كشفت النصوص الشريفة في نهج البلاغة عمّا كان عليه الناس بنحو العموم والعرب بنحو الخصوص من تعدد معتقداتها، وتنوع أفكارها، وتشتت آرائها، وتأثرها بالأساطير والخيال الوافد من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، فكوّن لها رصيدًا منوعًا من المعتقدات، ومزيجًا من الرؤى والأفكار، فنتج عنه معتقدات جديدة وفريدة لم يلحظها المؤرخون والميثولوجيون في المجتمعات الشرقية أو الغربية، بل انفرد بها العرب في أرض الحجاز قبل الإسلام مما قدم كاشفية عن خصوبة الخيال عند العرب وتمسكهم بكل ما يمكّنهم من جلب المنفعة ودفع المضرة، فضلًا عن التعلق بمفهوم الرمزية التي أفضته الكعبة على أهلها فانعكس على سلوكياتهم ومعتقداتهم.
كنت أمشي في زقاق علي الأكبر المؤدي لمقامه في كربلاء ، و صدفة وجدت مكتبة على يميني ، و عندما دخلتها شعرت أني وجدت كنزا، لشدة انبهاري بعناوين الدراسات و التي تمت كلها استنادا على نهج البلاغة.
في هذه الدراسة بحث السيد نبيل في موضوع تكون عقائد العرب قبل الاسلام خصوصا في مكة ، و كيف أثرت الثقافات الاخرى عن طريق التجارة و غيرها في تكوين ثقافتهم.
آخذا بالاعتبار الاسباب التاريخية و النفسية و احتياجات الفرد آنذاك ، و أورد الكثير من المقارانات بين الأمم مثل التثليث و تأنيث الآلهة و غيرها.