سفر العباءة

أسفار مدينة الطين #1

by سعود السنعوسي, Saud Alsanousi, مشاعل الفيصل (Illustrator)

«سِفر العباءة» هو أول أجزاء ثلاثية «أسفار مدينة الطين»، العمل الروائي السادس للروائي سعود السنعوسي.

كلمة الغلاف الخلفي:

لو أن غريبًا أطلَّ من سطوح البيوت الطينية بعد شروق شمس اليوم؛ لخُيِّلَ إليه أن سربًا من غربان الدُّوري قد حَطَّ على رمال السَّاحل الرَّطبة. أعناقٌ مشرئبةٌ نحو الأفق الأزرق، وعيونٌ تتحرَّى مُقبلًا يجيء من بعيد. غير أن الدِّيرة لا تعرفُ من الغِربان إلا فُرادى بغير أسراب، تتسلَّلُ إلى سفن التِّجارة الرَّاسيةِ في موانئ الهند، وتندسُّ بين زكائب التَّوابل والحبوب والشَّاي، وتسافر مع السُّفُن في أوبتها إلى الدِّيرة، فتَلفي نفسها مُتسلِّلَةً غريبةً في بلادٍ غريبة. وتمكثُ على السَّاحل الشَّرقي شهورًا تتحرَّى إبحارَ السُّفُن الشِّراعية ثانية إلى الهند.

لا غِربان في الدِّيرة. لا غِربان إلا قليل.

Genres: Novels, Fantasy, Fiction

470 pages, Paperback

First published January 1, 2023

About the author

كاتب وروائي كويتي

صدر له:

- «سجين المرايا»، رواية 2010
- «ساق البامبو»، رواية 2012
- «فئران أمي حِصَّة»، رواية 2015
- «حمام الدَّار: أحجية ابن أزرق»، رواية 2017
- «ناقةُ صالحة»، رواية قصيرة 2019
- «أسفار مدينة الطين»، ثلاثية روائية:
الجزء الأول: «سِفرُ العباءة»، 2023
الجزء الثاني: «سِفرُ التَبَّة»، 2023
الجزء الثالث: «سِفرُ العَنْفوز»، 2024.


حائز جائزة الروائية ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة عن رواية سجين المرايا (2010).

حائز المركز الأول في مسابقة قصص على الهواء التي تنظمها مجلة العربي مع إذاعة بي بي سي العربية، عن قصة البونساي والرجل العجوز (2011).

حائز جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب عن رواية ساق البامبو عام (2012).

حصدت روايته ساق البامبو الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر عام (2013).

حاز لقب شخصية العام الثقافية - جائزة محمد البنكي، في مملكة البحرين (2016).

اختير لتكريم مبدعي مجلس التعاون الخليجي في الرياض ممثلا للكويت مع الملحن إبراهيم الصولة والقاصة باسمة العنزي (2016).

تأهلت رواية "فئران أمي حصة" إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2016-2017).

تأهلت رواية "حمام الدار" إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2018-2019).

اختيرت رواية "ساق البامبو" ضمن أفضل 100 رواية عربية بتصنيف مجلة "بانيپال" البريطانية (2018).

تأهلت رواية "ناقة صالحة" إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2019-2020).

تأهلت الثلاثية الروائية «أسفار مدينة الطين» إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 19، (2024-2025).

حائز جائزة رابطة الأدباء الكويتيين عن ثلاثية «أسفار مدينة الطين» (2025).

Reviews

[Salwa Marwan · Rating 4 out of 5]

ثاني قراءة للكاتب سعود السنعوسي في عمل أفضل بكتير من روايته "ناقة صالحة" والي كانت مخيبة للآمال
القصة بتحكي عن عالم مدينة الطين، مكان مليان تراث وأساطير شعبية، بس في نفس الوقت بيحكي عن مواضيع زي الرقابة، والناس اللي بتحب تحافظ على "التاريخ النضيف" زي ما بيقولوا، واللي الكاتب بيسميهم "حراس الغبار".
القصة غنية بشخصيات من العيار التقيل وأحداث بتشدك، مع لمحات ساخرة بتخليك تضحك وتفكر في نفس الوقت.
الرواية بتبدأ بجو غامض، زي ما تكون واقف على شط بحر وبتبص على الأفق مستني حاجة كبيرة تظهر.
بطل القصة بيعيش في زمن ومكان أقرب للسجن، بس هو بيحاول يلاقي حريته عن طريق الزمن نفسه. الكاتب سعود السنعوسي بيستخدم فكرة الزمن بشكل عبقري، يعني بيخليك تحس إن الماضي والحاضر مندمجين مع بعض، وده اللي بيدي الرواية طعمها الخاص.

المزايا:
1- اللغة والأسلوب: سعود السنعوسي بيكتب بطريقة تخليك تحس إنك بتقرأ شعر، بس في نفس الوقت القصة مش معقدة، الكلام فيه سحر، يعني كل جملة بتحس إنها مدروسة وموزونة. لو بتحب اللغة العربية الفصحى اللي تكون سلسة وفيها روح، هتعشق الرواية دي.

2- السخرية والنقد: السنعوسي بيستخدم هوامش في الرواية، ودي حاجة عبقرية بصراحة. الهوامش دي زي صوت جانبي بيتريق على الرقابة ومدّعي الفضيلة، يعني بيحط إيده على حاجات زي تدخل الرقابة في الفن والأدب، بس بطريقة ذكية ومسلية. بيسمي الناس اللي عايزين يحافظوا على التاريخ "نضيف" بـ"حراس الغبار"، ودي جملة هتفضل عايشة معاك بعد ما تخلّص الرواية.

3- الجو الفانتازي التاريخي: لو بتحب القصص اللي فيها أساطير وتراث شعبي، الرواية دي هتخطفك. فيها خليط بين الحقيقة والخيال، زي ما تكون بتقرأ قصة من ألف ليلة وليلة بس بنكهة خليجية. الكاتب بيعرف يرسم صورة لمدينة الطين تخليك تحس إنك عايش فيها، من بيوت الطين للشط الرملي.

