يحاول شوقي في هذه المسرحية الانتقال من الإطار التراجيدى إلى الإطار الكوميدي وهذا يعطى لشوقي أسبقية التطور السريع في مجال الدراما الشعرية ، كما اتجه شوقي إلى طبقة البسطاء أو الاشخاص العادية في هذا العمل مبتعداً تماماً عن تلك الطبقة الأرستقراطية ، " فالبخيلة " هي عبارة عن امرأة تدخر الثروة وتحرم نفسها من كل شيء ، وتعتمد المسرحية في شخصايتها الأساسية على الشخصيات النسائية ، ويبنى شوقي مسرحية على النقد اللاذع في بعض المشاهد . أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، شاعر مصري يعد من أعظم وأشهر شعراء العربية في جميع العصور، يلقب بـ "أمير الشعراء"
ولد لأب ذو أصول كردية و أم تركية الأصل و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة. ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 يوليو 1893م. نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م وبقي في المنفى حتى عام 1920م. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927. و توفي في 23 أكتوبر 1932 و خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما.
اشتهر شعر أحمد شوقي شاعراً يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصص شعرية، نظم في الغزل، وفي المديح. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة يمتدح مصطفى كمال أتاتورك بانتصاره على الإنجليز، فيقول:( يا خالد الترك جدد خالد العرب)، وتارة ينهال عليه بالذم حين أعلن إنهاء الخلافة فيقول:(مالي أطوقه الملام وطالما .. قلدته المأثور من أمداحي)، فهو معبر عن عاطفة الناس بالفرح والجرح. معبراً عن عواطف الحياة المختلفة. ومن أمثال الإختلاف في العواطف تقلبه بين مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن عاطفة التدين لديه، إلى الفرح بنهاية رمضان ومديح الخمر بقوله:(رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق). مما يؤكد الحس الفني والفهم لدور الفنان في التعبير عن العواطف بغض النظر عن "صحتها" أو "مناسبتها" لأذواق الآخرين من عدمه، وهذا من بوادر إبداع الشاعر في جعل شعره أداةً أدبية فنية، قبل كونه بوقاً لفكرة ونظام ما.
مسرحية شعرية تتحدث عن امرأة شديدة البخل لدرجة أن روحها أبت الخروج من جسدها إلا بعدما وضعوا نقودًا في قطعة شاش، وقاموا بهزها بجوار أذنها قائلين :"امضي ولا تفكري في المال، وانسي حديث القرش والريال، أنت وما ملكت للزوال. هزوا معي، هزوا معي. يا أيها الروح اطلعي، إلى النعيم الأوسع. وديعة الله اذهبي. امضي، ولا تُعذَّبي. لله عودي والنبي"، وكأن روحها اعتادت إلا تستجب إلا للمال. ولكن رغم ذلك يتضح لنا أن تلك العجوز لم تكن سيئة بالكامل - في نهاية الأمر - فهي رغم بخلها الشديد على حفيدها إلا أنها أحبته حبًا جمًا، وساعدته على الاهتداء للطريق الصحيح حتى بعد وفاتها.
ذم للبخل و أهله في قالب شعري قصصي. حسنى خادم وفية عفيفة، تحب جمالا. عيبه أنه مفلس لا مال له و له جدة شديدة البخل. تموت الجدة و يرث جمال كل مالها بطريقة تخلّصه من خطيبته زينب الطماعة و تربطه بحسنى الوفية. مسرحية جميلة، استمتعت بقرائتها رفقة ابني، أبو المغيرة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
البخل وما أدراك ما البخل، إن هذه الصفة موجودة في الإنسان منذ قديم الزمان، حتى إن بعض الكتاب القدماء قد عدوا كتباً بأكملها تحمل أجمل الحكايات عن البخلاء، وكان عمدتهم سيد الحبر هو الجاحظ، فعلى هذا المنوال خطى أحمد شوقي، حمَّل الجدةَ صفة البخل، فقالت الخادمة عنها: سيدتي وبخلُها في «الخُطِّ» سارا كالمثَلْ وانتقلتْ وذكرُها بالبخلِ فيه ما انتقلْ يرحمها الله فما أنسى لها تلك الجُمَل في غضبٍ عند الحوا رِ واضطرابٍ و«زعَلْ» وما اختلفنا مرةً في حَمَلٍ ولا جَمَلْ لكنْ لأجلِ الثوم كا نَ الخُلْفُ، أو حول البصلْ ولم نكنْ من الدَقيـ ـق ننتهي ولا العسَل يرحمها الله وإن لم تأتِ يومًا بحسَن وإن البخيل لتعاني أسرته، أشد المعاناة، فهي تعلم بأنها في غنى، وموقنة بأنها في فقر، فينعكس هذا الأمر في تصرفهم، بين طموحهم الشديد، وفقرهم المؤدي للسرقة، فأضطر الحفيد للسرقة، فتعلم بهذا الأمر فتحرمه الميراث، فيضطرب ويقول: أجل، أنا الغريبُ في بيتِ أبي أنا الذي قد سلبوه مالهُ لم يبقَ من مالِيَ ما لم أُسْلَبِ قد ضربَتْني في الحياةِ جدتي وفي المماتِ لكنها مع ذلك تكون جدة عطوفة، تحب ابنها وتعرف مافيه مصلحته، فَعَلَمَتْ بإنه خطب امرأة تريد ماله، وعلمت بإن الموت قريب منها، فجعلت الوصية للخادمة التي تحب سيدها، فتقول الخادمة له: هاتِ الكتابَ فامحُ ما تشاءُ، واثبتْ ما تَشَا بَدِّلْ وغَيِّرْ في كتا بِ وَقْفِها كما ترى أنت غِنايَ إنْ غضبـْ ـتَ ما انتفاعِي بالغنى؟ أمضي فأبِغي سيدًا أو أبتغِي سيدةً أطهو لها وفعلاً يتحقق ما كانت الجدة تعلم به، تطلب والدة تلك الفتاة، فسخ الخطوبة، بعد علمها، بمنع الميراث، فيهدي الخادمة، خاتم الزواج هذه «الشبكةُ» التي أرجَعَتْها المغَفَّلَهْ خاتمٌ قد وضعتُه في البنانِ المُقَبَّلَهْ .. أعتقد بأن هذه المسرحية مليئة بالرمزيات، حتى إننا نستطيع أن نسقط فيها أمرا سياسياً بحتاً.
