«هناك حيث عُقدَ العهد، وخُتمت يدُہ بوصمة السارق التي آمنَ أنها أمارة مُلك، قالت: لا أملَ لك إلا في سداد الدَّين، يعلم كلانا أن الكفراوي لم يكن ضحيتكَ الأولى ولا الأخيرة، لكنه الوحيد الذي تمكَّن من خداعك بعقد ذلك الاتفاق. ما أعرضه عليك هو الخلاص».
تُقدِّم رواية «المَشَّاء العظيم» بانوراما سَردية مُشوقة، عن مسيرة الروائي الطامح للشهرة؛ محمد الأعور، وسُبل اختراقه لعوالم الأدب بطُرق مُلتوية، لكن عند ذروة نجاحه في تحقيق ما يصبو إليه، يُواجه شبحَ أستاذه الميت والروائي المنسي فرج الكفراوي الذي يطالبه بتسديد دَينه القديم، فبعد أن سرق منه ست روايات منحته الشهرة، عليه أن يجعل روايته السابعة باسم الكفراوي، وأن يَستخدم نفوذه وشهرته ليُعلن أنه اكتشف كنزًا أدبيًّا باسم أستاذه، كي يُعيد إحياء اسمه الذي ابتلعه الموت والنسيان، لكن الأعور يكتشف أن الرواية المطلوبة ليست سوى حياته ذاتها.
«المَشَّاء العظيم»؛ رواية تجمع بين عناصر الدراما الإنسانية العميقة والتشويق معًا، وفي طيَّاتها تكمنُ تساؤلات حول النجاح والأصالة والزيف، وكذلك حول فن الرواية ومُستقبلها.
أحمد الفَخْراني (الإسكندرية، 1981) روائيّ وصحفيّ مصريّ. تخرّج في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، غير أنّ شغفه بالكتابة دفعه إلى العمل الصحفي منذ 2007، فكتب تحقيقاته ومقالاته في صحف ومواقع ثقافية عدّة، منها «البديل»، «أخبار الأدب»، «الشروق»، «المصري اليوم»، «دوت مصر»، «المنصة»، «مدى مصر» و«الأخبار اللبنانية». أسّس المنصّة الرقمية المستقلة «قُل»، ويشغل حاليًّا منصب مدير تحرير برامج الديجيتال في «العربي تيوب»، كما شارك في تأليف حلقات من برنامجي «الدحيح» و«في الحضارة».
أصدر الأعمال الآتية: • «ديكورات بسيطة» (شعر، 2007) • «في كل قلب حكاية» (بورتريهات، 2009) • «مملكة من عصير التفاح» (مجموعة قصصية، 2011) • «ماندورلا» (رواية، 2013) • «سيرة سيد الباشا» (رواية، 2016) • «عائلة جادو» (رواية، 2017) • «بياصة الشوام» (رواية، 2019) – تُرجمت إلى الإنجليزية بقلم نانسي روبرتس، ومن المنتظر صدور طبعتها الدولية قريبًا. • «إخضاع الكلب» (رواية، 2021) • «بار ليالينا» (رواية، 2022) • «كل ما يجب أن تعرفه عن "ش"» (مجموعة قصصية، 2024)
نال الفخراني عدّة جوائز أدبية، أبرزها: • جائزة ساويرس الثقافية (المركز الثاني – فرع شباب الأدباء) عن «ماندورلا»، 2016 • جائزة ساويرس الثقافية (المركز الأول – فرع شباب الأدباء) عن «بياصة الشوام»، 2020 • ترشُّح «بار ليالينا» للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، 2023
"هل أزدري كل شيء فيصبح المبهج وحشًا ضاريًا يلتهم الأرواح، ويصبح المحزن طريقًا للمعرفة، فيستوي لديَّ كل فرح وحزن؟ هل يستولي الجنون على عقلي إلى الأبد؟ وأي حقيقة أملكها دون الخداع والنهم والعدوانية والخيلاء والبخل؟ أي خواء مفزع ينتظرني؟"
تُجسد رواية "المشاء العظيم" أفكار عديدة منها المُلغز والرمزي ومنها الواضح، وإن كان النوع الأخير قليلاً على مدار الرواية، فبطرح ساخر وسرد مُشوق، نُحاول اكتشاف معنى العمل الأصلي من خلال كاتب يُحاول أن يُخلد في تاريخ الأدب عنوة، وتُعيد الرواية تعريف الإبداع والفارق بين الأصلي والمُقلد، تشعر أن الرواية على قصرها ناقشت أفكار عديدة مرتبطة بالأدب، وبطرح فلسفي مُعقد، بالإضافة طبعاً إلى الخلط بين الجد والهزل، العبث المجنون والواقع الملموس، تغرق مثلك مثل شخصية محمد الأعور فلا ترى الحقيقة، ولا تفهم الخيال، هل الحقيقة ذات وجه واحد فقط؟ أم أنها تتلون وتتشكل حسب أهوائنا وأمزجتنا؟ ولماذا يُريد الكاتب أن يُخلد؟ لماذا لا يُريد أن يكتب والسلام؟ هل الخلود عملية مرتبطة بالكتابة؟ تجتاح رأسك العديد من الأسئلة، ويفاجئك الكاتب بإلتواءة ما أو موقف هزلي فيُنسيك أسئلتك وبحثك عن إجاباتها ويُشغلك بحكاية أخرى، النصف الأول من الرواية يقترب من الواقع، والنصف الثاني خيال مجنون، كل ما فيه مُربك ومُحير، ويُزعجك الإشارات التي لم تلتقطها، حتى نهاية الرواية التي تسخر من تطور الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالأدب وتأثيره المستقبلي عليه، ولا أخفي أن هناك جانباً ساخراً متواجداً طوال أحداث الرواية تعلو نغمته وتقل على حسب حاجة الموقف أو مفاجئته، وأدعي أن وزنية الفكاهة الساخرة كانت مضبوطة.
