إن تجربة المفكر الشهيد فرج فودة بمثابة حلقة في سلسلة طويلة من المعارك القديمة المتجددة. وستظل المواجهة بين جهود التجديد و أنصار الجمود مستمرة، فالنصوص مقدسة، في ذاتها، جاءت بعض أجزائها غامضة لتفرض على الناس إمعان العقل في فهم ما بها من غموض.
إذن، هناك دائما ضرورة للتفسير والتأويل. وقد وردت كلمة تفسير في القرآن الكريم مرة واحدة بينما جاءت كلمة تأويل عشرات المرات.. و(التفسير) هو الشرح، فيقال فسر أي شرح أو أوضح وأبان. والطبيب فسر المرض أي فحص المريض وتعرف على الدواء. وفسر القرآن أي أوضح معانيه. فالتفسير هو شرح معاني الكلمات المفردة أما التأويل فيبحث عن المعاني الكامنة في النص.
وأيا كان ما يقوله المتأول -مثل الدكتور فودة- فهو رأي، ولو كان به شطط فإن رحابة صدر الدين المقدس تتقبله.
فرج فوده كاتب و مفكر مصري ولد في ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، حاصل على ماجستير العلوم الزراعية و دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، متزوج ورزق بلدين وإبنتين، توفي في 8 يونيو 1992 في القاهرة، كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر و جريدة الأحرار المصريتين
أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين، حاول فرج فودة تأسيس حزب بإسم "الحزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري ووقتها كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً "بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله، استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984 أسس لاحقا الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمصر الجديدة، وهي التي اغتيل أمامها.
تم إغتياله في القاهرة في 8 يونيو 1992 حين كان يهم بالخروج من مكتبه بشارع "أسما فهمي" بمدينة نصر إحدي ضواحي القاهرة بصحبة ابنه الأصغر وأحد أصدقاءه الساعة السادسة و 45 دقيقة، علي يد أفراد من الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان بينهما مطلق الرصاص من بندقية آلية بقتله فيما كانا يركبان دراجة نارية، فيما أصيب ابنه أحمد وصديقه إصابات طفيفة، أصيب فرج فودة بإصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ونجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة.