غلاف هاديء الألوان عبارة عن ورقة مقطوعة من سكيتش للرسم وعليها صورة لمسجد يشبه كثيرًا جامع محمد علي وقت الغروب وأمامه يتجلى راقص التنورة برقصته..
وفي الخلف كلمات مفاتيح تجذب القاريء ليسرع في بدء الحكاية..
الإهداء رقيق لرفيق الروح.. يليه أبيات عن قيمة الحب لإيليا أبو ماضي.. وتبدأ حكايتنا بكلمات تفتتح الكاتبة بها عملها عن لقاء الأرواح..
مراد الراوي رجل وسيم في منتصف العمر، ويقع ترتيبة بين إخوته في المنتصف ولذلك فالمنتصف منطقته الآمنة في كل أموره كما تقول الكاتبة..
فقد مراد أمه سنده وبعدها بقليل فقد زوجته وهي حامل في شهرها الخامس في ابن له بعد ثلاث بنات، فتزوج بابن عمته فاتن التي أحبته منذ الصغر، تزوجها كي تربي له بناته.. ومضى نهر الحياة ليصبح جدٍ وينتصف عقده الخمسيني وهو يعيش الحياة كترس في ماكينة لا يخفف عن وطأة حياته سوى رسم مشاعره على الورق وكأنه في انتظار أمر ما..
ثم جاءت إليه ناي، المرأة التي التقاها صدفة في إحدى مطارات روسيا منذ عام وها هي تلتقيه ثانية في النادي وتطلب منه مساعدة ابنة عاملة من عاملات النظافة في النادي، ماذا سيفعل مراد أمام المشاعر التي اشعلتها بقلبه ناي؟! وهل ستبادله هذه المشاعر؟! وماذا عن زوجته فاتن؟! وبيته وأسرته وعمله وسمعة تبرق كما الذهب؟
ناي كاتبة ومترجمة، تحب الأعمال الخيرية ومساعدة كل محتاج، ذات روح شفافة تهيم في الأثير وتدرك الكثير، مرت بتجارب عاطفية جعلتها توصد باب قلبها، فهل تعيد فتحه لمراد؟ وهل وهل؟!
إجابات كل هذه الإسئلة سطرتها لنا الكاتبة باحتراف رومانسي مشوق، يجعل القارىء ينتهي من العمل في زمن قياسي وهو يبحث عن هذه الإجابات..
لغة الكاتبة بسيطة شاعرية حالمة، تحمل الحب للبشرية أجمعها..
شكرًا ريم أبو عيد على هذه النوڤيلا اللطيفة التي جاءت وسط قراءات ثقيلة مثل استراحة محارب..