ختاماً.. رواية تعبث بالواقع وتُحاول أن تجعل الخيال أكثر منطقية، تطرح أسئلة عديدة مرتبطة بالكاتب والكتابة، ولا تُقصي القارئ عنه، وتُحاول أن تشغله بإجوبة الأسئلة في محاولة لتجنب خيال مجنون قد يعصف بالأدب، وتضرب جرس إنذار للكتاب لكي يفيقوا من وهم الخلود، والتركيز على الكتابة في الحاضر. قراءة أولى للكاتب "أحمد الفخراني"، تُشجع بكل تأكيد على القراءة له مرات أخرى.
رواية ذات طابع سوريالي بامتياز حيث الكوابيس و هذيانات تتجاور بكل سعادة. يبدأ العمل بمقدمة كتبها محقق /الكاتب حول مخطوط روائي تركه كاتب انتحر بطلقة في الرأس (محمد الاعور) و يأتي على شكل جزئين منفصلين /متصلين عن الكتابة و الكتاب و عن روح الابداع. العمل مكتوب بروح قلقة و بلغة تتجاذب بين الذنب و الخلاص مع شخصيات باعت أرواحها من أجل الخلود في عالم الكتابة .
رواية غرائبية يمتزج فيها الواقع بالخيال والأحلام والهلاوس.. تتناول مفهوم الإبداع والأصالة في الكتابة الروائية، والخيط الرفيع بين الانتحال أو «السرقة الأدبية» والاستلهام. عن طموح الكاتب في الخلود، وخوفه من شبح النسيان الجاثم في نهاية كل مطاف. هذا الخوف الذي قد يدفعه إلى السرقة المَحضة بلا وخز ضمير.
"لا يشعر بالندم، فالغايَة جليلة، ولا تُقارَن أبدًا بالخسارة. إن لم يُغامِر المرء في سبيل العظمة، فستمنحه الحياة بوليصة تأمين مضمونة، لكنه سيظل كلبًا منسيًّا في الأزقّة، أو كاتبًا منذورًا للفناء ولجحيم الفم الفاغر للنسيان، حيث لا مجدَ في انتظاره."
عن أنصاف المواهب وأزمة الابتذال الذي يتصدّر قوائم الأكثر مبيعًا وشهرةً. نهاية الرواية تتنبأ بمستقبل قاتمٍ للأدب بعدما سيطر الذكاء الاصطناعي على المشهد، وهو ما بدأنا نرى مؤشراته بالفعل.
"طموحٌ بلا قدرة، بازغٌ كحجرين في مُقلتَي أعمى. روحُ مختلٍّ مضطرب، ممزق بين شعورٍ بالاستحقاق والاضطهاد. قلبٌ هو أتونٌ من الأحقاد والكراهية، وشهيةُ عاجزٍ لن يُشبِعها إلا افتراسُ الجميع."
فكرة الرواية مميزة ومهمة كما نرى، لكن التنفيذ لم يعجبني. شعرتُ بالحيرة والتشتت وانعدام التركيز، ولم يترك النص فيّ أثرًا يُذكَر. كتابةٌ مُفرِطة في الغرابة وسردٌ يصيبك بالدُوار. ليس هذا نوعي المفضل من القراءات، ولم أستمتع بها.
The is the kind of book you hide inside its covers to run from all your troubles. It Moves you to a land of fairy tales and that wavy state between wakefulness and sleepiness.
Chuck Palanhuick once said that if you worte something so smart, readers will be speechless in admiration, but if wrote something they relate to, they will erupt in applause. That's what this book can do to you on many levels whether you are a fellow writer or a fellow human. There are sentences you will read and highlight more than one as it hits sensitive cords inside you.
The theme is in the same vein of Faust or The Picture of Dorian Grey. The book deals with issues such as mental illness, obsessions that eat you inside out, all told through an unreliable narrarator which adds another layer of complexity. It also tackles AI effect on writing and the publishing industry.
On the other hand, Also, there are Few typos. Confusion in attribution (you wonder rosmetimes who said what when...)
All that said, this book is not for everyone.I dare say its overall rating will be lower than the average of the author. I don't think he would mind. This book calls its reader. And you will either be inspired by it or roll your eyes at it. I'm glad I was the former.
مظنش ظلمتها لاني اديتها فرصة جديدة وانا رايقة ومتمهلة على الأخر ولكن رأيي فيها برضو متغيرش مازالت بالنسبالي مبتذلة جدا والحوار الي ما بين الشخصيات سخيف والسرد عبطلي دماغي الصراحة. فيعني الي استفادتوا منها إنها قفلتني من القراية وعكننت عليا، كنت هتحدى كل دا وهخلصها وبعدين أحكم بس لو كان في مقدرتي مكنتش هتراجع والله، لكن هي بالنسبالي غير محتملة.
أحمد الفخراني مستمر في عوالمه السريالية العجيبة، في قصة يعجز قارئها عن تحديد مواضع الحقيقة من الخيال فيها، فكل شيء ممزوج داخل خلاط عقل محمد الأعور، ولا ندري حتى إذا كان عقله سيستمر كما هو حتى النهاية ام لا... الرواية مليئة بمقاطع سردية ثقيلة، تحتاج لإعادة القراءة أكثر من مرة لاستيعاب بلاغتها، لكن الفكرة في حد ذاتها هي مصدر جنون تلك الرواية، ومشاهد إلتقاء الأعور بالمؤلفين الأسلاف القدامى وحواراته معهم في الحضرة وخلافها هي أجمل ما فيها، بالإضافة لفكرة أبلكيشن المشاء العظيم... لن أكرر جملة بعض الريفيوهات الأخرى "هذا مبتذل، وجميل" التي سبق ذكرها داخل الرواية بطريقة مميزة، لكني أعجز عن ذلك بصراحة، فلقد سعدت للغاية بما قرأته، وكم تمنيت لو أن جرعة الهلاوس المركزة تلك كانت بكمية أكبر وأكثر تفصيلًا...