4- الشخصيات والزمن: الشخصيات في الرواية مش بس أسماء على الورق، دول ناس بتحس إن ليهم حياة حقيقية.
بتحس إنك عايز تعرف إيه اللي هيحصل لهم بعدين.
كمان، فكرة الزمن في الرواية خطيرة، زي ما قال الفيلسوف بيرغسون إن التجاعيد بتاكل المستقبل، الكاتب بيستخدم الزمن كأداة تخليك تفكر في الماضي والحاضر وإزاي بيأثروا على بعض.

عيوب الرواية:
1- الإفراط الشديد في التفاصيل.

[Nada · Rating 5 out of 5]

قرأتُ تقريباً كلّ روايات سعود السنعوسي ، لغته في آخرِ ثلاث روايات ، أصبحتْ لا تُجارى ، و لا حتى في أحلامي أفكّر بأني سأكتب يوماً بهذه الطريقة او بشيءٍ قريبٍ لها ، هو سحرُ اللغة الذي لا يتمكن من سرّه إلا قليل ..


كم مرّةٍ أعادَ الكاتبُ وراجعَ أسفار (بوحدَب) ليخرجها لنا بهذا الشكل ، أم هو يكتبُ هكذا منذ المرّةِ الاولى ؟


سنوات عدّة ننتظرُ بشوْقٍ ما سينتجه لنا السنعوسي في غيبته..

وهو الكاتبُ المُتأني جداً ، لا يكتبُ لتحبيرِ الورق و زيادة إنتاجه الأدبيّ ، هو يكتبُ لأجلِ أن يبهرنا فقط ..


أسفارُ مدينةِ الطين ، هو أسمُ العملِ الذي بين يديّ ، تتألف الأسفار من ثلاثةِ كُتب ، أنهيتُ الأوّلَ منها وهو (سِفرُ العباءة)..


يجتمعُ الحقيقيّ بالخيالي في أسفار صادق بو حَدَب ، لتأخذَ القاريءَ في عوالمٍ سحريّةٍ تفصله تماماً عن الواقع ..


لحظة..

لقد عرفتُ للتوّ أهم فوائد الكتب بل هو جواباً للسؤالٍ أو الإتّهام الأزليّ : 

_لماذا تقرأون الروايات؟ 


_لإننّا ننفصلُ بها عن الواقع  ونبتعدُ عنه ، عندما يصعبُ العيشُ فيهِ ، أحياناً..

 

[Odai Al-Saeed · Rating 4 out of 5]

الأعمال التي تتطلب توثيقآ دقيقآ لمراحل نمو دولة ما أو تأريخا مفصلا لحقبة معينة تتطلب جهدآ مضنيا وعزلة طويلة ناهيك عن أن المعادلة الصعبة التي سيواجهها الكاتب هي خلق نكهة تضفي لغة تشويقية قي يستطيع القارئ أن يهضم دسامة العمل
لغة الكاتب كانت جميلة يرتفع الرذم الروائي تارة وينخفض حسب متطلبات الحدث الروائي الذي يعتبر جديدا على فكرة الرواية النمطية لأنه يذهب بنا الى فترة نطويلة سابقة عن نشأة (الكويت) وثقافاتها المرحلية من أيام البحر والبحارة في ذهابهم وأوبتهم وتلك الخرافات التي كان الناس يؤمنون بها من خلال عرافات امتهنوا أعمالل التنبؤات كذلك كان هناك منعرج خطير لذلك التماس الذي كان يتخلخل الى المعتقدات من خلال الثقافات الأجنبية التي كان يستعان بها للتطبيب وغيرها من الأمور
الجزء الأول أسعدني وأمتنعي كثيرا

[Sara · Rating 5 out of 5]

عمل جديد و بقالب جديد بعد طول انتظار. السنعوسي لم يخيب ظني و قدم تجربة جديدة ممتعة جدا. نص ذكي ساخر لاذع متلون مباشر.
الرواية كانت اشبه بدمى ال matryoshka الروسية. قوالب سردية متداخلة بكل دقة و ذكاء و خفة. و اقدر اعتبره نص تفاعلي...
هنا نص للسنعوسي، يتكلم عن الكاتب صادق بو حدب الذي يقدم لنا رواية في متن نص السنعوسي، و في هوامش رواية بو حدب يقدم لنا السنعوسي احد رسائله الاساسية (باعتقادي الشخصي..و ودي اقول الرسالة الأساسية ...)
يبدأ هذا العمل بفصل من السرد الأساسي و يختتم بفصل من نفس السرد. النص الأساسي لكاتب تمنع له رواية و يصدر قرار بسحب النسخ من المكتبات و تحويلها لمستودعات الاتلاف. و ما بين هذين الفصلين تقع هذه الرواية الممنوعة. يقدم لنا الكاتب صادق بو حدب نص روايته الممنوعة بكل تدخلات رقيب و محرر وزارة الإعلام. و من خلال الهوامش و و علامات الطمس لبعض الاسطر في الرواية، يقدم لنا السنعوسي صوت سردي جانبي (هامشي) بالنسبة للبناء العام للنص. صوت ساخر جدا يسلط الضوء فيه على تدخل الرقابة و تعديها على النص باسلوب مسلي جدا و تفاصيل تضفي لمسة واقعية للفكرة.
هذه رواية تاريخية فانتازية، مشبعة بالتراث و الخرافات الشعبية (الحقيقية و المتخيلة) محملة بسخرية و نقد لاذع للرقابة و لمدعين الفضيلة و المطالبين بالمحافظة على "التاريخ الحقيقي" صافي خالي من الشوائب..او ما يسميهم الكاتب بو حدب "حراس الغبار".
خلال قراءتي للرواية، كنت دائما اعود لرواية الكبير اسماعيل فهد اسماعيل (الظهور الثاني لابن لعبون)، الاحساس العام و اجواء الرواية العامه تذكرني بها، مع الاختلاف الكبير بينهم، لكن العامل المشترك بالنسبة لي هو تقديم افكار و مناقشة قضايا قد تكون مكرره، لكن باسلوب و قالب جديد متقن جدا و بلغة جميله جدا، بشكل بعيد كل البعد عن السطحية و الكليشيهات المعتادة في اي عمل يتكلم عن هذه الحقبة او يطرح افكار مشابهة. بالنسبة لي هذا العمل للسنعوسي ينضم الى عمل بو فهد كأفضل ما كتب (بالنسبة لي) عن تلك الحقبة او عن الكويت قديما بصورة عامة.
بعض التفاصيل و النقاط التي اعجبتني بالعمل بدون شرح مفصل لتجنب الحرق قدر الامكان ...
-الى جانب الهوامش، اعجبني التنوع باسلوب النقد ما بين الترميز و التلميح و الطرح المباشر و الصريح لافكار ربما تستعدي هذه المباشرة بالطرح ولا تحتمل الترميز.
-تعامل الكاتب مع فكرة المراجع و المصادر و الدمج ما بين المتخيل و الحقيقي كان ذكي و مسلي. استخدام شخصية الكاتب بو حدب و ذكر بعض اعماله كمصدر في الهوامش ، اضافة سيرته الادبية في اخر الرواية. ملاحق الكتاب، متعة البحث عن بعض اسماء الشخصيات و المراجع و المصادر الحقيقية و اكتشاف حقيقة وجودها كانت تجربة مسلية جدا. اعادتني لتجربة ناقة صالحة و فصل "المراجع التاريخية" المتخيل ...
-من اكثر التفاصيل متعة كان حوارات و تفاعل احد الشخصيات الأساسية مع كاتب الاسفار بشكل ذكي. تجربة اشبه بكسر الجدار الرابع للرواية. "لا تلعب مع ام حدب يا كاتب الاسفار"
-الشخصيات!! رسم و تكوين و بناء الشخصيات كانت من نقاط قوة النص. شخصيات سعدون و خليفوه كانوا الافضل بالنسبة لي من ناحية كتابة و تركيبة الشخصيات.
-تعدد الرواة و التنقل بالفصول بين الاصوات و القوالب السردية المختلفة حافظ على خفة و سرعة السرد، والنتيجة نص قارب ال ٥٠٠ صفحة بدون لحظة ملل او رتابة.
-لم اتطرق للحبكة لان للرواية جزء ثاني تم نشره (قيد القراءة) و جزء ثالث قيد النشر...انتظر اكتمال الحكاية قبل الكلام عن الحبكة.
-لوحات الفنانة مشاعل الفيصل كانوا عنصر مهم جدا اعطى بعد جمالي لعامل الخيال بالرواية و نوعا ما اضافوا لمسة مصداقية للخرافة ...

