مونوبولي

by نذير الزعبي

منذ ذلك اليوم وصاعداً، ولسببٍ سيظل مجهولاً بالنسبة إليه، لن تتوانى الأم عن صفعه كلما أغضبها، وكذلك سيفعل زملاؤه في المدرسة ثم في العمل، ومن يلتقيهم من غرباء في الأسواق والمقاهي والطرقات. وكأن البصقة تلك قد جرّت عليه اللعنات، كما يجلب النفخ على الشموع الحظَّ السعيد.

ستتوالى الصفعات على خديه إذن، وسيظل يستقبلها برحابة صدر، دون أدنى شعور بالإهانة أو الغضب أو حتى الإشفاق على نفسه، بل إنه سيسعد كثيراً حين يكتشف أن اطراد هذا الأمر قد أكسبه موهبةً فريدة، وهي التنبؤ بوشوك تلقي صفعةٍ جديدة. غير أن الأمر بطبيعة الحال لن يتوقف عند حد الصفع، فكثير من الناس الذين سيقابلهم في حياته ستكون لديهم شهوة الضـرب متأججة حد الشبق، الأمر الذي سيجعل السيد سعيد عرضةً على الدوام إلى شتى أنواع الضـرب المبرح من لكمٍ على الوجه وركل البطن والمؤخرة وكل أعضاء جسده. وهنا فقط، سوف يبكي بحرقةٍ، لكن بكاء التألم وحسب.

190 pages, Paperback

First published September 1, 2023

Reviews

[محمد خالد شريف · Rating 3 out of 5]

"كان يستشعر ثقلاً في العلاقات الإنسانية على اختلافها يحتم عليه تجنبها، دون أن يفهم سر ذلك الشعور، إذ لم يكن مبنياً على تجارب سابقة وهو الذي لم يكن لديه صديق أو حبيبة ذات يوم."

السيد سعيد لم ينل من اسمه معناه، هو فقط اسمه لأنه لا يُمكن أن يظل بلا اسم، فالسيد سعيد، وحيد، يتلقى الصفعات على التوالي من العائلة وفي العمل وفي الشارع والحدائق، كأن وجهه يحمل موافقة على صفعه، عاش طفولة مُشوهة، بين أم تكرهه ولا تشعر نحوه بشيء، وأب كان وجوده كعدمه، حتى لو فر منه لن يبحث عنه!

السيد سعيد يُحب المونوبولي، الشيء الوحيد الذي يأخذه بجدية في حياته، بالإضافة لعمله بالطبع، فالمرء مهما كان مُحملاً بندوب وصفعات لا بد أن يذهب إلى العمل لتلقي حفنة قليلة من المال والكثير من الصفعات، يحب السيد سعيد المونوبولي لأنه الشيء الوحيد الذي يكون له اليد العليا فيها، يشتري ويبيع، ويكون سيد قراره، أما حياته خارج لعبة المونوبولي، فكأن شخصاً آخر يتحكم بها، كأن هناك يد عليا تعبث به بلا هوادة، وكأنه لا شيء.

"إن الأمان الذي وفره وجودها بجانبه، جعله يسائل نفسه في ذهول: هل كان وجود امرأة في حياتي كفيلاً بأن يجنبني كل هذه الآلام؟"

وفي يوم عيد ميلاده، ارتدى بدلته الشتوية فاقعة اللون، وذلك من طقوس احتفاله بهذه المناسبة التي آتت به إلى هذا العالم، ليُعاني، وقبل تلقيه الصفعات اليومية المُعتادة، قابل السيدة ميم، وكان ذلك التدخل قلب حياته رأساً على عقب، فبالطبع عندما تكون معتاداً على حياة مليئة بالصفعات، وفجأة تجد بجوارك امرأة تنظر إليك بحنو وبلطف، هذا كفيل بجعل حياته مقبولة نوعاً ما، أليس كذلك؟

"في توكئه عليها هذه المرة بينما يهبطان الدرج، استطاع أن يشعر بما كان يفتقده طوال تلك السنين، وهو وجود كتف تسنده. وبدا له هذا الأمر أغلى ما يُمكن للمرء أن يحظى به خلال حياته."

