What do you think?
Rate this book
ترميم الذاكرة
"ترميم الذاكرة" عنوان شعري، في الصناعة والتشكيل، بل هو كتابة أدبية تحيل الى العبث واللاجدوى، والتشتت والتشظي للذات/ الأثر، فهل يشكل العنوان مدخلاً لقراءة المكتوب؟ الكتاب هو نسيج هذه الحركة المكوكية بين الذكريات والوقائع، جاءت في إطار غربة طويلة، ممتدة لأكثر من ربع قرن، هي غربة قسرية إجبارية، لم تكن اختيارية. بسبب الظروف السياسية التي مرت بها بلاده - البحرين - وفي غمرة البوح يطرح "حسن مدن" سيرته الحياتية عبر تلك الغربة التي تطارد بها الأوطان أبناءها وتلفظهم خارجها. لفظ "مدن" من وطنه شاباً في مقتبل العمر وعاد اليه وهو على مشارف الخمسينات، وما بين هذين العمرين اختار العديد من المدن للإقامة بها، أو بلغة أخرى اختارته المدن للإقامة فيها. هكذا جاءت لغة مدن مفتوحة على كل الاحتمالات وعلى كل التوقعات؛ فهي لغة غير يقينية نسبية تحتمل كل الأشياء وكل التفسيرات وكافة تجليات الحزن وأشكال الفرح. بل إن الكاتب نفسه، وفي غمرة إستدعاء الذاكرة وإحساسه الحاد بالغربة، يطرح على القارئ سؤالاً على قدر كبير من الأهمية، وهو تساؤل لا يغيب عن أي قارئ لهذه السيرة الحميمة: "أكان ينبغي أن تسير الأمور على النحو الذي سارت عليه؟ ألم يكن بالإمكان أن تكون أحسن؟" ولا يجيب على هذا السؤال بشكل مباشر، لكنه يستخدم آلية استدعاء أخرى تسود العديد من مناطق استرداده للذاكرة، ونعني بها آلية استدعاء كتابات أخرى أو أفلام أو حتى وقائع حدثت له. وكأن الكاتب يعلن عن ذاته قارئاً لنا سنوات الغربة بحلوها ومرها، وهو هاجس يعلن عن نفسه في كثير من مناطق ترميم الذاكرة، يقول: "..... حين نكتب عن الماضي فإننا نلملم الذكريات من هذه الأروقة ثم نعيد تشكيلها وتكوينها. في حياة المرء تحين لحظة يمكن أن نطلق عليها لحظة الوقفة مع الذات. لحظة تتكثف فيها المشاعر والخبرات والأفكار والأماني التي لم تبلغ في بؤرة واحدة تشع بالتوتر والأسئلة، حين يخلد المرء الى نفسه وحيداً تماماً. ليجابهها بما يجب أن يجابهها به من بواعث الحيرة والقلق والسؤال
- GenresBiography
174 pages, Kindle Edition
First published January 1, 2008
8 people are currently reading
286 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 51 reviews
December 26, 2014
كان من محاسن الصدف أن اخترت هذا الكتاب ليكون رفيق الطائرة وأنا في طريقي إلى مملكة البحرين ، حيث دارت أحداث هذا الكتاب في أزقة البحرين وما حولها.
اسلوب الكاتب أدبي سلس وخالي من التكلف ، وأحيانا يكرر ما تعرفه أنت عن نفسك ، خصوصا عند حديثه عن علاقته بالأماكن التي عاش فيها أو ارتبط بها ، و كم كانت عباراته رقيقة عند حديثه عن من فقدهم وهو في المنفى لمدة تزيد عن ٢٥ عاما ، حيث تلقى خبر وفاة والديه دفعة واحدة.
يمثل الكاتب ذلك الجيل الذي تلاطمت به الأفكار القومية والاشتراكية إبان نكسات العرب المتكررة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ، من وجهة نظري أن القضية الفلسطينية لم يقتلها سوى الأفكار التي تبنتها وتقاتلت فيما بينها من أجلها حتى تلاشت في قلوب محبيها.
اسلوب الكاتب أدبي سلس وخالي من التكلف ، وأحيانا يكرر ما تعرفه أنت عن نفسك ، خصوصا عند حديثه عن علاقته بالأماكن التي عاش فيها أو ارتبط بها ، و كم كانت عباراته رقيقة عند حديثه عن من فقدهم وهو في المنفى لمدة تزيد عن ٢٥ عاما ، حيث تلقى خبر وفاة والديه دفعة واحدة.
يمثل الكاتب ذلك الجيل الذي تلاطمت به الأفكار القومية والاشتراكية إبان نكسات العرب المتكررة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ، من وجهة نظري أن القضية الفلسطينية لم يقتلها سوى الأفكار التي تبنتها وتقاتلت فيما بينها من أجلها حتى تلاشت في قلوب محبيها.
September 9, 2016
سيرة مختزلة للمنفى القسري الذي فرض على الكاتب بسبب نشاطه السياسي في السبعينات وعيشه سنوات مديدة خارج الوطن، مختبرا تلك التجربة القاسية للنوم في صالة مطار وطنه ممنوعا من اجتياز الحاجز الى ارض الوطن، وهي ايضا سيرة عودته بعد ما يزيد عن عشرين سنة الى البلد الذي تغير عن صورته في الذكريات.
التأملات فكرية وعاطفية، والسياسة قليلة لمن يبحث عنها، يفسر ذلك بوضوح اسم الناشر على غلاف الكتاب. ان تقرأ صفحات عن السياسة الروسية ولا شيء عن السياسة البحرينية في سيرة سياسي، هذا يقول كل شيء عن مساحة حرية التعبير المتاحة.
اعتبرتها مختزلة لأني وقعت في مقارنة اجبارية مع كتاب ارييل دورفمان feeding on dreams الذي مرّ تقريبا بذات تجربة التهجير والغربة ومحاولات العودة والترحيل الاجباري لكن ارييل كان غزيرا جدا وكثيفا في تصوير ايام منفاه، وعلاقته بالوطن وبالأهل الذين تركهم وراءه، بينما مدن كان مختزلا في التفاصيل حتى انه لم يسرف في معاني ومشاعر ما يعينيه ان يفقد جميع افراد عائلته والديه واخوانه بينما هو في الغربة.
اسلوب مدن رشيق جدا وبشكل عام كانت قراءة الكتاب متعة.
التأملات فكرية وعاطفية، والسياسة قليلة لمن يبحث عنها، يفسر ذلك بوضوح اسم الناشر على غلاف الكتاب. ان تقرأ صفحات عن السياسة الروسية ولا شيء عن السياسة البحرينية في سيرة سياسي، هذا يقول كل شيء عن مساحة حرية التعبير المتاحة.
اعتبرتها مختزلة لأني وقعت في مقارنة اجبارية مع كتاب ارييل دورفمان feeding on dreams الذي مرّ تقريبا بذات تجربة التهجير والغربة ومحاولات العودة والترحيل الاجباري لكن ارييل كان غزيرا جدا وكثيفا في تصوير ايام منفاه، وعلاقته بالوطن وبالأهل الذين تركهم وراءه، بينما مدن كان مختزلا في التفاصيل حتى انه لم يسرف في معاني ومشاعر ما يعينيه ان يفقد جميع افراد عائلته والديه واخوانه بينما هو في الغربة.
اسلوب مدن رشيق جدا وبشكل عام كانت قراءة الكتاب متعة.
October 14, 2018
ترميم الذاكرة - حسن مدن
هنالك كتب تشعل فيك الرغبة والحنين وكتاب ترميم الذاكرة هو أحدها ، هذا كتاب لن يكون سيرة فهو كما كتب على غلافه - شبه سيرة- ، هو ليس تأريخ لسيرة حسن مدن بل هو أشبه بزمن عالق ، كتلة يغص بها مدن ولابد له من كتابتها حتى ينجو ، هو يكتب الحنين والالم وعن مهنة العيش التي يجب أن يمارسها الجميع بطريقة أو بأخرى ، لاسيما إذا ما كنت في مكانه .
الكتاب له وقع على النفس ، عندما تقرأ ستشعر حتما بألفة الأماكن وكأنها شيء خاص بك ، ستعيش مع مدن تجربة نبش الذاكرة ، الترحال .. كثافة ماء النيل وعبارة "سيتم ترحيلك هذا اليوم " ، بالطبع هذه كلها مشاعر فياضه ولكن يبقى أن نقول أنه ليس من العدل أن نقول أننا نعرف حقيقة المشاعر التي مر بها مدن ، فهو وحده صاحب التجربة .
من بين عدة منافي تظل العودة للوطن هي الأصعب ، هل تبدأ من جديد أم تضطر لإكمال الحياة التي بُترت منك قسراً ، بدون الوجوه التي ألفتها وبدون الأماكن التي لن ترجع في عينك كما كانت ، رغم أن شبه السيرة هذه كانت ستلزمك بمشاعر ثقل وحزن وأنت تقرأها الإ أنك لن تنفك حتى تكملها
أربع نجوم
هنالك كتب تشعل فيك الرغبة والحنين وكتاب ترميم الذاكرة هو أحدها ، هذا كتاب لن يكون سيرة فهو كما كتب على غلافه - شبه سيرة- ، هو ليس تأريخ لسيرة حسن مدن بل هو أشبه بزمن عالق ، كتلة يغص بها مدن ولابد له من كتابتها حتى ينجو ، هو يكتب الحنين والالم وعن مهنة العيش التي يجب أن يمارسها الجميع بطريقة أو بأخرى ، لاسيما إذا ما كنت في مكانه .
الكتاب له وقع على النفس ، عندما تقرأ ستشعر حتما بألفة الأماكن وكأنها شيء خاص بك ، ستعيش مع مدن تجربة نبش الذاكرة ، الترحال .. كثافة ماء النيل وعبارة "سيتم ترحيلك هذا اليوم " ، بالطبع هذه كلها مشاعر فياضه ولكن يبقى أن نقول أنه ليس من العدل أن نقول أننا نعرف حقيقة المشاعر التي مر بها مدن ، فهو وحده صاحب التجربة .