الرواية تحمل الكثير من روح "فاوست". لكن بدلاً من التحالف بين الإنسان والشيطان يتحالف كاتب فاشل مع كاتب مرموق لكن الفاتورة باهظة في الحالتين. كما أنها تحمل أيضاً رمزيات دينية تتعلق بالإيمان والكفر.
عندما تصبح "الكتابة" مهنة من لا خيال له، ليستحيل النتاج الأدبي للكاتب مجرد نسخة مشوهة من نتاج كُتابه المفضلين.
ويتحول الإبداع إلى سلعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تُباع وتُشترى على مرأى ومسمع الكل وفي مكاتب معروفة، ويروج لها من قبل كبار الكتاب.
أعادت لي الرواية ذكرى رواية أخرى كنت قد قرأتها قبل عدة أشهر ألا وهي: "قارئة نهج الدباغين". دائماً ما تحتل حواسي تلك الروايات التي تتحدث عن الكُتاب والروايات والمطبخ الأدبي.
تحطم الرواية أسطورة "العمل الأصلي" فلو تعمقنا في أغلب الأعمال الأدبية سنجد أنها بشكل أو بأخر مستلهمة من روايات أو سير أدبية أو حتى قصص دينية. مهما كانت براعة الكاتب وجودة أسلوبه لكنه يستحيل أن يخلق فكرة أصيلة بنسبة ١٠٠٪
هذه ثاني تجربة لي مع روايات أحمد الفخراني، بعد إخضاع الكلب، وللأمانة ورغم إعجابي بفكرة هذه الرواية، إلا أنني أحببت إخضاع الكلب أكثر.
❞ كل أدب عظيم بُني على آخر.. لكن وحدك تجر تلك الكلمات إلى التفاهة، لأنك لا تؤمن بها أو تفهمها، تشيد بها بُنيانًا ملفقا لا أساس له في روحك» ❝
❞ فالكُتاب هم أسهل مَن تُخترق أرواحهم كل ما عليك أن تفعله هو أن توقظ شيئا ما داخلهم، شهوة مدفونة، غرور تافه، حسد أبله، أوهام العظمة والاضطهاد، نرجسية هم بالأساس مستعدون لها، عداوات حمقاء تستهلكهم بلى. حيواتهم بتلك التفاهة.. يفتقرون إلى المحبة والاعتراف وتغرهم الكلمات الحلوة والزائفة ويقوض الذم ممالكهم الهشة، ويعلمون علم اليقين أن كل ما يُنتجونه قد يكون محض قصور من رمال، قد تقذف بها نزوة ريح، الثغرة المكشوفة للجميع التي لم يتهاون في استعمالها. ❝
❞ فالوسيلة الوحيدة أمامها كي تتمكن من فهم العالم والانخراط فيه هي أن تقلب كل شيء رأسًا على عقب، أن تجتث كل راسخ من جذوره، لتعيد بنفسها كتابة قوانين اللعبة ❝
❞ لن يفيق أبدًا ليسأل كيف تضاءلت أحلامه الكبرى من سعي جاد إلى الخلود، إلى تسوُّل التقدير عبر ألاعيب حواة في سيرك، إلى فرح بالنجاة من رعب تافه، كخذلان ندوة فارغة». ❝
الرواية مقسمة لجزئين أو كتابين منفصلين متصلين على حد تعبير المحقق. الكتاب الأول مميز وجميل عن هواجس الكاتب ورغباته بداية من التحقق إلى الخلود. نص عن هذيان محمد الأعور ككاتب فقد حياته في سبيل الخلود، فقد أستاذ وصديق وزوجة وأبناء. الشيء المبدع في الجزء الأول التناسق بين معنى النص وبنيته لأنها شكلت جزء كبير من المعنى. فقرأتُ النص كدوامة أحلام ينتهي الأعور من واحد فيدخل في الآخر، أحلام مكتوبة بلغة ذهانية محمومة، كتأكيد على القلق والهاجس الممتد داخل النص وداخل عقل الأعور.
الكتاب الثاني كان معقد أكثر وعصي على الفهم، افتكرت خلال قراءته قراءة الجحيم لدانتي، وكان المترجم حسن عثمان على ما أتذكر كتب شروح لكل الدلالات بأنها تشير لشخصيات أو أحداث معينة. طبعا للأسف لم أفهم كثير من رمزيات رحلة الأعور مع الكفراوي، لكن المعنى العام كان واضح، أنها رحلة خلاصية، أو فاوستية، حاجة بهذا الشكل العبثي، لكنه غير واضح. الشيء الجيد أنها لم تكن رحلة طويل لعدم الملل من الغموض والعبث.
نهاية الكتاب الثاني كانت ظريفة جدا لسخريتها من الذكاء الاصطناعي وتصورات الصراع بين الإبداع البشري والكمبيوتري.
الكتاب الأول كان أجمل وأوضح، وللمرة الثانية بعد بار ليالينا يكون واضح أن الفخراني محضر النص بشكل ممتاز ومتوافق بين اللغة وبنية النص والمعنى.
المشاء العظيم: مش كل سير متواصل هيوصلك للي انت عايزه. بس هل في وصول أصلا. الفخراني بيفكك الكيتش، بيضرب الابتذال الأدبي في الصميم. هل السرقة، الانتحال (أو سميه الالهام) بداية الابداع؟ ما الابداع اصلا؟
بطريقة سريالية محببة، يطرح الفخراني اسئلة غير قادرين علي الاجابة عنها. بيناقش معضلات الفن، فكرة القيمة. استني ما القيمة اصلا؟
الرواية متقسمة قسمين ، كل قسم احلي من اللي قبله. بيلعب باعصابنا. هندخل جحيم دانتي، هنعيش اجواء ميثولوجية، هنقابل كتاب عظام خالدين بالفعل. بس مش هنوصل لفكرة الخلود. ما الخلود اصلا؟
في كتاب صغير الحجم عظيم الأثر، يلعب الكاتب علي تيمات صعبة، محتاجة شغل (أراهن انه كتب الرواية دي في وقت طويل، مع قراءات متعمقة للوصول للكم دا من الاشارات والنفحات البديعة) اسئلة كتيرة مش هنوصل لاجابتها حتي لو كنت اعظم مشاء. حتي لو كنت في بحث وسير لا ينقطع.