ولكن، السيد سعيد، ليس كأي سعيد في هذا العالم، حياته مليئة بالمآسي، ووحدته التي نهشته وجعلته يخلط الواقع بالخيال، هو يرى في العلاقات الإنسانية ثقلاً لا يرغب به، بالإضافة إلى أن الحياة عبثت بيدها العليا مرة أخرى، ورغم أنني لم أحب النهاية تماماً، ولكني أستطيع تفهمها، بل وربما تكون عزاءاً للسيد سعيد، في وحدته.

القراءة الأولى للكاتب السوري "نذير الزعبي" ووجدت فيها أكثر مما توقعت، فكانت الرواية قادرة على إدهاشي بعد كل فصل، وكان السرد بمثابة لعبة "مونوبولي" والقارئ فقط عليه أن يتماشى مع سلاسة اللعبة.

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 3 out of 5]

العمل بشكل عام جيد وثيمته قوية. يتناول حياة السيد سعيد الذي ليس له من اسمه نصيب، والذي كان يعيش في رتابة مملة. تعرض سعيد في طفولته لعنف والدته التي اعتادت ضربه وتعنيفه، الأمر الذي خلق منه شخصية غير متزنة نفسياً وتميل للعزلة، كما وكان (ملطشة) لكل من هب ودب يفرغ غضبه فيه، فكان خانعاً بشكل مستفز.

علي القول أنني كنت متخوفة عند البدء بقراءة هذا العمل، كنت قد قرأت لنذير مجموعته القصصية ٣٢ فهرنهايت. دخلت بتوقعات عالية لكنها خذلتني. لذلك، كان لدي ذات التخوف. لكن مع استمرار القراءة تغيرت نظرتي ووجدت أن نذير أقوى في الرواية منه في القصة القصيرة.

لا أريد بمراجعتي أن أحرق أحداث الرواية لمن يود قراءتها، لكن علي القول أن الخاتمة الأولى التي وضعها الكاتب أقنعتني أكثر، نظراً للحالة النفسية والطريقة التي بنى فيها نذير شخصية سعيد والتي تجعل هكذا خاتمة منطقية جدا. لم يعجبني التحول الذي أحدثه في نهاية العمل.

أيضاً، هناك بعض التفاصيل التي لم تقنعني. ليس من المنطقي أن تطلب امرأة من رجل عابر لا تعرفه أن تبيت في منزله فقط لتوفير بعض المال. من ناحية أخرى، مبادرة سعيد لتقبيلها على الجسر، وهو الذي لم يرفع عينيه في وجهها، لم يتناسب مع الحالة النفسية التي وصفها لنا الكاتب. فكان هناك بعض الاستسهال في بعض التفاصيل ليقود الكاتب العمل حيث أراد.

لكنه عمل مختلف، استمتعت بقراءته وحتما سأقرأ أعمالاً أخرى لنذير مستقبلاً.

[Rahma Elabasy · Rating 5 out of 5]

روايه احداثها تشد و من اول كام صفحه و انا قعدت افكر فيها و معرفتش اسيبها و النهايه كانت حزينه و ناس كتير اتضايقت منها بس انا شايفه انها واقعيه و منطقيه و روايه مليانه مشاعر و الوصف تحفه❤️

[Dania Alrefai · Rating 5 out of 5]

أما السيد سعيد فهو ماكينة بلا ثمن..فلا تنطوي على إيذائه أية مخاطر تُذكر .

قرأت عبيل سابقًا وانتهيت الآن من مونوبولي..كتاب رائع جدًا ذو حبكة مختلفة غير متكررة بالإضافة لسلاسة وصف الأفكار والمشاعر وترابطها،،،إحدى الكتب القادرة على عزل وجذب اهتمام القارئ لتفاجئه دومًا بأحداث غير متوقعة،،حيث لكل فكرة وحدث تأثير مختلف تمامًا..

[Noura94 · Rating 3 out of 5]

كل حدث يشدك أكثر للقراءة ونهاية صادمة ..