من بين عدة منافي تظل العودة للوطن هي الأصعب ، هل تبدأ من جديد أم تضطر لإكمال الحياة التي بُترت منك قسراً ، بدون الوجوه التي ألفتها وبدون الأماكن التي لن ترجع في عينك كما كانت ، رغم أن شبه السيرة هذه كانت ستلزمك بمشاعر ثقل وحزن وأنت تقرأها الإ أنك لن تنفك حتى تكملها
أربع نجوم
October 5, 2013
الولوج إلى الذاكرة مغامرة غير محسوبة النتائج، فهي -أي الذاكرة- قد تكون الفردوس الذي لا يستطيع أحد طردنا منه، لكنها أيضاً قد تكون الجحيم الذي نعجز عن الهرب منه. حسن مدن في هذا الكتاب يقرر أن يجرب هذه المغامرة ويدخل إلى عمق ذاكرته ليقتنص ما يجده فيها من ذكريات، يجمعها، يمسح عنها التراب .. ويعيد ترميمها.
September 17, 2023
أحببت حريق الأسئلة الذي أنتج هذه السيرة الصغيرة، ميل الإنسان الفطري للنظر لكل الأمور بصفتها مؤقتة وعابرة يجعل منه يتعامل مع كل شيء كمرحلة قصيرة وعليه اجتيازها كيفما اتفق المهم أن يكون بوضع حسن!
فلماذا لا يتشرّب لحظاته العابرة قطرة قطرة قبل أن تتلاشى وتزول؟ فالدائم ماهو إلا سلسلة من "المؤقتات".. وكأنه يعيش ليصنع ذكرى فقط؟ هل هناك ذكرى؟ أشك في ذلك.
فهذه اللحظات لن تستعاد حتى وإن تيسرت لها كل الظروف للحدث ذاته أول مرة قبل أن يصبح ذكرى، فما أكبر المسافة بين مخيّلة الطفولة وصرامة الواقع.
فلماذا لا يتشرّب لحظاته العابرة قطرة قطرة قبل أن تتلاشى وتزول؟ فالدائم ماهو إلا سلسلة من "المؤقتات".. وكأنه يعيش ليصنع ذكرى فقط؟ هل هناك ذكرى؟ أشك في ذلك.
فهذه اللحظات لن تستعاد حتى وإن تيسرت لها كل الظروف للحدث ذاته أول مرة قبل أن يصبح ذكرى، فما أكبر المسافة بين مخيّلة الطفولة وصرامة الواقع.
May 11, 2015
«لقد عدت أخيرا. لكني عدت متأخرا، متأخرا كثيرا»، لذلك قرر الدكتور حسن مدن بعد غيابه القسري أكثر من ربع قرن عن بلده البحرين أن يدون شيئا من سيرته الذاتية. الشاب الذي غادر بلده للدراسة في القاهرة، عاد وهو على مشارف الخمسين، باحثا عما تركه وراءه، الأحباب غادروا، وغابات النخيل ماتت، والطرق ما عادت تلك القديمة.
توزعت فترة منفاه على عدة عواصم، (القاهرة... بغداد... بيروت... دمشق... موسكو... الشارقة)، رحلة ربع قرن لم يوثق الكاتب منها سوى محطات قليلة، بينما تماهى في رصد مشاعره، وتأمل ومناقشة دورة الزمن وفعل النسيان وأنواع الغربة. مستشهدا بالكثير من الأمثلة التاريخية والقراءات والنصوص الأدبية.
«وجوه كثيرة تغيرت ملامحها، وكان علي أن أبذل جهدا في ترميم ذاكرتي التي تهشمت بعض أجزائها بفعل الزمن»*.
السيرة حوت ما هو شخصي وما هو عام، متنقلة بين البحرين، حيث ذكريات الكاتب في طفولته وشبابه، وأخرى تقارب حياة الطالب المغترب، والرجل الذي يعود خائبا كل مرة لا يستقبله فيها مطار بلده. التجربة كتبت بلغة عذبة وايقاع هادئ، عبرت عنها روح غفرت فلم تكن السيرة نوعا من أنواع تصفية الحساب أو التعبير عن الظلم الذي ألحق بها، بل وقوف على شرفة تطل على وادي بعيد، يتأمل فيها الكاتب محطات العمر وأحداثه دون انفعال أو عواطف صاخبة.
الطالب الذي درس الحقوق في القاهرة بمنحة من حكومة أبو ظبي، تم اعتقاله في القاهرة وتوقيفه في سجن التراحيل، «مثلهم فعلت ورحت أسجل في كل صباح تاريخ اليوم الجديد الذي أستقبله في الزنزانة»*، ومن القاهرة لبغداد، وبعدها لبيروت وموسكو ثم الشارقة حيث امتد به المقام، يعترف الكاتب أنه حرم من ممارسة الحياة الاعتيادية لشاب في مثل عمره. فحرم العيش بقرب أهله، ولم تأخذ كل مرحلة عمرية ما هو حق لها.في أحد الصفحات يتساءل الكاتب «من هم الأكثر حظا في هذه الحياة؟!» ليخلص لنتيجة مفادها أننا لكي نظفر بشيء رائع... علينا أن نضحي بشيء رائع أيضا! لهذا ربما كانت محاولة ترميم الذاكرة -رغم ألمها- خطوة في التخفف من ثقل سنوات من «النوستالجيا».
*(ترميم الذاكرة) د. حسن مدن، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بالتعاون مع وزارة الإعلام البحرينية، سلسلة كتاب البحرين الثقافية 2008
توزعت فترة منفاه على عدة عواصم، (القاهرة... بغداد... بيروت... دمشق... موسكو... الشارقة)، رحلة ربع قرن لم يوثق الكاتب منها سوى محطات قليلة، بينما تماهى في رصد مشاعره، وتأمل ومناقشة دورة الزمن وفعل النسيان وأنواع الغربة. مستشهدا بالكثير من الأمثلة التاريخية والقراءات والنصوص الأدبية.
«وجوه كثيرة تغيرت ملامحها، وكان علي أن أبذل جهدا في ترميم ذاكرتي التي تهشمت بعض أجزائها بفعل الزمن»*.
السيرة حوت ما هو شخصي وما هو عام، متنقلة بين البحرين، حيث ذكريات الكاتب في طفولته وشبابه، وأخرى تقارب حياة الطالب المغترب، والرجل الذي يعود خائبا كل مرة لا يستقبله فيها مطار بلده. التجربة كتبت بلغة عذبة وايقاع هادئ، عبرت عنها روح غفرت فلم تكن السيرة نوعا من أنواع تصفية الحساب أو التعبير عن الظلم الذي ألحق بها، بل وقوف على شرفة تطل على وادي بعيد، يتأمل فيها الكاتب محطات العمر وأحداثه دون انفعال أو عواطف صاخبة.
الطالب الذي درس الحقوق في القاهرة بمنحة من حكومة أبو ظبي، تم اعتقاله في القاهرة وتوقيفه في سجن التراحيل، «مثلهم فعلت ورحت أسجل في كل صباح تاريخ اليوم الجديد الذي أستقبله في الزنزانة»*، ومن القاهرة لبغداد، وبعدها لبيروت وموسكو ثم الشارقة حيث امتد به المقام، يعترف الكاتب أنه حرم من ممارسة الحياة الاعتيادية لشاب في مثل عمره. فحرم العيش بقرب أهله، ولم تأخذ كل مرحلة عمرية ما هو حق لها.في أحد الصفحات يتساءل الكاتب «من هم الأكثر حظا في هذه الحياة؟!» ليخلص لنتيجة مفادها أننا لكي نظفر بشيء رائع... علينا أن نضحي بشيء رائع أيضا! لهذا ربما كانت محاولة ترميم الذاكرة -رغم ألمها- خطوة في التخفف من ثقل سنوات من «النوستالجيا».
*(ترميم الذاكرة) د. حسن مدن، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بالتعاون مع وزارة الإعلام البحرينية، سلسلة كتاب البحرين الثقافية 2008
January 3, 2013
كتاب ملهم بحق.. تعجبني لغة الدكتور حسن فهي تمثل حالة من تلك الحالات التي تكاد تكون نادرة حين تتقمص اللغة روح كاتبها و تتحلى بصفاته. جديرة بالسرد هي منعطفات تلك الحياة التي وُهبت للرسالة. كنت أتمنى لو تطرق الكتاب للزوايا الحميمة من القلب. أعتقد أن الكاتب مخول لكتابة رواية منمازة، أتمني لو يفعل
October 25, 2014
هذا الكتاب هو السيرة الذاتية للدكتور حسن مدن ، هو شخصيةغنية عن التعريف . كاتب في جريدة الخليج منذ عام 1996
وهوناشط في جمعية المنبر الحر الديمقراطي البحريني.
يحكي في الكتاب عن رحلة انحراطه وولعه في السياسة منذ الصغر ونضاله وماجر ذلك عليه من متاعب الإغتراب والفرقة عن الاهل والوطن والاحباب حتى عاد مرة أخرى لأحضان الوطن في اليوم السابع والعشرون من فبراير 2001
يتطرق في كتابه عن مرارة الفقد والألم والذاكرة التي لاتشفى حنينا لدفء الأم والأهل والوطن.. كما يحكي في الكتاب عن أهم الأحداث السياسية التي شهدها ابان دراسته في لبنان وبعض الأحداث السياسية الاخرى كانهيار الإتحاد السوفيتي وغزو العراق للكويت. كما انه حكى تجربة دراسته في روسيا"موسكو".
بعض من كلمات الكاتب..." بعض المدن قاسية وبعضها الآخر أليفة"
"نحن لاننسى ،إنما نتظاهر بالنسيان.إن رغبة ملحة،معذبة تنتابنافي التحرر من الألم الناجم عن الشعور بالفقد مثلا هي التي تحملنا على السعي لإقصاء الامر من الحضور اليومي في اذهاننا، الحضور الدائم."
وهوناشط في جمعية المنبر الحر الديمقراطي البحريني.
يحكي في الكتاب عن رحلة انحراطه وولعه في السياسة منذ الصغر ونضاله وماجر ذلك عليه من متاعب الإغتراب والفرقة عن الاهل والوطن والاحباب حتى عاد مرة أخرى لأحضان الوطن في اليوم السابع والعشرون من فبراير 2001
يتطرق في كتابه عن مرارة الفقد والألم والذاكرة التي لاتشفى حنينا لدفء الأم والأهل والوطن.. كما يحكي في الكتاب عن أهم الأحداث السياسية التي شهدها ابان دراسته في لبنان وبعض الأحداث السياسية الاخرى كانهيار الإتحاد السوفيتي وغزو العراق للكويت. كما انه حكى تجربة دراسته في روسيا"موسكو".
بعض من كلمات الكاتب..." بعض المدن قاسية وبعضها الآخر أليفة"
"نحن لاننسى ،إنما نتظاهر بالنسيان.إن رغبة ملحة،معذبة تنتابنافي التحرر من الألم الناجم عن الشعور بالفقد مثلا هي التي تحملنا على السعي لإقصاء الامر من الحضور اليومي في اذهاننا، الحضور الدائم."