ختاما؛ الكاتب لخص (بس مش اي ملخص) رحلة أغلب من يحاول الكتابة في عالم كيتشي بن ستين كلب.
الجزء الأول من الرواية المعنون ب " همس الجنون " مدهش، اختلاط الأحلام بالأوهام بالحقيقة، ما يتعلق بالأصالة وفن الرواية والسرقة كان عظيما ملهما. الجزء الثاني " المسخ" نسيت معه حلاوة الجزء الأول ربما..، كان مصدر تشتيت.. أعتقد أني بحاجة لقراءته ثانية بقدر أكبر من التركيز، برغم ما أوتي فيه من أحلام وخيالات ومائدة عامرة بالأدباء وأفكار كثيرة عن الزيف والأصالة وتطبيق وأفكار مهمة للغاية عن الرواية كفن، لكن _ من القراءة الأولى_ يبدو كحقيبة ثقيلة مليئة بالكثير من الأفكار المدهشة والخيالات الجميلة لكنها ثقيلة في ذات الوقت.
#مراجعة_كتاب عنوان الرواية:#المشاء_العظيم المؤلف: #أحمد_الفخراني
ماذا لو اكتسح عالم الألعاب تطبيق اسمه: Kill The Novelist؟؟؟ ماذا لو كان الروائي شخصية في رواية يؤلفها قارئ؟ يبدو الأمر مسليا أليس كذلك؟ لكن النهاية ستكون مأساوية بلا شك !!فأين المفر حين تجبرك يدك على إمساك القلم؟ هذا ماسنراه مع شخصية الروائي محمد الأعور الذي كان يعيش صراعا نفسيا، هوس الشهرة والخلود، عندما تصبح الكتابة لعنة نهايتها الموت المحتوم!!! حين تكون الحياة هي القربان الوحيد للخلود في عالم الأدب.
*المشَّاء العظيم روايتين في عمل واحد "همس الجفون" و "المسخ" عمل أدبي يُشجع على التفكير في قضايا تتعلق بالإبداع والأصالة في عالم الأدب يتناول مستقبل فن الرواية. كما تناول "الوجه المظلم للوسط الأدبي"، مسلطا الضوء على السرقات الأدبية وصراعات المثقفين.
*أسلوب الكاتب فلسفي ساخر مزج بين الواقع والخيال، بليغ في السرد والوصف وإني لأكاد أجزم أني سمعت صوت نقيق الضفادع وصفير الرياح و عبرت الأحراش ولمست نبات الحلفاء في منطقة زوائد الشيطان التي تتغذى على الجمل المشطوبة والمسودات والشخصيات المحذوفة ، والقصص المرفوضة. *راقني في الرواية أيضا الحديث عن الأدب الكلاسيكي والحوار الذي دار بين ماركيز و بوكوفسكي ،ولقاء نجيب محفوظ بدانتي ،أبي العلاء المعري....وثلة من الكتاب . *مالم يرقني في الرواية هو الإيحاءات لأفكار غير لائقة والتي أرى أنها أنقصت من قيمة العمل ، والتي لولاها كنت سأقول أن هذه الرواية "من أجمل ما قرأت!" وهنا أضع علامة استفهام مانفع شخصية "سمير" في الرواية؟؟؟؟
#اقتباسات:
"أول خطوة في تعلُّم فن الرواية: لا تصدق ما يقوله كاتب عن نفسه."
" فالكُتاب هم أسهل مَن تُخترق أرواحهم. كل ما عليك أن تفعله هو أن توقظ شيئا ما داخلهم."
"الأدب الجيد لا يطويه النسيان".
" كل المغانم التافهة في الطريق، ليست إلا أشياء تُسمّم أرواحنا وتضلها عن بلوغ الهدف."
" هكذا يتجاهل الكاتب، أن الرغبة في الانتماء إلى سلالة سيرفانتس، بدأت بلعنة مماثلة لحماقة دون كيخوته."
" الرواية كالخبز الجيد، تحتاج إلى صانع ماهر ودقيق، متجرد من الشهوة والالتفات كي يصل إلى إتقان وصفته، كلانا يحمل ذلك السر الإلهي الرهيب الذي يُدعى الموهبة."
"الذين أصابوا الخلود أثناء حياتهم يعرفون موعد موتهم قبلها بفترة كافية، ولا يزعج النبأ سوانا، فالموت هو احتفالهم الكبير بتكريسهم النهائي ككُتاب عظام بين العامة."
رواية فلسفية مكتوبة بلغة عربية قوية فصحى سرداً وحواراً - وهي مسودة كما قدمها الكاتب! وهذه المسودة عبارة عن كتابين: الأول بعنوان "همس الجنون»" ومنسوب إلى الروائي فرج الكفراوى، والكتاب الثانى بعنوان "المسخ" وقد ادعى بطل القصة أن الذكاء الصناعي هو من ألفه!
يحاول الكاتب أن يقارن بين الموهبة والادعاء - بين الأصل والتقليد! بين من يؤلف فعلاً ومن ينقل ويسرق ويدعي الموهبة! رواية عميقة فلسفية تفرض واقع في دنيا الكتابة وقد تتعداه إلى الكثير من نواحي الحياة عموماً!
