على الرغم من صغر حجم هذا الكتاب إلا أنه يحتوي على فوائد جمَّة؛ وذلك لأنه جمع بين التاريخ والرحلة، حيث يسرد تاريخ الأندلس منذ أقدم العصور؛ متتبِّعًا تاريخها قبل وصول العرب لها، وفتحها على يد «طارق بن زياد»، ثم دخول «عبد الرحمن الداخل» وتأسيسه مملكة عربية، ويُظهر «محمد كرد» مواطن القوة التي مكَّنت العرب من تأسيس دولة وحضارة، حينما كانت أوروبا تغوص في الظلمات. غير أن الوضع تغيَّر حينما قضى «فريناند» و«إيزابيلا» على الوجود الأندلسي. وقد عكف المؤلف على تحليل أسباب الضعف الأندلسي ومظاهره. ثم خلع محمد كرد رداء المؤرخ حينذاك، وارتدى ثوب الرحَّالة؛ فقصَّ علينا ما رآه من آثار الأندلس الباقية، موضحًا دور العرب الحضاري في الأندلس قبل سقوطها وبعده.
Muhammad Kurd Ali عالم لغوي وأديب سوري (1293 - 1372 ه = 1876 - 1953 م) محمد بن عبد الرزاق بن محمد، كرد علي: رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، ومؤسسه، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتاب. أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل) ومولده ووفاته في دمشق.
، تتلمذ على الشيخ طاهر الجزائري، ورحل في شبابه إلى مصر حيث حضر دروس الإمام محمد عبده، وشارك في تحرير « المقتطف » و« المؤيد »، ثم عاد إلى دمشق بعد إعلان الدستور العثماني 1908، وأصدر صحيفة « المقتبس » اليومية التي ناوأت دعاة « التتريك »، حتى كاد صاحبها يعدم فيمن أعدموا من أحرار العرب خلال الحرب العالمية 1. ثم أجبر على تولي رياسة تحرير « الشرق » التي أصدرها الجيش التركي في أثناء تلك الحرب. وعندما أنشئ « المجمع العلمي العربي » بدمشق 1919 عين رئيساً له. ومن كتبه: « خطط الشام »، و« الإسلام والحضارة العربية »، و« أمراء البيان ». وحقق عدة كتب منها: « سيرة أحمد بن طولون » للبلوي، و« تاريخ حكماء الإسلام » للبيهقي. ودون خواطره وتجارب حياته في « مذكرات ». بعد قائد حركة البعث الأدبية في الشام، لاهتمامه بإحياء التراث القديم ودراسته والإفادة من الثقافات الأوروبية، دون تفريط في أصول الثقافة العربية. وأسلوبه النثري بليغ واضح في غير تصنع ولا إفراط.
كتاب سيء جدا. نرجسي ومتعصب وعنصري وفاشل. سأشرح بإختصار لماذا
هناك مقولة لمارك توين على ما أعتقد, يقول فيها أنه يكتب خطابات طويلة لعدم امتلاكه وقتا كاف لكتابة خطابات قصيرة. بالفعل فإن كتابة مقدمة مختصرة أو خلاصة لموضوع ما ليست بالشيء السهل. ومحاولة الكاتب هنا, من وجهة نظري, باءت بالفشل. في العادة يتملكني الحماس عند قراءة أي شيء متعلق بالتاريخ الإنساني. الا أنني لم أجد أي قدر - ولو بسيط - من المتعة بين هذه الأسطر. فالأسلوب لا يروق لي بتاتاً, أعني هنا إستخدام الطريقة الشاعرية التي يتبعها الكثير من شيوخ الدين في مؤلفاتهم. فينتهي الأمر بأن لا يكون الكتاب شاعرياً بنفس جمال الأدب والشعر, ولا يكون دقيقاً وجدياً بكيفية كتب التاريخ. والأمر المزعج الآخر أنه يستخدم التاريخ الهجري بدون الإشارة الى ما يقابله ميلاديا. ألم يأتي الوقت لكي نترك التقويم الهجري العقيم الذي لا يستعمله أحد سوانا, بل تحديدا فئة قليلة جدا منا, وهي في غالبها متقوقعة ومنعزلة عن العالم الآخر.
أمر أخر يستفزني هو إستعمال الكاتب لبعض الجمل البالية والرجعية مثل "قال أحد الباحثين من الفرنجة" فأي تعميم ساذج ومبهم فاقد للمصادر قد يستخدمه عاقل في وقتنا الحاضر؟ الواضح, أن الكاتب قام بنقل الكثير من محتوى كتابه من مؤلفات عربية قديمة جدا, ولم يغير فيها بما يتناسب مع وقتنا الحاضر, بل سقط الكثير من غبارها على صفحاته وسبب لي الكحة. أيضا الكثير من الإقتباسات التي يستخدمها الكاتب متناقضة جدا والأقرب أن من كتبوها فعلوا ذلك لأسباب تتعلق بالتشبيه والإستعارة ولكنه يدرجها هنا وكأنها حقائق تستحق الذكر في كتاب بالكاد يتجاوز ال100 صفحة. طريقة السرد هي الاخرى لم تكن مريحة على الإطلاق, وإنما جعلتني أعتقد أن من كتبها هاوٍ يقوم بإقتباس كتب تراث إسلامي وإدراج الكلمات بغبارها واسلوبها الممل. وهناك أيضا فصل كامل عن العرب "وتسامحهم" حتى يكاد المرء يعتقد بأنهم ملائكة الله على الأرض. والأوقح من كل ما قمتُ بذكره حتى الآن هو العنصرية السافلة التي أستخدمها الكاتب في الصفحة 38 حين قال كانت الأندلس في تسامح محمود بسبب "العرب" حتى انتقل الملك الى "المرابطين" و"الموحدين" وكانوا "افريقيين لا يخلون من شيء من التعصب وليس فيهم تسامح الأمويين العرب". تزييف ووقاحة لأبعد الحدود. لم يتوقف هنا بل استمر ليقول "أن عهد استيلاء العرب على اسبانيا كان أسعد أيامها; لنجاح زراعتها .. " وهو نوع من الحقارة مثل أن تقول بأن الإستعمار الإيطالي في ليبيا كان أسعد أيامها بسبب العمارة الحديثة وتشييد الطرق الكبيرة والسريعة وغرس الأشجار الكثيرة!
خلاصة الأمر, أنه إذا أراد أحدكم أن يحب الأندلس (كما يدعي صاحبنا بأن هذا هو مبتغاه من الكتابة) فلن تكون قراءة هذا الكتاب أو الكتيب الا مخيبة للآمال. أراء الكاتب الشخصية متناقضة ومتحيزة جدا, ويستمر في التحدث عن أن العرب هم من بنوا حضارة الأندلس, ويتغاضى عن كونها حضارة "إسلامية" فيها العرب والأمازيغ والفرس وغيرهم.. ولكن كان ولابد أن يرينا النمط العربي المتعصب منه.
كتاب يجمع بين السرد التاريخي وحكايات الرحالة في الرحلة. زار المفكر السورى محمد كرد علي الأندلس في شتاء عام 1922 خلال رحلته لعدد من بلاد أوربا، تلك الزيارة التى أثارت شجونه عند رؤيته لما ترك المسلمون من مظاهر حضارة وفنون وعمارة في بلاد الأندلس، فقرر أن يوثق تلك الرحلة في كتاب يجمع بين تلك المشاهدات و مطالعاته لتاريخ تلك الأرض ، فالكتاب يحكي بإيجاز مختصر جدًا لتلك الحقبة التاريخية في التاريخ الإسلامي ويقف عند بعض المحطات المهمة فيها.
الكتاب مقسم لعدّة فصول قصيرة وغير مُمِلة وهذا يجعلك لا تشعر بالوقت يمضي وأنت تتنقل بينها، تكلم عن الأندلس بطريقة مختلفة،، حيث تحدث عن تقويم الأندلس، فتحها، عمرانها، أهلها، العلم في الأندلس وتفنن العرب فيها،، ثم بعد ذلك تطرق لأهم مدنها بالوصف لبعض بناياتها الشهيرة وكيف كانت،، أخيراً جاء دور الذكرى المؤلمة من جلاء المسلمين وسقوط الأندلس وما إلى ذلك من دمار..