[Ameer · Rating 5 out of 5]

الجزء الأول (سِفر العباءة) من الروايه الثلاثيه (أسفار مدينة الطين)، الروايه ملحمه كويتيه بحريه بامتياز بقالب تاريخي على غرار ملحمة (مدن الملح) الصحراويه لعبدالرحمن منيف، حيث يسرد السنعوسي رائعته بالتوغل بشفافيه صادقه صادمه عبر حقبه تاريخيه سبقت اكتشاف النفط بالكويت حيث يتوغل عبر شخوص متباينه من البشر ومكاشفة ما هم عليه من بساطه، خبث، جهل ،خرافه، خوف و رجاء.

الروايه كويتيه مشوقه متناغمه بجميع أبعادها لسردها التاريخي والاجتماعي والسياسي عبر دور الإرسالية التبشيري بالخليج، ومطامع الإخوان، كرامات المراقد، الخرافه والشعوذه، و تعزيز غير مباشر لمشاهد من أول فلم كويتي سينمائي عام ١٩٧٢ "بس يا بحر".

مميزه قدرة السنعوسي على استنطاق شخصياته التاريخيه والخيالية بعفويه وقدرته على التلاعب بمقص الرقيب كيفما شاء، فحجب المسموح وسمح بالمحظور بحبكته.

بحث مضني وجهد مميز لكاتب لا نتوقع منه إلا الجميل، الملحمه إضافة جميله للأدب الكويتي.. وتراث الكويت.

"نتخيّل بها التاريخ ولا نكتبه"

[Nadia · Rating 5 out of 5]

عمل تشم فيه رائحة البحر و الحناء و تسمع نب��ءات الصاجة .
لي عودة

[Zahraa AlMudaweb · Rating 5 out of 5]

كنتُ في الابتدائيةِ حين ولجتُ إلى عالمِ الكتبِ من باب (ساق البامبو)، وروايةٌ من ٤٠٠ صفحة لطفلةٍ في عامها الحادي أو الثاني عشر على أفضلِ تقدير تعدُّ إنجازًا، فكيف إذا كانت قراءتها الأولى؟

بدأَت أُلفتي للسنعوسي وقلمِه الذي يكبرُ مداركي بأعوامٍ وأعوام قبل ما يقاربُ عقدًا من الأعوام، ولأنَّه أول مَن قرأتُ له فبرهنَ لي أنَّ إتمامَ كتابٍ في زمنٍ تسلبُ فيه الأجهزةُ الإلكترونيةُ الأذهانَ ممكنٌ، وثقتُ به، ولم يبقَ في المكتبةِ مؤلَّفٌ عليه اسمه إلا وقرأتُه، لكنني ما جرؤتُ على كتابةِ مراجعةٍ لأيٍّ من المؤلفات الخمسة التي سبقت هذا الكتاب؛ وكأنَّ ارتوائي بلغةِ السنعوسي يفضحُ لي خواءَ بئري اللغوي فيعجزني عن الكتابة، إلا أنَّني هذه المرة أكتبُ ولو لم أملك غير قطرة حبرٍ واحدة، فمثلُ هذا الرَّي حريٌّ بأن يُكتب عنه.

أحبُّ في السنعوسي اهتمامه بالقضايا المحليةِ والتراث، وثقافتنا التي إن لم نكتب عنها ونحييها فقد لا يعود لها ذكر.
كتب عن الصحراء في ناقة صالحة، وفي هذه الأسفار يكتبُ عن البحر والغوص، وإننا كـ"خلايجة" ننتمي لهاتين البيئتين، نُعرف بأهل البوادي والصحاري كما نُعرف بأنَّنا أكثر من أحبَّ البحرَ حتى قدم إليه عيالَه قربانًا.