[حنان سليمان · Rating 4 out of 5]

نص نفسي بديع مربك عن طفولة قاسية. (سعيد) تصفعه أمه في عيد ميلاده التاسع ليعيش حياته من بعدها مطاردًا بالضرب من قبل أصدقاء أو زملاء أو أغراب حتى أينما حل. يوم واحد يقابل فيه (السيدة ميم) يقلب حياته: ❞ هل كان وجود امرأةٍ في حياتي كفيلًا بأن يجنبني كل هذه الآلام؟ ❝
من سطورها الأولى ذكرتني "مونوبولي" برائعة نيكولاي غوغول "المعطف" فالبطل مهزوم في الروايتين. (سعيد) أيضًا يحتفل بعيد ميلاده بارتداء بدلة في ذلك اليوم الوحيد في السنة. هذا العام اضطر إلى شراء بدلة بنية ورابطة عنق صفراء بعد أن مزّق اثنان بدلته في العام الماضي. في "المعطف"، يكون معطف الشتاء الجديد الثمين وبالًا على البطل الذي يفقد حياته ثمنًا له.
اللغة الأدبية عالية، والشخصيات رُسمت بعناية، والحبكة محيرة تعيدك إلى نقطة البداية على وقع لعبة مونوبولي ورمي النرد.
الكاتب سوري هو نذير الزعبي، والناشر كويتي: منشورات تكوين.
ربما لم أقتنع بالنهاية أو أفهمها تمامًا، لكن الرواية تستحق كل احتفاء، وهي في القائمة الطويلة لجائزة القلم الذهبي.

[fayrouz Yousif · Rating 5 out of 5]

#مونوبولي
الكاتب/ نذير الزغبي
عدد الصفحات/١٨٧
دار النشر / منشورات تكوين
…………………….
🍃 بطل روايتنا هو "مستر بن " 😅 اأقصد السيد ^سعيد ^ و نقدر نوصفه بأتعس سعيد في المجره …

🍃نشأ سعيد في أسرة جافة عاطفيًا ، إبنًا لأم لم تستطع أن تشعر بأي عاطفةٍ تجاهه ، وكانت تعتقد في قرارة نفسها ، حين ترى المشاعر الجياشة ممن حولها من الأمهات تجاه أولادهن ، إنها ليست سوى محض كذبه و إدعاء و تمثيل يقمن به للتجمل في عيون الناس و رضاء أزواجهن؛ و كان إبنًا لأب اعتبره مات منذ زمن طويل عندما كان صامتًا لا يرد على إهانه إبنه أو يسانده أو يصد عنه تلك الصفعات المتواليه من أمه….
✨أصبح يتوقع الصفعات و نمت لدية قدرة غريبة للتنبؤ بالعنف ..
🍃 بطل الرواية عبارة عن شخصية مركبة في هدوءه و إنعزاله عمن حوله ، و الشخصية الأخرى تظهر في صورة المنتقم الدي أراد الإنتقام ممن آذوه ..
🫧 ^سعيد^ ليس بشخصية نادرة فهو شخصية مهمشه الجميع يتوقع منه الفشل ، شخصية كونتها الأسرة و زاد من نموها المجتمع ، و يمكن أن يكون موجود بمحيط تعاملنا.. 🤕

🫧 رواية تأملية نفسيةعميقة حول الألم الذي بدأ في مرحلة الطفولة و نتائج العنف الأسري على الأطفال ..
..حقاً روايه مميزة تستحق القراءة👌🏻
✨🫧رواية وصلت للقائمة الطويلة لجائزة القلم الذهبي ٢٠٢٤
……

#novel

[Noor Elqalb · Rating 2 out of 5]

فكرة مختلفة

[Moayad · Rating 5 out of 5]

بعض النهايات تكون صادمة لأننا نتوقع أن تكون النهاية جيدة أو سيئة، أما الصدمة فتأتي عندما تكون نهاية الرواية واقعية أكثر من اللازم

[المغيرة الهويدي]