August 2, 2018
فِتنة أدبية !
لامَس روحي فعليا فأبكاني !
أسلوب الأستاذ حسن مدن رائع لدرجة لا توصف ❤️ فُتنة حروفه حكاية لوحدها ...
جدا وفعلا جميل، كان خير رفيق لأول عيد أقضيه وحيدة في الغُربة ..
لامَس روحي فعليا فأبكاني !
أسلوب الأستاذ حسن مدن رائع لدرجة لا توصف ❤️ فُتنة حروفه حكاية لوحدها ...
جدا وفعلا جميل، كان خير رفيق لأول عيد أقضيه وحيدة في الغُربة ..
August 13, 2018
قد قيل أن الكُتاب هم مهندسو الروح.
هذا ما اثبته حسن مدن.
هذا ما اثبته حسن مدن.
December 25, 2017
الزمن لا يترك آثاره العميقة في ملامحنا التي سكنتها التغيرات وحسب، إنما يتركه في داخلنا بلوعة ومرارة لا يمكن أن تُنسى.فالذاكرة جُرح..وجُرح الذاكرة لا يموت أبداً.كتاب ترميم الذاكرة من الكتب التي تقرأها وقلبك ينكمش من شدة الألم والحنين.هو سيرة المكان في سيرة انسان.سيرة الأمكنة التي تركت فينا أحداثاً جارحة طُبعت في الذاكرة" بشاعة الحروب والخسارة البشرية الفادحة ثم غزو العراق على الكويت" لنعود بجرحنا الأكبر.جرح الغربة والابتعاد عن الوطن قسراً.الجرح الذي لا أحد أن يستطيع فهمه إلا من هو يعانيه.الجرح الذي يحمل في طيّاته الكثير من الفقد والكثير من الأسى. إذ ماذا يعني لك أن تكون بعيداً وأحبابك يحتضرون ولا تستطيع أن تكون قريباً بينهم قبل الموت؟.لكل شيء ثمن يقدمه الإنسان.وثمن العودة غالٍ جداً.
July 5, 2017
ربما هي مواقف وأماكن لم يرد المؤلف نسيانها .. فوثقها .. ربما نحتاج لسيرة اخرى ايضا لنتزود
November 12, 2023
كتاب جميل جدا يشبه ان يكون سيرة ذاتية مختصرة للمبدع الدكتور حسن مدن لكن بشكل مختصر جدا ولكنه في المقابل مليء بالاستطرادا ت الجميلة حول موضوعات مهمة مثل التعامل مع الذكريات وعلاقتنا مع الامكنة وارتباطها بالاشخاص و الرجوع الى الاماكن بعد فترة بعيدة وتغيرها علينا ولماذا يحدث ذلك وكلها تأملات جميلة
الكتاب مكتوب بلغة شاعرية بسبب طبيعة الموضوع ومليء كذلك بالشجن لنفس السبب
الكتاب مكتوب بلغة شاعرية بسبب طبيعة الموضوع ومليء كذلك بالشجن لنفس السبب
May 1, 2013
ترميم الذاكرة - ردم الجرح
( عندما يصبحُ المكان "إنساناً"" )
سيرةُ الأمكنة .. في سيرة إنسان .. يكون هذا أول ما يلامسك ما أن تبدأ مع سيرة الدكتور حسن مدن في كتاب سيرته " ترميم الذاكرة" .. الأمكنة التي ﻻ تموت .. لكنها ﻻ تبقى على حالها إيضاً وكأنها هُنا تتقاطع مع أبرز سمات الكائن الحي في عبور الوقت عليها " الزمن" بكافة تحوﻻته وما أو من يعبر من خلاله اجتماعيا وسياسياً.
في ترميم الذاكرة .. ﻻ مكان يشبه آخر .. ﻻ مدينة تحمل ذات جينات مدينة أخرى محاذية أو بعيدة .. المدن أرواح كبيرة .. محكومة بالأبدية التي تقيدها .. تستمد من إنسانها المقيم تلك الذاكرة الممتدة التي يقذفها فيها زمنا بعد آخر .. تجوب معه الأحداث.. تخوض الحروب .. تخسر .. تكسب وتتعب.
هُنا تِلك الذاكرة الجائلة على مر ما يزيد عن العشرين عاماً خارج البحرين بين القاهرة بيروت دمشق موسكو دبي وأخيرا الشارقة .. الذاكرة التي لم تترك فقداً إﻻ وجربته .. الفقد الذي يجعل قراءة عمل كهذا مربكة ومرة في آن .. لكنها نوعا ما ساعدتني في استنباط فهم جيد لعلاقة المنفي بالوطن .. أين هُوَ منه .. الفرق بين الابعاد القسري والبعد الإختياري الخط الرفيع الفاصل بينهما ..الذي يخلق كائنين مختلفين كلياً في درجة اﻻرتباط بالوطن مسقط الرأس .. ومن ذات منطلق الفقد فإن أحدى أشد فقرات الكتاب إيلاما هي التي يصور فيها الكاتب ذلك الفقدان الكبير لشخصيات كوالده و والدته وأخوته والأصدقاء .. واجترار ذلك الأسى الدائم نتيجة غياب حقه المشروع في الحصول على وداع يليق من الطرفين على اللمحة الأخيرة .. الصورة أو حتى الرائحة قبل الذهاب الكبير .. قبل " الموت" .
وراء كل مكسب هُناك تضحية .. و خلف كل إيمان ومبدأ هناك تضحيات ستقدم كي ﻻ تخسر ذاتك التي ﻻ يُشكلها إﻻ أنت في المقام الأول .. من خلال ترميم الذاكرة ستختبر بعض تلك التضحيات .. ستفهم المشهد الذي يقبع وراء بعض الصور .. ﻻ حقيقة تأتي إﻻ من بعد تعب وذهاب بعيد ومؤلم خلف هواجسك وأفكارك ورغباتك التي قد تخرج من ذاتك المفردة إلى الكيان الجمعي الذي ترغب بعالم أكمل وأفضل له و لأجياله القادمة .
كتاب ترميم الذاكرة .. سيجعلك تحزن لما ستدركه وتستشفه من خلاله .. لن تبتسم إﻻ نادراً وأنت تقرأه .. لكنك في ختامه ستكون منتشياً بتلك الذاكرة المرممة التي ردمت بعض جراحها من خلال تأثرك معها في ذلك التطواف الواقع داخل 118 صفحة .
ملاحظات على هامش القراءة :
- فهمت سر ذلك الشعور الذي يخيل لي معه أن د.مدن يحمل البحرين بكل ثقلها على نبرة صوته بخفة ﻻ متناهية .. إن من شأن فقد مستمر ومتكرر أن يجعلك تبتدع أسهل الطرق وأكثرها مرونة لتنقل الوطن معك أينما حللت .. إنها إحدى وسائل كسره والنجاة من فكرة أن يلتهمك ويضعفك.
- تمنيت لو أنه قد تسنى لي أن أقرأ الكتاب قبل أن يصلني كإهداء من الدكتور .. لكنت وجدت إجابات كثيرة لكل ما اشتعل من اسئله ﻻحقة على بعض المقاطع .. ولكنت فهمت سر بعض ردود الأفعال مثل لمعة الحنين الخافتة الممزوجة بانكسار عندما أتينا على ذكر القاهرة.
- خمس نجمات وهو قرارٌ يحتمه علي الصدق أوﻻ القرار الذي تولد عنه أنـي سأمنح كل كتاب سيرة هذه النجمات الخمس .. إذ أنه ﻻ يَملك كُثر تلك الشجاعة التي تجعلهم يقطعون أجزاءاً ضخمة من عوالمهم والذاكرة .. بغرض تحويلها ﻻحقاً إلى مشروع تشارك إنساني بكل ما يتخلله من لمحات باهرة أو معتمة
May 7, 2019
سيرة ذاتية من أدب السجون..
في البداية تحدث الكتاب عن تلك السجون ذات الجدران الباردة، كيف أنها احتوت الكاتب دون رحمة ودون وجه حق، ثم تعمق حتى بلغ أن تحدث إلى سجن المكان، والاغتراب، وبحرين التي غابت عنه وغاب عنها، فلما عاد إليها يحاول أن يعيشها من جديد مستعيناً بذاكرته، وجدها ذاكرة تختلف عن واقع حاضره، حاول بهذا الكتاب ترميمها، لكن شتان ما بين البنيان الأصلي والمرمم.
ليس في الكتاب فصول، بل استرسال في الكلام، ساءني في البداية شأن كل الكتب المسترسلة بهذه الطريقة، لكنني بعد القراءة وجدت الاسترسال هو الأفضل لهذا النمط من الكتابة، خاصة مع كاتب ينتقل بك في كلامه من شبكة إلى أخرى، وكل موضوع متشابك له صلة بالآخر، يجعل القارئ يندمج وهو يقرأ، بخلاف ما إذا كانت هناك فصول وأبواب قد تقطع حبل الاسترسال، وقد تفصل هذا التشابك الذي سيبهت إن هو انفصم.
وقفات كثيرة تجدها في هذا الكتاب، لعل أبرز ما استوقفني هو سرب النوارس التي رآها الطفل حسن مدن تتجه إلى جهة، ونورس شاذ يتجه إلى الجهة الأخرى، الأسئلة التي يطرحها الطفل: «لماذا لا يذهب هذا الطير معها؟».. ثم: «ستمر سنوات بعد ذلك، وسنعتاد على العبارة الشهيرة في وصف من يخرج على الإجماع العام: «يغرِّد خارج السرب»، وغالباً ما يحمل هذا التعبير شحنة سلبية تجاه هذا السلوك، فالمطلوب من الجميع أن يغردوا في السرب ذاته، لأن الغناء خارجه نشاز».. انظر كيف أن منظراً معتاداً يستوقف طفلاً، يخلق فيه تساؤلاً، ينمو مع مرور السنوات ليصبح سلوكاً ومنهجاً وفكراً، ليس فقط على شكل كتاب بعنوان (خارج السرب)، إنما على شكل كاتب متمرد يرفض الرضوخ للمسلَّمات دون تشريحها.
نحن أمام كاتب لا تفوته التفاصيل البسيطة، ويعرف كيف يعبِّر عنها، فبخلاف سرب النوارس هو ذا يصف كيف أن الشارع يبدو بعيداً خلف غابات النخيل، فكثافتها تُخلِّف هذا الإحساس بالبعد.. شخصيًّا عشت هذا الجو في طفولتي، وأحسست بالفعل كيف كان الشارع في الطرف الآخر بعيداً، كانت غابات النخيل هي السبب إذن.