بدأت الرواية بحيلةٍ كرَّرها السنعوسي في روايتيه السابقتين (ساق البامبو) و(فئران أمي حصة): كتابةُ روايةٍ داخل الرواية.
ورغم أنَّني استأتُ في البدايةِ من تكرارِها، وتمنّيت لو لم يفعل، لأنَّه ككاتبٍ فذٍّ لا تشك في امتلاكِه حيلَ ومهاراتٍ أرفع ولأنَّني وددتُ لو أقرأ له بطريقةٍ غير هذه، لكنَّه أثبت مع كلِّ فصلٍ يُطوى أنَّه وظَّف الحيلة المناسبة في مكانِها المناسب، فلم تعد هنالك مساحةٌ للنقد.
-ومع ذلك أودُّ لو يبهرني بحيلٍ أخرى-

عرفتُ أنَّ في الروايةِ شخوصًا كثيرة قبل قراءتها، فبعض القرّاء كان يسجِّل الشخصيات في ورقةٍ هامشيةٍ تجنبًا لنسيانِها، لكنني ما احتجتُ ذلك، لا لأنني أملكُ ذاكرةً حديديةً -يا ريت-، بل لأنَّ الشخصيات تذكِّرُ بنفسها بين الفصول، وعلى الرغمِ من تعددها وتداخلها، إلا أنَّها مرسومةٌ بعنايةٍ فائقة، فكلُّ تفصيلةٍ تظنها هامشية ستكتشفُ في قادمِ الصفحاتِ أنَّ حدثًا واحدًا أو أكثر بُني عليها، وهذا أكثر ما أثار دهشتي أثناء القراءة.

السردُ في الروايةِ بطيء، يشرِّبُكَ الشخصيات والأماكن ويعرِّفك إياها حتى تغدو جزءًا من الصورةِ لا مطلعًا فحسب، ورغم أنَّ الوصفَ والإسهابَ يتعبني ويضيِّعُ حواسي، إلا أنَّه بلغةٍ كلغةِ السنعوسي يكون "حلو وبارد."
وحين أقول "بارد" فهو بالفعلِ بارد، إذ سرد الأحداث التي من المفترضِ أن تزلزلَ سيرورة العمل كان هادئًا، وكأنَّ الحدثَ اعتياديٌّ لا يدعو للمفاجأة، وهذا ما أوقفني لأتساءل: كيف؟! كيف للكاتبِ أن يخبرَ عن حدثٍ بهذه القوة بكلِّ هذا البرود فلا يسلب من قوتِه شيئًا!
إنَّها البراعة، وهندسةُ السنعوسي المتقنة للنص، اختياره للحجرِ المناسبِ حجمًا وشكلًا ونوعًا، ورصه ببعضِه دون أن تتخلله الفجوات، فكانت النتيجةُ بناءً محكمًا مهما فتشتَ فيه عن عيوبٍ فيصعبُ أن تجد.

على غير العادة، ندرَت الحوارات باللهجة المحليّة في هذه الرواية، وقد مال بعضها إلى اللغة البيضاء، ولا أدري أسلبيةٌ هذه أم إيجابية، لأنَّني في حواراتٍ عدة شعرتُ بأنَّ استخدام اللهجة المحلية أنسب وأجدى، فقرأتُها كما وددتُ لو كُتبت لا كما كُتبت -فصيحةً كانت أو هجينة.-

تُبنى الرواية وأحداثها على خرافاتِ (الصاجّات) التي كان الناس -والنسوة خصوصًا- يعتقدون بها قبل مئة عام، فكانت هذه نافذة تطلُّ بالقارئ على تركيبةِ الشخصيات في المجتمع آنذاك، أفكارها ومعتقداتها ونهجها، فيكون كأنَّما عاش معها ولكن بوعيٍ أكبر، وبإدراكٍ لِـ ويقينٍ بِـ"كذب المنجمون ولو صدقوا."

لم أقرأ روايةً بهذا الطول منذ فترة أظنها تجاوزُ العام على أقل تقدير، لاعتقادي بأنَّ كلَّ روايةٍ يكفيها متوسط ٣٠٠ صفحة وما زاد عن ذلك فهو إسهابٌ وحشوٌ لا معنى له، إلا أنَّ الكاتبَ الذي أقنعني بالقراءةِ قبلَ عشر سنوات، عاد ليقنعني اليومَ بأنَّ منَ الرواياتِ الطويلةِ ما هي جديرةٌ بالقراءة وإن امتدَّت لأكثر من جزء.

[Ahmed · Rating 5 out of 5]

ملحمية كما ينبغي لملاحم الفترات المؤسسة في حياة وتاريخ أي مجتمع، تليق بأن تكون رواية الكويت فعلا، وتستحق أن تكون من روايات العرب العظمى عند اكتمالها.

[Rin ⭐️ · Rating 5 out of 5]

صمت… اروح اقرا الكتاب الثاني ونرجع نكتب المراجعة…

[Rawan AbuAlia · Rating 5 out of 5]

بداية مثيرة للثلاثية

[Hussain Ali · Rating 5 out of 5]

"إذن ما هو الزمن؟ أعلم ما هو إن لم يسألني أحد، وأن أردت أن أبين للسائل، فإنني لا أعلم"
القديس أوغسطين


"فهؤلاء السجناء إذن لا يعرفون من الحقيقة في كل شيء إلا ظلال الأشياء المصنوعة" - أفلاطون


-١-

إن التاريخ من حيث هو سرد لأخبار الماضين خاضع لخيال المؤلف أو الراوي الذي ينقل عنه المؤرخ، ولا يمكن في هذا الصدد أن ينقل أي مؤرخ التاريخ الذي عشناه كأفراد، لن يستطيع أبرعهم أن يذكرني بطع الشاي مع البسكويت مع جدتي، لا توجد كلمات يمكنها نقل هذه التجربة وما بها من روعة ولا حتى الشاي نفسه أن يبعث في النفس ما بعثه الزمن في النفس، لذة الشاي ووجه جدتي بتجاعيده التي بها من تاريخ دافئ أكثر من أي كتاب تاريخ. هذه التجاعيد التي يقول عنها بيرغسون أنها تقضم وتنخر في المستقبل هذا التعاطي مع الزمن ما يجعلنا بشرا. فوحده الذي يعيش في الماضي يكون إنسانا ذا رؤية. إننا لا نعيش في المكان ومن يرى أنه يعيش في هذا السجن الضيق عليه أن يسعى لتحرير نفسه ويعيش في الزمن، فلا شيء غير الزمن وسيلانه في الحاضر ما يجعلني أتذكر طعم الشاي مع جدتي.

