تتناول الرواية قصة «"رضا»" الذي غَيَّرَ قيامُ ثورة يوليو مجرَى حياته، قبل أن يشارك في كل الحروب ابتداءً من 1956 وحتى أكتوبر 1973، ثم مسيرته في الحياة حتى رحيله في 2001. تمتدُّ الأحداث في خطٍّ ثُنائيّ ما بين قصة «"رضا»" وابنته «"هالة»"، زمنه وزمنها وتقاطعاتهما، فترصدُ الكاتبةُ ملامح الحياة في مصر منذ النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال أسرتين مصريتين من الطبقة المتوسطة وتفاعلهما مع الأحداث التاريخيَّة وتطوُّراتها الاجتماعيَّة والسياسيَّة، وهما أسرة «"فهيمة»" الأُمّ و«"شوشو»" الزوجة. تُعدُّ هذه الرواية رحلةً تقوم خلالها الكاتبةُ بالبحث عن التصالُح مع ذاتها وإبقاء «رضا» على قيد الحياة والذِّكْرى، مدفوعةً بالحنين وشعور الافتقاد. وتعتمدُ الكاتبةُ في توثيقها للأحداث التاريخيَّة والحربيَّة على ما تركه «رضا» مُدوَّنًا بخَطِّ يده من تفاصيل عن تلك الأحداث وأرشيف الصور الخاص به.
- أستاذة جامعية مصرية تعمل على تدريس الأدب الفرنسي المعاصر والأدب المقارن بكلية الآداب، جامعة عين شمس، (منذ ١٩٩١ إلى الآن). - صدرت لها أول رواية "في قلبي رضا" عن دار العين للنشر في أكتوبر ٢٠٢٣، وهي سيرة روائية تتناول ملامح الحياة وأهم الأحداث التاريخية والتغيرات السياسية والاجتماعية في مصر منذ النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال التأريخ الاجتماعي لأسرة من الطبقة المتوسطة عاصرت الأحداث التاريخية وتفاعلت معها. - شاركت في كتاب "القاهرة مؤرخة"، تحرير أ د. نزار الصياد، والصادر عن دار العين للنشر (٢٠٢٣)، بفصل تحت عنوان "القاهرة كمرآة للذات وملاذ من الجنون، المدينة في كتابات چيرار دو نيرڤال". - باحثة في التراث المصري، مهتمة بإعادة إحياء تراث التَلِّي الصعيدي وصاحبة مبادرة للتعريف به وتطويره وتوثيقه. - لها العديد من مقالات الرأي المنشورة بجريدة المصري اليوم وعدة مواقع إلكترونية.
فى روايتها الصادرة حديثًا عن دار العين شاركتنا الكاتبة Hala Foda حديث ذو شجون عن سيرة رجل عظيم عايش الحرب واعترك الحياة وكيف كان له دورًا حثيثًا وبطولي فى النصف الأول من القرن العشرين، غزلت هالة الحكاية بخيوط من الحب والصدق والأمانة، كتبت وليس فى خاطرها النشر أو أن تصبح تلك الكلمات بين دفتّي كتاب بل كانت الوحشة والونس والذكري هي الدوافع التي حركتها وهو ماعبرت عنه فى مُفتتح الرواية فتقول: "هذا كتابُك، عنك ولك، أكتبُ لأستحضر حلو أيامك وطيب ذكراك.. ربما أتخفف من وطأة غيابك ووحشة أيام ثقيلة لا تكاد تمر بدونك، أكتب لأبوح بما لم أعُد أستطيع كتمانه، لأزيح عن صدري أشباح الماضي الجاثم علي أيامي، لعل الكتابة تخفف مرارة شوقي إليك ولعل عطر سيرتك يُزكي أوقاتي".
تبدأ الرحلة وتتدفق الكلمات حتي لا تستطيع أن تتركها وتعود إليها مرة ثانية فالرواية ذات رائحة نفّاذة ذكية، رائحة الماضي والذكري التي تختلط برائحة الأطعمة الشهية التي تصنعها الجدّة عايدة وتارة أخري تداعب أنف هالة حينما تتفقد الأواني العامرة التي صنعتها مسعدة.
كلمات صُنع بعضها بالبكاء، ستتعرف عليها حتمًا فى بعض أجزاء الرواية والبعض الآخر ستراه في عيون طفلة لامعة ذات بريق حينما تقرأ حوار هالة الطفلة (الأروبة) مع رضا الأب الحنون عن تفاصيل سير المعركة فى نصر أكتوبر المجيد وتشبثها بمعرفة أشياء أكبر من عمرها.
أحسست بحميمية بالغة مع الجدة فهيمة وتمنيت لو قابلتها فتمسح على رأسي وتدعو لي، تفهّمت كيف كان رضا شخصية آسرة ومحبوبة فى عائلته وبين أصدقاءه وجنوده فى أرض الميدان من فهيمة تلك الأم الراضية دومًا بقضاء ربها، وهو ما يُحسب للكاتبة فأبدعت فى وصف الشخصيات وجسدتها فى الرواية فتسللت برفقٍ للقارئ ولمسته دون تكلّف أو عناء.
ترسم لنا الكاتبة لوحة بديعة برغم ما فيها من ألم الفراق والفقد، ليس فقد الأشخاص فقط بل فقد القيمة والدفئ والرقي وتُعرفنا علي الحياة اليومية فى فترة كانت فيها الطبقة المتوسطة المصرية هي قوتنا الناعمة، تؤرخ لمصر وقت الحرب من زاوية عائلة مصرية عايشت الحرب بجبهتيها فالأب علي الجبهة يحمي أرضه ويقدم واجبه الوطني والأم والزوجة والابنة دائمًا فى حالة انتظار وتسبيح ودعاء بأن يعود الأب سالماً وأن ينتصر الوطن.
رضا ذلك الرجل الذي أحببته كقارئ وانحنيت له تبجيلًا واحتراماً، فالإنسان سيرة عندما يُنطق اسمه ننعته بصفاتهِ، ليصبح رضا فى قلوبنا جميعاً وليس فقط فى قلب الابنة والكاتبة، لا أملك سوي أن أدعو لك بالرحمة والمغفرة موصول بعرفان للابنة هالة علي هذا النص البديع عن سيرة رجل عظيم يستحق أن تُخلد سيرته بين دفتّي كتاب. #فى_قلبي_رضا
في قلبي رضا : سيرة رجل عايش الحرب واعترك الحياة_ الكاتبة هالة فودةِ عدد الصفحات 304 ص دار العين للنشر قراءة الكترونية علي ابجد اربع نجمات *** هل هي رواية ؟ هل هي سيرة ذاتية؟ بل هي مونولوج بين النفس واشتياقها للماضي " " السيرة، يا لها من كلمة سحرية تحمل في طيَّاتها العزاء والسلوى، البعض حين يرحل ينقطع ذكره وسيرته فيذهب في طي النسيان، والبعض يظل يُذْكَر لما بعد الممات" هل توثق هالة فودة سيرة والدها البطل الذي عايش احداث جسام ليس في حياته فحسب بل حياة المصريين كافة في ذلك الوقت أم توثق هالة نوستاليجيا عائلية وحميمية لأسرة مصرية عايشت أحداث تاريخية مهمة هل توثق سيرة والدها في افتقادها له عندما قالت " لماذا لا يأخذ الراحلون معهم هواتفهم حتى نستطيع أن نتصل بهم متى شئنا؟ تبدأ الحكاية عندما ولد رضا وسُمي بإسم القائد محمد رضا بهلوي شاه ايران وزوج الأميرة الجميلة فوزية, فقد رأته والدته فهيمة وقت ولادته انه يشبه القائد وسيكون له شأن عظيم مثله, وكيف ولد وشب علي هذا بين اخوته, كيف كان متفوقا خلقيا ودراسياً وكيف وضع كلية الطب نصب عينية ثم غير وجهته هو وصديقيه للكلية الحربية لأن البلد في حاجة اليهم بعد معركة الاسماعيلية وحريق القاهرة لتبدأ رحلته الطويلة هنا وهناك في ظل حروب لا تنتهي علي الجانب الأخر نري هالة وحياتها في بيت جدها لوالدتها بعدما تركها والداها وسافرا في احدي البعثات نري مصر ذلك الزمان ومدارسها المختلفة التي كانت مميزة والتي لا يقتصر فيها التعليم علي اللغة فقط بل يعلموهم الفنون المختلفة والاتيكيت ليصبحن مؤهلات في بيوتهن وهوانم بحق في الحياة ككل نري مصر والاسكندرية ووطن ممتلئ بجميع الفئات واللغات والجنسيات تأخذنا هالة فؤدة في رحلة تاريخية لـ نري الملك فاروق ثم رحيلة وقيام الثورة ثم العدوان الثلاثي علي مصر والوحدة بين مصر وسوريا وصيحة " هنا القاهرة من دمشق , هنا مصر من سوريا, لبيك لبيك يا مصر" عندما دمر العدو محطة الإذاعة الرئيسية بأبي زعبل وقت اذاعة خطاب الرئيس عايشنا حريق القاهرة حرب الأيام الستة وحرب الاستنزاف وما بهما من آلام " ما لحقناش يا فودة! ما لحقناش! ما لحقناش! كان أهون عليَّ أموت وأنا بحارب! بس إحنا ما لحقناش!" كان الجميع يتمني الموت مقابل هذا الذل والهوان ونظرات العالم بل ونظرات الجميع له بأنه من كان السبب في خسارة الحرب لذا عندما كان نصر اكتوبر العظيم كانت نظرته أقوي واعتزازه بنفسه أعلي في مواجهه الجميع نري عبد الناصر ذو الكاريزما حتي وهو مهزوم والتفاف الجميع حوله حتي وهو خاطئ ويحث الجميع علي الموت مقابل النصر يمسكون بتلابيه وهو المسئول عن الهزيمة يرونه المنقذ , يغفرون له ضياع الأرض والأرواح بدلاً من المطالبة بمحاسبته والأرتياح لتنحيه ثم نري السادات بكل ذكائه ودهاؤه والتفافه حول ابناءه الجنود ونشر الاخبار الصادقة للشعب فهو لا يكرر اخطاء السابقون نري نصر اكتوبر وحكايات لا تنتهي من البطولات والدموع والصور "ما تبحث عنه يبحث عنك " عندما جلست هالة تشرب قهوة لتجلس بجانبها سسيدة اخري عندها حكاية عن الحرب الي نهاية السادات الحزينة برغم خفة دمه المعهودة " قتلوه بخِسَّة في يوم احتفاله بنصره وهو يرتدي بدلته العسكرية المستوحاة من الزِّيّ الألماني،" حكايات تاريخية يتخللها حكايات حميمية عن اسرة فودة الأم فهيمة والإخوة لطفي وتوتو وسلوي ولولو والزوجة شوشو وعائلتها والإبنة هالة التي عاشت حياة مشتته بين البيت الكبير والسفر لبلدان مختلفة فـمرة اثيوبيا ومرة باريس ومرة الصومال تحكي هالة علاقتها المضطربة بوالدتها , وعلاقتها الحميمة بوالدها وارتباطها به حتي زواجها ممن توسمت فيه شبهاً به, وحدتها كطفلة وحيدة ولا تدري لماذا ليس عندها اخوة كباقي صديقاتها " " أتدري ما أصعب أنواع الوحدة؟ ربما لا تعلم أنت ولم تختبره أبدًا، لم تجرب أن تكون محاطًا بأشخاص كثيرين إلا الشخص الذي تتمنى وجوده،" نري مصر وجمالها من خلال عيون هالة من فساتين وحلويات واكلات وحفلات ومدارس في كوكتيل رائع جعلني اتمني لو اني اعيش هذه الفترة التاريخية طرحت هالة فكرة التعليم والتعلم المستمر من خلال حياة والدها الذي استمر في التعليم طوال حياته حتي بعد ان استغنوا عنه ك ملحق عكسري , نصيحة الأب الذي يحب ابنته ويري لها الأفضل في مجال التعليم , فتشنا مع هالة بين اوراق المقاتل المصري رضا فودة وشاهدنا الصورة التي ألتقطت بحب في ملحمة انسانية تاريخية رائعة تستحق الاشادة والتقدير " فأرى أن أجمل الصور هي التي يقوم بالتقاطها شخص يحمل لمَن يصوره مشاعر حب حقيقية تنعكس على الصورة وتضفي عليها دفئًا واضحًا." العمل رائع وحميمي ويحمل نوستاليجيا من نوع خاص, استمتعت به جدا ولا اعرف كيف اتكلم عنه في بضع سطور فقط انه يحتاج مناقشة وكلمات كثيرة جدا ملحق الصور كان اكثر من رائع تحياتي للكاتبة
**اقتباسات " تعلمت أن الحياة ليست بحاجة الي الاستئذان قبل ان تؤلمنا, وأن الحزن لا يطرق الباب ابداً بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار ودون سابق انذار" " قد تكون الحقيقة مؤلمة احيانا لكن الهرب منها اكثر ايلاما" "وأتذكَّر مقولة جلال الدين الرومي التي طالما رددتُها لأدرك الآن فقط معناها: "لا تجزَعْ من جرحك، وإلَّا فكيف للنور أن يتسلَّل إلى قلبك". "لكن الكتابة كعادتها مُنجِّية، جعلتني أتخفَّف من آلامي بالكلمات، أضعها عن كاهلي على الورق وأشعر بخفَّة روحي بعد أن أطلقت سراح خواطري." " أعجَبُ من نفور البعض من زيارة المدافن وشعورهم بالوحشة بها. كيف ذلك وثَرَاها يضمُّ أعز مَنْ لدينا؟" " عدتُ إلى مصر في بداية الألفيَّة الثانية، ليبدأ معها فصل سخيف من حياتي، داهمتني فيه غربةٌ لم أتوقعها وأنا عائدة مشتاقة لوطني." " علَّمتنِي شجاعةَ الاعتذار والإقرار بالخطأ ومغالبة كِبْر النفس والالتزام بالوعد" " فأرى أن أجمل الصور هي التي يقوم بالتقاطها شخص يحمل لمَن يصوره مشاعر حب حقيقية تنعكس على الصورة وتضفي عليها دفئًا واضحًا." " لم أفهم لماذا يُعدُّ حصولك على الدكتوراه عقابًا تستحق عليه الإحالة إلى التقاعد بدلًا من الاستفادة من خبرتك. يبدو أن النفس البشرية لن تكُفَّ عن إثارة دهشتي بنوازع الغيرة والحماقة التي تتملَّكها أحيانًا." " أحيانًا يكون الخوف من الفقدان أشد ألمًا من الفقدان نفسه." " تفقد الحياة بهجتها بتواتر الأحزان وتصبح الأيام بطيئة باهتة، بالكاد تلونها ضحكة أو حادث سعيد، لكن ثمَّة حدادًا يظل يغلف القلب." " السيرة، يا لها من كلمة سحرية تحمل في طيَّاتها العزاء والسلوى، البعض حين يرحل ينقطع ذكره وسيرته فيذهب في طي النسيان، والبعض يظل يُذْكَر لما بعد الممات،" " قتلوه بخِسَّة في يوم احتفاله بنصره وهو يرتدي بدلته العسكرية المستوحاة من الزِّيّ الألماني،" ف " الناس عادةً لما بِتّكلِّم عن أكتوبر بتفتكر الشهدا، مش المصابين، مع إن المصابين كمان قدموا تضحيات كبيرة، التاريخ لا يصنعه الزعماء وحدهم." " إن قُدْسيَّة التراب الوطني هي جزء من العقيدة الوطنية المصرية وليست جزءًا من العقيدة العسكرية فقط". " يمكن العالم دلوقتي ما بقاش ساحة للبطولات. يمكن حرب أكتوبر كانت لحظة استثنائية في تاريخنا قدرت تجسِّد ملامح البطولة في كل واحد شارك فيها" " السادات بقى معلم! قائد محنَّك، شديد الذكاء ومتمرِّس على التعامل مع البشر جه زارنا في الجبهة قبل الحرب وقالِّنا: جاهزين يا "أولادي"؟ ردِّينا: جاهزين يا ريِّس! رد علينا بجملة لم أنساها طول حياتي: مش أنا اللي هحدد الميعاد يا أولادي!" " وطبعًا مش محتاج أقولِّك ��ن البيانات العسكرية كانت مختلفة تمامًا عن وقت 67، اتسمت بالشفافية عشان كده كان لها مصداقية كبيرة عند الناس." " ثم تقبلني وتوصيني على أمي وترحل تاركًا وراءَك تلك الرائحة لتُذكِّرني مِن أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب." " وهكذا مضت سنوات الاستنزاف، تُنهك قوات العدو مثلما تسرق أعمارًا وتستنزف حَيَوات، بات استردادها مرهونًا بإستعادة الكرامة والأرض، فبدونهما ما جدوى الحياة؟" " عم نجم: "مُرّ الكلام، زي الحسام، يقطع مكان ما يمر، أما المديح، سهل ومريح، يخدع لكن بيضر." "ما تبحث عنه يبحث عنك". أؤمن بتلك الحكمة الصوفية، وكنت أظن أن ما أبحث عنه بالكتابة عنك هو أنت،" " كيف يمكن لهالة الزعيم أن تطغَى هكذا فتعمِي العيون عن أخطائه الفادحة؟ كيف تشفع له شعبيته الجارفة عن سقطاته المَدوِّية؟ كيف لم تهتزَّ صورته بعد كل خطابات التضليل التي خدَّرت العقول؟ كيف يمكن للمذنب أن يكون مخَلِّصًا؟ كيف؟" " ما لحقناش يا فودة! ما لحقناش! ما لحقناش! كان أهون عليَّ أموت وأنا بحارب! بس إحنا ما لحقناش!" " عندما كانت الإسكندرية مدينة كوزموبوليتانية ووطنًا لا يعامل الأجانب معاملة الأغراب" " قد تكون الحقيقة مؤلمة أحيانًا لكن الهرب منها أكثر إيلامًا." " وكيف كانت دموع نجيب الريحاني حقيقية ذرفها بإحساس صادق وكيف كانت ليلى مراد تدهشك" "وأن الحزن لا يطرق الباب أبدًا بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار أو سابق إنذار." " وابتسمت في أسى، لماذا لا يأخذ الراحلون معهم هواتفهم حتى نستطيع أن نتصل بهم متى شئنا؟"
في رواية في قلبي رضا (( سيرة رجل عايش الحرب واعترك الحياة)) والتي يشير إسمها إلى ان الحياة معركة قد تبدو أكثر صعوبة من الحرب أحياناً كثيرة.. وخصوصاً الحياة بتقلباتها التي عاشها بطل السيرة الروائية..نشاهد مساحة جديدة من الكتابة الأدبية المتدفقة ، إذ لم تعمد الكاتبة في النص إلى إختيار محطات في حياة الاب تنتقل منها عارضة سيرة حياته ، بل عمدت إلى جعل السيرة الشخصية للأب سيرة وطن كامل بكل ما حمله من هموم وانكسارات ولحظات نصر .. اللحظات السعيدة التي تومض في حياته واللحظات الحزينة التي تغلب عليها .. متخلية عن اللغة التقريرية التي تكتب بها مثل تلك السير .. فقد اختارت ببراعة لغة ممزوجة بالمشاعر الحقيقية مستحضرة روح الأب لتقص ببلاغة أدبية ولغة حميمية حياة بطل من أبطال الحياة فالانتصار على الحياة والموت معا هو أكبر نصر وبطولة ؛ تنطلق السيرة من الرغبة الملحة لدي الابنة في كتابة سيرة الأب التي تتشابك مع سيرة الوطن .. إذ تكون الكتابة في تلك الحالة هي استحضار لروح الشخوص وروح المكان ومحاولة لإعادة إحياء الماضي بما يحمله على صفحات الورق ..فمن نقطة ميلاد الاب في قرية من قري المنصورة في العام ١٩٣٥ وهو بالمناسبة بداية حميمية للغاية بدءاً من التفاصيل الصغيرة التي غزلتها الكاتبة وصولاً إلى اختيار نمط ولغة الحوار ثم تحويل ما تعرفه عن ميلاد الأب إلى مشهد حي ودرامي كأنها كانت شاهدة على اللحظة بكل ما فيها .. وطبيعة وتكوين الاسرة التي ينتمي لها الأب وهي نقطة انطلاق قوية وموفقة أسست لما جاء بعد ذلك في هذا الفصل وما تلاه من فصول .. فقد أجادت التأريخ الإجتماعي جوار سرد طفولة شخصية رضا ووصف روحه المرحة وحزنه الدفين جراء الفقد ..فنقلت في ذلك الفصل سيرة موجزة للمكان والزمن والبيوت والشواع والدفء القديم..مستحضرة ماضي بعيد جميل . ورغم إتخاذ الكاتبة دور الراوي العليم في القص لكنها لا تنفصل عن الحكاية بل تتوغل فيها ..تدخل في صلب المشهد أحياناً معلنة عن نفسها هامسة برسالة إلى الأب عن سؤال سألته للجدة عن سر إسمه..وهي ما تجعل من أسلوب السرد متعدد الطبقات ..يتنقل بخفة ما بين الماضي وما بين تاثير هذا الماضي علي الكاتبة..وهو ما خلق نوعاً من التطابق السردي لذكريات الأب ولحظات فقده الجد توفيق مع لحظة الفقد الأولي في حياة الكاتبة في نفس العمر في لحظة الطفولة..وهي طريقة في العرض روائية بامتياز... وجديدة على السير الروائية وطريقة كتابتها . وفي الفصل الثاني تحديداً تفرد الكاتبة المساحة لصوتها الشخصي ولذكرياتها الخاصة في بيت العائلة الكبير..لتسدعي الماضي وهواجسها ورحلتها ودراستها بتفاصيل صغيرة شيدت منها هرم كبير من الذكريات بلغة دافئة وبصدق فني عالي نابع من كون الذكريات مازالت حاضرة وبقوة في ذهنها وروحها ..تواصل الكاتبة في الفصل الثالث عرض حياة الأب رضا متخذة من الاحداث الكبري كالنكبة وحريق القاهرة والكفاح ضد الإنجليز خلفية لحياة الرجل ومدي تفانيه وكفاحه منذ نعومة أظافره ثم تعقد نفس اللعبة السردية ما بين حدثين احدهم في الماضي والاخر في المستقبل مستدعية لحظاتها في الميدان في يناير ولحظات الاب نفسها أمام الإنجليز..طريقة ذكية في عرض تناسخ حيوات الأسرة (( التاريخ يعيد نفسه ولو تغيرت التفاصيل )) لكن الجزء الأكثر حميمية هو مناداة الكاتبة لأبيها دوماً في أحداثها وأزماتها الكبري راغبة دوماً أن يكون جزء من تلك الحالة التي تعيشها. تعرض الكاتبة بعدها تحولات الأب نتيجة إحساسه الداخلي بالمسؤولية اتجاه وطنه وعدوله عن الدخول لكلية الطب ودخول كلية الحربية.. بتفاصيل دافئة استعرضت فيها أجواء الاسرة المصرية وحالتهم الإجتماعية وتفاصيلها اليومية..كما اختارت لمستوي لغة الحوار العامي.. درجة قريبة جداً من روح العصر والمكان جعلت الشخصيات أكثر حيوية وتنوع وهو ما عزز مصداقية الحدث والسيرة. تستكمل الكاتبة سيرتها بنقطة محورية أخري وهي حرب ٥٦ والعدوان الثلاثي .. شارحة الوضع العام لما حدث تحديدا في تلك الحرب والوضع الخاص للأسرة المصرية التي يحارب ابنها في الجبهة.. ورحلة رضا في مواجهة العدو وخوض أول حرب له فقد فيها الكثير من الرفاق. وفي الحوار الذي حدث بين رضا وخاله لإقناعه وانتشاله من حالة الحزن..وعي كبير ترجم المرحلة وحالة الحرب كلها في سطور موجزة. تطرح الكاتبة التفاصيل بنعومة تمررها بين السطور كأنها كتبتها بكل حواسها ووجدانها غارقة في تفاصيل اللحظة التي تصفها وهو ما كان واضحاً وجليا في مشاهد زوا رضا وشوشو وعلاقة العائلتين سويا وتفاصيل الحياة الكلاسيكية الهادئة آنذاك والبسيطة..ثم قسوة القدر وحرمانهم منها بعضهم مؤقتا اثر استدعاء رضا لليمن ضمن قوات الجيش المصري هناك .. تنهمر التفاصيل الدقيقة والمشاعر البسيطة أكثر فأكثر في لحظات انتظار عودة الزوج لشوشو وحالة الترقب الشديدة ثم لحظات السعادة وقصة الحب .. والخطابات التي احتفظت بها نصف قرن ثم مزقتها رافضة أن تشرك أي طرف أخر حتى ولو الابنة في تفاصيل تلك العلاقة شديدة العذوبة ، ثم تعود الكاتبة من الخاص إلى العام..راسمة صورة دقيقة للنكسة بعين واحد من أفرادها مبتعدة عن النمطية وتحويل الأمر إلى أرقام وتواريخ..بل قدمتها على كونها حيوات أشخاص ومرارة فقد وطعنة هزيمة نكراء موجهة تساؤل مهم كيف تسامح الشعب مع الزعيم ولو أحبوه حتى حب منقطع النظير..هل كانت مصر تستحق كل هذا الحزن ؟! لا يتوقف صوت الكاتبة عن التسلل داخل بنية النص صانعا بنية موازية للنص والسيرة الأصلية.. يمكن أن نسميها سيرة الفقد ..توضح فيها بصوت الرواي الآلام الجاثمة فوق صدرها في لحظات استدعاء الذكريات وفي لحظات مواجهة صورة لرضا حملت ذكري معها أو لم تحمل . تتواصل بعدها عبر فصول ممتعة وحزينة في آن واحد استعراض ملامح تحول الهزيمة إلى نصر ..المقاومة والهجوم ضد العدو في محاولة إلي إيصال رسالة صريحة له ..لن نترك أرضنا..وقد بدا دور رضا فيها فعالاً كعشرات الآلاف من الجنود والضباط وصولاً إلى لحظة ميلاد الابنة هالة وما اعتري الأب من سعادة حينها ..ولحظة المكاشفة والندم التي تكشفها الكاتبة بين حنينها إلى آب راحل وبين لحظات الشباب التي طمحت فيها إلى التحليق بعيداً عن سلطة الأب. ولا يفوت الكاتبة أن تزرع وسط تلك الحكاية الحزينة داخل هذا الفصل مشهداً جميلا لعيد ميلاد شوشو رغم وجود رضا على الجبهة لكنه صنع منه يوماً رائع. تعطي الكاتبة المساحة للطفلة داخلها لوصف فقد الأب جراء الحرب في سنوات عمرها الأولي..واصفة مشاعرها..حاجتها إلى وجوده..وضبابية وعدم فهم معني كلمة الجبهة حينها .. إذ بدا لها مكاناً مجهولاً يحرمها من أبيها باستمرار.. ثم تغوص الكاتبة في سرد التفاصيل البسيطة التي أدت إلى النصر .. اليوميات والأحداث التي لم تحويها كتب التاريخ عن هذا النصر العظيم ..مشاعر الجنود والضباط..لحظات القلق والارتباك..ولحظات العبور ونشوتها. تتوالي العواصف والتقلبات على تلك الأسرة المصرية فما بين لحظات دافئة ثم شتات يضطر الاب إلى السفر كملحق لدولة اثيوبيا والأم في دولة فرنسا لاستكمال دراستها..تعيش الطفلة هالة مشاعر مضطربة حتى يتثني لها الإجتماع بأسرتها في اثيوبيا بعد عام طويل ..وهي ذكريات رائعة سردتها هالة بتدفق وكأنها لازالت حاضرة بقوة داخلها. فقد نجحت الكاتبة في تلك الجزء أن تشرح طبيعة المكان والظرف التاريخي والسياسي لإثيوبيا لا فقط رحلة العائلة وتاريخها . كانت حياة رضا معركة دائمة ، رحيل متواصل فبعد انكشاف دوره الوطني الذي قام به إبان معركة بين إثيوبيا والصومال تم ترحيل الاسرة من اديس أبابا وفي هذا الجزء وصفت الكتابة بمهارة روائية تفاصيل الرحيل..ثم رحلة آخري إلى الصومال يترك فيها الاب الأسرة وطبيعة الحياة هناك أثناء الحرب ..فرسمت الكاتبة صورة واسعة لتلك الفترة ليس فقط للوطن والتحولات الكبري فيه بل لطبيعة المنطقة كلها .. وعودة الأب بعد ذلك ليري التغيرات المجتمعية والإقتصادية التي قام بها السادات في نسيج المجتمع المصري ليتحول إلى مجتمع رأس مالي... وصولاً إلى لحظة اغتياله. تعرض بعضها السيرة الروائية تقلبات العائلة ومرحلة نضوج هالة والتي تتشابه مع أبناء جيلها ثم قدرة الأب على تجاوز محنة إحالته إلى التقاعد وهو في ذروة عطائه وإيجاده مسار أخر والدروس التي تعلمتها منه هالة وخاصة في طريقة حياته وتعامله مع المادة والأموال.. ثم تستعرض الكاتبة رحلة زواجها ومشاعر الأب إتجاه تلك الزيجة ومشاعر الفرحة الممزوجة بالحزن لأنه سيفتقد ابنته ، تعود بعدها الكاتبة إلى وصف الأيام الأخيرة في حياة رضا ورحلة مرضه وهو من الفصول الشجية والمؤلمة..خاصة مع وفاة رضا الحزينة. الرواية أو السيرة الروائية التي كتبتها الكاتبة هالة فودة بتمكن شديد ورهافة ينبض من بين سطورها الحزن والسعادة والألم والفقد..كتبت بطريقة الغرق في الماضي وإعادة استحضاره بصورة فنية رائعة..فهي لم تقدم سيرة أسرة مصرية أصيلة فقط ..ولا سيرة رجل بطل على قدر كل مسؤولية أوكلت إليه..بل قدمت سيرة مجتمعية وتاريخية لمصر بدءاً من ١٩٣٥ وصولاً إلى أوائل الألفية الثالثة.