الكتاب بشكل عام خفيف ومختصر لأحداث الأندلس ولكنه غير كافٍ بالطبع :)
مرور سريع على حضارة الأندلس وثقافتها ، ويقترب الكاتب أحيانا من انفتاح المجتمع الأندلسي في عصور معينة وسمات التمدن و"العلمنة أحيانا" الموجودة فيه ولكنه لا يسميها علمنة على كل حال ..
عبارة عن لرحلة للكاتب إلى الأندلس (اسبانيا) مع حديث عن تاريخها الإسلامي بس هو مسميه التاريخ العربي على الرغم ان التاريخ الاسلامي في الاندلس لم يكن للعرب فقط بل كان للعرب والبربر (الامازيغ) والأندلسيين الأصليين والمولدين وبل كان الصقالبة لهم دور في التاريخ الإسلامي الأندلسي واليهود كمان.
على الرغم ان الكاتب أصوله كردية إلا أنه أغفل دور غير العرب في الأندلس : ما هكذا تورد الإبل يا عمنا .
كتاب جميل ورائع خصوصًا نصفه الأول .. لكن يعيب على المؤلف أنّه كغالب أدباء عصره ، أصابتهم لوثة غربية ، فعظّم من صنع العرب "المادي" وكأنه غاية ماوصلوا إليه ..
كتاب مختصر و جميل و ذو وصف ماتع و اسلوب جميل .. يوضح باختصار دولة الاندلس الاسلامية منذ البدء الى السقوط .. اسلوب الكاتب رائع بالوصف و ان كانت لغته مرتفعة .. إلا أن الإرث الموصوف و التاريخ الذي يحكيه يصل إلى ذهنك مباشرة وتستطيع أن تتخيل كل ما يحكيه الكاتب بذهنك
يبدو أن الأندلس سلبت عقول محبيها منذ قديم الأزل، ينحسر طيفها العربي عن كل مقصر نحوها، ويقبل على كل طالب لها. غرناطة بجمالها الأخّاذ وأشجارها الباسقة التي تلتف حول قصورها، وحبات الرمان المنفرطة كالياقوت في جنبات طرقاتها. قرطبة بمساجدها العامرة، تلتمع أحجارها كالزبرجد كأنما سُقيت لتوها بزيت زيتون مبارك. طليطلة بجسورها وسدودها العتيقة التي تكاد تنطق من فرط سحرها. صورة طُبعت في خيال من لم يرها، فما حيلة من زارها؟
فمن شقائه أنه نشأ في عهد لم يشتهر بقوة الإيجاد ولا بسلامة الذوق فجاء بناؤه جافٍّا رغم ما تعاوزه من أيدي المهندسين لم ينم عن لطف ولا حوى أسباب الجمال، وغلب على البناء تصنع الملك فيليب في مظاهر أبهته وعظمته، ولطالما ضيق صدور أسرته وحاشيته منه في هذا الشأن فلم يكن لهم هم إلا أن يدهنوه، وكان من طبعه أن يتدخل فيما لا يعلم حتى أفسد على المهندسين عملهم أو كاد، وجاء العمل الذي أبقاه للأعقاب حتى يفتخروا به، وليس فيه كبير أمر من جمال الهندام والنظام أشبه بسجن مظلم وديماس منحوت."
هذا ما وصف به الكاتب دير الاسكوريال في اسبانيا... لا اصدق ان الكاتب يصف نفس الدير الذي رأيت صوره توا! فان صوره بعيدة كل البعد عن ال"البناء الجاف" وال"بعد عن اسباب الجمال" و"البناء المتصنع" و"السجن المظلم" , فمكتبته من اجمل مكتبات العالم, كثيرا ما رأيت صورها كمثال على جمال المكتبات غير مدركة انها في اسبانيا... لا شك ان الاندلس كانت متفوقة على الكثير من البلاد في زمانها, ولكن ليس الى الحد الذي وصفه الكاتب, لقد افرط في امتداح العرب, وانحاز اليهم الى ما تجاوز المعقول...