يضم الكتاب شهادات سبع من المعتقلات الناجيات اللواتي دخلن السجون إبان انطلاق الثورة السورية، ثم خرجن منها ليروين حكايات الظلم والألم. تم توثيق شهادات الناجيات اللواتي شاركن قصصهن في الكتاب عبر مقابلات مطولة أشرف عليها فريق قام بوضع الاسئلة وطرحها خلال المقابلات التي تم تسجيلها، ثم تفريغها، وبعد التفريغ تمت إعادة صياغة جميع القصص بأسلوب متقارب، ليخرج الكتاب بشكله الحالي. حرصنا في الكتاب على إخفاء هويات الناجيات حماية لهن ولذويهن، كما عمدنا إلى تبديل تفاصيل صغيرة للغرض نفسه، لكن الحوادث، وأماكن الاعتقال ومددها، وطرائق التعذيب، وأسماء المحققين، والمناطق التي ينتمين إليها، كلها حقيقية، ليكون الكتاب أقرب إلى شهادة حقيقية على الاعتقال في سجون نظام الأسد
كتاب ملهم ومؤلم. كتاب يحتفي بالأرواح الحرة المؤمنة بإنسانيتها وقيمة أوطانها. كتاب يمثل أنبل معاني الثقة في النفس، والاعتزاز بالكرامة، والرغبة في أن يعيش الإنسان كما خلقه ربه حرا.
كما يوثق الكتاب فظاعات نظام الفأر الهارب بشار، فإنه يوثق كذلك حالات الصمود والجسارة والتحدي لنساء وعائلات من خلفيات اجتماعية وثقافية متعددة. نساء حلمن بوطن حر وبحياة قوامها العزة والكرامة فضحّين، وساندن من ضحوا، بالعزيز والغالي لتحقيق هذه الغاية العظمى.
كتاب كاشف لكثير من فظاعات نظام حافظ الملعون وأولاده الأخسّاء وحقاراتهم هم وأذيالهم، ويبرز كذلك الروح التي بها تداعت أركانه وتقوضت دعائمه.
هذا كتاب من الحرائر في سوريا لنظيراتهن في كل بقاع العالم المقموعة والمضهدة والمُستبد بها
رسالة تحمل معنى واحدا ثابتا لا يتغير مهما توالت الخطوب، واسوّد الأفق:
أدركت أن التعذيب ليس وسيلة يستخدمها هؤلاء للوصول إلى غاية، وإنما هو غاية بذاته، مرحلة أولى يتم فيها تحطيم افتراضاتك عن نفسك؛ إنسان.. لديك كرامة.. لديك موقف من الأشياء والقضايا قبولاً ورفضاً، كل شيء.. كل شيء يتغير بعد أن تجد نفسك تعامل كجماد بلا روح، فحتى الحيوانات لا تعامل بتلك الطريقة، ويستخدم معها الأذى تنبيهاً وتخويفاً
أما هناك فأنت تضرب كأنك لا تحس، أو حتى تتوقف عن الإحساس، وينجح ذلك جزئياً عندما تجد أنك لم تعد تقرف من التكور على أرضية بيت خلاء جعلت منفردة لك، ولم تعد تستفزك كثيراً أصوات الفئران التي تتحرك تحتك وحولك، وتتأكد أنه نجح كلياً عندما يغادرك سؤال المصير
وتفقد الاهتمام بأي شيء وكل شيء، وتترك لغريزة البقاء خارج عقلك الواعي إدارة وجودك هناك، والتي تدفعك عندما تصل المنفردة للنوم ونيل قسط من الراحة استعادة لبعض القوة التي ستستنزف جلها في غرفة التحقيق، ثم تعود لتعوض جزءاً منها تالياً، وهكذا حتى يصبح ما تستعيده من قوة غير مكافئ لما يذهب تحت التعذيب فتهلك
يخيل إلي أحيانا إننا كذلك الطفل الذي ولد في المعتقل في قصة ميشيل كيلو ، تربي وعاش داخل المعتقل حتي بات هو عالمه كله ، وعرف ضمنه طيف مشاعره الفرح والحزن محصور بين تلك الجدران حتى يصبح أمر يبعث على الاكتئاب والانهيار لدى إنسان خارج المعتقل هو الحياة الرتيبة التي يقبلها ذلك الطفل
ويصبح الفرح هو شعاع شمس يهرب من الجدران السميكة إلى داخل الزنزانة، أو توقف أصوات صراخ المعتقلين تحت التعذيب ساعة عندما تتبدل ورديات الجلادين، أما الحزن والكدر لدى ذاك الطفل، فأمر لا يمكن من أمثالنا تصوره
خمسة نجوم لأدب السجون قرأت كثير في أدب السجون بداية من القوقعة ، يسمعون حسيسها، بيت خالتي ، يا صاحبي السجن، طريق جهنم بالإضافة لهذا الكتاب . كل قصة بقرأها بحس بغصة الألم الي برويها صاحبها وبحقيقة مشاعره والألم اللي بحس فيه وهو ينقل بعض ما حدث له في المعتقل ، ولاني من شعب عايش حياة الانتقالات والتعذيب[فلسطين] ، جد بحس بشعور القهر والظلم والألم اللي عايشوها الشعب الثانية من أنظمتهم خاصة الشعب السوري .