كنت مستمتع بالرواية لحد الصفحة ٢٢٧ ، اسلوب السرد و توثيق حياة شخصية وطنية عظيمة زي رضا فودة كانت ممتازة في فترة مهمة في تاريخ مصر و مشاركته في حروب ٥٦ و النكسة ٦٧ و نصر ٧٣ . ما لم يعجبني استياء الكاتبة من ظاهرة انتشار المساجد و الزوايا و علو اصوات الميكروفونات بالخطب المزعجة و انتشار الزي الإسلامي و الذقون غير المهذبة ، و وصول صوت خطب الشيخ كشك المنفرة لبيتهم الكبير في الحدائق. من هنا قررت اني مش هكمل الرواية ، لأن الفكر ده غير متسق معايا
في قلبي رضا هالة فودة العين للنشر والتوزيع 2024 304 صفحة ⭐️⭐️⭐️⭐️
■ السيرة، يا لها من كلمة سحرية تحمل في طيَّاتها العزاء والسلوى، البعض حين يرحل ينقطع ذكره وسيرته فيذهب في طي النسيان، والبعض يظل يُذْكَر لما بعد الممات، أليس ذلك هو الخلود؟ وما أخلد من البقاء حيًّا في القلب والذاكرة؟
عملنا اليوم يعد بمثابة حالة وليس رواية كما هو مصنف وهذا شيء لو تعلمون عظيم فكثير يكتب ولكن أقل القليل من يجعلك تنفصل عما حولك وتعيش أحداث العمل كما لو كنت أحد أبطاله.
اخبرتنا الكاتبة في بداية عملها أن السبب وراء هذه الكتابة البديعة هو البوح بما ارهقها كتمانه عل الحزن ينجلي وتشرق في روحها شمس أفلت بعدما ذهب من كان ينيرها بوجوده والدها القائد الشجاع والدبلوماسي المحنك والأب العطوف والسياسي ذو النظرة النافذة اللواء محمد رضا فودة.
حكت لنا الكاتبة قصة البطل من البداية منذ مولده عام 1935 ل أب وأم مكافحين متحابين اتخذ كل منهما الأخر مركزا لحياته وأمان لها حتى فقدت أمه والده وعادت بهم الى القاهرة لتكون هي الحائط المنيع ضد منغصات الحياة وتقوم بتربيتهم على خير ما يمكن أن يكون.
يكبر البطل ويشعر بالمسؤلية منذ نعومة أظافرة وهو طفل 8 سنوات في عزاء والده وأنه مسؤل عن اخوته كما امه فيكون بار بها وبهم وتتعاظم فيه المسؤلية في سن الشباب لتضاف المسؤلية تجاه وطنه فيقرر هو وصديقيه أن يتنازلوا عن حلمهم بكلية الطب ليقدموا في الحربية لما تقتضيه مصلحة الوطن من جيل واعي ومسؤل ينهض بالامه من براثن الظلم الى بداية الطريق المنير ولعلها أمنية أمه تتحقق إذ اسمته محمد رضا تيمنا بالأمير محمد رضا بهلوي ليصبح ذا شأن مثله.
تبنت الكاتبة خلال الرواية وصف دقيق للأماكن وطريقة المعيشة خلال فترة من أرقى وأصعب ما يكون في ذات الوقت فبالرغم من حالة البلاد التي ستناقشها بإستفاضة إستطاعت التعبير عن رقي العصر بطريقة رائعة بداية من وصف أماكن السهرات وحفلات الست والاشغال اليدوية التي امتازت بها تيته عايده وصنوف المطبخ وجلسات التجمعات الأسرية وأنواع الأقمشة والتسريحات والموديلات وحتى أسماء الحلويات وكل محل مشهور بها لتجد التفاصيل تتسلل رويدا داخلك فتتشبع بها في حالة من النشوة والحنين لزمن تاقت نفسك أن تعاصره.
وكما هو معروف لا جميل يدوم للأبد فكان على الجانب الأخر حروب ومعارك وهزيمة وإستنزاف لنجد البطل ودفعته تخرجوا إضطراريا بعد 3 سنوات لما تواجهه البلاد من أحوال فنجده بعدما تاثر بالثورة عام 1952 انغمس كليا واتجه للجبهة ليقوم بواجبه.
اوضحت الرواية الحالة النفسية للشعب والجيش إبان الهزيمة او النكسة كما سميت فالجيش لم يُهزم بل لم يحارب من الأصل والشعب تفاجأ بخبر الإنسحاب وضياع سيناء والجولان وغيرها من الاراضي بعدما ظل لايام يعتقد بالنصر .
احببت التشريح النفسي في الرواية جدا خلال الأحداث ما بين نكبة وهزيمة مرة للجيش ثم عمليات الاستنزاف التي اكسبتهم ثقة في انفسهم بالإضافة إلى دور الشعب الذي كان يشعر بالثأر وينتظر ان يأخذه وخوفهم على ذويهم من ابناء الجيش ومساندتهم في ذات الوقت ؛ شوق الجنود لاهاليهم واطفالهم ولكن كما يقال المراد عزيز ويستحق التضحية بكل غالٍ كما لم تغفل التحدث عن فترة المراهقة وما يصاحبها من تقلبات نفسية للأطفال وواجب احتواءهم.
أحببت وصف الكاتبة لشعور والدتها وشعورها تجاه الأب وإحساسها بالمسؤلية رغم صغر سنها وأحببت شعورها بالدفء واهمية تواجد الاسرة وأحببت جلد وصبر كل من فهيمة وشوشو وأحببت رحلات الجبهة بعد النصر وثقة كل فرد في الجيش في الاخر واهمية عامل الوقت لديهم وصونهم له وبسالتهم في استرداد ارضهم بأي ثمن.
اكتسبت الكثير من المعلومات عن الحرب وكأن والدي رحمة الله عليه يحكي لي كما اعتاد كما احببت توضيح بعض المصطلحات الخاصه بالجيش وبالطبع احببت الخلفية المعلوماتية التي تم ذكرها عن علاقتنا بكل من اثيوبيا والصومال واخيرا احببت ذكر الاثر الناتج عن معاملة وسياسة كل من جمال عبد الناصر والسادات تجاه كل من الجيش والشعب وتطور ظهور الجماعات الاسلامية في البلاد واثرها بعد ذلك.
شعرت بالفخر تجاه البطل فقد ثابر ودأب على الدراسة مرحلة تلو الاخرى بما تقتضية الظروف والمستجدات التي تحل بالبلاد فكان هدفه الاول والاخير ان يفيد وطنه بكل ما اوتي من قوة وتألمت لما كافأه به أعداء الوطن ومسؤليه في ذات الوقت ولكن من يملك روح مقاتل مثله لا تهزمه الظروف فظل يتميز في كل خطوة يخطوها حتى وافته المنيه.
فكرة اللجوء للكتابة من أجل التعافي رائعة وانجبت لنا قصة ملهمة من حسن حظنا ان وقع الاختيار عليها للقراءة خاصة بما حوته من مذكرات بخط يد البطل هذا بالطبع بالإضافة الى لغة الكاتبة الثرية والتي تتضح في كثير من المواقف مثل "أصقلته التجربة ولم تثقله" وغيرها الكثير من التشبيهات الشاعرية البديعة.
جاء العمل بلغة عربية فصحى سردا وعامية حوارا بلا ابتذال كما تميز بأسلوب بديع ولغة شاعريه وتشبيهات ملهمة في العديد من المواقف حتى فاضت عيناي في اكثر من موضع.
اسم العمل جاء معبر وبليغ فبالرغم مما عايشه البطل من حروب عديدة ما بين مصر واليمن وحتى تعرضه للخطر في اثيوبيا الا ان ما آلمه كان تقلبات الدهر ونوائبه من مرض امه واخته وغيرها من احداث لاصدقاؤه او حتى لحظة تسريحه من العمل وغيرها الكثير. كما جاء الغلاف معبر واكثر من رائع ينبض بالحياة والأمل والحب والمثابرة.
تحدثت الكاتبة خلال العمل عن انها تود اعلام والدها بثورتها هي الاخرى مع الشعب ضد النظام الذي اعتاد ان يتحايل عليه من اجل مصالحه ولكنها لم تكتب شيء يذكر عن هذه الاحداث فالعمل بالنسبة لي لم يحمل مفهوم الرواية بقدر ما رأيته سيرة ذاتية لشخصية رائعة .
■ مآخذ على العمل: ● تحدثت الكاتبة بإستفاضة في كثير من التفاصيل التي من الممكن ان تسبب الملل بعض الشيء. ● كانت تتحدث في بعض الأوقات بلسان الراوي العليم وتنتقل منه للراوي المباشر فمن وصفها لحياة والدها نجدها تتحدث معه فجأة حيث أن طيفه كان يأتي لها ولكن ذلك كان يحدث بلا تمهيد او وضع علامات تفصل بين الراويين والطريقة.
كانت تجربة أولى رائعة للكاتبة وشجاعة اغبطها عليها وفي انتظار القادم إن شاء الله 🥰
■ إقتباسات: ● تعلمتُ أن الحياة ليست بحاجة للاستئذان قبل أن تؤلمنا، وأن الحزن لا يطرق الباب أبدًا بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار أو سابق إنذار. ● كنتُ وما زلتُ أؤمن أن النسيان موت والذكرى حياة. قد تكون الحقيقة مؤلمة أحيانًا لكن الهرب منها أكثر إيلامًا. ● في البوح، شجاعة وإصرار على المواجهة وهزيمة لكل الأشباح التي تطاردني وتحجب عني السكينة. وفي البوح، ضعف واستسلام وتسليم باستحالة النسيان وحتمية التذكُّر. وفي البوح، تَعرٍّ وجرأة وخرق لكل خصوصية. ● لديَّ قناعة لازمتني أن البيوت تعمر بضيوفها وليس بأصحابها الذين يغلقون عليهم بابهم، وأن البركة تحل عليها بدعوات الطيبين من الأهل الذين تحتضنهم عند المرض والكِبَر. ● غريبةٌ هي الحياة، تزجُّ بك أحيانًا في أتونٍ مُسْتعِر، تتركك فيه لتنصهر على مهلٍ، غير عابئةٍ باستغاثتك المكتومة، وكأنها تعلم أن في انصهارك جَلَدًا. ● مُرٌّ طعمُ الهزيمة، له مذاق الدم والذل، يتجرعه المرء مرغمًا فيسري في أوصاله سريان السُم، ويكتم على أنفاسه التي تخرج مشبعةً بألمٍ يشق الصدر، ويشل عقله العاجز عن استيعاب فداحة الموقف والخسائر.
