى كان له حيز كبير جدًا في الرواية، ووصف الشخصيات جسديًا ونفسيًا أيضًا كان له نصيب الأسد وعلى الرغم من هذا لم أشعر بالملل، ولكن أن طالت الرواية عن هذا ربما كان سيحدث، الحوار كان بالعامية ولكن كان بسيطًا ومفهومًا، وأن كان هناك بعض الكلمات والتفاصيل في الرواية ككل لم أفضلها بشكل شخصي.
شعرت بالخوف حينما وصف الكاتب تأثير الزلزال المدمر الذي ضرب مصر وكان له أثر تدميري على الكثير من المعالم القديمة المعروفة مثل الأهرامات، وكأنها رسالة أن حتى الثوابت التي بقيت لآلاف السنوات يمكن أن تُهدم بكل سهولة تحت ضغط الظروف.
"تحت ضغط الظروف.. حرية الفطرة في مواجهة قيود العالم" إرادة الإنسان في أغلب الأوقات خاضعة لما حوله، ربما يعيش كثيرون في تسخير أوقاتهم للغير دون معرفة أي قيمة لوجودهم في الحياة، كيف يصبح الإنسان مالكًا رغبته وقوته، وهو يفتقد حريته؟! الحكاية هنا بسيطة، بدائية، فطرية، تتناول يومًا أو ربما دهرًا في حياة "فيفي"، امرأة جميلة تعيش في بيتها بمقام ملكة على العرش، في انتظار زوجها "حسام" عند عودته من العمل. ونتعرف على جارها "إيمان" الذي تكره هيئته، ولم يحدث أي تواصل بينهما، إلى أن يحدث ما يجمعهما في ظروف قهرية. بصورة مفاجئة يحدث زلزال يجمع "فيفي" مع "إيمان" تحت الأنقاض، وتبدأ رحلة متعددة المسارات: بين مسار النجاة، ومسار البحث عن الحقيقة، ومسار المغامرة، بداية جديدة، والبدايات لها دائمًا رهبة لا نعرف إلى أين ستقودنا. وصف "فيفي" في البدايات به إسهاب، لكن مع تصاعد الأحداث أصبح للنص ملامحًا جديدة، ورؤية أعمق، لا تخلو من بساطة الحكي واللغة، وحوارات ذاتية للمتلقي مع كل موقف، فكيف من الممكن أن يجتمع الجمال مع القبح؟ هل من الفطرة أن نرى المظاهر أم نبحث بدواخلنا وتحت أنقاضنا عن نبتة تصلح لزرع جميل؟ أحيانًا يكون الجهل نعمة، وهذا ما اكتشفته "فيفي" مع وضوح حقائق غابت عنها، ليس بالضرورة غابت ولكن ربما هي من تغافلت هربًا من قيود المجتمع والمادة والعالم، فكثيرون يعيشون هربًا من حقيقة لا مغامرةً في سبيل مجهول. نهاية النص لها نفس روح بساطة الحكاية، تترك ابتسامة لها معانٍ كثيرة: ما بين السخرية من أوضاع العالم، والاستسلام الكافر بأي تغيير من أجل العودة للفطرة، والأمل النابع من فرط طيبة إنسانية ما زالت تصارع من أجل البقاء مهما طغت الظروف، ومهما هدُمت البيوت والنفوس. نص بديع، بسيط، غني، لمحة سريعة خلقت حالة من التوتّر، واللهفة، والتطلّع، في إطار زمني مجرّد يشمل الجميع، ويثير تساؤلات لها إجابات تختلف وتتناقض، لكنها تبذل كل ما لديها أجل حياة إنسان يستمتع بما يملك من فطرة وحرية وجمال.
جميعنا ننظر للأشخاص و الاشياء للوهلة الأولى نظرة ظاهرية ننبهر بالجمال المبنى وفق معايير و مقاييس محددة نستشعر العظمة في المبانى الشاهقة تنخلع أعيننا إلتصاقا بكل مايلمع و نظن في كل هذه الأشياء الاستمرارية و ربما الخلود الرواية ذات إيقاع هادئ سرد سلس بسيط لا وجود لتصاعد درامى و لا انفعالات مضطربة للشخصيات رغم الحدث القوى الذى حدد مسار أحداثها و هذا سر جمالها في رأي صنع الكاتب من هذا التناقض عمل إبداعى متميز و في تأويلي أراد أن يقول ما من شيئ باستطاعته تغيير إيقاع الحياة زلزال أو بركان أو ثورة !
نحن لاشيئ و لا مبرر لأي انفعال كل شيئ سيفنى رغم أنوفنا ! بطلي الرواية الرئسيين رمزين للجمال و القبح السطحى اجتمعا في مأزق عراة تماما وسط ظلام و ركام .. الموت قريب جدا منهم و بدلا من أن يساهم هذا الظلام فى إخفاءهم صنع حالة من الكشف و أظهر جوهر كلا منهما .. الجمال الفج أصبح لاشيئ فارغ من الجوهر و ساذج تماما و القبح الظاهري خلف عن جوهر خلاب فانقلبت الرؤى تحت ضغط الظروف..
عادة ما تعجبني اعمال الخمايسي لأنها تكون مختلفة وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل الغير مباشرة لكني لم أفهم هذة الرواية ولم تعجبني ووجدتها عبثية بلا منطق
هل هي اعمق مما تبدو..؟ مش عارف بس لقيت نقسي بتساءل ..هو ايه اللي خلاني أحط الرواية دي في ال reading list عندي أصلا؟! مين اللي رشحها و ليه و إذا ماكنش حد رشحها..طيب أنا حطيتها ليه؟!!