هذا كتاب مؤلم بشكل لم أكن أتوقعه. أنت تقرأ في أدب السجون وأنت تعلم يقينا أن الراوي قد أفلت في النهاية من أحد فروع جهنم علي الأرض ليحك لنا طرفا مما عايشه هناك وأن كل هذا قد انتهي حتما بالنسبة له ولكنك لازال تتألم له ، أنت تقرأ لتأخذ العظة والعبرة مثلا ، أو ربما لتتعلم كيف تنجو في مثل تلك المواقف ان كتب الله عليك - لاقدّر الله - أن تكون في موقفهم يوما ما ، أو ربما تقرأ لكونك تستلذ بتعذيب عقلك بتعريضه لواحدة من أقسي التجارب البشرية علي الاطلاق وهي سجون طغاة العرب ، أيا يكن دافعك يظل هناك مقدار لا يستهان به من الأذي النفسي في مثل تلك الكتب أثناء وبعد القراءة.
المشكلة الأعظم هنا أن رواة الكتاب هن مجموعة متنوعة ومختلفة من النساء.
في عموم نهايات أدب السجون يخرج الرجل بطلا ، في مصر مثلا كانت الحركات الإسلامية الأوسع انتشارا والأكثر تأثيرا حتي ال٢٠١٣م تعتبر الأسير أو المعتقل بطلا في عيونهم ، بل ويصير اعتقاله سطرا ثابتا في سيرته الذاتية ومصدر فخر بعد ذلك حين يمر الزمن أو تتغير الأمور ، ربما أغفلوا عامدين كثيرا مما كان يحدث لهم بداخل مقرات الأجهزة حفظا للكرامة واخفاء للاهانات الضخمة التي تعرضوا لها ، وكي لايفتوا في عضد الباقيين ، ولكن انت تتحدث هنا عن نساء ولو لم يحدث لهن شئ إلا مجرد الاحتجاز والخروج بعد عدة أيام دون أن يمسهن أي شئ فقد أصبحن موصومات بعار الاغتصاب وانتهاك العرض وللأبد في بلاد لا تنسي ولا تصفح في مثل تلك الأمور.
كل هذا الوصم والاذلال للناجيات علي افتراض أنه لم يحدث لهن أي شئ فما بالك عندما يحدث كل شئ كما حكين هنا ؟؟؟ ما بالك عندنا يعتدي حثالة بني البشر علي امرأة ضعيفة مكبلة في سجونهم وبعد أيام من العزل والضرب والتعذيب المتواصل حتي أن احداهن حكت انها ببساطة لم تقاوم الاغتصاب ، فماذا سيحدث لها في النهاية وسيكون اسوأ مما حدث بالفعل منذ دخلت الي مقر الاحتجاز.