-٢-

لطالما ورد في بالي أن روايات سعود السنعوسي تقع جميعها في العالم ذاته وأن شخصياتها تظهر في أعمال مختلفة، لا أعلم إن كان هناك من يشاركني الرأي في السابق ولكن بعد "سفر العباءة" يبدو أن هذا العالم تتضح ملامحه أكثر فأكثر. قد كانت لي نظرية سابقة أن كاتب حمام الدار هو كتكوت من رواية فئران أمي حصة وأن كاتب حمام الدار هو عبدالعزير، سجين المرايا. كون مواز لا وجود فيه سوى كويتًا موازية، كويتٌ يمارس فيها حرية العيش في الزمان لا المكان. كويت سجين المرايا كانت رواية في الحاضر وحده، في ساق البامبو كانت في الحاضر الذي غرس فيها الماضي أنيابه، وفي فئران أمي حصة تجد المستقبل منتظرًا سجناء المكان الخروج والاستماع لأنبياء الزمان، حمام الدار متجردة متفردة تبدو لي وكأنها من روايات ما بعد الدمار مع ملامح من الماضي.
جميع أعمال سعود السنعوسي أستطيع أن أدرجها ضمن مناهج فلسفة التاريخ، فهي حتمًا ليست تأريخًا حسب المفهوم الدادرج إنما هي تأملات عميقة في تاريخ الكويت، وذلك ما يجعلها أقرب إلى الحقيقة من كل الكتب التاريخية التي تقتصر على سرد المعارك السياسية والعسكرية، وفلسفة سعود تنبع من تأمل بالنفس بالمرتبة الأولى وهو ما يجعلها متعاضدة مع الزمن لينقل لك الحقيقة كما تستطعمها في استكانة شاي مع جدتك قبل عشرين عامًا، تاريخ نابع من النفس المليئة بالآلهة والصاجات وشيوخ البحر.

-٣-

التقليد والمحاكاة في كل الفنون إلزامي في البداية ويحرم مع التقدم في الفن واكتساب المهارات الكافية. وهكذا نلاحظ المسار الفلسفي أو الروحي الذي يفسر قرب أعمال سعود السنعوسي من النفس (قربها من نفسي على الأقل ولا أظن أنها أقرب إلى أي نفس بمقدار القرب الذي أشعر به). ففي أعماله الثلاثة الأولى كانت محاكية للواقع الذي هو محاكاة للحقيقة، أستطيع القول أن فئران أمي حصة هي بداية الانطلاق نحو الحقيقة بلا محاكاة والهجوم على نورها بلا فاصل ولا ساتر.

[Zayoun · Rating 4 out of 5]

⭐️⭐️⭐️⭐️✨
القراءة الأولى للسنعوسي ويا لها من بداية أكثر من رائعة

[Mohammed Alsaleh · Rating 2 out of 5]

قرأت مائتين وثمانين صفحة ولم استطع ان ادخل في جو الرواية !
كلمات معقدة واسلوب صعب جداً تحتاج لتركيز كبير لقراءتها
ليست اول قراءة لسعود السنعوسي لكني تفاجأت باسلوبه هذا
لم استطع الاستمرار
احسست اني ساضيع وقتي ولم امسك خط
اكثر من شخصية واكثر من قصة متداخلة

[Aqeela Ali · Rating 4 out of 5]

هُنا كتب السنعوسي عن كل شي: تاريخ الأسطورة والدين والسياسة والثقافة والمجتمع والأهازيج والموسيقى والأشياء والإنسان في الكويت بشكلٍ مُتداخل ومتوازي؛ يقرؤها وينقدها في آنٍ بين شخصيةٍ وأخرى تراها كُلاً من موقعها التي رسمها الكاتب بقالبٍ متكامل، وأطل بقراءةٍ إلى دواخل الأنفس وصراعاتها. بجد هذا العمل موسوعي فحتى مواضيع النظام الأبوي ومقص الرقيب والتحليل النفسي والدين وردت هُنا بأسلوبٍ بديع بمختلف الأساليب السردية في المتنِ تارةً أو الهوامش؛ في دواخل الشخصيات أو زوايا حُرّاس الغبار.
القالب الفني كالعادة مُدهش: كاتبٌ يسلمه الكاتب نصه؛ شخصيةٌ مُتكاملة الوجود: لها إصداراتٌ مُؤرخَة في تسجيل التاريخ والفن والأدب يستحضرها السنعوسي كإشاراتٍ في هوامش النص وقد سطرها في غلاف العمل المنشور في التسعينات عن الكاتب المُتخيّل الذي أورد كتابه أيضاً شخصيات بين التاريخ والخيال ومذكراتها بما يجعلك تهيمُ بين حقيقتها وخيالها.
ترى هُنا أيضاً التداخل بين الكاتب ونصه، والنص وكاتبه؛ من يخلق الآخر ويمتلكه؟ أين البداية وأين النهاية؟ من يسمعُ الآخر؟
اللغة مسبوكة وشعرية بين المحكي والفصيح؛ تغدو قصائد سردية في بعض المواضع أو مسبار كلماتٍ إلى نفوس الشخصيات التي أحببتُ قراءةَ سعدون وخليفوه خلالها.
وأحببتُ الوصف الدقيق: لوحةٌ مُتكاملة ثلاثية الأبعاد للصورةِ وش��ورها لكأنك تراها بقلبك.
أشعر أني سأعيدُ قراءة سفر التبة؛ حيث بدأت الحبكة تتشابك وتتسارع عما كان عليه السفر الأول، وأصابني الحنق لما أنهيته ولمّا يُطبع السفر الثالث بعد، وعسى ألا يطول الانتظار.