بصراحة شعرت بالملل من بداية نصفها الثاني فنحن ندور في فلك البطل الذي لم أعد أعلم إن كان ما يقصه حقيقة أم خيال أم فلسفة أم هذيان فكري!
ملحوظة: استخدم الكاتب بعض التشبيهات والكلمات والتعبيرات القرءانية بطريقة وجدتها غير مريحة - وهذه وجهة نظر شخصية بحتة! جمل مثل: "القدرة على أن نقتحم العقبة" "حتى دبَّت قدم الأستاذ في المكان، فارتج كل شيء لحضوره، فأحيا الميتة وأيقظ الموءودة وأوضح مكانة المتردية والموقوذة وما أكل السبع."
اقتباسات
"كان يحرص أن يجعل عدد المقاعد أقل من عدد العاملين كي يذكرهم بفكرة بسيطة وضرورية: المقعد أغلى منك، حافظ عليه بالطاعة والعمل الدءوب"
"وما أطال النوم عمرًا.. ولا قصَّر في الأعمار طولُ السهر.."
"إذا وصفت مسدسًا في الغرفة، فعلى المسدس أن يُستعمل"
استمعت إليها على تطبيق "إقرألي" وهي موجودة أيضاً على "أبجد"
رواية أسلوبها سلس رغم قوة لغتها ، كان الملل يتملكني أحياناً بسبب الإطناب سواء في معنى الجمل أو الألفاظ. لم اتمكن من استيعاب كل ما أراد الكاتب إيصاله حتى بما يرمز له بإسقاطاته المباشرة ، رغم قلة عدد الشخصيات و اسمائها إلا أني لم ارتبط بأي منهم و شعرت كثيرا بشعور هذيان و أنا اقرأ. من الممكن أن يكون هذا مقصود ، و لكن كتجربة شعورية كان هناك دائمًا إحساس بوجود عازل بيني و بين النص حتى في أكثر اللحظات تفجرًا. من الممكن أن اقرأ لقلم الكاتب مرات أخرى، فهو بلا شك مسته موهبة السرد و الكتابة و أنا مغرم بفن اختيار كلماته ، و المرة القادمة قد يكون اختيار لرواية أخرى موفقًا .
#المشاء_العظيم، #أحمد_الفخراني “تنبيه بحرق الأحداث لكلا الروايتين، المشاء العظيم والقناع الأصفر"
Spoiler alert for both novels المشاء العظيم and Yellowface
رواية "المشاء العظيم" منقسمة إلى جزأين أو كتابين، الكتاب الأول معنون بـ "همس الجنون" والكتاب الثاني معنون بـ "المسخ" الذي يفترض به أن يكون "تأليف جماعي من جوقة الذاكرة وكورال النسيان" أي كما يخبرنا أحمد الفخراني في مقدمة الرواية على لسان المُحقق أنه: "التأليف عبر تقنية الذكاء الصناعي" إلا أن الفخراني لم يكتب روايته بتقنية الذكاء الصناعي، ولكنه تخيل أن بطله وكاتب الرواية هو من فعل ذلك.
تصادف أنني كنت أقرأ المشاء العظيم بالتوازي مع "القناع الأصفر" yellow face للكاتبة الأمريكية ريبيكا كوانج، وهي الرواية الحاصلة على جائزة Goodreads Choice Award for Fiction إلى جانب كثير من الجوائز الأخرى، ورواية القناع الأصفر كاشفة للمشهد الأدبي في أمريكا، وكيف تجري الأمور، كيف يتم الإعداد للروايات التي سوف تكون حتمًا "الأعلى مبيعًا" التي سوف تكتب عنها المقالات في الجرائد المهمة، ثم تُرشح، وتنال الجوائز، وكل ذلك يحدد بناء على المزاج العام الحالي، وأي الأفكار هي الأكثر مبيعًا في الوقت الحالي، وكيف أن الفنانين صاروا مطالبين باتباع قواعد الصوابية السياسية، وحتى أن تكون كتابتهم متعلقة بأعراقهم، ولو كانوا من عرق محدد، أفارقة سود مثلًا أو صينيين، لا بدَّ أن تتعلق كتاباتهم بالمشكلات والأفكار الخاصة بذلك العرق، وكأن الفنان لا بدَّد، وأن يظل حبيسًا لعرقه ولأفكار مفروضة عليه، وألا يعبر عن نفسه إلا في نطاق المتوقع منه تبعًا لشكله أو لونه! ثم إنَّ رواية أحمد الفخراني تكشف بعض الذي يجري في الوسط الأدبي عندنا في مصر وإن كان في رداء سيريالي ساخر،
في القناع الأصفر، (سبويلر أليرت) تعيش بطلة الرواية جون، حالة بالغة من القلق والتوتر رغم تحقيق حلمها بأن تكون روايتها هي حديث الجرائد والأوساط الأدبية والأعلى مبيعًا، وأن تتصدر المشهد بالكامل، بل تتلقى عروضًا بتحويلها إلى أفلام، البطلة قلقة لأن روايتها تلك ما هي إلا رواية مسروقة من صديقتها الكاتبة آثينا ليو التي ماتت أمام عينيها مختنقة بشطيرة الكريب! شخص ما يعرف أنها سرقت الرواية، شخص ما يهددها بكشف سرها! البطلة يصل بها القلق لأن تصدق أن صديقتها التي ماتت أمامها، لم تمت حقًا، أو ربما عادت كشبح لتنتقم منها؟ تُحكي الرواية من منظور الكاتبة اللصة، وأنت كقارئ سوف تفهم منطقها، هي لم تسرق الرواية، الرواية كانت مسودة أولى سيئة الكتابة، وقد عملت عليها شهورًا طويلة لتعدلها، وتحسنها وتضع فيها من نفسها، لقد كانت تعاني حبسة كتابة حتى قرأت تلك المسودة فانفتحت شهيتها للكتابة، ووجدت نفسها تعمل طوال النهار والليل بلا توقف، الأفكار تتدفق والكتابة تتدفق، كل شيء يبدو جميلًا وشهيًا، إنها لا تفعل ذلك من أجل نفسها فقط، وإنما تكريمًا للعمل الأخير لصديقتها المتوفاة الكاتبة التي كانت الأعلى مبيعًا، ولها ملايين من المحبين أثينا ليو، لو خرجت المسودة السيئة لروايتها الأخيرة للعلن لانضربت شهرتها في مقتل (تخبرنا الكاتبة اللصة جون بذلك) لقد أنقذت سمعة صديقتها السابقة، ألم تفعل؟ الحقيقة أنها لم تكن صديقتها فعلًا كما سنفهم منذ السطور الأولى في الرواية…لقد كانت زميلتها في الجامعة، ثم صدف، وانتقلوا إلى نفس المدينة، يلتقون ببعضهم البعض صدفة، الكاتبة المتوفاة أثينا نجمها يصعد بسرعة البرق بينما كاتبتنا اللصة تعاني مع دور النشر السيئة والوكلاء الفاشلون وقلة المبيعات وطبعًا مشاعر الغيرة والحقد على أثينا ليو! ربما لن تتعاطف كقارئ مع الكاتبة اللصة، لكنك أيضًا لن تتعاطف مع ضحيتها تمامًا، حيث تكتشف مع سير الأحداث أن لضحيتها ضحايا أخرى هي منهم، ولكن بطريقة مختلفة، حسنًا لقد سرقت الكاتبة اللصة جون تلك المسودة البائسة من صديقتها، وعملت عليها ليل نهار ليخرج منها رواية ذات قيمة؟ ما الكتابة أصلًا؟ أليست سرقة من الحياة؟ وهذا ما كانت تفعله أثينا ليو، كانت تسرق حكايات الناس من حولها، تسترجع الكاتبة اللصة موقفاً من أيام الجامعة، حين تعرضت للاغتصاب دون أن تكون متأكدة تمامًا مما حدث لها، في اليوم التالي، وهي في خضم الصدمة والارتباك وعدم الفهم، تقابلها أثينا في ممر غرفات الجامعة، وكانوا أقرب للزملاء منهم للأصدقاء، تراها ليست بخير، تدفعها للحكيّ فتحكي. بعدها بفترة تُنشر قصة في مجلة الجامعة للكاتبة أثينا ليو، وتكون تلك القصة هي قصة اغتصاب الكاتبة اللصة، بنفس التفاصيل، بنفس الكلمات التي حكتها لزميلتها، بنفس الشعور بالارتباك وعدم الفهم… ألم يكن ذلك أغتصاب ثان لها؟ اغتصاب لقصتها؟
على أي حال لن تنجو الكاتبة اللصة بفعلتها، أو في الحقيقة هي ستنجو بعد أن تغرق، ثم تعود لتغرق بعد أن تنجو، وهكذا تركب مراجيح سوق الإبداع وما يفعله بالأدباء. وفي رواية الفخراني أيضًا يخشى الكاتب محمد الأعور من افتضاح سرقته لروايات كاتبه المفضل ومثله الأعلى وأستاذه "فرج الكفراوي" يخشى ذلك إلى حد أنه كان على وشك أن يقتل "سمير عبد الرؤوف" لأنه عرف عن الأمر منه هو نفسه حين أرسل إليه الملفات دون أن يعي أنه أرسلها، فهنا عقل الكاتب نفسه مليء بالهلوسات والحكاية تسرد من داخل عقله، عالم الرواية نفسه يتحرك داخل عقل بطلها محمد الأعور، وكأنك أخذت قطار الملاهي لتدخل به إلى ذلك العقل المضطرب بالهلاوس، وتكون رؤيتك للعالم من منظوره،
❞ كل العباقرة من الأدباء يسرقون من بعضهم البعض. أشك في أن بإمكانك فَهْم شيء كهذا» «نعم يفعلون، كل أدب عظيم بُني على آخر. لكن وحدك تجر تلك الكلمات إلى التفاهة، لأنك لا تؤمن بها أو تفهمها، تشيد بها بُنيانًا ملفقا لا أساس له في روحك. ❝
ولكن الفخراني يشد الخيط حتى آخره، لا يكتفي كاتبه بمجرد سرقة أدبية مثل اللصة الكاتبة للقناع الأصفر، إنه يرغب في الحصول على ذلك الشيء العميق الكامن داخل أستاذه "العلقة، سر الروح، الطزاجة" الذي سوف يمكنه من كتابة (الرواية) الرواية التي بها سوف يحصل على مبتغاه الحقيقي من الكتابة ألا وهو الخلود، يسعى إلى جوهر الأشخاص إلى حد أن يلتهم الخباز في ذلك الكافية الذي يظهر، ويختفي «وما أطال النومُ عمرًا.. ولا قصَّر في الأعمار طولُ السهر.. كافيه الصحبة.. قهوة ومخبوزات 24 ساعة». لا أظن أنه من المهم أن نعرف لو كان الكافية والسيدة حليمة من مكونات واقع أم أحلام الأعور، لأنه كما سبق، أن أشرت عالم الرواية كله هو عالم مغاير لمنطق عالمنا، فلا فرق هنا بين الأحلام والواقع والبرزخ الذي يزوره الأعور لاحقًا مع أستاذه الكفراوي في قريته، المهم أن الأعور يقتل خباز الكافية ثم تقاسمه حليمة في التهام علقة السر،
❞ تقاسما علقة السر معًا، طحنا طزاجتها بأسنانهما، مصَّا عصارتها كلمعة ضوء، كلمح البصر، كدفقة ماء، كرعشة لذة، ككل سراب امتلك روحيهما واعتقدا فيه خلاصهما، ثم لا شيء، تفتت السر كدخان في الهواء، دون أن يصمد في جوفيهما. ❝