هذه شهادة للتاريخ علي نذر يسير مما فعله زبانية بشار في سوريا وأهلها وليس مجرد كتاب أدب سجون عادي ، ربما ركزت اغلب الروايات أن الانتهاك عموما والاغتصاب خصوصا كان بدافع طائفي ولكن ليس هذا هو ما يجب أن يشغل من يعلق علي الكتاب فقد انتهكوا بسبب الطائفية بلدا بأكمله لا مجرد مجموعة من النساء المعتقلات. أظن أن ما يجب أن يشغلنا مستقبلا هو ألا يحدث هذا مرة أخري اسأل الله أن يرينا مصارع هؤلاء قبل أن نموت وأن يشف صدورنا منهم في حياتنا وألا يجعلنا ننسي أو نسامح مادمنا أحياء
الكتاب جيد ولكنني لا أنصح به كفانا ألما ويكفينا ما علمنا من قبل أنه يحدث في سجونهم.
الكتاب تحوّل من إعترافات معتقلات ناجيات إلى تكرار حرفي بكل إعتراف إن العلويين لهم امتيازات بسوريا وبس هم مرتاحين وإن المحققين دائمًا اما شيعة او علويين -حتى لو هالمعلومة ما الها فائدة بالإعتراف لازم الكاتب يذكرها- وإن المعتقلات اكتشفوا هالشي من لهجتهم ... الكاتب حوّل الوضع من صراع بين ثوار يريدون الحرية ونظام دكتاتوري مستبد إلى صراع بين السنة والشيعة وكأن تعذيب المعتقلين سببه طائفي فقط
هنا تجسد شيطان سوريا في جلّاد نساء سوريا وحدهن .. حيث فنون الانتهاك الآدمي في أحط مستويات فحشه مراجعة الكتاب على مدونتي (( هما الغيث )) https://www.hma-algaith.com/%d9%86%d8...
ناجيات ورد فراتي جسور للترجمة والنشر حكاية سبع ناجيات من سجون النظام في ثورة 2011، تلك الثورة التي انطلقت شرارتها في درعا وكان الناس يأملون ان تنتهي كما انتهت في تونس ومصر إلا ان هذا النظام ليس كالانظمة الأخرى. كل حكاية من حكايات الناجيات تحمل في طياتها الألم والوجع والعذاب والحسرة والذل والامتهان، تحمل شرفاً ممزقاً من أروقة سجون النظام، وأحداث حُفرت في ذاكرة كل واحدة منهن. نظام حاول ومنذ نشأته وعلى مدار سنوات أن يرسخ في ذهن شعبه من خلال الإعلام والتعليم أن يكون كل شيء في حياة شعبه يتحدث عن الحاكم والنظام، وأن النظام هو المخلّص للشعب وحال سقوط النظام لا يمكن للشعب أن يعيش. لم يتعامل مع ثورة أبنائه كما كان في مصر وتونس -وهذا ما تأمله الشعب في سوريا- إنما كان نظام لا يتوانى عن استخدام جميع أصناف الموت والعذاب في قمع مظاهرات شعبه واقتلاع الثورة من جذورها. فاستخدم القصف الكيماوي والاعتقالات والحصار ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية للمناطق التي بها ثورات مناهضة له. في قصص الناجيات تختلف الأسباب للاعتقال ولكن أوجه التعذيب والالم والامتهان واحدة، قد تعتقل لأنك لم تعجب شخصاً ممن يكتبون التقارير، قد تُعتقل لتأخذ مكان شخص آخر وتأخذ قضيته عنه وتعذب وترحل من سجن لآخر وأنت لست الشخص المطلوب، قد تعتقل لتفتدي شخصاً وتحل مكانه في جرمه وعقوبته، تُوقع على اعترافات ليست لك لتنهي رحلتك مع الألم والمعاناة. كل ذلك الألم لأنك قد تكون شاركت بالثورة وقد لا تكون شاركت بالثورة. صنوف الألم والمعاناة في قصص الناجيات لا يصدقها عقل بشر فكيف بمن يقرأ ويتخيل صنوف العذابات التي تعرضن لها المعتقلات والمعتقلين في سجون النظام، من أطعمة ملوثة ببول القادة من اغتصاب وقلع للأظافر من إطفاء أعقاب السجائر في أجسادهن ومن صعقات الكهرباء في الختام هناك الم محفور في عقولهن وعلى أجسادهن لا تمحيه ايام السنين القادمة من ذاكرتهن باعترافهن أنهن بحاجة إلى إعادة تأهيل للاندماج مع المجتمعات بالاضافة إلى مراجعتهن لأطباء نفسيين حتى يتخطين آلامهن وعذاباتهن