لا أدري متى انتقل الكاتب من فترة عودته من المنفى، إلى عهد الطفولة ثم الشباب سارداً حكايته من البداية، قلمه سلس بطريقة غير طبيعية، تنجرف مع أسطره دون أن يستوقفك غير الأفكار ذات نمط السهل الممتنع، محترف هو في الإمساك بكل الأحبال، يقود سفينته في أمواج متلاطمة من الأفكار، وكأن ليست ثمة أمواج.. منتهى السلاسة.. رجل اشتغل في الصحافة منذ كان في السابعة عشر من عمره، لا شك وأن قلمه اكتسب خبرة تؤهله إلى هذه السلاسة العجيبة.
يقول: «ولا يروق لي كثيراً العمل بالنصيحة التقليدية: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)»، ثم ذكر أن الوقت قصير جدا، لا يحتمل أعمالنا ومشاغلنا اليومية، وأننا من حين لآخر نحتاج إلى بعض الكسل.. راق لي كلامه، إذ إنه ينطبق تماماً مع سلوكي في الحياة، وفلسفتي التي أكررها كثيراً أنه لا يوجد في الحياة شيء مستعجل، كل شيء قابل للتأجيل، يحدث كثيراً أن أتوقف عن الركض في إتمام أشغالي، أوقف سيارتي عند شاطئ البحر، أستنشق شيئاً من كسل لبرهة، ثم أعاود الركض.
حياته لم تستقر قط، أكثر ما تأثرت به هو علاقته بابنه، واللقاء الأول بينهما وعمره أربع سنوات، لم يكن قد رآه قبل هذا.
في البداية تحدث الكتاب عن تلك السجون ذات الجدران الباردة، كيف أنها احتوت الكاتب دون رحمة ودون وجه حق، ثم تعمق حتى بلغ أن تحدث إلى سجن المكان، والاغتراب، وبحرين التي غابت عنه وغاب عنها، فلما عاد إليها يحاول أن يعيشها من جديد مستعيناً بذاكرته، وجدها ذاكرة تختلف عن واقع حاضره، حاول بهذا الكتاب ترميمها، لكن شتان ما بين البنيان الأصلي والمرمم.
ليس في الكتاب فصول، بل استرسال في الكلام، ساءني في البداية شأن كل الكتب المسترسلة بهذه الطريقة، لكنني بعد القراءة وجدت الاسترسال هو الأفضل لهذا النمط من الكتابة، خاصة مع كاتب ينتقل بك في كلامه من شبكة إلى أخرى، وكل موضوع متشابك له صلة بالآخر، يجعل القارئ يندمج وهو يقرأ، بخلاف ما إذا كانت هناك فصول وأبواب قد تقطع حبل الاسترسال، وقد تفصل هذا التشابك الذي سيبهت إن هو انفصم.
وقفات كثيرة تجدها في هذا الكتاب، لعل أبرز ما استوقفني هو سرب النوارس التي رآها الطفل حسن مدن تتجه إلى جهة، ونورس شاذ يتجه إلى الجهة الأخرى، الأسئلة التي يطرحها الطفل: «لماذا لا يذهب هذا الطير معها؟».. ثم: «ستمر سنوات بعد ذلك، وسنعتاد على العبارة الشهيرة في وصف من يخرج على الإجماع العام: «يغرِّد خارج السرب»، وغالباً ما يحمل هذا التعبير شحنة سلبية تجاه هذا السلوك، فالمطلوب من الجميع أن يغردوا في السرب ذاته، لأن الغناء خارجه نشاز».. انظر كيف أن منظراً معتاداً يستوقف طفلاً، يخلق فيه تساؤلاً، ينمو مع مرور السنوات ليصبح سلوكاً ومنهجاً وفكراً، ليس فقط على شكل كتاب بعنوان (خارج السرب)، إنما على شكل كاتب متمرد يرفض الرضوخ للمسلَّمات دون تشريحها.
نحن أمام كاتب لا تفوته التفاصيل البسيطة، ويعرف كيف يعبِّر عنها، فبخلاف سرب النوارس هو ذا يصف كيف أن الشارع يبدو بعيداً خلف غابات النخيل، فكثافتها تُخلِّف هذا الإحساس بالبعد.. شخصيًّا عشت هذا الجو في طفولتي، وأحسست بالفعل كيف كان الشارع في الطرف الآخر بعيداً، كانت غابات النخيل هي السبب إذن.
لا أدري متى انتقل الكاتب من فترة عودته من المنفى، إلى عهد الطفولة ثم الشباب سارداً حكايته من البداية، قلمه سلس بطريقة غير طبيعية، تنجرف مع أسطره دون أن يستوقفك غير الأفكار ذات نمط السهل الممتنع، محترف هو في الإمساك بكل الأحبال، يقود سفينته في أمواج متلاطمة من الأفكار، وكأن ليست ثمة أمواج.. منتهى السلاسة.. رجل اشتغل في الصحافة منذ كان في السابعة عشر من عمره، لا شك وأن قلمه اكتسب خبرة تؤهله إلى هذه السلاسة العجيبة.
يقول: «ولا يروق لي كثيراً العمل بالنصيحة التقليدية: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)»، ثم ذكر أن الوقت قصير جدا، لا يحتمل أعمالنا ومشاغلنا اليومية، وأننا من حين لآخر نحتاج إلى بعض الكسل.. راق لي كلامه، إذ إنه ينطبق تماماً مع سلوكي في الحياة، وفلسفتي التي أكررها كثيراً أنه لا يوجد في الحياة شيء مستعجل، كل شيء قابل للتأجيل، يحدث كثيراً أن أتوقف عن الركض في إتمام أشغالي، أوقف سيارتي عند شاطئ البحر، أستنشق شيئاً من كسل لبرهة، ثم أعاود الركض.
حياته لم تستقر قط، أكثر ما تأثرت به هو علاقته بابنه، واللقاء الأول بينهما وعمره أربع سنوات، لم يكن قد رآه قبل هذا.
April 3, 2016
لن تجد سيرة ذاتية في هذه السيرة
ولا تفاصيل دقيقة عن حياة الكاتب
ولكنها أقرب إلى التأملات
التي تختلط فيها الأحلام بالذكريات
فتقف بنا عند تلك اللحظة التي يطلق عليها الكاتب اسم: لحظة الوقوف مع الذات
لحظة خاصة جدا نقلها لنا في هذا البوح الشفيف
الذي يصب في ذاكرة بعيدة وبعد غربة طويلة
لحظة تتكاثف داخلها مشاعره وخبراته وأفكاره وأمانيه
فتولد لدى القارئ بريق الدهشة
وتطلق العنان للأسئلة التي لن تجد لها إجابة هنا
ما هي الذاكرة؟ وكم تبعد عن الحقيقة؟
ما هو الوطن؟ ومتى يكون المنفى وطنا؟
هل للدموع لغة؟ هل للغة سطوة أمام فيضان الأسئلة؟
أسئلة وأسئلة تطلقها هذه التأملات
وتدرك في النهاية أنه لا سبيل حقا لترميم الذاكرة
_________________
واقتبس
من هم الأكثر حظا في هذه الحياة
هل هم الذين تضعه الحياة أمام خيار واحد وحيد
وبالتالي لا يواجهون قلق وحيرة الاختيار.. ولا مداعاة للندم
أم أولئك الذين يتعين عليهم أن يختاروا بين عدة اختيارات
فيلوكون الندم
واقعين تحت حيرة السؤال: ماذا لو
لو أننا تصرفنا بشكل آخر
لو اخترنا الخيار الآخر
_________________
نحن الذين ظننا أننا غادرنا الطفولة منذ سنوات عديدة
لماذا في هذا اليوم - في عيد الأم
ينتابنا شعور بأن الطفولة لا تغادرنا
_____________________
الصور
أزمنة اخترعناها كخدعة ذكية
كي نوهم أنفسنا بأننا
أخذنا من اللحظة الهاربة ملمحا
نبقيه زوادة للقادم
ولا تفاصيل دقيقة عن حياة الكاتب
ولكنها أقرب إلى التأملات
التي تختلط فيها الأحلام بالذكريات
فتقف بنا عند تلك اللحظة التي يطلق عليها الكاتب اسم: لحظة الوقوف مع الذات
لحظة خاصة جدا نقلها لنا في هذا البوح الشفيف
الذي يصب في ذاكرة بعيدة وبعد غربة طويلة
لحظة تتكاثف داخلها مشاعره وخبراته وأفكاره وأمانيه
فتولد لدى القارئ بريق الدهشة
وتطلق العنان للأسئلة التي لن تجد لها إجابة هنا
ما هي الذاكرة؟ وكم تبعد عن الحقيقة؟
ما هو الوطن؟ ومتى يكون المنفى وطنا؟
هل للدموع لغة؟ هل للغة سطوة أمام فيضان الأسئلة؟
أسئلة وأسئلة تطلقها هذه التأملات
وتدرك في النهاية أنه لا سبيل حقا لترميم الذاكرة
_________________
واقتبس
من هم الأكثر حظا في هذه الحياة
هل هم الذين تضعه الحياة أمام خيار واحد وحيد
وبالتالي لا يواجهون قلق وحيرة الاختيار.. ولا مداعاة للندم
أم أولئك الذين يتعين عليهم أن يختاروا بين عدة اختيارات
فيلوكون الندم
واقعين تحت حيرة السؤال: ماذا لو
لو أننا تصرفنا بشكل آخر
لو اخترنا الخيار الآخر
_________________
نحن الذين ظننا أننا غادرنا الطفولة منذ سنوات عديدة
لماذا في هذا اليوم - في عيد الأم
ينتابنا شعور بأن الطفولة لا تغادرنا
_____________________
الصور
أزمنة اخترعناها كخدعة ذكية
كي نوهم أنفسنا بأننا
أخذنا من اللحظة الهاربة ملمحا
نبقيه زوادة للقادم
October 29, 2018
قبل سنة ونصف تقريباً.. وقبل شرائي له بمدة قرأت نصوص من هالكتاب .. وبعد شرائي استبعدت قراءته كونه مليان مشاعر مؤلمة تثير الحنين.. أجلته لوقت تكون قراءته أنسب.. قبل أيام استوعبت ان الوقت الأنسب لا يرغب بالقدوم.. فقررت أبدأ فيه.. وسمحت له يعبث بمشاعري ويقلّبها..