اسم الكتاب : فى قلبي رضا . سيرة رجل عايش الحرب واعترك الحياة اسم الكاتب : هالة فودة دار النشر : دار العين للنشر ____ "كان غيابك أقوى من أي حضور وكل حضور وكان في استحضارك واسترجاع تفاصيل حياتك عزاء عذب." اتخذت الكاتبة من سيرة والدها ملاذ للخروج من وحدتها وأنيس لوحشة الفقد ، حتى أنها ذكرت ذلك أيضا في أهداء الكتاب حينما قالت : "أكتبُ لأستحضرَ حُلوَ أيامك وطِيبَ ذكراك.. لعلَّ الكتابةَ تخففُ مرارة شوقي إليك ولعلَّ عطرَ سيرتك يُزكِّي أوقاتي.."
*بطل الكتاب : هو اللواء أركان حرب " محمد رضا فودة " تحدثنا الكاتبة عن تفاصيل مراحل حياته العلمية والعملية والشخصية . متفردة أحيانا كثيرة بسرد تفصيلي عن الشوارع والبيوت والملابس فى مراحل حياتها الأولى ... مما أدى إلى الشعور بالملل أحيانا كثيرة ... كان من الممكن اختصارها .
*لا أنكر أني تأثرت كثيرا عند ذكر أجواء نصر أكتوبر والسعادة التى عادت للجيش والشعب المصري .
*استمتعت واستفدت من ذكر تفاصيل استعدادات الجيش المصري لحرب أكتوبر وما تحتوي من أحداث عسكرية وسياسية .
حتي أنني تذكرت عندما ذهبت فى المرحلة الثانوية لرحلة للعريش وزرنا معبر رفح وشاهدت السد الفاصل بيننا وبين اس.رائي.ل .. كما شاهدت صور الشهداء وصور جولدا مائير وموشي ديان وأسماء شهداء الحرب معلقين فى الخنادق التى شهدت أجواء حرب نصر أكتوبر٦٧. *أعجبني التعبيرات اللفظية التى استخدمتها الكاتبة لوصف مشاعرها فى لحظات الحزن والفقد والحب .
*كما تطرقت الكاتبة لذكر التفاصيل المؤلمة للنكسة غلى حال المواطن المصري وما كانت تحتويه من نقص المؤن وتدهور اقتصادي .
*الكتاب يحتوي على تفاصيل عسكرية وسياسية مهمة .
*أعجبني أيضا علاقة الأب بابنته وزوجته .. حيث أنه رغم عمله العسكري إلا أنه غير صارم فى المعاملة معهم كما هو متعارف عليه فى مثل هذه الشخصيات ..بل كان يغدق عليهم بالحب والحنان والاهتمام .
*اقتباسات أعجبتني : ❞ كان قُرَّة عين أمه، تراه مقبلًا عليها فتُسر نفسها وكأنها ملكت الدنيا وما فيها فتتمتم بالدعاء الذي لم تكُفَّ يومًا عن ترديده كل صباح في ختام صلاتها. كان ذلك طقسها اليومي الذي داومت عليه حتى نهاية حياتها.
❞ تعلمتُ أن الحياة ليست بحاجة للاستئذان قبل أن تؤلمنا، وأن الحزن لا يطرق الباب أبدًا بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار أو سابق إنذار. ❝
❞ رميتُ الأقنعة واحتفظت بما تبقى لي من ابتسامة، تعينني على مواجهة الأيام والنظر إلى أحداث حياتي الماضية بتجرُّدٍ وموضوعية، بلا شفقة ولا جَلْد لذاتي ولا تحامل على الآخرين ولا إنكار لأخطائي، فقد كان ما كان، كل ما يعنيني الآن هو النجاة بأيامي الباقية لأعيشها في سلام.
❞ وفي البوح، ضعف واستسلام وتسليم باستحالة النسيان وحتمية التذكُّر. وفي البوح، تَعرٍّ وجرأة وخرق لكل خصوصية. ❝
❞ فترسَّخت لديَّ قناعة لازمتني أن البيوت تعمر بضيوفها وليس بأصحابها ❝ #في_قلبي_رضا #مسابقات_نقوش #رحمة__نشأت
{ فى قلبى رضا } للكاتبة هالة فودة الصادر عن دار العين عام 2024 سيرة ذاتية فى شكل رواية ، كتبتها الإبنة هالة عن والدها الضابط بالجيش المصرى محمد رضا فودة . تأخذنا الكاتبة فى رحلة عبر الزمن للتعرف على أسرتى الأب و الأم مما قد سمعته و عرفته قبل مولدها ، و بعد ذلك مما كانت شاهدة عليه من أحداث مرت على العائلة الكبيرة ، و أثرت عليهم كما أثرت على كل المصريين من تقلبات سياسية و إجتماعية ، أزمات صعبة و عدة حروب كلفتهم و كلفت البلد الكثير . رضا الذى غير مسار تعليمه الجامعى من دراسة الطب إلى دخول الكلية الحربية تأثرا بحركة الضباط فى يوليو 1952 و الذى حلم كما كثيرين من أبناء جيله بمستقبل أفضل للوطن ، و تعرفنا الكاتبة من خلال حواراتها مع والدها و مما كتب من أوراق على تفاصيل مشاركته هو و زملائه من أبطال الجيش المصرى فى حروب 1956 & 1967 & 1973 بعض الوقائع تصلح جدا بل و لا بد من وجهة نظرى من تحويلها إلى أعمال درامية تخلد ذكرى أبطالنا و تعرف الأجيال الحالية و القادمة بهم و بمعانى الإنتماء و الشجاعة و الإيمان بقضية و الدفاع عنها . هذا عن الجانب العسكرى فى الكتاب و هو و إن كان مؤثر ، فهناك جانب آخر لا يقل عنه تأثيرا و هو الجانب الإجتماعى ، حيث وصفت الكاتبة أسلوب معيشة الأسرتين فى هذا الزمن الجميل ، شكل البيوت و ترتيب و ذوق الأثاث بها ، الجد و الجدة و مكانتهما المميزة ، علاقة أفراد الأسرة بعضهم ببعض و علاقتهم بالجيران و الأقارب و الأصدقاء ، الولائم الممتدة فى كل مناسبة و بدون مناسبة ، روائح الطعام الذكية التى وصلتنى أثناء القراءة ، العادات و الطقوس اليومية البسيطة للأسرة المصرية التى كانت تميزها و تشيع جو من المحبة و البهجة و التى نفتقدها الآن للأسف . السرد بالفصحى و الحوار بالعامية ، و الحق أن أسلوب الكاتبة الأدبى البليغ و الجمالى أعجبنى جدا ، و بالرغم أن هذه أولى رواياتها إلا إنها فى رأيي بداية قوية من حيث اللغة التى أستوقفتنى كثيرا ، و لا أعرف إذا كان هذا الجمال اللغوى نابعا من حب الكاتبة الشديد لوالدها و تجسيدا للعلاقة الخاصة جدا بينهما ، أم أنه أسلوبها الخاص بصرف النظر عن نوعية الكتابة . الكتاب به الكثير و الكثير من المعلومات القيمة ، السيرة العطرة ، و يهديك بعد قراءته شعورا بالسعادة و الفخر . بعد إنتهائي من قراءة هذه السيرة العطرة التى عشت معها أوقات مفعمة بمشاعر جميلة أحب أن أوجه كلمة للكاتبة : لست وحدك عزيزتى هالة من تحبين و تفتخرين بوالدك ، كلنا نفعل ... سلاما على روح المصرى الأصيل العقيد محمد رضا فودة قائد اللواء 136 مشاه ميكانيكا . إخترت لكم منها هذه الإقباسات : قد تكون الكتابة وسيلة للتواصل معك عبر طبقات من الزمان و اللامكان ، استحضرك بقلمى المرتعش و أفكارى المشوشة عوضا عن مهاتفتك . التاريخ لا يصنعه الزعماء وحدهم . هؤلاء من تتصدر صورهم و أسمائهم المشهد فقط . أما المجهولون و المنسيون بين طيات صفحاته ، الذين غالبا لا يعرفهم و لا يتذكرهم أحد ، فهم من آلوا على أنفسهم الذود عن الوطن فى صمت بليغ و تجرد سام . السيرة ، يا لها من كلمة سحرية تحمل فى طياتها العزاء و السلوى ، البعض حين يرحل ينقطع ذكره و سيرته فيذهب فى طى النسيان ، و البعض يظل يذكر لما بعد الممات ، أليس ذلك هو الخلود ؟ و ما أخلد من البقاء حيا فى القلب و الذاكرة ؟
1️⃣ الموضوع : مراجـعة رواية 2️⃣ العمل : في قلبي رضا 3️⃣ التصنيف : سيرة ذاتية ـ تأريخ ـ درامي 4️⃣ الكاتب : هاله فوده 5️⃣ الصفحات : 304 أبجد 6️⃣ سنة النشر : 2024 م 7️⃣ الناشر : 8️⃣ التقييم :⭐⭐⭐⭐
📚 مقدمة :_
✍️ جمال تقرأه حينما تكتب المرأة بقلبها ، جمال تشعر به حينما تعبر عن شعورها ، فتراها تجذبك نحو عالمها تعيشه تماما ، فتفرح عند الفرح ، وتحزن عند الحزن ، وتبكي عند الألم والوجع ، وهكذا دواليك .
✍️ والأجمل من ذلك أن تمتزج الكتابة مع الحب ، حين تكتب بقلبها عمن يسكنه ، هكذا فعلت هاله فوده وهي تروي سيرة والدها وحبيبها ، البطل المقاتل محمد رضا فوده .
📚 نبذة تشويقية:_
🔶 هنا معنى الجمــال والحــب والحنــان . 🔶 هنا تتعلم المثابرة والصـبر والطموح . 🔶 هنا تتذوق مرارة الهزيمــة والخنوع . 🔶 هنا تكرع من كأس النصر والشموخ . 🔶 هنا ترى الأمل مغلفاً بالعلم والعمـــل . 🔶 هنا سيرة تستحق أن تروى لبطل مصري . 🔶 هنا تتجرع معنى الصمود والرسوخ والرجولة . 🔶 هنا تشتم رائحة البساطة والأمان والذكريات . 🔶 هنا تشاهد الحقيقة ، والكبرياء ، والعزة والسلام .
📚 نبذة تعريفية:_
✍️ تقرر الكاتبة ومن فرط حبها لوالدها ترجمة سيرة حياته ، التي غاصت في دواخلها وعاشت في غياهبها ، عاشقه تفاصيلها وأساطيرها وحكاياتها ، من أولها إلى منتهاها ، تقرر رسم ذلك كله في صورة مسطرة على الأوراق .
✍️ فتسير الرواية في خطين متقابلين من الزمان مع حاضر الكاتبة ، ثم تعود إلى الخلف قليلاً وإلى سيرة والدها ، مخاطبة إياه في زمانها ، وتسرد موجهة له الكلام والخطاب ، وتعود رويداً رويداً لما قبل ميلاده ، حيث اللقاء الذي جمع جدها بجدتها ، معرجةً على شكل ومعنى وجوهر الحياة آنذاك ، حتى ميلاد البطل المغوار .
✍️ نشأته المختلفة عن أقرانه ،طلته البهية ، وكلماته الندية ، وسامته المبهرة وأنواره المزهرة ، ثم تعرج على ذكر الثورة ورحيل الملك فاروق واشتراك رضا في الثورة ـ تناقش نفسها ماذا لو حضر معها ثورة اليوم..؟ التي خرجت على من خرج لهم بالأمس !! لنفس المطالب العيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، واللبيب بالإشارة يفهم .
✍️ تحول رغبته من دراسة الطب التى حلم بها ، إلى الحربية التى فرضتها الحياة علية ؛ نظراً لما يراه من توتر الأحوال في البلاد ؛ ليخرج من كلية الحربية ضابطاً مهيباً شامخاً ممشوق القامة ، مرفوع الهامة .
✍️وتتوالى الحكاية حتى تأميم قناة السويس واشتعال الحرب من جديد مع العدوان الثلاثي على مصر الذي يضرب بضراوة كل المنشآت الحيوية المصرية ، تعم الفوضى وتحترق القاهرة .. ويعيش البطل صامداً على الجبهة هناك نيران العدو .. وهنا في قلب أمه وزوجته وإخوته ، مروراً بحرب الإستنزاف بتفاصيل غاية الدقة والتصوير والإخراج والروعة .