[ميرا. · Rating 5 out of 5]

نَص عبقري، مدهش وذكي.
مع كل فصل أطوي الكتاب لحظات تقديراً لعظمة السرد والذكاء الذي كتبت به الرواية، أمنح عقلي وقتا كافيا ليمضغ على مهل جمال اللغة وتسلسل الأحداث.

[Saif · Rating 5 out of 5]

كيف يمكن أن تتخطى جمال هذه الرواية!
سرد لذيذ وشخصيات حية مرسومة بعناية تسكنك طويلا

[الزهراء الصلاحي · Rating 4 out of 5]

واخيراااااا
ها هى الرواية التي استفزت قلمي لأكتب عنها، بعد انقطاع يزيد عن أربعة أشهر عن كتابة الريڤيوهات_وهذا لم يحدث منذ بدئي في القراءة_ولا أعلم السبب، هو فقط فقدان للشغف وقررت عدم إجبار نفسي على شيء.
وها نحن ذا أمام رواية عربية بديعة لم أقرأ مثلها منذ زمن!

عامة، قلم السنعوسي مميز منذ بدايته، لكن هذه الرواية بالذات مختلفة، لا أعلم لم ذكرتني بمدن الملح؟ هل لغرابتها؟ أم للغتها؟! لا أدري.

كنت قلقة في البداية نظرا لتباعد وجهات النظر حولها، لكن ولله الحمد أني قررت قراءتها فها هي أصبحت من ضمن مفضلاتي لهذا العام.

رواية تتسم بغرابتها من أول صفحة، سواء طريقة كتابتها، أو شخصياتها، أو أحداثها!
لن أحرق عليكم أى شىء بها، فقط أعطوها فرصة واستمتعوا.

[Taghreed Jamal El Deen · Rating 3 out of 5]

هي رواية لتأريخ الواقع؟ أم لتأريخ الأسطورة؟ أم لرسم خطوط تغلغل أحدهما في الآخر؟

"كما لو أن القمر قد غادر إلى غير رجعة. "

قراءة يرافقها إيقاع جنائزي؛ طوال الوقت تشعر وكأنك تمشي في حقل مزروع بالألغام، لا تدري أي خطوة هي التي ستنفجر بك لتحيل المشهد إلى مأتم، لكنك تعرف أنه آتٍ، وبينما تتردد أصوات العويل في رأسك بخفوت في البداية، تعلوا لتصبح أوضح فأوضح كلما تقدمت.

لا أقول بوجود تشابه، لكن عبد الرحمن منيف كان يلوح في ذهني كثيراً أثناء القراءة؛ ربما لأنني أعيش شعوراً مشابهاً أثناء قراءته، وكأن أحداً يصرخ داخل رأسي.

ملحوظة أخيرة: دوماً أشعر أن شخوص روايات سعود هي ذاتها لكنها تنتقل من زمن إلى آخر، ومن حكاية إلى أخرى؛ ربما لأنه يضع الكثير من نفسه فيها، ربما يكون هو الشخصيات جميعها، لا أدري؛ وربما لذلك أيضاً يحب استخدام أسلوب "الرواية داخل الرواية" كثيراً، ليوجه أنظارنا نحو كونه الكاتب، بينما هو الرواية.

"ألا سبيل لهروب الواحد من نفسه؟"
..
إلى السِفر الثاني ..

[Mahmoud Masoud · Rating 3 out of 5]

بدايتها كانت جميلة جداً، وفي بعض الأوقات حسيت إني بقرأ "موبي ديك"، لكن في النصف الثاني بدأت الأحداث تبقى أكثر رتابة وأكثر مللاً .. رغم إن نهايتها كانت مشوقة أوي، وتحمست لبداية الجزء الثاني، وبعد ما بدأته وكملت شوية بدأت الأحداث تبقى مملة ثاني ..

[عمر الحمادي · Rating 4 out of 5]

توثيق ماهر لمرحلة تاريخية حرجة في تاريخ الخليج... الرواية جيدة في سردها ومفرداتها وجهد المؤلف واضح في الاستقصاء اللغوي والتاريخي، إلا أنها لم تلامس ذائقتي الخاصة.

[Omar Kassem · Rating 5 out of 5]

اعشق هذا الانسان وما تخّطه يده من كتابات
سعود السنعوسي لا يُقارن بأي كاتب آخر، ولغته يحتاج العديد ممن يسمون أنفسهم كتابًا الى سنين ضوئية للوصول لِرُبع جمالها.

[ياسمين Thabet · Rating 2 out of 5]

حكايات لا طائل منها
مملة جدا لم تعجبني

[Mustafa Al Nasheet · Rating 4 out of 5]

لذةٌ مركزةٌ في اللغة والسرد!
تعيش زمانها ومكانها، تتحسس رملها وتشم ملوحة الهواء فيها.
رغم دسامتها لكنها خفيفة،
لا أستلطف قراءة الكتب التاريخية بشكل عام ، ولكن المجهود البارز في هذه الرواية يُحَببك قراءة بحر ولؤلؤ وتاريخ الغوص في الديرة!
تجربة لذيذة.

[Sara · Rating 3 out of 5]

صداع من كم التفاصيل😭
أحيانًا أحس إني فهمت وأحيانا أحس ما فهمت شي، بس ما نختلف أنه سعود عبقري في كتاباته، كل شوي يجي plot twist أقوى من الي قبله وكل شخصية في الكتاب أعطاها حقها من التفاصيل!