عشت معاه الغربة.. الفقد.. ووجدت نفسي كثيراً بين السطور.
عشت معاه الغربة.. الفقد.. ووجدت نفسي كثيراً بين السطور.
January 21, 2020
يمتلك الكاتب حسن مدن تجربة غنية في الحياة تقرأ لمحات منها في هذا الكتاب. هو كاتب رزين وأنيق كما يصفه والدي دائما والذي يحرص على قراءة عموده في صحيفة الخليج الاماراتية.
ستقرأ هذا الكتاب بكل نهم وشغف.
ستقرأ هذا الكتاب بكل نهم وشغف.
October 5, 2025
كتاب رائع
عن الذاكرة والحياة والمدن والأوطان والمنافي، وعن الأيام حين تتسرب من كفّي الإنسان
عن الذاكرة والحياة والمدن والأوطان والمنافي، وعن الأيام حين تتسرب من كفّي الإنسان
November 18, 2021
- " نحن لا ننسى ، إنما نتظاهر بالنسيان ."
في #ترميم_الذاكرة يسرد المبدع دوماً الكاتب #حسن_مدن ما يشبة السيرة الذاتية مدرجاً قطوف من حياته لنيف من السنين بين المنافي و الوطن . . بين الصبا و الشباب .. بين الدراسة و العمل الثقافي .. تعيش معه برودة موسكو .. وجع الوحدة في باريس .. و الأزدهار الثقافي في الشارقة و التوق الشديد للأرض الوطن البحرين و ترابها .. الذي مهما جار يظل عزيزاً .. و أهلها الكرام .
تلك المقتطفات الأدبية التي وردت في الكتاب أستقطبت قلبي بجمالها ..
فما أوجع تلك الغربة القسرية .. و الفقد و الحنين .
في #ترميم_الذاكرة يسرد المبدع دوماً الكاتب #حسن_مدن ما يشبة السيرة الذاتية مدرجاً قطوف من حياته لنيف من السنين بين المنافي و الوطن . . بين الصبا و الشباب .. بين الدراسة و العمل الثقافي .. تعيش معه برودة موسكو .. وجع الوحدة في باريس .. و الأزدهار الثقافي في الشارقة و التوق الشديد للأرض الوطن البحرين و ترابها .. الذي مهما جار يظل عزيزاً .. و أهلها الكرام .
تلك المقتطفات الأدبية التي وردت في الكتاب أستقطبت قلبي بجمالها ..
فما أوجع تلك الغربة القسرية .. و الفقد و الحنين .
December 24, 2025
❞ وتذهل حين تكتشف أن الذاكرة مخادعة إلى هذا المقدار؛ إذ إنها تختزن في قاعها من التفاصيل والوجوه والأحداث ما يدهشك حين تجعلها تتقافز أمام ناظريك ❝
محزن جداً خيانة الذاكرة لنا هل من سبيل لتجنب هذه الخيانة كل ما نريده هو الاستمرار بتذكر الملامح والرائحة والأماكن التي نحبها بأدق تفاصيلها لكنها خيانة محتومة على البشر يحاول الكاتب ترميم ذاكرته بعد هذه الخيانة ولكن هل تبقى له شيء بعد الرجوع من الغربة يساعده على ترميمها تغيرت الأماكن وذهبوا الأحبة
محزن جداً خيانة الذاكرة لنا هل من سبيل لتجنب هذه الخيانة كل ما نريده هو الاستمرار بتذكر الملامح والرائحة والأماكن التي نحبها بأدق تفاصيلها لكنها خيانة محتومة على البشر يحاول الكاتب ترميم ذاكرته بعد هذه الخيانة ولكن هل تبقى له شيء بعد الرجوع من الغربة يساعده على ترميمها تغيرت الأماكن وذهبوا الأحبة
June 2, 2021
سيرة ذاتية بديعة جدًا ، ممتعة أيضًا لا تُملّ.
August 24, 2025
تقول الكاتبة إيمان مرسال:
“أحيانًا يهزك عمل أدبي ما ولا يعني ذلك إنه عمل غير مسبوق في تاريخ الأدب، أو إنه أفضل ما قرأت في حياتك، إنها الصدف العمياء التي تدفع لك رسالة تساعدك على فهم ما تمر به، في اللحظة التي تحتاجها تمامًا، دون حتى أن تعرف إنك تحتاجها"
وهذا ماشعرت به عندما قرأت هذه السيرة الرائعة للكاتب البحريني حسن مدن الذي رافقني كتابه لمدة شهرين كاملين بالرغم من أنه ليس طويلاً! ولكني أحببت صحبته كثيراً.
ما يجعل “ترميم الذاكرة” عملاً متفرّدًا بالنسبة لي ليس صدقه الإنساني وحده، بل تلك القدرة المذهلة على استدعاء ذاكرة القارئ عبر ذاكرة الكاتب، كما لو أن الكلمات تُمرّر الضوء على جدران داخلية نسينا وجودها.
إنه كتاب عن الزمن، عن كيف نعيش اللحظة مرة واحدة، ثم نحياها مراتٍ لا تُحصى في أعماقنا — لا كما حدثت، بل كما استقرت فينا. صحيح بأن التفاصيل تبهت، لكن الإحساس يبقى حارًا، نابضًا، وكأن الكتابة نفسها صمّمت لتقاوم النسيان بأن تُعيد تشكيله.
هذا العمل لا ينتمي إلى جنسٍ أدبيٍّ بعينه؛ إنه نص تأملي فلسفي يتخفى على هيئة سيرة ذاتية. تنطلق من الطفولة، ثم تتنقل بين القرى والمدن، بين المنفى والوطن، بين لحظاتٍ غائرة في الذاكرة ومحطاتٍ شكّلت ملامح الوعي. إنه سرد محكوم بالدهشة، مشبع بالمرارة، ومبلّل بنَفَس الحنين.
“ترميم الذاكرة” لا يروي حكاية فرد فقط، بل يفتح ثغرة في جدار الزمن، يتيح للقارئ أن يطل منها على هويةٍ تتشكل وتتفكك، على الكتابة بوصفها خلاصًا، وعلى الذاكرة كملاذ هش ومُلتهب.
الشيء الذي شدّني بشدة في هذا العمل هو تأثيره العميق في النفس؛ فهو لا يكتفي بسرد قصة أو طرح فكرة، بل يزرع في داخلك حالة من التأمل والتساؤل، ويجعلك تعيد النظر في تفاصيلك الشخصية، في ذاكرتك، وعلاقتك بما حولك. حتى ينتهي بك المطاف وأنت محاط بأسئلة لا تملك لها إجابة حاسمة، لكنها تلامس شيئًا حقيقيًا بداخلك، مثل:
هل نكتب لنُخلّد ما عشناه فقط، أم لنضمد ما انكسر فينا؟
هل ما نستعيده من الذاكرة هو الحقيقة بعينها، أم صورة لما تمنينا حدوثه؟
هل الذاكرة مجرد وثيقة لما مضى، أم طريقة وأداة نعيد بها تشكيل ذواتنا باستمرار؟
وتساؤل وأقتباس أخير على لسان الكاتب:
"ما المؤقت، وما الدائم؟ أيكون الدائم هو سلسلة «المؤقتات» تتجمع في نهاية المطاف أو تمتد لتشكل الحياة؟ "
“أحيانًا يهزك عمل أدبي ما ولا يعني ذلك إنه عمل غير مسبوق في تاريخ الأدب، أو إنه أفضل ما قرأت في حياتك، إنها الصدف العمياء التي تدفع لك رسالة تساعدك على فهم ما تمر به، في اللحظة التي تحتاجها تمامًا، دون حتى أن تعرف إنك تحتاجها"
وهذا ماشعرت به عندما قرأت هذه السيرة الرائعة للكاتب البحريني حسن مدن الذي رافقني كتابه لمدة شهرين كاملين بالرغم من أنه ليس طويلاً! ولكني أحببت صحبته كثيراً.
ما يجعل “ترميم الذاكرة” عملاً متفرّدًا بالنسبة لي ليس صدقه الإنساني وحده، بل تلك القدرة المذهلة على استدعاء ذاكرة القارئ عبر ذاكرة الكاتب، كما لو أن الكلمات تُمرّر الضوء على جدران داخلية نسينا وجودها.
إنه كتاب عن الزمن، عن كيف نعيش اللحظة مرة واحدة، ثم نحياها مراتٍ لا تُحصى في أعماقنا — لا كما حدثت، بل كما استقرت فينا. صحيح بأن التفاصيل تبهت، لكن الإحساس يبقى حارًا، نابضًا، وكأن الكتابة نفسها صمّمت لتقاوم النسيان بأن تُعيد تشكيله.
هذا العمل لا ينتمي إلى جنسٍ أدبيٍّ بعينه؛ إنه نص تأملي فلسفي يتخفى على هيئة سيرة ذاتية. تنطلق من الطفولة، ثم تتنقل بين القرى والمدن، بين المنفى والوطن، بين لحظاتٍ غائرة في الذاكرة ومحطاتٍ شكّلت ملامح الوعي. إنه سرد محكوم بالدهشة، مشبع بالمرارة، ومبلّل بنَفَس الحنين.
“ترميم الذاكرة” لا يروي حكاية فرد فقط، بل يفتح ثغرة في جدار الزمن، يتيح للقارئ أن يطل منها على هويةٍ تتشكل وتتفكك، على الكتابة بوصفها خلاصًا، وعلى الذاكرة كملاذ هش ومُلتهب.