✍️ ثم تعرج على زواجه وكيفيه لقائه الأول من أمها ، حياته العسكرية كيف كانت ؟ كيف احتملت أمها قسوتها وآلامها ؟ ، ثم ميلاد هاله التي أحببناها بريئةً ذكيةً صبورةً ، مغامرةً في طريقها عثرت على مذكرات البطل الذي دون أسرار الحرب وآآآهٍ مما ذكر !! ما هذا الصمود والرسوخ ؟ ما هذا الجيل المختار ؟ ما هذا الجيش المغوار ؟ ما هذا الفارس البتار ؟ الذي دك العدو وباغته ، كيف وقفوا رجالاً وأسوداً يدافعون عن كرامة الارض ، وعن صيانة العرض ، تناقشه فيرد ، ونحن نستمع ونستمتع ونعود إلى هذه الذكرى بالفخر والافتخار والعز والاستكبار والأنفة والعظمة .
✍️ تنتهي الحرب ويعلن السلام ، ويكافيء العميد محمد رضا فوده بعدما كان من أسباب قهر العدو وأعادة العزة بعد النكسة ، والصمود حتى النصر ، وحتى السلام ،، ببعثه ملحقاً عسكرياً مصرياً لدى إثيوبيا .. حيث الأزمة بينها وبين أريتريا والصومال ، وحبل الوصل السري بينها وبين الكيان ، الذي كشفه فوده وعلى إثر نشاطه الظاهر أصبح خطراً على أمن إثيوبيا فتطلب منه الرحيل …
✍️ ليعود من جديد إلى الصومال على نفس الصفة ، ولكن في هدوء .. ثم تنتهي مهمته عائداً إلى مصر وعازماً على المزيد من النجاح والنهم العلمي ، فيدرس في كلية التجارة ، ويعد رسالة الماجيستير ثم الدكتوراه..في الوقت الذي تضطرب فيه الدنيا باغتيال السادات من بين أولاده وفي قعر داره ، يوم العرض العسكري…يتولى بعدها نائبه لفترة تعلمونها جيداً كيف كانت وكيف طالت وكيف انتهت .
✍️ ثم وفي هدوء تام تموت أمه ، ويشتد المرض على أخته لتلحق بأمه بعد عام ونصف .. يكسو البيت هما وحزناً..فيحاول فودة تغييره وينجح كعادته..يحصل على الدكتوراه ومكافأة له على ذلك ؛ يحال إلى التقاعد !! بلا يأس يتقبل الأمر ويستخرج المنحة من جوف المحنة ، يقبل على العمل الأكاديمي والسياسي ، ويذيع صيته ومقالاته وكتبه وتحليلاته الاستراتيجية والسياسية والعسكرية .
✍️ تتلألأ الحياة ، وتنجح هاله بمجموع عال ، تحبذ كلية فيدلها رضا على أخرى ، تتفوق في دراستها وتتعين معيدة في كلية الآداب ، تتزوج من إبن عمتها هشام ، يسافران سويسرا وتحلو الحياة ، يعودان بعد اربعة اعوام ، وقد تضاعف مرض رضا ونقل على إثره إلى الرعاية ثم يتحسن ويعود طبيعياً ، يجتمعوا على مائدة الغداء يوم الجمعة بكل الحب والمرح والسلام … ثم ينهتى اليوم بأسوأ نهاية لهاله… مساء الجمعة الموافق 22/6/2001 ،، تصعد الروح لبارئها كريمة مطهرة .. يموت البطل محمد رضا فودة . ولتكن آخر ذكرياته مع هاله .. قبلات الوداع .
📚 اللغة والحوار والسرد :_
كتبت الرواية بلغة عربية ، لها قوة سردية فصحى ، وبها رقة حوارية عامية ، سلسة وبسيطة ، قَوِيَ مبناها ، فتم معناها ، واقعية بلا تكلف ، هادئة بلا تعجرف ، السرد محكم ، والحوار مفعم .
📚الإيجابيات :_
1️⃣ - التكامل العاطفي والوصفي والتأريخي .
2️⃣ - بعث الأمل والصلابة والحث على العمل ، والوصول للهدف بلا كلل أو ملل .
3️⃣ ـ توثيق الأحداث الهامة والعظيمة من واقع أصلها .
4️⃣ ـ توجيه العمل على الترابط الاجتماعي والتأكيد على نجاح المجتهد ووصول المريد . 5️⃣ ـ المرونة وعدم الجمود والمواربة والتكلف .
📚 ملاحظات :_
1️⃣ ـ بطء الإيقاع السردي أحياناً .
2️⃣ ـ الولوج إلى تفاصيل صغيرة ، خارجة عن نطاق الموضوع .
🤚 لكنها .. ملاحظات ضئيلة أمام كمالية وجمالية العمل ، ولا تنقص من قدر العمل وكماله وجماله .. ولذا أرشحها للقراء بشدة .
🚫 رأيي في الرواية:_
… وكأنني مع العمل ، أستمع وأستمتع لطائر تحرر من قيود السرد والوصف والأحداث المعهودة ، والاعصاب المشدودة ، فأراه يغدوا ويروح ، يصمت ويبوح ، يشدوا فنطرب له ، ونسمع الحدث أوله ، بوقع جميل ، وواقع أصيل ، ترجمته رقة الكلمات ، ودقة العبارات ، شمولية المعنى ، وجزالة المبنى ، طريق اتخذته الكاتبة وهى تتقمص شخصية الراوي العليم ، ولا تقف عند ذلك الحد ؛ لأنها تتدخل في قلب النص ، وقالب القص ، فهي جزء أصيل من الحكاية ، ببواطن الرواية ، …
أنهيتها ووقفت ، عدلت هندامي وشرعت بإلقاء التحية العسكرية كما يجب أن تكون لبطل مصري عاش الحرب وأعترك الحياة 🇬🇪🇪🇬
📚 إقتباسات :_
1️⃣ ❞ تعلمتُ أن الحياة ليست بحاجة للاستئذان قبل أن تؤلمنا، وأن الحزن لا يطرق الباب أبدًا بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار أو سابق إنذار. ❝
2️⃣ ❞ لماذا يربط بين الموت والشرف والكرامة؟ ألا يمكننا العيش بشرف وكرامة؟ ألا تستقيم الحياة مع الحرية أم أنها باتت مقرونة بالذل؟! ولماذا يقبع الزعماء في مكاتبهم يُلقون الخُطَب ويتخذون القرارات الطائشة ويزجون بالآلاف إلى المعارك وربما الموت؟ ❝
3️⃣ ❞ غريبةٌ هي الحياة، تزجُّ بك أحيانًا في أتونٍ مُسْتعِر، تتركك فيه لتنصهر على مهلٍ، غير عابئةٍ باستغاثتك المكتومة، وكأنها تعلم أن في انصهارك جَلَدًا. ❝
4️⃣ ❞ كل الشعارات تظل جوفاء إلى أن تتجسَّد في مواقف محددة، كل المبادئ تبقى نظرية إلى أن يتم اختبارها في لحظة حاسمة، الحديث عن الوطنية والتشدُّق بالبطولة أمر إنشائي سهل على مَن يُجيد الخطابة، أما الذين بإمكانهم تحويل مفهوم البطولة المجرد إلى فعل حقيقي ، فهم قليلون ❝
5️⃣ ❞ جُبِلَ الإنسان على النسيان، ثم تدرب على إسقاط أحزانه عمدًا من ذاكرته كرد فعل دفاعي للألم، ينكره أو يحبسه في قبوٍ معتمٍ داخل نفسه ويتظاهر بتجاوز ❝
🟨 مراجعة رواية في قلبي رضا 🟪 التصنيف : سيرة ذاتية 🟧 الكاتبة : هاله فوده 🟦 الصفحات : 304 أبجد 🟩 الناشر : العين للنشر والتوزيع 🟦 سنة النشر: 2024 🟥 التقييم :⭐⭐⭐⭐
🛑تنقسم هذه المراجعة إلى:_ 1️⃣ مقدمة عامة عن العمل والكاتبة . 2️⃣ مع الروايــــة وعنها وفيها . 3️⃣ اللغة والسرد والحوار . 4️⃣ الغلاف والعنـــوان . 5️⃣ الملاحظــــــات . 6️⃣ الاقتباسات .
📝مقدمة عامة عن العمل والكاتبة 📝
🛑 أولى أعمال الكاتبة روائياً .. الذي يعد بداية طيبة جداً ، وشيء رائع .. طبعتها الكاتبة بطابع الذكريات التى أرهقت عقلها ، وأقلقت مضجعها ، ولازمت الفكرة رأسها ، وأبت إلا ان تخرج للنور ، على ورق مسطور .
🛑 "في قلبي رضا" رواية رأيتها من الأعمال الأدبية التي تمزج بين السيرة الذاتية ، والتاريخ الوطني، فهي وحيث تسلط الضوء على شخصية اللواء محمد رضا فودة، أحد أبطال حرب أكتوبر.. تعيد لنا كذلك جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث ، من خلال سرد قصة حياة فودة، مركزة على جوانبها الإنسانية والوطنية.
🛑 يتجلى اختلاف وجمال العمل في سرد السيرة بصورة تفاعلية وجاذبة ، فيتجلى لك أنها ليست مجرد عرض تاريخي للأحداثو، بل هي استكشاف عميق للأبعاد الإنسانية والأخلاقية التي تشكل شخصية بطلها ، ببيان وضعه ونشأته المختلفتان عن الأقران في ذلك الزمان ،، وتحمله المسئولية صغيراً في دلالة على قوة وصلابة وصمود البطل ….من بدايته لنهايته .
📝 مع الرواية وعنها وفيها 📝
🛑 تتنوع الأحداث عبر مراحل مختلفة من حياة اللواء فودة، بدءًا من نشأته وتربيته في بيئة تقليدية مصرية، مرورًا بتحديات شبابه، وانتهاءً بدوره البطولي في حرب أكتوبر ، وتحديات ما بعد الحرب ، هذه اللحظات تمثل نقاط تحول ليس فقط في حياة البطل، ولكن أيضًا في السرد الروائي ذاته، حيث تشهد الرواية تحولًا في نغمة السرد وإيقاع الأحدا
🛑 يتجلى في العمل كون اللواء فودة ليس مجرد شخصية تاريخية في الرواية ، بل هو رمز للعديد من القيم الإنسانية والوطنية، الكاتبة ولقرب الصلة الوثيق بالبطل ؛ تمكنت من تقديم شخصية متعددة الأبعاد؛ فهو الرجل العسكري الصارم، والقائد الحكيم، والأب العطوف، والإنسان المؤمن ، والأخ المحبوب ، هذا التعدد يظهر بوضوح في تفاعله مع المواقف المختلفة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
🛑 كذلك تعكس الرواية الصراع الداخلي الذي يعيشه فودة، خاصة فيما يتعلق بالتوازن بين واجباته الوطنية وحياته العائلية ، صراع منشأه الشعور بالمسؤولية عن الجميع ، فتتجلى للقارئ لحظات الضعف والقوة، والشك واليقين، والوهن والمثابرة ، والسكون والصمود ، مما يجعل الشخصية أكثر واقعية وقربًا من القارئ ، وأكثر رمزية لتلك الفضائل .
🛑 كما أن الرواية تأخذنا في رحلة عبر مراحل مهمة من تاريخ مصر الحديث من الثورة على الملكية ، وتأميم قناة السويس وتوابع القرار كالعدوان الثلاثي ، وحرب اليمن وحرب الإستنزاف ، وحرب أكتوبر 1973 ، بتوثيق تاريخي من أهله ، مؤكدةً أن هذه الحرب ليست مجرد خلفية للأحداث، بل هي جزء أساسي من الرواية.
🛑 الكاتبة تقدم نظرة متعمقة على كيفية تأثير الحرب على حياة الناس ، وكيف أن الوطنية ليست مجرد شعاراتو، بل هي تضحيات حقيقية وقرارات صعبة ،وهي تستعرض بواقعية من عايش الظروف التي سبقت الحرب، والتحضيرات العسكرية، والتحديات التي واجهها الجنود والقيادات. هنا، فتظهر خبرتها في البحث والاطلاع على التفاصيل التاريخية، مما يعطي العمل مصداقية وقوة.
🛑 الرواية ليست مجرد قصة حياة بطل عسكري، بل هي تأمل في معاني الإيمان، والتضحية، والرضا. من خلال الاسم نفسه، تشير الرواية إلى مفهوم "الرضا" كقيمة مركزية في حياة البطل رضا فودة بما كتبه الله له، ورضا عائلته بقراراته، ورضا الشعب المصري بالإنجازات التي تحققت بفضل تضحياته…هذا الجانب الرمزي يمنح الرواية عمقًا فلسفيًا يمكن للقارئ أن يتأمل فيه، مما يجعلها تتجاوز كونها مجرد رواية تاريخية إلى عمل أدبي ذي أبعاد فكرية وإنسانية.
.. 📝 اللغة ـ السرد ـ الحوار📝 بلغة عربية فصيحة سردا عامية حواراً كتب العمل لم تظهر بتكلف في اختيار اللفظ فجاءت سلسلة بسيطة ومحببه للقارئ ، بل انها تنم عن تمكن الكاتبة من ضبط ايقاع العمل من خلال توظيف الالفاظ والعبارات للدلالة على للمعنى المقصود بصورة سريعة في الأغلب . وجاء السرد متسلسلا بطريقة الرواي العليم وإن كان يطغى على الحوار فذلك طبيعي في عمل يتحدث عن سيرة ذاتية ،، وان اصابه نوع من الاطناب والاسهاب في الوصف غير اللازم لبعض الاحداث والأماكن ، لكنه يبقى مستساغا وممتعا في جملة العمل .