[Sherif Ismail · Rating 5 out of 5]

سحر من نوع جديد و ارتقاء في مستوى أدب سعود السنعوسي لمنطقة تانيه مختلفه ليأخذ مكانه كأحد أفضل الحكائين العرب ..
الرواية بتغوص بيك في عالم الكويت قبل ١٠٠ سنه باستخدام مجموعه من الشخصيات بيظهر فيها مدى إبداع الكاتب و قدرته على رواية القصة بحيث ان كل جزء يأتي على لسان شخصية مختلفه تكمل اجزاء،الرواية..
استمتعت بعالم الغوص و صيد اللؤلؤ و الأساطير و الخرافات المنتشرة فيه يمكن كان من أفضل اجزاء الروايه

[Ekhlas Alsuwaidany · Rating 4 out of 5]

سفر العباءة
الجزء الأول من مما يفترض أن يكون ثلاثية لأسفار مدينة الطين لكاتبها الكويتي سعود السنعوسي
وأقول يفترض أن تكون ثلاثية
لأن جزئيين من الثلاثية تم طباعتهم وتوزيعهم في المكتبات والجزء الثالث ( قيد النشر ) وقد بدا لي ذلك غريباً لماذا لم يتم نشر وتوزيع الثلاثة مع بعضهم
وهل فعلاً هناك جزء ثالث ؟
*****************************
في عام 2014 وصلني عبر قروب واتساب مقطع غنائي لمغنية شعبية لا اعرفها ، ، كانت تغني (
يا ليتني دهينه وادهن أيديهم
ليرد كورال النساء خلفها
صاجة
فتعود وتغني

و ياليتني خيمه واخيم عليهم
ليرد الكورال
صاجة
وتختتم مقطعها ا بالغناء
ويا صاجة ويا صاجة
ما صدقتي

في ذلك الوقت ظننا أنها أغنية شعبية غزلية لا تخلوا من الطرافة
.............
أثناء قراءتي لسفر العباءة ، رأيتها من منظور مختلف بعد أن اعدت سماعها كاملة
بصوت مؤديتها عودة المهنا
"يا خوي محلا الخشب لو لزة السيف
كلها صبيان تجر المجاديف
يا نوخذاهم لا تصلب عليهم
ترى حبال الغوص قصص ايديهم
يا ليتني دهينه وادهن ايديهم
وياليتني خيمه واخيم عليهم"

واتضح أنها أهزوجة تراثية تؤدي على ساحل البحر حين انتظار الغاصة بعد انتهاء موسم الغوص

.....................................................
تؤرخ الرواية لتاريخ الكويت في القرن العشرين ، وتتقاطع فترة الزمنية مع الفترة الزمنية لحكم الشيخ
سالم المبارك الصباح

أحداث سياسية تمر تسحب معها آثار معركة الصريف ، ومحاولات لتأثير جماعة " إخوان من طاع الله على الحكم"
أحداث اجتماعية تمر ، عبيد وأحرار وتعايشهم في المجتمع ودورهم وطبقية تشكل المجتمع الكويتي
تتحدث الرواية ايضا عن الأوضاع الاقتصادية في الكويت آنذاك والمهن السائدة
وهناك كثير من الميثولوجيا والأساطير وحكايات الجن واال ( الصاجات) ومفردها صاجة ،أي صادقة وهي العرافة التي تتنبأ
بما سيحدث استعانة بعالم الجن ..
وبدا توظيف هذه الأساطير موفقاً جدا حيث كانت بين مطرقة العقل وسندان الخرافة ، فهناك من لم يكن يؤمن بها و يصرح بذلك مقدما العقل والمنطق والأدلة والمبررات
وهناك من آمن بها ايمانا تاماً
وهناك صنف ثالث يؤمن بها عند انتفاء التفسيرات العقلية وعند العجز وقلة الحيلة ************
لمن قرأ " ناقة صالحة ، تبدو هذه الرواية مقدمة لل
*************************
أسلوب سعود السنعوسي هذه المرة كان مختلفاً في السرد والرواية
حيث كان هناك راوي عليم ، يشاكس الصاجات في افعالهم وتفكيرهم ونبوءاتهم
هذا الراوي هو كاتب أسفار مدينة الطين
وهذا الأسلوب الروائي ذكرني كثيراً بأسلوب خوسيه ساراماغو في استشراف الاحداث وسيطرته على المجريات أثناء السرد
**********************************
تجربتي مع السنعوسي قديمة وقرأت له كل ما كتب ، ولا زال في كل
مرة يدهشني بتجدد أسلوبه
فهو لا يكرر نفسه
***********************

كائنات مشاعل الفيصل التي كانت تظهر في الصفحات وبين السطور
أدت وظيفتها بكفاءة واقتدار كما رأيت
حينما اخذني الفزع حينما تنبأت الصاجة في ص ٨٤ ، شاركتنا مشاعل بكائن يشاركنا الفزع ايضاً ،
وحينما تساءلت عن شكل كائن ما كيف يكون كانت مشاعل تساعدني في التخيل بكائنها المرسوم
ومع اني وجدت أن كائناتها خدمت النص بشكل مجمل
إلا أني أحب كائناتها ملونة من غير تحريف وكأن مشاعل انتصرت للسنعوسي في روايته وتراجعت لنفسها في فنها فلم تقدم لنفسها
اضافة
كائناتها المشوهة ركبت سيارات ونامت في أسرة واستحال بعضها قططا وطيور بل وانتقلت من الكائنات الى الزجاجات والقوارير والأشجار أصبحت كل شيء إلا كائنات مشاعل التي تميزت بها
****************
اقتباسات

"فقد عرفتُ اكثر الناس هنا لا يؤمن بالشفاء دونما ألم. لانهم أعتادوا ربما علاج الألم بالألم"


"رأس مال المرء سمعته في ديرة يمجد فقراؤها المثل : الصيت ولا
الغنى"


"هو يكره الأشياء في حال ال بين بين هذه. يحب اليوم نهاراً أو ليلاً ، لا معنى للشروق والغروب . يحب الحول صيفاً أو شتاء ، ما معنى الربيع يُذلك بجمال عابر لا يطيل البقاء؟ أو الخريف ، مثل حاله الآن ، في فصل لا بارد ولا حار .. لا تدري ماذا يريد ! ويريد عطا الله الشيء أسود أو أبيض . أنا أكره الأملح . يريد المرء واضحاً ذكراً أو أنثى . أنا أكره البرنثى "

"" لا كلمة مثل الشتيمة تُفصح عن قدر المحبة ، إذا ما فشل الرجل بانتقاء كلمة ينعت بها من يحب "

[Fatma Mulla Ali · Rating 5 out of 5]

أحب كل ما يتعلق بكويت الساحل القديمة و 'حجي أول و تفاصيل الفرجان و شطانة الصبيان و عرس الحوش و القفال و جاي الضحى'
كل شيء بالرواية جميل و ياخذنا لزمن أول