ثم تتطور الفكرة إنه ماذا لو انتزعنا تلك "العلقة" من جميع الكتاب المشهورين والمغمورين، وثبتناها من خلال التكنولوجيا، لما لا تتحول الكتابة مثل كل شيء آخر إلى ابليكشن، الجميع بإمكانه أن يكتب، والجوهر لن يكون ملكًا لأديب واحد أو عدة أدباء تميزوا عن باقي البشر، وإنما سوف يكون للجميع، القراءة للجميع، الكتابة للجميع، الخلود للجميع، السرقات الأدبية للجميع، من وقت لآخر يخرج علينا يوست فيسبوك عن السرقات الفكرية، سواء كان ذلك في الأدب، أو في السينما، أو أن يلتقي العالمان، فيشتكي شخص ما أن مسلسلًا ما سرق من روايته، ويوجد بالتأكيد الكثير من السرقات من ذلك النوع أصحابها ظلموا أو حصلوا على حقوقهم بعد نضال طويل ومضن. ولكن حين انتبه لغالبية ذلك النوع من المظالم، أجد أن التفاصيل التي يبني عليها الكاتب مظلوميته ما هي إلا موضوعات عامة وعادية في أغلبها، ذلك النوع من الموضوعات الذي يسهل إرجاعه إلى الوعي الجمعي الخاص بحقبة زمنية محددة، بل قد يتشاجر كاتبان على فكرة ما تجد ما يشابه في الأدب الكلاسيكي والكتابات القديمة، ويتشاجر كاتبو سيناريو على فكرة فيلم معمول منه ألف مرة قبل كده بلغات أخرى، ويُدهش المرء ويقف حائرًا. أما ذلك النوع من الشجارات، هل يرجع في أصله إلى الرغبة في التسلية؟ أم الرغبة في الانتشار؛ لأن الشجارات من هذا النوع، بلا شك، مسلية جدًا، وتجتذب رواد التواصل الاجتماعي لمتابعة الشجار؛ ومن ثَمَّ متابعة حسابات طرفيّ النزاع. وقد تصادف أن قرأت روايتان بالتوازي، في إحداهما البطلة ممتلئة الجسد، ولا تحمل في وجهها مقاييس الجمال الذي يعترف بها العالم، وبلغت الأربعين دون أن تتزوج، وتعيش مع والدها في بيته، في الرواية الأخرى كانت البطلة على نفس تلك المواصفات الجسدية والحالة الاجتماعية، الروايتين في بقية التفاصيل لا عِلاقة لهما ببعضهما البعض فلكل رواية منهم موضوع وأفكار مختلفة تمامًا، والروايتان ينتميان إلى كاتبين من جنسيات مختلفة، حمد لله إنهم لم يتشاجروا، ولا أظن أصلا أن أي شخص من الشخصين قد قرأ الرواية الأخرى، أو عرف عنها، ولكن على تفاصيل صغيرة كتلك المصادفة بين الروايتين تُبنى تنشأ المشاجرات، وتشتعل على الفيسبوك، مجرد خطوط عامة وعريضة من السهل أن تتشابه ليس بين شخصين فقط، وإنما بين مئات الأشخاص الذين يعيشون على الكوكب نفسه، وفي الحِقْبَة نفسها، ويتعرضون باستمرار لنفس الأفكار والثقافات التي صارت تتجول بيننا بانسيابية شديدة، وفي روايته يقول الفخراني على لسان حليمة في الانتحال الأدبي. "كل أدب عظيم بُني على آخر. لكن وحدك تجر تلك الكلمات إلى التفاهة، لأنك لا تؤمن بها أو تفهمها، تشيد بها بُنيانًا ملفقا لا أساس له في روحك. ❝ ولكن ذلك لا يعني أن السرقات الأدبية كلها لا تتعد كونها تشابهات عابرة بين عملين، فقد أدانت المحكمة التركية الكاتبة التركية أليف شفق: وقد جاء في قرار المحكمة نقلًا عن (المدن) التالي: "وجاء قرار المحكمة، بعد كشف اللجنة عن سرقة أدبية بنسبة 5 بالمئة، مع تحديد العناصر التي انطبق عليها التشابه، في كل من الشخصيات والمؤامرة ووحدة المكان والزمان، بتحديد مبلغ التعويض في 7952 ليرة، كما قررت 10 آلاف ليرة كتعويض م��نوي. وتقول الكاتبة التركية أليف شفق دفاعًا عن نفسها بعد أن إدانتها المحكمة التركية بتهمة الانتحال الأدبي من الكاتبة الصحافية (مينا جوكتشا كيريكانات)" "إن القضية لا تتعلق بحماية الحقوق الفكرية والفنية أو الأدب، إنها مبنية على هوس شخصي" وتعليقًا على الحكاية قالت الصحافية التركية: "إيلجاز جوكيرماكلي" "الانتحال له تاريخ طويل. هذا وضع ليس فيه حقيقة واحدة، وليس من الواضح من سيقرر ما الصواب. يرى البعض أن أساس الخلق هو النظر إلى ما قبله، بل إن هناك من يرى أن التقليد الذي هو أساس الانتحال، هو إنتاج بحد ذاته وإضفاء شرعية عليه. قد الشاعر الشهير تي. إس. إليوت إرشادات حول هذا الموضوع منذ سنوات عديدة بكلماته: الشعراء غير الناضجين يقلدون، والشعراء الناضجون يسرقون" على أي حال كل كاتب يعرف أن كل الموضوعات قد كتبت فعلًا، وأن "المظلات" أو "الثيمز" هي في النهاية معدودة ومحدودة، ورؤية الكاتب نفسها أو كيفية تناوله لتلك الموضوعات التي سبق، أن قتلت بحثًا وكتابة وهربا، هي المكون الطازَج والخاص به وحده، وفي المشاء العظيم يوجد مقاربة بين النسخ الرديء من المنسوخ وبين المنتجات الصينية المنسوخة من منتجات أخرى، حيث إن الأعور يرأس شركة المنتجات الصينية، التي تبيع منتجات منسوخة ورديئة وتافهة من خلال مناديب المبيعات الذين يدربهم الأعور بنفسه على فنون البيع، وكما أن الأعور حلم طوال حياته باستنساخ تجرِبة أستاذه الكفراوي، ولكن في رداء نسخة أفضل منها تتجنب أخطاء نسختها السابقة، فسوف يحاول الشاب مندوب المبيعات بشركة المنتجات الصينية استنساخ الأعور نفسه، ليس فقط استنساخه، ولكن الحلول مكانه بنسخة معدلة عنه هو ذاته، كل نسخة لها طموحان، أن تكون أفضل من سابقتها، وألا تتمكن نسخة لاحقة من استنساخها،