كما جاء الحوار بلغة القوم آنذاك وهو ما يضفي عليه الطمأنينة والسكينة والوصول السريع لقلب القارئ الذي كان يتلقى تطور الأحداث بحب وشغف ، وإن كان مثاليا فهو يدل على عظمة هذه العائلة كلية وعظمة وجمال هذه الحقبة من الزمن.
📝 الغلاف والعنوان 📝
بطل مقاتل على الجبهة وسط زملائه الأبطال ، كانت هذه صورة الغلاف وفيها كل الدلالة على طبيعة ونوعية العمل وإشارة لهذا الموقف المتميز في حياة البطل وزوجته وابنته ، ورغم بساطته الا انه جاذب لانظار القراء مجاورة مع العنوان فوق المتميز الذي يوضح العلاقة الحنونة الطيبة المثالية بين البطل والكاتبة .
📝 ملاحظات 📝
🔸بطء الايقاع السردى فترى وتيرة الأحداث في بعض الفصول كانت بطيئة جدًا مقارنة بفصول أخرى، ما جعل الرواية تبدو غير متوازنة في بعض الأحيان. بعض القراء شعروا بالملل في بعض الأجزاء
🔸رسمية اللغة بعض الأحيان ، وكأنني أقرأ خطاب موصى مصحوب بعلم الوصول ، من جهة لأخرى .
🔸 مثالية وثبات ردة فعل البطل في مواجهة الأهوال ، دون التطرق لقليل من مشاعر التعب والوهن والهم الذي كان يحمله على عاتقه ، الأمر الذي كان سيؤدي لمزيد من التعاطف والشعور به من لدن القاريء
📝 إقتباسات📝
🔸❞بحثتُ في كل شخص عرفته عما يشبه حبك واهتمامك ودفء روحك بلا جدوى. في كل مرة، كنتُ أوهم نفسي أني قد وجدتُك لأفيق بعدها على سراب حتى أيقنتُ أنني لن أجدك أبدًا. ❝
🔸❞ كيف يمكن لهالة الزعيم أن تطغَى هكذا فتعمِي العيون عن أخطائه الفادحة؟ كيف تشفع له شعبيته الجارفة عن سقطاته المَدوِّية؟ كيف لم تهتزَّ صورته بعد كل خطابات التضليل التي خدَّرت العقول؟ كيف يمكن للمذنب أن يكون مخَلِّصًا؟ كيف؟ ❝
🔸❞كل الشعارات تظل جوفاء إلى أن تتجسَّد في مواقف محددة، كل المبادئ تبقى نظرية إلى أن يتم اختبارها في لحظة حاسمة .❝
🔸❞ مُرٌّ طعمُ الهزيمة، له مذاق الدم والذل، يتجرعه المرء مرغمًا فيسري في أوصاله سريان السُم، ويكتم على أنفاسه التي تخرج مشبعةً بألمٍ يشق الصدر، ويشل عقله العاجز عن استيعاب فداحة الموقف والخسائر. ❝
🔸❞غريبةٌ هي الحياة، تزجُّ بك أحيانًا في أتونٍ مُسْتعِر، تتركك فيه لتنصهر على مهلٍ، غير عابئةٍ باستغاثتك المكتومة، وكأنها تعلم أن في انصهارك جَلَدًا. ❝
🔸❞في البوح، شجاعة وإصرار على المواجهة وهزيمة لكل الأشباح التي تطاردني وتحجب عني السكينة. وفي البوح، ضعف واستسلام وتسليم باستحالة النسيان وحتمية التذكُّر. وفي البوح، تَعرٍّ وجرأة وخرق لكل خصوصية. ❝
الكتاب : في قلبي رضا الكاتبة : هالة فودة دار النشر : دار العين للنشر
أؤمن أن لكل إنسان سيرته الذاتية الخاصة لا تخلو من درس أو عبرة يمكن أن نستخلصها إما قرارات خاطئة يمكن أن نتجنبها أو صعاب و عثرات تغلب عليها تشعل فينا الحماس أنه من الممكن أن نتخطى الصعاب و لكن الكتاب الذي بين أيدينا وجد فيه معاني كثيرة أصبح مجتمعنا يفتقدها من مشاعر دافئة و الروابط الأسرية و زواج هادئ لم يسمحوا للظروف أن تضعف الحب بينهم.
منذ اللحظات الأولى في الكتاب ستدرك كل هذة المشاعر منذ الاهداء و حتى النهاية و كأن بين أدينا رواية أجيال :
● توفيق و فهيمة : قصة زوجان تعاهدا على المضي معاً مهما كانت الظروف حيثما كان عمل الزوج تنتقل معه الزوجة لتكون بجانبه و تبتعد عن أهلها فهي تشعر أن زوجها أصبح كل شئ لديها و لكن الأسرة تفقد الزوج في وقت مبكر بعد إنجابها ٥ أبناء كلهم في سن صغيرة و تتولى الأم رعايتهم و التى أوقفت حياتها لهم
● كامل و عايدة : أسرة من الطبقة المتوسطة تعيش في رغد و تفاهم و انسجام عائلي نشأ أولادها على عادات و تقاليد المجتمع الراقي يشاء القدر أن يجمع الأسرتين معاً في ترابط نسب كأنهم عائلة واحدة خلال رحلة الكتاب لن تسمع سوى صوت الراوي الذي هو أحد أفراد العائلة يحكي في خطين متوازيين عن زمنين مختلفين كل الأجداد و جيل الأحفاد مروراً بالآباء لتشعر بأنك فرد من العائلة
● رضا و شوشو : جيل الأبناء حيث نشأوا في أهم فترات الوطن و شهدوا كثير من التغييرات التى أصابت المجتمع من حروب و هزائم ثم الانفتاح في كل شئ الإقتصاد و السلوك و لكنهم حافظوا على كل شئ و الأهم من ذلك تربية أبنائهم ● هشام و هالة : جيل الأحفاد الذي أكمل المسيرة و التفوق في دراستهم و اخلاقهم و عاداتهم و حب الأسرة و الوطن فورثت الابنة عن أبيها روحه الثورية فارتبطت به و شكلت السياسية وعيها منذ الصغر حتى افرغت كل ذلك بين دفتي الكتاب
رضا بطل الحكاية هو الإبن الثالث في أسرته بعد توتو و لطفي ثم سلوي و أخيراً لولو و كلهم شخصيات ثانوية لا تأثير لهم سوى سرد للذكريات و تفاصيل عديدة كأنك تستمع لحكايات روتينية
هالة الإبنة التي قررت أن تسطر تاريخ والدها و بطولاته و كفاحه منذ الصغر و كيف استقبل حركة الضباط الأحرار التى جعلته يفكر في التخلي عن رغبته في دخول كلية الطب و الالتحاق بالكلية الحربية لدعم وطنه و لكنه واجه معاناة في مشواره لا أعلم هل تحدث مع نفسه ليته اختار الطب مشواره مشوار ؟ بعد أن رأى كل هذة الانتكاسات منذ حركة ٢٣ يوليو و حتى وفاته ؟
أهم ما يميز تلك السيرة الذاتية هي إبراز الروابط الأسرية و العائلية فوجود الخال كان عامل مهم و كان سبباً في ارتباط رضا بشوشو إبنة السيد كامل صاحب السمعة الطيبة و أصبحوا عائلة واحدة ترابط و انسجام نادراً ما يوجد في يومنا هذا، لذلك يمكننا أن نخرج من هذة القراءة بدعوة لعودة العلاقات الطيبة بين الأسرة و العلاقات بيت العائلات " فترسخت لدي قناعة لازمتني أن البيوت تعمر بضيوفها و ليس بأصحابها الذين يغلقون عليهم بابهم " الله من أجمل الاقتباسات.
هناك إشكالية واجهتني في قراءتي للكتاب حيث أن العمل رواية و ظننت من صفحاته أنه سيرة ذاتية للمؤلفة فالتقييم هنا يختلف من حيث التعرض للأحداث و نقدها.
● السرد : كان ضعيفاً حيث صوت راوي وحيد فقط يخبرنا بالأحداث بصيغة الماضي كأننا نستمع لحكايات نمطية و عادات روتينية بها كثير من التفاصيل الزائدة قد تصيب بالملل و حذفها لن يؤثر بل كان ضرورى و طغت المثالية في فقرات كثيرة و بعض المواقف التى تتسم بالساذجة أو الفطرة و مما أضعف السرد هو استخدام كان و كانت بكثرة فبعض الصفحات تصل إلى ١٠ مرات
● اللغة : كانت جيدة لا تستخدم مصطلحات ثقيلة و عبرت بسلاسة في مواقف كثيرة و ظهرت قوة اللغة في الوصف الذي كان الأفضل في العمل و طغى على الأحداث الروتينية.
● الحبكة : افتقد العمل إلى الحبكة و تصاعد الأحداث و الصراع الذي يصنع التشويق و الإثارة لمعرفة ماذا سيحدث في الفصول التالية لكن تميز العمل بالبساطة و عدم التكلف و الافتعال فجاء كثير من الفقرات على سجيتها و ربما هو العمل الأول للكاتبة فهي خطوة جيدة لما هو قادم.
أجمل ما مميز العمل و جعله يأخذ بعداً مختلف كونه رواية أو سيرة ذاتية هو تناوله لأهم فترة في تاريخ مصر المعاصر منذ خلع الملك فاروق بحركة ٢٣ يوليو و عهد عبد الناصر باخفاقاته و هزائمه و حرب اليمن التى راح خسرنا فيها الكثير أرواحاً و أموالاً دون فائدة و تعرض البلاد للنكبات على يديه بالاحصائيات و الأرقام كل ذلك يدل أن الكاتبة لديها حس و نظرة ثاقبة في تلك الأمور و على درجة عالية من الثقافة و قد ربطت بين حياة والدها العملية في الجيش و بين الأحداث السياسة ببراعة و ذكاء.
المقارنة بيت تناول الإعلام لهزيمة ٦٧ في عهد عبد الناصر و نصر ٧٣ في عهد السادات توضح الفرق بين عهدين بين الكذب و الخداع و بين الصدق و الشفافية لذلك ترى الفرق في النتيجة بين الهزيمة و النصر
و في حديثها عن إثيوبيا و أشارتها لأهميتها بالنسبة لمصر حيث أنها أحد منابع النيل و سعي إسرائيل للسيطرة على مياة النيل بإقامة علاقات سرية مع أثيوبيا ثم عهد مبارك و وصفه بأنه محدود الذكاء ( الثور المنوفي ) و أشارت لثورة يناير و مشاركتها فيها و كأنها امتداد لوالدها الثوري و لكن لم تتعرض لما بعد يناير كما كنت منتظر.
● ملاحظات : ١- العمل كان يحتاج لتداخل قصص أخرى تحدث صراع و تنقل بينهما خلاف التركيز على سرد حياة شخص واحد مادام العمل صُنف كرواية بالإضافة إلى ذكر أصدقاء رضا محي و عصام الذين ساروا على نفس الدرب و هو شئ عجيب أن يتم قبولهم جميعا في الجيش. ٢- بعد نجاح رضا في المرحلة الابتدائية أبدى لوالده رغبته في أن يصبح طبيباً و يتخصص في أمراض القلب و هو طفل و ليس له فكرة مسبقة عن الموضوع في اللحظة التى توفى فيها والده بمرض القلب و كذلك تعرض رضا في الكبر لنفس المشاكل التى توقعت منها وفاته بسببها و لكنه أكمل مسيرته دون عوائق إلا في السن الكبير ٣- توقع فهيمة لمستقبل رضا بدخوله الكلية الحربية مثل الأمير رضا و تسميته على اسمه تيمناً به و كذلك رؤيتها في المنام بخلع الملك فاروق قبلها بأسابيع نوع من الفانتازيا ٤- اختيار أسماء البنات توتو و لولو و شوشو هل كان شائع في الأربعينات ؟ رغم ما نعرفه عن هذة الفترة من انتشار فوزية و فاطمة نازلى ٥- كانت كل قصص الحب هادئة فهي ميلاد زواج الصالونات و نجاحه خلاف قصص الحب في هذة الفترة في قصص إحسان عبد القدوس و يوسف إدريس، حتى خطوبة رضا و شوشو قد حدثت من زيارة عائلية واحدة لم يذكر تفاصيل أنه انفرد بها ليتعرف على شخصيتها و رأيها. ٦- من أسلوب السرد و التعبير بالحزن و شعور بالفقد توقعت أن هناك مأساة سوف تقع و لكن حتى نهاية الرواية صار كل شئ طبيعي و مثالي و بشكل روتيني.
تحدثت عن والدها من طفولته إلى آخر يوم بعمره. وبنفس الوقت سيرة ذاتية لتخلد مسيرته المهنية بعد ما أختار يلتحق بالكلية العسكرية لحماية وطنه، وتطرقت لبعض الأحداث السياسية اللي عاصروها وأهمها (حرب أكتوبر).
أسلوب السرد ممتع، عاطفي وعفوي تداخل الأحداث بين زمنهما يلامس القلب.
قالت أحلام مستغانمي ذات مرة في رأئعتها ذاكرة الجسد، عندما أريد أن أنسى شخصٌ ما أكتبه. ولكن نجد هنا فعلاً يناقض هذا القول تماماً، فالكاتبة هالة فودة أرادت أن تستعيد أباها وتعيده حياً من جديد، فقررت أن تتحدث عنه. بل لقد جاءت هذه المقولة في رأسها، فنراها في نهايات السيرة، تبوح بمخاوفها هذه، وتخشى أن تنسى الذكريات بمجرد الإنتهاء من الكتابة عنها.