This entire review has been hidden because of spoilers.
أضعف وأردئ مسرحية شعرية أقابلها على المستوى الشعري، لم أتوقع أن ينسج أمير شعراء العصر شعر بهذا التشتيت، وعلى مستوى المسرحية وقيمتها فهي قيمة بسيطة تناسب أن تكون موجهة - للأطفال - حصراً للأطفال، ولكن هل يفهم الأطفال لغة راقية كلغة الأمير !!! لا أظن أن القيمة المتواضعة للموضوع المسرحية لا يناسب إلا الناشئة واللغة لا تناسب الناشئة ... ما زلت تحت تأثير صدمة أن هذا العمل من كتابة أحمد شوقي
فالقيمة الإنسانية بسيطة جداً ... تبدأ المسرحية بمقهى من مقاهي القاهرة، في عام 1907 - ونعرف تاريخ الأحداث لأنها تزامنت مع عزل لورد كرومر - وتحكي قصة العجوز البخيلة وحفيدها الذي جارت الدنيا عليه، والذي يقرر أن يخطب فتاة طمعاً في مالها - والتي هي أيضاً تقبل به لمال جدته - فتلجأ الجدة إلى الحيلة والحيلة التي فعلتها جدته لتعليمه درس ولإجباره على ترك خطيبته التي خطبها لمالها والزواج من خادمتها، أنها أورثت كل ما تملك لخادمتها وعشيقت حفيدها قبل أن يقرر خطبة غيرها، لتجبره للعودة للخادمة وترك بنت الحسب والنسب .
اسم أحمد شوقي وحده كفيل بجلب السعادة وتدفق الحنين وذكريات الطفولة لطالما رافقنا اسم وقصائد أمير الشعراء في مراحل التعليم الأولى وحفظنا نصوص وأبيات من شعره في (مادة المحفوظات)في المرحلة الابتدائية هذه المسرحية البسيطة على شكل قصة قصيرة بأبيات جميلة وسهلة القراءة حتى لغير محبين الشعر والفصحى والمسرحية بأكملها ظريفة وفكاهية عن قصة بين جدة غنية لكنها ممسكة وحريصة جداً على الأموال وحفيدها استمتعت جداً بالقراءة وتحمست لقراءة بقية مسرحيات أمير الشعراء طالما هذه أول مسرحية اقرأها
هذه أول مسرحية شعرية أقرأها، وأحببتها جدا. استمتعت و ضحكت، الحكاية بسيطة ولكن أسلوبها و شكلها راقيين، عدا عن خفة ظلها و تفكهها. لطالما كانت حكايا البخلاء مدعاة للتندر، فهذه الجدة البخيلة على نفسها و حفيدها و خادمتها، تنازع الموت، فحتى روحها سلمتها بصعوبة، لتترك للشابين كل ما كلَّت في لمِّه، و هذه خطيبة الحفيد تتركه بمجرد اشاعة أنه لم يرث مالا، وق، كان دي بدء مرغوبا. اللغة الشعرية جميلة، عبرت أولا عن التراجيديا التي يعانيها الحفيد، و عن طباع جدته و خادمتها، واختتمت بكوميديا واغتباط النهاية.
لا شك في أن أحمد شوقي من أعظم شعراء العربية وأمتعني كثيرا بقصائده الخالدة ولكن فكرة المسرح الشعري لا تناسبه وخاصة في هذه المسرحية بداية من اختيار الموضوع الذي لا تناسبه إلا اللغة العا��ية وليس الفصحى، بجانب أن بعض الجمل تبدو شاذة بموسيقاها وسط الحوار.
مسرحية جميلة استطاع فيها شوقي أن يغالب صنعته و يقدم شعرا بسيطا في تراكيبه يحمل نزعة من الكوميديا ممثلة في الجدة البخيلة التي تحرم حفيدها جمال من ثروتها و تهبها لخادمتها ُحسني و التي بدورها تهب الثروة لجمال و هناك تتجلي سخرية القدر
مسرحية جميلة وبسيطة وقصيرة، جمالها في بساطتها. قصرها جعل من الصعب تحليل الشخصيات، هي من النوع المسلي، اللغة الشعرية لأحمد شوقي رائعة، يطوع اللغة والشعر بكل سهولة.