ونحن نرى الناس من حولنا، وهم يستنسخون بعضهم البعض في جميع التفاصيل، الناس يستنسخون الانفلاونسرز في طريقة لبسهم والأماكن التي يأكلون فيها ويذهبون إليها، ثم ترى صناع الأفلام، وهم يستنسخون أفلامًا نجحت، ولاقت إقبالًا جماهيريًا، فتجدهم يصنعون منها نسخًا رديئة وبائسة، وترى أفرادًا على الفيسبوك يطمحون لاستنساخ (الممثل، المغني، الكاتب) المفضل لهم، يبدأ الأمر بأن تكون صفحاتهم الخاصة معرض صور لذلك الشخص المشهور الذي يعجبهم، ثم الخطوة التالية أن تجدهم يحاولون تقليد شكله من خلال قص شعورهم وطريقة ارتداء ملابسهم، بل وأحيانًا طريقتهم في الكلام حتى تعابير وجوههم، وفيما أظن أن جزءًا من ذلك يحدث لهم بشكل لا وعي من فرط متابعة ذلك الشخص المشهور الذي يبجلونه، الخطوة التالية وضع صورهم إلى جوار صور ذلك الشخص المشهور مع التلميح أو التصريح بأنهم يشبهون ذلك الشخص جدًا، إنهم نسخة أخرى منه! مع الوقت تنجح الحيلة، يبدأ الناس برؤية التشابه فعلًا والتأكيد عليه! فما الذي يدفع بالناس إلى الرغبة في استنساخ آخرين؟ أظن ده موضوع يطول الكلام فيه عامة… عودة للمشاء العظيم، كما تصل للأعور رسالات تهديد بافتضاح أمر سرقاته الأدبية: "حان موعد سداد الدين" في رواية الفخراني، أيضًا يحصل الأمر نفسه مع بطلة رواية "القناع الأصفر" حيث تُهَدَّد بافتضاح أمرها من خلال رسائل تصلها من حساب تويتر مجهول، وكما تكتب جون بطلة القناع الأصفر روايتها الثانية بناء على فقرة سرقتها أيضًا من الكاتبة المتوفاة. يفعل الأعور الأمر نفسه: ❞ «لم أعده بشيء، كل ما حدث هو أن مقطعا من كتاباته تسلل إلى روايتي الأولى دون أن أتعمد ذلك، هذا كل شيء». ❝ على أي حال كان من المثير قراءة روايتين تناقشان فكرة "السرقات الأدبية" ليس فقط من منظورين مختلفين تمامًا، ولكن أيضًا من خلال "جونرا" مختلفة، القناع الأصفر رواية واقعية فيما المشاء العظيم تدور داخل قالب سيريالي ساخر.
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية كابوسية يختلط بها الحلم بالحقيقة والواقع بالخيال، كتبت بقلم أديب مهموم بقضايا الوسط الأدبي حيث لهاث المؤلفين وراء الجوائز والتحقق والسعي نحو الأفكار الطازجة والابداع الحقيقي الذي يدعو الكثيرين منهم إلى الاحتيال والسرقة، العمل في أوله كان مبشراً وممتعاً ثم استحوذت الفانتازيا على جزء كبير منه ولم يرقني ذلك وشعرت من خلاله بالملل الشديد وأفلت كثيراً خيط الرواية من يدي مما اضطرني إلى العودة صفحات كثيرة للخلف في بعض الأوقات لأستعيد تركيزي ولكن لم تفلح المحاولات في استمتاعي بالعمل كلك، ربما فقط هو الثلث الأول من الرواية كان يحمل أفكاراً لا بأس بها، أما ما أتى بعد ذلك عبث
عجبتني جدًا جدًا، وشايف إنها اتظلمت جدًا بسبب توقيت صدورها، لكنها تستحق القراءة والتركيز، لأن الأسئلة اللي بتطرحها بخصوص أصالة الفن، ومعنى الأصالة دي، وعلاقتها بما آتى به الأوائل، والخلود، والقربان اللي بيقدموه الفنانين على مذبح الموهبة علشان طزاجتهم وطزاجة أفكارهم لا تنضب. حقيقي رواية جميلة وشخصياتها حزينة جدًا.
مرثية فن الرواية والروائيين فى زمن الذكاء الاصطناعي أعجبنى لقاء أسلاف فن الرواية العظام فى بيت فاطنة العرافة لم يعجبني التداخل ما بين الحلم والواقع والهذيان شوفته مبالغ فيه لكن حسيت بعد م خلصت الرواية أن أحمد الفخراني كتب الرواية دي للذكاء الاصطناعي مش لينا كأنه عايز يقوله ها هتعرف تلعب الألعاب السردية دي ولا هتهنج ؟!!
الرواية جميلة جدا جدا جدا الفخراني بيتكلم في كل رواياته مش دي بس باسم جيل الثمانينات صوت اصلي وحقيقي صراحتك يا فخراني في كل رواية هي اكثر حاجة ملهمة شكرا يا فخراني.