الشيء الذي شدّني بشدة في هذا العمل هو تأثيره العميق في النفس؛ فهو لا يكتفي بسرد قصة أو طرح فكرة، بل يزرع في داخلك حالة من التأمل والتساؤل، ويجعلك تعيد النظر في تفاصيلك الشخصية، في ذاكرتك، وعلاقتك بما حولك. حتى ينتهي بك المطاف وأنت محاط بأسئلة لا تملك لها إجابة حاسمة، لكنها تلامس شيئًا حقيقيًا بداخلك، مثل:
هل نكتب لنُخلّد ما عشناه فقط، أم لنضمد ما انكسر فينا؟
هل ما نستعيده من الذاكرة هو الحقيقة بعينها، أم صورة لما تمنينا حدوثه؟
هل الذاكرة مجرد وثيقة لما مضى، أم طريقة وأداة نعيد بها تشكيل ذواتنا باستمرار؟
وتساؤل وأقتباس أخير على لسان الكاتب:
"ما المؤقت، وما الدائم؟ أيكون الدائم هو سلسلة «المؤقتات» تتجمع في نهاية المطاف أو تمتد لتشكل الحياة؟ "
Read
September 4, 2012أكان ينبغي أن تسير الأمور على النحو الذي سارت عليه؟ ألم يكن بالإمكان أن تكون أحسن؟" ولا يجيب على هذا السؤال بشكل مباشر، لكنه يستخدم آلية استدعاء أخرى تسود العديد من مناطق استرداده للذاكرة، وهي آلية استدعاء كتابات أخرى أو أفلام أو حتى وقائع حدثت له. وكأن الكاتب يعلن عن ذاته قارئا مطلعا نبيها، وكأنه يؤكد أن سنوات الغربة لم تضيع هباء، وأن تلك السنون كانت رصيدا كبيرا من المعرفة والانتقال واكتساب الخبرات. وهو هاجس يعلن عن نفسه في كثير من مناطق سيرته، وإن بشكل ضمني. يجيب الكاتب على لسان ليو تولستوي في روايته الشهيرة الحرب والسلام قائلا: أن الأمور سارت على هذا النحو لأنها سارت هكذا"
كتاب جميل جدير بالقراءة".
كتاب جميل جدير بالقراءة".
September 29, 2024
العنوان الشاعري “ترميم الذاكرة” يُعطي تصور لدى القارئ أنّ الكتاب عبارة عن ذكريات متفرقة وخواطر منوعة واستعادة لأبرز محطات حياة الكاتب، نشأ حسن مدن في ظل المحيط البحريني المحافظ لكنه شذ عن السرب في توجهاته اليسارية والقومية، نُفي قسراً عن الوطن لمدة تتجاوز ٢٠ سنة تنقل فيها بين العراق والقاهرة ولبنان وسوريا وروسيا، التجارب الحياتية المتعددة والتنقل المستمر وطبيعة حياة الكاتب أعطت الكتاب لمسة خاصة مليئة بالحكمة والخرة برع فيها في التنقل من فكرة لأخرى دون ان يفقد الخيط الرئيسي لسرديته بصورة خلابه
الكاتب يمثل جيل السبعينات، الجيل الذي عاش صعود أحلامه وانكساراتها أو كما يسمى جيل الأحلام والإخفاقات ولطالما شعرت ان كتابات وأدبيات هذا الجيل لها وقع خاص وصبغة مليئة بالغصّة والشجن
الكاتب يمثل جيل السبعينات، الجيل الذي عاش صعود أحلامه وانكساراتها أو كما يسمى جيل الأحلام والإخفاقات ولطالما شعرت ان كتابات وأدبيات هذا الجيل لها وقع خاص وصبغة مليئة بالغصّة والشجن
June 3, 2016
إنها القراءة اللذيذة دون تردد ، تسرقك إليها كلمات الدكتور حسن مدن ، كأنها تدعوك ، لتطير .. حبا و شوقا وأغان .. سفر الذاكرة هذا ، حري بِنَا التلذذ بفصوله ،،نتنقل بينها دون أن نشعر بسلاسة وشاعرية دائما ما تميزت بها كتابات الدكتور حسن .جزء من السيرة وكثير من التأملات في الهجرة والغياب والفقد والأماكن والنسيان " الذاكرة الأخرى" ، هناك قصة مغايرة في كل صفحة تستحق منا التوقف على ضفاف هذه التجربة الشيقة في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان " ترميم الذاكرة" وهو صادر عن دار المدى عام ٢٠٠٨،
September 18, 2017
عندما تحمل السيرة الذاتية في جوفها تحليلاً فلسفياً للذاكرة ومعنى الفقدان، اعرف بأنك قد ظفرت بكتاباً مميزاً...
August 25, 2025
.
.
كتاب: ترميم الذاكرة،، للكاتب: حسن مدن، الصادر عن: مسعى للنشر والتوزيع، العنوان للنشر والتوزيع
.
- سيرة ذاتية شاعرية جميلة للكاتب، تحدث فيها عن حياته وتنقلاته الكثيرة، وركز على قضية المكان، وفلسفة المكان..
ولم يكن المكان مجرد أرض وموقع جغرافي عابر، إنما ركز على المشاعر والعواطف والأشخاص والنمو، من بين المدن والدول: البحرين والقاهرة وبيروت ودمشق والشارقة ودبي وروسيا.
.
- قلم المؤلف بديع جدًا، أعجبني الحديث عن الحب، والفقد، والغياب، والعودة، والانتظار، والترقب، وتوديع الأماكن، والذكرى، والذاكرة.. عن عودته للبحرين بعد غياب، عن خبر وفاة والديه، ووفاة اخوانه، عن الحديث مع صغار العائلة الذين لم يعودوا كذلك، عن تغير الأماكن، عن صبر مريم، عن اتخاذ القرارات، عن علاقته بالحراك السياسي و…
.
- من النقاط المهمة بالنسبة لي، كلما تحدث الكاتب عن موقف أجد نفسي بين السطور، وأتفهم جيدًا مغزى النص ومدى احاسيسه، بالرغم من أن لكل شخص تجربته وحياته المختلفة والمستقلة، بالطبع ٥/٥.
.
#اقتباسات
- "أتعبتني يا دورة المفتاح
في الباب
الذي ما خلفه أحد.»
مريد البرغوثي
.
- "إذا أدركك الحنين إلى مكان، فلا تعد إليه أبداً."
غراهام غرين
.
- إننا لا نصف ما نرى، إنما ما نتذكر. إن الذاكرة هي من يصف، هي التي تعيد صوغ تشكيل الأشياء بعد أن نصبح على مسافة كافية منها، تلك المسافة الضرورية لإشعال الحنين إليها.
.
- إن الذكرى نفسها لا تستعاد حتى لو تيسرت لها كل الظروف التي تيسرت للحدث ذاته أوّل مرة قبل أن تصبح ذكرى؛ لأننا في الحال الثانية -حال الاستعادة - نكون بصدد حدثٍ آخر يؤسس لذاكرة جديدة، وليس مهمًا هنا أن تكون أفضل أو أسوأ؛ لأن الأساس هو أنها مختلفة.
.
- إذا فقدنا المكان طويلاً، خاصة إذا كان وطناً أو حتى مجرد مسقط رأس، فإنه يتحول إلى حلم، إلى أسطورة، إلى فردوس مشتهى أو مبتغى، بحيث أن الصورة الحقيقية للمكان المفتقد تصغر أمام صورة الحلم الذي كوناه عنه أو من وحيه.
.
- إن دولاب التفكير والتأمل في ذواتنا يجب ألا يهدأ، يجب ألا يتوقف، عليه أن يدور ويدور؛ لأنه ما إن يتباطأ فإن تلك علامة أن الوهن قد ابتدأ يدب في الروح، وأن هذا التباطؤ مقدمة للتوقف النهائي.
.
- إننا لا نستعيد الملامح إلا حين ربطها بحدث، بذكرى معينة ، بواقعة.
.
- لكن الإنسان أميل للنظر إلى كل الأمور بصفتها مؤقتة، بصفتها عابرة. الإنسان الذي يقتلع من محيطه الآمن، ومن الأشياء التي ألفها والأحبة الذين تعلق بهم الفؤاد، يُقنع نفسه، في ما يشبه التمني، بأن ما جرى ليس سوى أمر مؤقت، وأن المحيط الذي انتزع منه سرعان ما سيحتضنه من جديد، ولكن الحياة ليست سخية في تقديم عطايا من هذا النوع. إنها تبدو قاسية حين ترمي بأبنائها إلى المجاهل.
.
- الأصح أن نتشرب لحظات السعادة العابرة قطرة قطرة، قبل أن تتلاشى وتزول؛ لأن الدائم ليس سوى سلسلة من "المؤقتات»
.
- نحن لا نختبر الزمن إلا في ما يتركه من آثار على الأجساد والوجوه. خارج تلك الآثار نحن لا نعثر على أثر للزمن، لا نمسك به. الزمن هو الأطفال وقد غدوا فتياناً أو فتيات. هو نحن وقد أصبحنا آباء أو أمهات، لم نعد شباناً وإنما كهول وربما شيوخ أيضاً.
.
- لكن النخلة - إلى هذا كله - تختزن في شموخها مقدرة هائلة على الصبر في بيئة قاسية. إنها كأهل ديارها الذين جبلوا على تحمل قسوة مناخ صعب في أزمنة الكدح والشقاء، بل إنها كانت هبة الطبيعة إليهم، أشبه بالأم الحنون التي مدتهم بكل أسباب العيش والسكينة والأمان في بيئة بدا كل ما فيها قاسياً وباعثاً على الخوف.
.
- لكن ذلك لا يحدث بهذه البساطة؛ لأن هذا الاقتراب من الأماكن والأشياء التي بعثت على حنين طويل، يُفجر دواخلنا حنيناً آخر إلى صورة تلك الأشياء والوجوه أول مرة.
.
- مشكلتنا ليست أبداً مع الغربة الخارجية. إن ما ينخر نفس الإنسان من الداخل، ما يُربكها ويوترها هو الشعور العميق بالغربة الداخلية، غربة الرّوح.
.
- كان هذا الصديق يستحث فكرة أخرى لديّ ولديه: لا تتعب نفسك بالمشاريع الكثيرة. ستمضي الحياة قبل أن تنجزها. لكنني لا آخذ هذه النصيحة على محمل الجد؛ لأنني أظن أن الحياة بدون مشروع تكف عن أن تكون حياة.
.
- هناك ما هو أكثر فداحة، بينما يتعين علينا المفاضلة بين الخيارين، كل منهما يصادف هوى في نفوسنا. في هذه الحالة علينا التسليم لكي نظفر بشيء رائع علينا أن نضحي بشيء رائع آخر.
.
- سيكون أمراً مضلّلا إن بدا أن هذا الفقد المتتالي للمدن فقد شخصي، إنه في العمق فقد جماعي لجيل بكامله عاش صعود أحلامه وانكساراتها أيضاً.
.
- حين تقرأ الكتب نفسها التي يقرأها شخص آخر تنعقد بينكما صداقة سرية أو أخوة سرية كما يعبر ميلان كونديرا،
.
- ولكن المدن أمكنة. والأمكنة هي البشر بالدرجة الأولى، فقد تشدك لمدينة ما ذكرى جميلة، مثلاً إنسان عزيز على القلب يقيم فيها، أو ألفة نشأت مع الوقت، ولا سبيل للتحرر من هذه الألفة، بدليل أن أناساً كثيرين يجربون الهجرة من المدن التي ألفوها إلى أماكن أخرى، فلا تنبت لهم جذور ويظلون مشدودين وجداناً وعاطفة وذكريات لأماكنهم الأولى.