*في قلبي رضا، سيرة رجل عايش الحرب واعترك الحياة رجل عاصر الهزيمة والنصر سافر لأثيوبيا في عز المشاحنات رفض الخضوع لقرار المعاش المبكر، فبدأ من جديد وخاض الحياة بشكل آخر فارس ونبيل حقيقي، لا تكسره الفواجع ولا تقلبات الزمن.
ولأنه مميز ونموذج استثنائي، فلقد عاش في قلوب احبائه أطول من عمره بكثير.
**سيرة روائية** وبرغم أنها سيرة ومذكرات حقيقية، إلا أن الكاتبة استطاعت، ربما لصدق مشاعرها، ربما لقدرتها على السرد، أن تجعل منها رواية مكتملة الأركان فلا تخلو من عنصر التشويق، ودقة اللغة، البناء المتقن بشكل كبير.
**رسم الشخصيات: متقن جداً، وكأنها تتحرك أمامك ( رغم أني توقفت عند مثالية جميع الشخصيات، فلماذا لم تتحدث الكاتبة عن عيوبهم، وكتبتهم بشكل متجرد بدون تدخل عاطفتها الخاصة؟) ولكن أبهرتني رسم شخصية الجدة فهيمة بتلقائيتها وعفويتها وحبها الغير مشروط، وفي نفس الوقت صمودها في مواجهة الصعاب.
**مواضيع الرواية: *ثورة 1952، ورعاية الشعب لها. * النزعة الوطنية لدى الشباب وقتها وتهافتهم لدخول الجيش. *تأميم قناة السويس *حرب اليمن. *النكسة. *نصر أكتوبر. *حال العائلات الديبلوماسية في البلاد الآخرى. *مقتل السادات وتولي مبارك. *الآثر النفسي للأباء على الأبناء سواء بالسلب أو الإيجاب. *الفرق بين السادات ومبارك في تولي الحكم. * سياسة السادات وامتداد نفوذ الإخوان بعصره. *الصراع بين الواجب والحياة الأسرية
*الرواية كانت تأملاً في التقلبات المجتمعية والنفسية التي مر بها الشعب المصري منذ ثورة 52 وحتى ثورة 25.
*جسدت الرواية الصراع بين الواجب الوطني والأسري، وبين الإهتمام بالوطن والحفاظ على الأسرة والعائلة، وما يترتب عليه من التدحرج مابين لحظات الضعف والقوة، مابين الشك واليقين، ما بين الواجب والمسؤلية، ما بين الإرادة والإستسلام.
*استخدمت الكاتبة اسم هالة عدة مرات، ومن قبل أحداث مولدها، وكأنها بشكل لاواعي، قد أقحمت نفسها في القصة منذ البداية ولو بالأسم.
*أما من حيث اللغة، فالسرد هنا كان بلغة فصحى بسيطة، وسلاسة في السرد، يتخلله حوارات بسيطة، رائعة وخاصة الحوار المتخيل بين هالة ورضا وهي تقرأ مذكراته وتتخيل أنه يحكي لها.
أهم الإقتباسات: *كل الشعارات تظل جوفاء إلى أن تتجسَّد في مواقف محددة، كل المبادئ تبقى نظرية إلى أن يتم اختبارها في لحظة حاسمة. *كانت مصر تحبس أنفاسها وتلهج بدعواتٍ مماثلةٍ في أيامٍ مباركةٍ لأبطالٍ جاءوا من كل بيت فيها ليعيدوا لها الكرامة ويحرروا أرضها. *غريبٌ أمر بلادنا وحكامنا، ما إن يصل أحدهم إلى الحكم حتى يصبغها حسب أهوائه، فهذا يطوحها يمينًا وذاك يسارًا، يستنزفون مواردها ويسلبون خيراتها، والشعب آخر أولوياتهم. *فالبيوت أيضًا لها أرواح جاذبة أو طاردة، مُرحِّبة أو باردة . *أتدري ما أصعب أنواع الوحدة؟ ربما لا تعلم أنت ولم تختبره أبدًا، لم تجرب أن تكون محاطًا بأشخاص كثيرين إلا الشخص الذي تتمنى وجوده، تنظر من حولك وتتساءل مَنْ كل هؤلاء؟ *بحثتُ في كل شخص عرفته عما يشبه حبك واهتمامك ودفء روحك بلا جدوى. في كل مرة، كنتُ أوهم نفسي أني قد وجدتُك لأفيق بعدها على سراب حتى أيقنتُ أنني لن أجدك أبدًا. *لكن الكتابة كعادتها مُنجِّية، جعلتني أتخفَّف من آلامي بالكلمات، أضعها عن كاهلي على الورق وأشعر بخفَّة روحي بعد أن أطلقت سراح خواطري. *غريبةٌ هي الحياة، تزجُّ بك أحيانًا في أتونٍ مُسْتعِر، تتركك فيه لتنصهر على مهلٍ، غير عابئةٍ باستغاثتك المكتومة، وكأنها تعلم أن في انصهارك جَلَدًا. *كيف يمكن لهالة الزعيم أن تطغَى هكذا فتعمِي العيون عن أخطائه الفادحة؟ كيف تشفع له شعبيته الجارفة عن سقطاته المَدوِّية؟ كيف لم تهتزَّ صورته بعد كل خطابات التضليل التي خدَّرت العقول؟ كيف يمكن للمذنب أن يكون مخَلِّصًا؟ كيف؟
🟤️اسم الكتاب : في قلبي رضا 🟤️اسم الكاتب : هالة فؤاد 🟤️نوع الكتاب : اجتماعي / تاريخي 🟤️اصدار عن : دار العين للنشر 🟤️عدد الصفحات : ٢١٥ على أبجد
إن قُدْسيَّة التراب الوطني هي جزء من العقيدة الوطنية المصرية وليست جزءًا من العقيدة العسكرية فقط".
بصفتي شخص لم يدرس تاريخ بلده ولم يعرف عنه الكثير يملئني الشغف والإهتمام كلما سقط في يدي عمل يتحدث عن أرضها وتاريخها الذي لا أعلم عنه سوى قشور خارجية لذلك سعدت حين علمت ان هذه الرواية تحكي قصة بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيد وتحكي النكسة بكل تفاصيلها دون تعظيم أو تقديس لقائد او فكرة صاحبها لم يستحق شرف التكريم عليها ..
🟤️ عن الرواية /
هي قصة أب بطل محارب إختار الدراسة في الكلية الحربية بدلاً من كلية الطب ليقين منه ان بلده تفتقر لأفراد محبين لترابها على إستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير أرضها ورد كرامتها ..
هي قصة رضا القائد الشجاع الذكي ، الأب الحنون ، الزوج الرحيم ، الإبن البار ، الأخ الرؤوف ، قصة اجتماعية تاريخيه تحمل الكثير من المعاني ولألم والأمل ...
فبين سطور ملئت بأحداث قتل ودمار واحتلال تجد سطور ملئت بالدعاء والحب والأمل في عودة رضا غانم لبيته وعودة تراب سيناء لأصحابه ...
قصتة تروى على لسان هالة ابنته وتعيش معها مشاعرها تلك الطفلة التي ورثت شاجعته واقدامه ورسمت تفاصيل حياتهم بصورة واقعية ع كيف تكون حياة الأسر اذا كان ربها فرداً عسكرياً ...
🟤️ ما أعجبني في الرواية /
- الرواية مليئة بالأحداث التاريخية التي شرحت بدقة بأدق التفاصيل الجغرافية لدرجه الإحداثيات والأماكن ، كل شئ موصوف بدقة عالية كأنك في وسط الحرب تشعر بما شعروا وتقاتل معهم وهي إضافه قوية لي ..
- لمن أراد ان يعرف قيمة أرضنا سيناء وكيف ردت إلينا ستشعرك هذه الرواية بكل الإنتماء وكل ما بذل من أجل أرضها الطاهرة من أبنائها الأوفياء .
- استشعرت أهمية العائلة وقوتها ، فهم مصدر دعم لاينقطع ومصدر قوة لامثيل لها .
- أحببت الجزء الأخير المتعلق بالصور جعل تخيلاتي واقعاً وأضاف روحاً للرواية .
🟤️ ما لم يعجبني في الرواية /
- لم يعجبني المصطلحات باللغة الفرنسية فشخص مثلي لم يدرسها أحسست بالجهل عذراً خاصة ان الرواية مصريه تحكي قصة وطنية مصرية .
- وصف الأثاث والبيت والتفاصيل كان مبالغ فيه بالنسبة لي ولكنني أحببت الوصف الزائد في تفاصيل الحرب .
🟤️ اللغة والسرد /
كتبت بلغة عربية فصحى سلسلة بها مصطلحات فرنساوية تعتبر مناسبة لشخصية ودراستة هالة . غلب السرد على الحوار فهي قصة تروى بلسان الإبنة عن أبيها ..
🟤️ الغلاف /
حمل القائد رضا بصورته وسط زملائه بالزي العسكري خلال تواجدهم في الجبهة وغلف برسائلة التي سكنت قلب زوجته وكانت تمدها بالحياة ، ليرسم غلافاً مميزاً ملئ بتفاصيل تحكي الرواية ..
🟤️ إقتباسات /
❞ كما أن مبارك المرشح لتولِّي الحكم كان معروفًا داخل الجيش بأنه محدود الذكاء والقدرات، يلقبونه سرًّا بالثور المنوفي ويتندَّرون بأن السادات لم يكن ليختاره في منصب نائبه إلا لأنه مأمون الجانب. ❝
❞كل الشعارات تظل جوفاء إلى أن تتجسَّد في مواقف محددة، كل المبادئ تبقى نظرية إلى أن يتم اختبارها في لحظة حاسمة .❝
❞كانت مصر تحبس أنفاسها وتلهج بدعواتٍ مماثلةٍ في أيامٍ مباركةٍ لأبطالٍ جاءوا من كل بيت فيها ليعيدوا لها الكرامة ويحرروا أرضها. ❝
❞بحثتُ في كل شخص عرفته عما يشبه حبك واهتمامك ودفء روحك بلا جدوى. في كل مرة، كنتُ أوهم نفسي أني قد وجدتُك لأفيق بعدها على سراب حتى أيقنتُ أنني لن أجدك أبدًا. ❝
❞ كيف يمكن لهالة الزعيم أن تطغَى هكذا فتعمِي العيون عن أخطائه الفادحة؟ كيف تشفع له شعبيته الجارفة عن سقطاته المَدوِّية؟ كيف لم تهتزَّ صورته بعد كل خطابات التضليل التي خدَّرت العقول؟ كيف يمكن للمذنب أن يكون مخَلِّصًا؟ كيف؟ ❝
في قلبي رضا الكاتبة هالة فودة التقييم :- 🌟🌟🌟🌟🌟 الكتاب هنا سيرة ذاتية لبطل من عاصر منذ مراهقته بداية عصر عبد الناصر بطل اعدل عن دخوله لكلية الطب وآثر عنها دخوله للحربية . بدأت الكاتبة الكتاب الكاتبة هنا تسرد احداث عن والدها البطل والأكاديمي رضا او فودة الاسم الحركي له نعيش مع الكاتبة نرستاليجا الحنين للماضي والى والدها الذي تفتقده وتقرر ان تكتب سيرته الذاتية لعلها تجده بين أوراقها وأثناء الكتابة عنه من بدايات رضا وامه فهيمة تمنت ان يكون بطلا مثل محمد رضا بهلوي فكان لها ما تمنت وأكثر بطلا نحن أيضا نفتخر بمعرفة سيرته والتي أبدعت بها الكاتبة لسرد ممتع ومشوق لحياتها منه وحياته على الجبهه والح، روب التي خاضها منذ التحاقه بالحربية. معلومات لأول مره اعرفها عن إثيوبيا ومن الواضح أن التوتر بيننا قديم جدا. حياته العادية المليئة بالعائلة فقدانه لأخوته الواحدة تلو الأخرى توتو وسلوى. المظاهرات وحريق القاهرة وشعلة حماسة وتحويل حياته من تلك اللحظة النكسة وما خلفته من أثر في نفسه وأسر صديقه عاصم وما خلفته في نفوس الشعب سنوات وسنوات وهو بعيد عن بيته وعن ابنته وح، رب أكتوبر وكلامه عن المصداقية في هذه المرة وأثرها علية وعلى نفسه تيتا فهيمة تلك الصابرة المجاهدة التي رإيتها مثل امي وكل ام جاهدت لتنشئ أولادها نشئة سليمة لكم حزنت على موتها وتيتا عايدة تلك الاستقراطية الطيبة الحنونة وكم تمنيت لقاءها هي وجدو كامل رحمه الله حزنت جدا على رضا وقرار احالته على المعاش لكن هذه هي بلدنا وتعاملها مع الكفاءات.