مونوبولي:
إنّها حكاية الإنسان الذي تعرّض للإهانة والتعنيف لدرجة أنّ الحياةَ كلّها أصبحت عالمًا موازيًا يدخله ويخرجه دون أن يؤثّر أو يتأثّر به، فكلّ شيء خارج عالمها الدّاخلي (الشخصية) لا يعدو أن يكونَ نافذةً تطلّ منها على ما يؤكّد معرفتها بالعالم الخارجي وبالتالي رؤيتها له، وهذا العالم الخارجي قائم على الخداع والكذب وفرض الهيمنة وسحق الضعيف، عالمٌ تصبح فيه المفاهيم الإنسانية الكبرى مجرّد شعارات سرعان ما تثبت زيفها عندما يتعلّق الأمر بامتيازات القوي وشروطه.
ويخطر ببالي سؤال هنا:
- هل كانت الشخصية الرئيسة (سعيد) تتلقّى الإهانات أم تطلبها؟
والحقيقة أنني رأيت شخصيّة مهزومة تتلذذ بتحويل العالم إلى مكانٍ قبيحٍ يعزز فكرة انفصالها عنه، وهذا أمر نجح الكاتب في تقديمه عندما أدخل شخصيّة "المرأة" من الخارج وأقحمها عنوة إلى الداخل لتكشفَ مدى هشاشة ذلك العالم الذي صنعته الشخصيّة لنفسها.
إنّ القتل، والسّرقة وغيرهما من أفعالٍ مدانةٍ أخلاقيًّا تجدُ لها تبريرًا داخل عالم الشخصيّة الداخلي" الطفولي"، فالغاية أسمى من الوسيلة، وهي ليست أكثر من فعلٍ تقْحمنا به شخصيّة سعيد لنحاكمه بدورنا أخلاقيًا؛ فنقع في معضلة تبرير الفعلِ أو استنكاره، وهذا ما يقودنا إلى معضلةٍ أكبر وهي:
- هل من الصواب أن أكون (سعيدًا) آخرَ أم شخصًا من العالم الخارجي؟
يواصل نذير الزعبي السير في تقديم شخصيّات غرائبية في مجمل رواياته، وبشكلٍ أوضح في كلّ من "عبيل" ومونوبولي" الأخيرة، وذلك عبر توفير ثنائية الدّاخلي والخارجي، والأنا والآخر، وما يمكن أن يحدثَه الآخر من أثرٍ في ذواتنا، أيْ ما يمكن أن يحدثه النبذ من فارق في حياة إنسانٍ بالدرجة ذاتها التي يستطيع الحبّ فيها جعل العالم ممكنًا ومقبولًا..

[باسمة العنزي · Rating 3 out of 5]

بطل وحيد اسمه سعيد وهو تعيس، مصاب بعقدة الاضطهاد أو البارانويا، تتداخل الأحداث- بتتابع غير مترابط -في يوم ميلاده الخامس والأربعين، تبدأ وتنتهي الحكاية خلال يوم ميلاده. الرواية اتكأت على بطل مهزوم ومعزول وبضع شخصيات هامشية ابرزهم السيدة ميم التي لم يكن لظهورها واقتحامها عزلته أي تبرير منطقي! توظيف لعبة مونوبولي في العمل لم أجده موفقا رغم ربط عناوين الفصول بقواعد اللعبة المبنية على جوانب اقتصادية، وثيمة الحكاية المرض النفسي والوحدة والاضطراب! لغة جميلة وسرد مشوق هذا ما انقذ الرواية من الموضوع الباهت. كقارئة تداعت إلي صورة بطل زوكسيند في رواية "الحمامة" حيث تتقاطع حياة السيد سعيد معه، كلاهما موظف بسيط، عانى فقد الأم، وعاش وحيدا في غرفة صغيرة، ولا يثق بالناس. يصلح العمل لتحويله لنص مسرحي مونودرامي

[ناديا · Rating 4 out of 5]

هذا نص تجريبي :) في ظني على الأقل

سردية مختلفة، ممتعة تبقيك مشدودًا من اول سطر تريد معرفة من هو سعيد ، وماقصة المونوبولي ؟ هل الحكاية حقيقية أم محض خيال؟ وتلك الفتاة؟!

والأهم طبعًا التساؤلات الوجودية المتخفية بين السطور! الاستاذ نذير فنان، وهذه الكتابة اظهرت برأيي مكنونه الأنساني، فالمونوبولي صورة الحياة ، صعودها وهبوطها، الربح والخسارة ، وقد تم ادخالها بذكاء ادهشني صراحة رغم عدم ميلي كثيرًا لهذا النوع من الكتابة .

قلمٌ بهي يؤكد جدوى مبادرتي #كُتابنا_أولى_بقراءاتنا

▪️غريب هو أمر الحياة، فعلى الرغم من كوننا أبناء لها، فإنها لا تتوانى عن التلاعب بنا طوال الوقت، وكأننا لسنا سوى دمى معلقة بأصابع يديها، معلقون من أعناقنا فلا ندري متى تكف عن عبثها بأحدنا ومتى تشد الحبل على عنقه!