.
- تحمل العاطفة -في داخلها- النقائض. يمكن لها أن تبلغ أقصى درجات التوهج، لكنها عُرضة للعطب؛ لأنّ المرء عرضة لتحولات كثيرة في حياته.
.
كتاب: ترميم الذاكرة،، للكاتب: حسن مدن، الصادر عن: مسعى للنشر والتوزيع، العنوان للنشر والتوزيع
.
- سيرة ذاتية شاعرية جميلة للكاتب، تحدث فيها عن حياته وتنقلاته الكثيرة، وركز على قضية المكان، وفلسفة المكان..
ولم يكن المكان مجرد أرض وموقع جغرافي عابر، إنما ركز على المشاعر والعواطف والأشخاص والنمو، من بين المدن والدول: البحرين والقاهرة وبيروت ودمشق والشارقة ودبي وروسيا.
.
- قلم المؤلف بديع جدًا، أعجبني الحديث عن الحب، والفقد، والغياب، والعودة، والانتظار، والترقب، وتوديع الأماكن، والذكرى، والذاكرة.. عن عودته للبحرين بعد غياب، عن خبر وفاة والديه، ووفاة اخوانه، عن الحديث مع صغار العائلة الذين لم يعودوا كذلك، عن تغير الأماكن، عن صبر مريم، عن اتخاذ القرارات، عن علاقته بالحراك السياسي و…
.
- من النقاط المهمة بالنسبة لي، كلما تحدث الكاتب عن موقف أجد نفسي بين السطور، وأتفهم جيدًا مغزى النص ومدى احاسيسه، بالرغم من أن لكل شخص تجربته وحياته المختلفة والمستقلة، بالطبع ٥/٥.
.
#اقتباسات
- "أتعبتني يا دورة المفتاح
في الباب
الذي ما خلفه أحد.»
مريد البرغوثي
.
- "إذا أدركك الحنين إلى مكان، فلا تعد إليه أبداً."
غراهام غرين
.
- إننا لا نصف ما نرى، إنما ما نتذكر. إن الذاكرة هي من يصف، هي التي تعيد صوغ تشكيل الأشياء بعد أن نصبح على مسافة كافية منها، تلك المسافة الضرورية لإشعال الحنين إليها.
.
- إن الذكرى نفسها لا تستعاد حتى لو تيسرت لها كل الظروف التي تيسرت للحدث ذاته أوّل مرة قبل أن تصبح ذكرى؛ لأننا في الحال الثانية -حال الاستعادة - نكون بصدد حدثٍ آخر يؤسس لذاكرة جديدة، وليس مهمًا هنا أن تكون أفضل أو أسوأ؛ لأن الأساس هو أنها مختلفة.
.
- إذا فقدنا المكان طويلاً، خاصة إذا كان وطناً أو حتى مجرد مسقط رأس، فإنه يتحول إلى حلم، إلى أسطورة، إلى فردوس مشتهى أو مبتغى، بحيث أن الصورة الحقيقية للمكان المفتقد تصغر أمام صورة الحلم الذي كوناه عنه أو من وحيه.
.
- إن دولاب التفكير والتأمل في ذواتنا يجب ألا يهدأ، يجب ألا يتوقف، عليه أن يدور ويدور؛ لأنه ما إن يتباطأ فإن تلك علامة أن الوهن قد ابتدأ يدب في الروح، وأن هذا التباطؤ مقدمة للتوقف النهائي.
.
- إننا لا نستعيد الملامح إلا حين ربطها بحدث، بذكرى معينة ، بواقعة.
.
- لكن الإنسان أميل للنظر إلى كل الأمور بصفتها مؤقتة، بصفتها عابرة. الإنسان الذي يقتلع من محيطه الآمن، ومن الأشياء التي ألفها والأحبة الذين تعلق بهم الفؤاد، يُقنع نفسه، في ما يشبه التمني، بأن ما جرى ليس سوى أمر مؤقت، وأن المحيط الذي انتزع منه سرعان ما سيحتضنه من جديد، ولكن الحياة ليست سخية في تقديم عطايا من هذا النوع. إنها تبدو قاسية حين ترمي بأبنائها إلى المجاهل.
.
- الأصح أن نتشرب لحظات السعادة العابرة قطرة قطرة، قبل أن تتلاشى وتزول؛ لأن الدائم ليس سوى سلسلة من "المؤقتات»
.
- نحن لا نختبر الزمن إلا في ما يتركه من آثار على الأجساد والوجوه. خارج تلك الآثار نحن لا نعثر على أثر للزمن، لا نمسك به. الزمن هو الأطفال وقد غدوا فتياناً أو فتيات. هو نحن وقد أصبحنا آباء أو أمهات، لم نعد شباناً وإنما كهول وربما شيوخ أيضاً.
.
- لكن النخلة - إلى هذا كله - تختزن في شموخها مقدرة هائلة على الصبر في بيئة قاسية. إنها كأهل ديارها الذين جبلوا على تحمل قسوة مناخ صعب في أزمنة الكدح والشقاء، بل إنها كانت هبة الطبيعة إليهم، أشبه بالأم الحنون التي مدتهم بكل أسباب العيش والسكينة والأمان في بيئة بدا كل ما فيها قاسياً وباعثاً على الخوف.
.
- لكن ذلك لا يحدث بهذه البساطة؛ لأن هذا الاقتراب من الأماكن والأشياء التي بعثت على حنين طويل، يُفجر دواخلنا حنيناً آخر إلى صورة تلك الأشياء والوجوه أول مرة.
.
- مشكلتنا ليست أبداً مع الغربة الخارجية. إن ما ينخر نفس الإنسان من الداخل، ما يُربكها ويوترها هو الشعور العميق بالغربة الداخلية، غربة الرّوح.
.
- كان هذا الصديق يستحث فكرة أخرى لديّ ولديه: لا تتعب نفسك بالمشاريع الكثيرة. ستمضي الحياة قبل أن تنجزها. لكنني لا آخذ هذه النصيحة على محمل الجد؛ لأنني أظن أن الحياة بدون مشروع تكف عن أن تكون حياة.
.
- هناك ما هو أكثر فداحة، بينما يتعين علينا المفاضلة بين الخيارين، كل منهما يصادف هوى في نفوسنا. في هذه الحالة علينا التسليم لكي نظفر بشيء رائع علينا أن نضحي بشيء رائع آخر.
.
- سيكون أمراً مضلّلا إن بدا أن هذا الفقد المتتالي للمدن فقد شخصي، إنه في العمق فقد جماعي لجيل بكامله عاش صعود أحلامه وانكساراتها أيضاً.
.
- حين تقرأ الكتب نفسها التي يقرأها شخص آخر تنعقد بينكما صداقة سرية أو أخوة سرية كما يعبر ميلان كونديرا،
.
- ولكن المدن أمكنة. والأمكنة هي البشر بالدرجة الأولى، فقد تشدك لمدينة ما ذكرى جميلة، مثلاً إنسان عزيز على القلب يقيم فيها، أو ألفة نشأت مع الوقت، ولا سبيل للتحرر من هذه الألفة، بدليل أن أناساً كثيرين يجربون الهجرة من المدن التي ألفوها إلى أماكن أخرى، فلا تنبت لهم جذور ويظلون مشدودين وجداناً وعاطفة وذكريات لأماكنهم الأولى.
.
- تحمل العاطفة -في داخلها- النقائض. يمكن لها أن تبلغ أقصى درجات التوهج، لكنها عُرضة للعطب؛ لأنّ المرء عرضة لتحولات كثيرة في حياته.
September 20, 2022
ليست أرضا واحدة تلك التي تحتضن سيرة الكاتب البحريني حسن مدن، بل مدن وبلدان تتمدد على خارطة كبيرة، تجعل من أفق الكتابة عنها مفتوحا ومغلقا في آن في إصداره “ترميم الذاكرة”، مفتوحا على تنوع هذه البلدان وصورها، ذكرياتها وأحداثها، ومغلقا بعنوان الحذر والاختصار الذي يدفع له الكاتب وهو يقترب من يومياته ومشاعره وأفكاره في إطلالات سريعة.
هي عملية ترميم لبعض غرف الذاكرة، الحافلة بسيرة شاب مازال يتأمل ذاته في العشرين من العمر، ويسأل دون حسم إن كانت خياراته يومها هي الجواب الصحيح بعد قضاء ربع قرن خارج أرض الوطن منفيا، ساعة قرر الهرب من منفاه الداخلي..الرجل الذي يدخلنا إلى مشاهد الطفولة بكثير من الحنين والألفة والحب، يشعر اليوم بأنه خسر بعضا من تفاصيله الإنسانية البسيطة لأنه التحق بالكبار مبكرا ولم يعش حياة الشباب من عمره..هذه واحدة من التضحيات، هكذا يراها، في ظل التربية الحزبية التي انتهت إلى أن يكون بعيدا عن أهله وعن الاستمتاع بلحظات العمر في وسط أبناء جيله.
ثمة نبرة مراجعة مع الذات، تصوغ شكل السيرة وهي تبحر بنا من بلد إلى بلد، غير أن الكاتب كثير الاختزال، لغته التي تميل إلى الرقة والوضوح غالبا تصبح ذريعة للانصراف عن شرح التفاصيل، إلى القدر الذي لا نملك فيه القبض على صورته بتمامها وهو ينتقل من القاهرة إلى بغداد فبيروت عبورا إلى دمشق و روسيا وانتهاءا بالشارقة، يقدم من خلالها شهادات عميقة على مشاهد الحياة في تلك البلدان، لكنه لا يقدم لنا من أحواله إلا النزر القليل، حتى تكاد السيرة في بعض فصولها أن تستحيل إلى انتقالات بين فنادق ومدن ومطارات ومؤتمرات، فيما الفضول الذي يأخذنا للسؤال عن الجهة التي ينتمي إليها، والمهمة التي كان ينشغل بها، لا يجد ما يرويه، إلا الإشارات العابرة.
لن نعرف الكثير عن الكتب التي دوخته وكانت الغواية الأولى التي جازت به المسافات، إلا ما فاض به الإصدار من اقتباسات تذكرنا باتساع دائرة القراءة وعمقها لديه، فضلا عن التعلق الحميمي بالكثير من الأفلام التي يستذكرها لترميم ثقوب هذه الذاكرة.
