♡ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) آية إذا وقعت على القلب المتعب المضطرب سكنته وأسكنته.
♡ (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) آية تجعلك تفكر ألف مرة في تصرفاتك، تستجوب خواطرك، تستجوب دوافعك، تُمحص نواياك.. فأنت من تسطر الآن كتابك بأفعالك وأقوالك، وأنت من ستشهد على صحة كتابك، والنتيجة إما: نجاتك أو هلاكك.
♡ عندما تقرأ الآية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ) تبدأ نبضات قلبك تتسارع، ويقشعر جلدك، لا بِشر، ولكن تتسارع خوفاً ورهبةً. فالتيسير هنا ليس محموداً، ليس مطمئناً كعادته، بل هو استدراك.. استدراك للعسر، لسوء الخاتمةوالمنقلب.. لا تغتر ولا تفتتن بمن تتيسر أمورهم وهم على معصية أو ضلال.
♡ الإنصاف عزيز لأن فيه مجاهدة وردعاً لأهواء النفس، لذلك لا يعرفه إلا الذين يتقون الله حقاً.
♡ إن الله تعالى أوكل مهمة تربية النفس لصاحبها حتى يقطع عليك أيها الإنسان لوم الأهل والظروف.. نعم قد قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) ونعم قال سبحانه: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) ولكنك أنت من تهذبها وتغرس فيها بذور القوة
أتممت الكتاب ولم تُثمر قراءتي شعورَ خوض رِحلةٍ كنت أطمح إليها.. فالمحتوى رغم نبل مقصده ظلَّ سطحيًّا في تحليله ومُشتَّتًا في هيكلِه ومُكرّرًا في أفكارِه، فعجز بذلك عن تجاوزِ حدودِ التذكيرِ العامِّ إلى آفاقِ التمكينِ النفسيِّ العميقِ.
▪️. من الناحية الفنية يُقدم الكتاب هيكلاً ميسّرًا يتسم بالبساطة والوضوح، مما يجعله سهل التناول للقارئ المبتدئ. إلا أن هذه البساطة تحوّلت إلى ضعف في البناء الداخلي؛ فالفصول تفتقد التسلسل المنطقي المحكم، وتظهرُ في شكل مجموعة من التأملات المتناثرة المستوحاة من الآيات والأحاديث. أما الأسلوب اللغوي فجاء واضحًا لكنني افتقدت فيه الجمالية الأدبية والعمق التعبيري، ليبقى الخطاب أشبه بنصائح عفوية في جلسة حميمية، لا بمؤلف يُرتّب رحلةً فكرية مخططة. وهو ما يجعله عملا متطلّبا لصياغة جديدة توازن بين التيسير والعمق، كذلك الأسلوب يستحق صياغةً أدبيةً أثرى.
▪️. بالنسبة إلى المستوى الموضوعي سعى الكتاب إلى معالجة قضية السكينة والطمأنينة عبر مزج الرؤية الدينية بالتحليل النفسي، لكنه للأسف لم يفلح في تقديم رؤى جديدة أو معالجة مبتكرة. فمعظم الأفكار المطروحة تقف عند حدود السطحية، مع تكرار واضح لبعض المفاهيم دون تطويرها. ورغم محاولة الكاتبة الربط بين الطمأنينة القلبية والتطبيق العملي، فإن عنوانا بهذه الأهمية "رحلة الوصول" لم يجد تجسيدًا حقيقيًّا في المضمون؛ فلم أشعر بأنني أخطو في "رحلة" متدرجة، بل وجدت إرشادات مختزلة تُخاطب في رأيي القارئ في مراحله الأولى نحو التزكية.
▪️. المستوى التطبيقي يُحسب للكتاب تركيزه على النصائح العملية القابلة للتطبيق. إلا أن هذه الآليات لم تبتعد عما هو شائع ومكرّر في الخطاب الديني، فجاءت معروفةً (وكأنها إعادة مختزلة) لمن له إطلاع سابق على هذا النوع من المؤلفات. كما أن واقعيتها رغم صلاحيتها لم تُقدّم حلولًا مُعمّقة للتحديات المعاصرة المعقّدة. وبسبب هذا سيكون تأثيره محدودا جدا.
🌟. الكتاب يصلح دليلا تمهيديا لليافعين في بداية طريقهم الروحي، لكنه لا يرقى مرجعًا لمن يبحثون عن تحليلٍ معمّق أو رحلةٍ فكريةٍ مُشبعة، فقد لا يجدون ضالّتهم هنا.
🌼. رغم النقد، يظلّ للمؤلفة فضلُ المُبادرة في دعوة النفوس إلى الطمأنينة مع الله، وهذا بلا ريب جهدٌ محمودٌ وُجِب تقديره. لكنّنا نرجو أن نرى في المستقبل أعمالًا تُوازن بين بساطة الخطاب وعمق المحتوى، لترتقي بذائقة القارئ المسلم وتُلبّي تطلّعاته الفكرية المتزايدة.
كانت رحلة ممتعة قضيتها رفقة الكتاب ان تجد ما يعيد اليك بعضا منك ربما يراه البعض شيئا عاديا لك بما انه فقدت الأمل ولم أعد كما كنت سابقا فقد راقني الكتاب واخيا بي ما قد مات