من الغريب إني بدأت أصدق بوجود الصاجات! و عشت بواقعية أحداث الكتاب، غصت فيه .. !
ممتع جدًا الحقيقة ممزوجة بالخرافة و الشخصيات رائعة
استمتعت بكل صفحة و كل صفحة كانت تثير عندي الفضول لأتحرى عن صدق المعلومات !!
طريقة كتابة الهوامش يضفي واقعية إلى الخرافات
و طريقة الاستشهاد بمصادر كأنها مراجع حقيقية

أحببت تطرقه لمسألة الرقابة بطريقة مبتكرة دون إفساد النص ..و أحببت أنه لم ينسى المهمشين على جانب التاريخ و ذكرهم بالرواية من يهود الكويت و العبيد و فاقدي الهوية كخليفوه

الاستاذ سعود روائي رائع و باحث ممتاز لا يخيب الظن فخورة جدًا فيه لكونه كاتب كويتي
ان شاء الله يحصلون الكتاب بالكويت دعم أفضل و رقابة أفضل

[Zamzam · Rating 5 out of 5]

هذه ثالث رواية أقرأها للأستاذ سعود السنعوسي بعد ساق البامبو، و ناقة صالحة وأقدر أقول بكل ثقة إنه من الكتّاب القلائل الموهوبين فعلاً في الخليج. كتاباته تبرز من أول صفحة لغته ثرية، وسرد قوي، واحترام عميق لثقافة و تاريخ بلده. نحن بحاجة إلى مزيد من الكتّاب اللي يكتبون بهوية وهدف وفخر.

أسفار مدينة الطين – سفر العباءة ٥ نجوم بلا منازع صحيح أن هذا الجزء الأول يمهد للتعرف على الشخصيات والعالم فقط، لكنه يرسم بشكل رائع ملامح الحياة في الكويت قبل اكتشاف النفط (زمن الغوص) وقت كان فيه البحر هو كل شيء بالنسبة لدول الخليج.

الرواية تجمع بين التاريخ، الأساطير، والفولكلور بشكل عبقري، ليست مجرد رواية للترفيه، بل وثيقة ثقافية مليئة بالإحساس والاحترام للماضي والناس. مجهود الأستاذ سعود مذهل، وموهبته و مجهوده في إحياء القصص المنسية يُحترم جدًا.

✨🌊🐚

[Alsanea · Rating 5 out of 5]

دائماً يكون السنعوسي خياري الأول في قراءة الروايات فقلمه الساحر قلما وجدت شبيها له وما بالكم أنه ابن بلدي كذلك، لذلك أحرص دائماً على اقتناء جديده وقراءته حال اصداره الا هنا في هذه الثلاثية تريثت قليلاً بإنتظار صدور الجزء الثالث الذي هو قيد الطباعة لأقرأ الثلاثية دفعةً واحدةً 🤗 لكن مجرد تصفح صفحاتها الأولى في بداية العام وجدت نفسي في فصلها الثالث دون أن أشعر🥹. أعشق بلدي الكويت ويجذبني كالمغناطيس كل ما يكتب عن ماضيها في زمنٍ بسيط جميل تمنيت لو عاصرته🥹.


كانت المفاجأة أنها رواية مصادرة كاملة بتدخلات رقيب وزارة الإعلام بحذف الفقرات من متن الرواية وهوامش محرر الوزارة أسفلها داخل رواية صدرت من ضمن سلسلة ابداعات كويتية عن المركز الوطني للثقافة والفنون والآداب إدارة المطبوعات والنشر حيث أنتمي أنا حقيقةً لذلك المكان والإدارة ولكن بالمسمى الحقيقي🥰.


الله الله الله يا سعود ما أقول الا شالزين اللي قريته وحفرته في ذاكرتنا وقلوبنا🤩


أسفار مدينة الطين ملحمة كويتية تاريخية زاخرة صاغها لنا السنعوسي بحنكة ومهارة بقلم كاتبه صادق بوحدب صاحبه كائنات فياصل المشيعل كما سماها لنا🤭في سطورها وصفحاتها بـ عهد الشيخ سالم بن مبارك (حاكم دولة الكويت التاسع) زمن الغوص على اللؤلؤ والسور حيث كان كل ما هو بالكويت بسيط وجميل بعيداً عن التمدن دعمها بالخرافات والأساطير والأمثال والأهازيج التي ربينا عليها ولازلنا نغنيها ولم ينسى ذكر المعارك التي خضناها في ذاك الزمن سواء خارجية مع أخوان من طاع الله أو من الداخل بنبذ المحرمات وعزل الفاسدين عن المجتمع🥹، وجود الصاجات (العرافات) وتأثيرهم على النساء والرجال بخزعبالتهم وأسحارهم، كذلك التبشير بالنصرانية الذي لم يجد له قبول بمجتمعنا وذكر وجود اليهود بالكويت في ذاك الزمان وما كان يقومون به.


رواية مليئة بالشخصيات والأحداث المتشابكة تعاطفت مع خليفوه (كسر خاطري حيييل🥺) وكرهت الملا إبراهيم كثيراً.


متشوقة لقراءة الجزء الثاني كثيراً ويساورني الشك أنه لا ثالث لها🤗.
.
.
.
.
.
.
.
13-01-2024

[Hani Al-Kharaz · Rating 4 out of 5]

سعود يبدع مرة أخرى وفي قالب روائي جديد عليه، إذ استدخل الواقعي بالميثالوجي في نص تاريخي أراد له أن يوثق مراحل فارقة في تاريخ الكويت. وقد ظهر جلياً الجهد البحثي الذي قام به في استناده على وثائق تاريخية خارج المصادر المألوفة، مثل مذكرات ألينور كالفيرلي دكتورة الإرسالية الأمريكية.  وكالعادة كانت لدى سعود أفكاراً مهمة يطرحها عبر النص، لعل أبرزها التلويح بمحاولات السلطة الحثيثة في السيطرة على السردية التاريخية. 

طبخ السنعوسي أحداث الرواية على نار هادئة وأبدع في رسم شخصياتها مثل سعدون وخليفة، ويبدو أنه ما يزال يخبئ الكثير للجزئين الأخيرين من الرواية.