كمن يهرب من تفاصيله الشخصية في المنافي، يدعونا للتأمل معه في سيرة الأمكنة، وتأثيرها على الناس، عن معاني الألفة معها، والألفة مع الناس، يجرنا بروح الشاعر لإعادة التفكير في مفهوم الألفة مع الأشياء، يتأمل البحر والمطر والبناءات العتيقة، وهو يوقظ النائم من ذكرياته التي لا يسعها الإصدار.
في “ترميم الذاكرة” كتابة تشبه حسن مدن تماما، لمن يقرأ ويتابع مقاله اليومي في جريدة الاتحاد ستبدو ذات السلاسلة اللغوية، والتطعيمات الأدبية، والذاكرة الوقادة حاضرة في هذا الإصدار، فاللغة هنا ليست في حاجة إلى ترميم كما هي الذاكرة، لكنها ربما بحاجة إلى أن تتحرر هي والذاكرة من مخاوفها، وتردداتها، لتخرج من المنفى الداخلي الذي يجعلنا نخرج بأن سيرة الكاتب لم تكتب بعد.
هي عملية ترميم لبعض غرف الذاكرة، الحافلة بسيرة شاب مازال يتأمل ذاته في العشرين من العمر، ويسأل دون حسم إن كانت خياراته يومها هي الجواب الصحيح بعد قضاء ربع قرن خارج أرض الوطن منفيا، ساعة قرر الهرب من منفاه الداخلي..الرجل الذي يدخلنا إلى مشاهد الطفولة بكثير من الحنين والألفة والحب، يشعر اليوم بأنه خسر بعضا من تفاصيله الإنسانية البسيطة لأنه التحق بالكبار مبكرا ولم يعش حياة الشباب من عمره..هذه واحدة من التضحيات، هكذا يراها، في ظل التربية الحزبية التي انتهت إلى أن يكون بعيدا عن أهله وعن الاستمتاع بلحظات العمر في وسط أبناء جيله.
ثمة نبرة مراجعة مع الذات، تصوغ شكل السيرة وهي تبحر بنا من بلد إلى بلد، غير أن الكاتب كثير الاختزال، لغته التي تميل إلى الرقة والوضوح غالبا تصبح ذريعة للانصراف عن شرح التفاصيل، إلى القدر الذي لا نملك فيه القبض على صورته بتمامها وهو ينتقل من القاهرة إلى بغداد فبيروت عبورا إلى دمشق و روسيا وانتهاءا بالشارقة، يقدم من خلالها شهادات عميقة على مشاهد الحياة في تلك البلدان، لكنه لا يقدم لنا من أحواله إلا النزر القليل، حتى تكاد السيرة في بعض فصولها أن تستحيل إلى انتقالات بين فنادق ومدن ومطارات ومؤتمرات، فيما الفضول الذي يأخذنا للسؤال عن الجهة التي ينتمي إليها، والمهمة التي كان ينشغل بها، لا يجد ما يرويه، إلا الإشارات العابرة.
لن نعرف الكثير عن الكتب التي دوخته وكانت الغواية الأولى التي جازت به المسافات، إلا ما فاض به الإصدار من اقتباسات تذكرنا باتساع دائرة القراءة وعمقها لديه، فضلا عن التعلق الحميمي بالكثير من الأفلام التي يستذكرها لترميم ثقوب هذه الذاكرة.
كمن يهرب من تفاصيله الشخصية في المنافي، يدعونا للتأمل معه في سيرة الأمكنة، وتأثيرها على الناس، عن معاني الألفة معها، والألفة مع الناس، يجرنا بروح الشاعر لإعادة التفكير في مفهوم الألفة مع الأشياء، يتأمل البحر والمطر والبناءات العتيقة، وهو يوقظ النائم من ذكرياته التي لا يسعها الإصدار.
في “ترميم الذاكرة” كتابة تشبه حسن مدن تماما، لمن يقرأ ويتابع مقاله اليومي في جريدة الاتحاد ستبدو ذات السلاسلة اللغوية، والتطعيمات الأدبية، والذاكرة الوقادة حاضرة في هذا الإصدار، فاللغة هنا ليست في حاجة إلى ترميم كما هي الذاكرة، لكنها ربما بحاجة إلى أن تتحرر هي والذاكرة من مخاوفها، وتردداتها، لتخرج من المنفى الداخلي الذي يجعلنا نخرج بأن سيرة الكاتب لم تكتب بعد.
August 7, 2025
بصراحة هذه الرّواية، أو لنقل كما قال صاحبها: "ما يشبه سيرة"، مذهلة جدًّا، بل من أروع الكتب التي قرأتها هذا العام وأجودها، وقد كان أن أقرأ للدكتور حسن مدن من اقتراحات صديقةٍ لي، وفعلًا راقت لي كثيرًا، وأحببتها حدًّا فارقًا.
هنا في هذه الكتاب نجد قصّةً مختزلةً بين الصّفحات، إنّها الذكريات، وليست فقط الذكريات العابرة، يقولون: تذكّر وتذكّر حتّى تنسى! لكن المؤلّف هنا وكأنّه يقول: تذكّر حتّى لا تنسى! هنا الزّمان يصبح قضيّةً، وكذلك المكان، ينسجان معًا أرجوزةً، تبدو قصيرة في شكلها وعدد صفحاتها، لكنّها طويلة المعان، عميقة البيان، بلغةٍ جسورة وفذّة لا تهاب، والأحداث ليست من المخيلة، بل من ترميم الذاكرة، وأية ذاكرة!
الكتاب عميق جدًّا، ودقيقٌ جدًّا، ويُظهر ثقافة كاتبه وقراءته لكثيرٍ من الكتب، والاطلاع على عديدٍ من المؤلفات، كما يعكس انعكاسًا جليًّا لهويّة هذا الرّجل وذاته، الذي يعتزّ بأنّه بحرينيّ الجنسيّة،،رغم كلّ شيء، ويرينا أيضًا تجسيدًا مرئيّ الكتابة لجانبه (الصحفيّ)، فأنت تبحر في أساليبه، تارةً تلتمس منه خبرًا صحفيًّا، وتارةً مقالة، وتارةً أخرى عمودًا، وأيضًا تتشكّل في رواية، أو "ما يشبه سيرة".
ولم يترك المؤلّف شيئًا من حياته وعواطفه، فذكر الحنين والأنين، ومآسي الدول والأحداث التاريخية، والأدب والفنون، والحبّ والأمومة، والطفولة والتدين، وأشياء كثيرة! إنّه بناءٌ تركيبيٌّ فعلًا، وكلما خضت في حكاية ترى أمامك أخرى.
وكم من الفلسفات قد احتوى هذا الكتاب؟ تراه يضيء من كلّ شيء، من الفنّ، والموسيقى، والهجرة، والغربة، والوطن،
وأيضًا، أهمها: فلسفة الزمان وفلسفة المكان، عندما يكون لكلاهما معنى، وكلاهما قد طغى عليه الفقد، فلا الزمان يعود ولا تفاصيله تُقبَض، لكنّها تُحرَّر وتُفكَّك، وأيضًا تُبنى وترمَّم من جديد! - ولا المؤلّف استطاع خلال نكبات حياته الطويلة أن يلمّ أجزاءه في كلّ موضعٍ عبره أو رآه، روسيا، مصر، البحرين، العراق، سوريا، دبي، وحتّى فلسطين… كلّها تُذكَر، فقدها واحدةً تلو الأخرى، لكنّه يعيد بناء ذاكرته منها.
أقولها مجدّدًا: لغةٌ جسورةٌ مُختالةٌ، وفنٌّ ساحر، يختصر حياةً في بضع صفحات، ولكنّها تشعرك بامتدادها وطولها .
هنا في هذه الكتاب نجد قصّةً مختزلةً بين الصّفحات، إنّها الذكريات، وليست فقط الذكريات العابرة، يقولون: تذكّر وتذكّر حتّى تنسى! لكن المؤلّف هنا وكأنّه يقول: تذكّر حتّى لا تنسى! هنا الزّمان يصبح قضيّةً، وكذلك المكان، ينسجان معًا أرجوزةً، تبدو قصيرة في شكلها وعدد صفحاتها، لكنّها طويلة المعان، عميقة البيان، بلغةٍ جسورة وفذّة لا تهاب، والأحداث ليست من المخيلة، بل من ترميم الذاكرة، وأية ذاكرة!
الكتاب عميق جدًّا، ودقيقٌ جدًّا، ويُظهر ثقافة كاتبه وقراءته لكثيرٍ من الكتب، والاطلاع على عديدٍ من المؤلفات، كما يعكس انعكاسًا جليًّا لهويّة هذا الرّجل وذاته، الذي يعتزّ بأنّه بحرينيّ الجنسيّة،،رغم كلّ شيء، ويرينا أيضًا تجسيدًا مرئيّ الكتابة لجانبه (الصحفيّ)، فأنت تبحر في أساليبه، تارةً تلتمس منه خبرًا صحفيًّا، وتارةً مقالة، وتارةً أخرى عمودًا، وأيضًا تتشكّل في رواية، أو "ما يشبه سيرة".
ولم يترك المؤلّف شيئًا من حياته وعواطفه، فذكر الحنين والأنين، ومآسي الدول والأحداث التاريخية، والأدب والفنون، والحبّ والأمومة، والطفولة والتدين، وأشياء كثيرة! إنّه بناءٌ تركيبيٌّ فعلًا، وكلما خضت في حكاية ترى أمامك أخرى.
وكم من الفلسفات قد احتوى هذا الكتاب؟ تراه يضيء من كلّ شيء، من الفنّ، والموسيقى، والهجرة، والغربة، والوطن،
وأيضًا، أهمها: فلسفة الزمان وفلسفة المكان، عندما يكون لكلاهما معنى، وكلاهما قد طغى عليه الفقد، فلا الزمان يعود ولا تفاصيله تُقبَض، لكنّها تُحرَّر وتُفكَّك، وأيضًا تُبنى وترمَّم من جديد! - ولا المؤلّف استطاع خلال نكبات حياته الطويلة أن يلمّ أجزاءه في كلّ موضعٍ عبره أو رآه، روسيا، مصر، البحرين، العراق، سوريا، دبي، وحتّى فلسطين… كلّها تُذكَر، فقدها واحدةً تلو الأخرى، لكنّه يعيد بناء ذاكرته منها.
أقولها مجدّدًا: لغةٌ جسورةٌ مُختالةٌ، وفنٌّ ساحر، يختصر حياةً في بضع صفحات، ولكنّها تشعرك بامتدادها وطولها .
Displaying 1 - 30 of 51 reviews