"كان مطمئنًا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة، التي لم يكن بينه وبينها إلا خطواتٌ معدودة.. ولمَ لا وهو لم يكن يرى عرضَ هذه القناة، ولم يكن يقدّر أن هذا العرض ضئيل بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يثب من إحدى الحافتين فيبلغ الأخرى. ولم يكن يقدّر أن حياة الناس والحيوان والنبات تتصل من وراء هذه القناة على نحو ما هي من دونها. ولم يكن يقدّر أن الرجل يستطيع أن يعبر هذه القناة ممتلئةً دون أن يبلغ الماء إبطيه. ولم يكن يقدّر أن الماء ينقطع من حين إلى حين عن هذه القناة، فإذا هي حفرة مستطيلة يعبث فيها الصبيان، ويبحثون في أرضها الرخوة عما تخلّف من صغار السمك فمات لانقطاع الماء عنه". طه حسين من خلال هذه السلسلة، نستحضر الأعمال الإبداعية والتاريخية والدراسات النقدية لعميد الأدب العربي - الدكتور طه حسين، التي جعلت من صاحبها نموذجًا ننظر إليه بفخر ونستلهم تجربته. وما أحوجنا إلى أن تقرأ الأجيال الجديدة هذه الأعمال، التي تقدمها الدار المصرية اللبنانية مع ترجمة وافية عنه، وشروح لبعض الألفاظ، وتعريف بالأعلام والأماكن الواردة فيها، على يد نخبة من الأساتذة؛ كلٌّ في مجاله.
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
وتنتهي الأيام بجزئيها الأول والثاني ، فقد كانت الأيام كفيلة بإخباري بما لقي طه حسين في طفولته وبكور شبابه من معاناة ولحظات حزينه تُشفق من أجلها على ذلك الصبي الذي لايرى ، تشعر به وهو فرحًا يضرب الحديد ببعضه عند إحدى جدران منزل عائلته وتسهر وتئن معه عندما كان يتركه أخيه في كل ليلة وتفرح معه عندما عاش معه ابن خاله ، وتشعر بالذعر معه عندما نسوه اهله في القطار وذهب به ، لقد كانت أيام حقيقية عشتها مع طه حسين ولأنها أيام ! ولأني بدأت قرأتها في أول الصباح قبيل شروق الشمس فكان لابد لهذا العقد الجميل أن يكتمل فها أنا ذا أُنهيها بعد غروب الشمس وحلول الليل .