لكن في حاجة عاوزة اسأل عنها أصدقاء رضا يحيى وعاصم لم تأتي على ذكرهما الا من خلال رضا وكان من الأجدر لهما ان تسردي عن حياتهما أكثر من ذلك
اقتباسات،،
❞ وفي كل لقاء، لم يَغِب الراحلون الذين ظلت سيرتهم حية السيرة، يا لها من كلمة سحرية تحمل في طيَّاتها العزاء والسلوى، البعض حين يرحل ينقطع ذكره وسيرته فيذهب في طي النسيان، والبعض يظل يُذْكَر لما بعد الممات ------------------------- ❞ لم نكن نعلم وقتها أن "الثور المنوفي" سيظل جاثمًا على كرسي السلطة، كأطوَل حاكم عرفته مصر منذ ثورة يوليو، غير مكترث بالنِّكات التي تُطْلَق عليه ولا بشعب ظل يجأر بالشكوى حتى فاض به الكيل وقام بثورة أطاحت به بعد ثلاثين ❝ --------------------- مُرٌّ طعمُ الهزيمة، له مذاق الدم والذل، يتجرعه المرء مرغمًا فيسري في أوصاله سريان السُم، ويكتم على أنفاسه التي تخرج مشبعةً بألمٍ يشق الصدر، ويشل عقله العاجز عن استيعاب فداحة الموقف والخسائر تبًّا للهزيمة! أكانت تلك حقًّا هزيمة؟! أكان ما حدث فشلا عسكريا -------------------- كن هذه لم تكن معركة! لم نحارب! لم نواجه! لم نهاجم! هُزِمنا من قبل أن نحارب! بُوغِتنا وهُوجِمنا وزُجَّ بنا إلى أرض المعركة ونحن بعد عُزَّل! هذه حرب ❞ غير متكافئة وهزيمة لقادةٍ ضحوا بجنودهم وآثروا الحديث عن النصر بدلًا من السعي إليه والتخطيط لنيله. لم نُهزَم نحن بل هُزموا هم برعونتهم وعدم تقديرهم لعواقب ما جرونا إليه. ❝
الرواية / في قلبي رضا 📖. الكاتبة / هاله فودة ✍️ . الصفحات / 304 من ع أبجد . دارالنشر / العين للنشر .
الرواية تعد سيرة روائية لوالد الكاتبة الراحل، عكفت على كتابتها على مدار عامين. سيرة رجل عسكري من رجالات مصر الأبطال ومن الرحماء بأُسرهم . ومضيفة: عن والدها اللواء الراحل، قالت ابنته هالة فودة في تصريحات صحفية لها: إن رصاصة تلقاها والدها أثناء المعركة (حرب أكتوبر) اخترقت مصحفا كان في يده، وهو ما أنقذه من الموت، ولكن والدها احتفظ بالمصحف وورقة لها ولأولادها. 👈 نبذة عن اللواء محمد رضا فودة 👇 حصل اللواء محمد رضا فودة على الدكتوراة فى العلوم الاستراتيجية، كما تخرج فى الكلية الحربية عام 1955، سلاح المشاة، ومن ثم شارك فى حروب 1956 واليمن، بخلاف تواجده فى المنطقة المركزية عام 1967، فضلا عن مشاركته فى حرب الاستنزاف، وأخيرًا حرب أكتوبر. كما شغل اللواء الراحل وظيفة ملحق عسكرى لمصر فى إثيوبيا والصومال، وتولى منصب نائب مدير كلية الدفاع الوطنى.
تتناول الرواية قصة «"رضا»" الذي غَيَّرَ قيامُ ثورة يوليو مجرَى حياته، قبل أن يشارك في كل الحروب ابتداءً من 1956 وحتى أكتوبر 1973، ثم مسيرته في الحياة حتى رحيله في 2001. تمتدُّ الأحداث في خطٍّ ثُنائيّ ما بين قصة «"رضا»" وابنته «"هالة»"، زمنه وزمنها وتقاطعاتهما، فترصدُ الكاتبةُ ملامح الحياة في مصر منذ النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال أسرتين مصريتين من الطبقة المتوسطة وتفاعلهما مع الأحداث التاريخيَّة وتطوُّراتها الاجتماعيَّة والسياسيَّة، وهما أسرة «"فهيمة»" الأُمّ و«"شوشو»" الزوجة. تُعدُّ هذه الرواية رحلةً تقوم خلالها الكاتبةُ بالبحث عن التصالُح مع ذاتها وإبقاء «رضا» على قيد الحياة والذِّكْرى، مدفوعةً بالحنين وشعور الافتقاد. وتعتمدُ الكاتبةُ في توثيقها للأحداث التاريخيَّة والحربيَّة على ما تركه «رضا» مُدوَّنًا بخَطِّ يده من تفاصيل عن تلك الأحداث وأرشيف الصور الخاص به.
👈 الأقتباسات 👇
👈 مُرٌّ طعمُ الهزيمة، له مذاق الدم والذل، يتجرعه المرء مرغمًا فيسري في أوصاله سريان السُم، ويكتم على أنفاسه التي تخرج مشبعةً بألمٍ يشق الصدر، ويشل عقله العاجز عن استيعاب فداحة الموقف والخسائر.
👈 غريبةٌ هي الحياة، تزجُّ بك أحيانًا في أتونٍ مُسْتعِر، تتركك فيه لتنصهر على مهلٍ، غير عابئةٍ باستغاثتك المكتومة، وكأنها تعلم أن في انصهارك جَلَدًا.
👈 كيف يمكن لهالة الزعيم أن تطغَى هكذا فتعمِي العيون عن أخطائه الفادحة؟ كيف تشفع له شعبيته الجارفة عن سقطاته المَدوِّية؟ كيف لم تهتزَّ صورته بعد كل خطابات التضليل التي خدَّرت العقول؟ كيف يمكن للمذنب أن يكون مخَلِّصًا؟ كيف .
👈 وأن الحزن لا يطرق الباب أبدًا بل يقتحم أرواحنا وينتزع بهجتنا دون اعتذار أو سابق إنذار." " وابتسمت في أسى، لماذا لا يأخذ الراحلون معهم هواتفهم حتى نستطيع أن نتصل بهم متى شئنا؟"
### نبذة مختصرة عن العمل: رواية "في قلبي رضا" تسلط الضوء على حياة اللواء محمد رضا فودة، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة. العمل يركز على سرد تفاصيل حياة هذا البطل، بدءًا من نشأته وحتى مشاركته في واحدة من أهم الحروب في تاريخ مصر الحديث. تبرز الرواية أيضًا البعد الإنساني للشخصية، بعيدًا عن ساحات المعارك، مما يجعلها تجسيدًا للبطولة المصرية بشكل واقعي ومؤثر.
### نبذة مختصرة عن قصة العمل: تستعرض الرواية سيرة حياة اللواء محمد رضا فودة، بدءًا من طفولته ونشأته في بيئة مصرية بسيطة، وصولًا إلى انخراطه في الجيش المصري ومشاركته الفعالة في حرب أكتوبر. تتناول الرواية أيضًا حياته الشخصية، التحديات التي واجهها، وتفاصيل عن بطولاته خلال الحرب، مع التركيز على اللحظات الحرجة التي أثرت في مجرى الحرب وحققت النصر لمصر.
### الأسلوب الكتابي: تتميز هالة فودة بأسلوب سردي يجمع بين البساطة والدقة، حيث تحرص على تقديم المعلومات التاريخية بشكل جذاب وسهل الفهم. تستخدم الكاتبة وصفًا دقيقًا للأحداث والوقائع، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش تلك اللحظات بنفسه. الأسلوب يشمل أيضًا تحليلًا عميقًا للشخصيات وتطورها عبر الزمن.
### اللغة والحوار والسرد: اللغة المستخدمة في الرواية هي لغة فصحى واضحة، مع بعض اللهجات العامية التي تضفي طابعًا أصيلًا على الحوارات. الحوار في الرواية يتسم بالواقعية، ويعكس طبيعة الحياة العسكرية والمدنية للشخصيات. السرد يعتمد على التسلسل الزمني للأحداث، مع استخدام الفلاش باك لتسليط الضوء على بعض اللحظات المهمة في حياة اللواء فودة.
### أبرز نقاط القوة: 1. **توثيق تاريخي**: الرواية تقدم توثيقًا دقيقًا ومفصلًا لحياة أحد أبطال حرب أكتوبر، مما يجعلها ذات قيمة تاريخية. 2. **التركيز على البعد الإنساني**: الرواية لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تقدم صورة متكاملة للواء محمد رضا فودة كإنسان، مما يزيد من تعاطف القارئ معه. 3. **الأسلوب السلس**: الكتابة بسيطة ولكنها مؤثرة، مما يجعل الرواية قابلة للقراءة من مختلف الفئات العمرية.
### أبرز نقاط الضعف: 1. **تركيز مفرط على التفاصيل**: قد يجد بعض القراء أن الرواية تتعمق كثيرًا في التفاصيل العسكرية والتاريخية، مما قد يبطئ من وتيرة السرد. 2. **التكرار في السرد**: بعض الأجزاء قد تشعر القارئ بالتكرار في تقديم المعلومات، خاصة في وصف المعارك.
### تقييم عام ونهائي: رواية "في قلبي رضا" هي عمل أدبي ووطني مهم، يوثق حياة أحد أبطال مصر بطريقة إنسانية . تمكنت هالة فودة من تقديم سيرة ذاتية غنية بالتفاصيل والعواطف، مما يجعل الرواية تجربة مميزة للقراء المهتمين بالتاريخ العسكري والبطولات الوطنية. التقييم النهائي: **4.5 من 5
▪️في قلبي رضا _ سيرة رجل عايش الحرب واعترك الحياة ▪️ هالة فودة ▪️دار العين ▪️ ٢٥٠ صفحة على أبجد ▪️رواية تاريخية سياسية اجتماعية ▪️تقييمي / ⭐️⭐️⭐️⭐️
▪️منذ رؤيتي للغلاف تخيلت أن العمل سيكون عن إستشهاد أحد ابطال حرب اكتور المجيد ، وحياته وماقاساه ولكن مع الإنغماس في القراءه وجدت أنه عمل يحمل حياتين في حياة واحدة ، يحكي حياة رضا بطل العمل ويحكي حياة ابنته هالة وتأثرها بحياته وقصته .
▪️ هي رواية متنوعة شاملة تحكي زمن ولى وذهب ولكن أثره باقي في قلوبنا ، تحكي عن سيناء والحروب التي دارت عليها وكيف بذل الغالي والنفيس لتعود لنا ، تحكي عن النكسه برؤية مختلفة لأنها نقلت على لسان جنودها وم عايشوها ، عن ٦ أكتوبر بفرحة عارمة لنقلها لقطة بلقطة .
▪️ تحدثت عن الظابط وحياته وما يقاسيه من تشتت ومحاولة للموزانه بين واجبه الوطني وبيته وحياته الشخصية ، ما أصعب ان تحمل روحك على يدك وترحل فس كل مرة لا تدرؤ هل ستعود ام سيكون الوداع الأخير .
▪️ أحببت رها دفء الأسرة والترابط وأحسست أنني فرد منهم انظر أخبارهم بشده ولهفه ، خاصة هالة الصغيرة كنت اراقبها تكبر وترسم أحلامها خطوة بخطوة محفوفة بحب والدها ودعمه في قراراتها .
▪️ ربما لكونها العل الروائي للكاتبة فقد كان هناك تفاصيل و إطالة في الوصف ربما جعل الملل يتسرب لي احيانا ولكن مع الإندماج في الأحداث يذهب واستمتع مجدداً ..
▪️إقتباسات /
-ليل الصحراء لا يشبه أي ليل. السكون قد يخفي صخبًا مفاجئًا، والظلام قد يكون مقدمةً خادعة لنيرانٍ مستعرة، وامتداد الرمال قد يصبح فخًّا لا فرار منه، لا تعرف مِن أين يأتي ولا كيف يُحْكِم شباكه حولك.
-أعددتُ قهوتي وجلستُ في مواجهتك، أمسك بالمَلفِّ وأقرأ ما كتبته بخط يدك، فأسمع صوتك وأنت تحكي لي، وأراك تصول هناك على أرض المعركة.
-تفقد الحياة بهجتها بتواتر الأحزان وتصبح الأيام بطيئة باهتة، بالكاد تلونها ضحكة أو حادث سعيد، لكن ثمَّة حدادًا يظل يغلف القلب .
-لكن الكتابة كعادتها مُنجِّية، جعلتني أتخفَّف من آلامي بالكلمات، أضعها عن كاهلي على الورق وأشعر بخفَّة روحي بعد أن أطلقت سراح خواطري.
أستمتعت بقراءة هذا الكتاب بقلم د.هالة فودة و هو عن السيرة الذاتية لوالدها التي كتبته باسلوب مشوق و ممتع يمزج بين خطي زمنهما ، اسلوبها جذبني لانهاء الكتاب في يومين بالرغم من احداثهما المتزاحمة فكنت أقتنص كل لحظة لقراءة و لو صفحة حتى انتهيت منه باكر اليوم. استرجعت مع قراءته ذكريات عن عائلتنا و كل افرادها، و أدمعني في مواضع كثيرة ليؤكد ما احسسته و انا اقرأ الإهداءات فور تسلمي النسخة التي اهدتها لي هالة، فارسلت لها امازحها "ربنا يعينا على السَح" قرأت تشابهات كثيرة لاحداث في حياة والدها و و من خلال مجال عمله مع زمننا الحالي و كأن التاريخ تعاد احداثه بشكل غريب قد لا يلحظها الا المدقق. كتاب ستتعلم منه اكيد عن الابطال الكثر للجيش المصري، فما نراه في الافلام و البرامج التلفزيونية هو مجرد قشرة هذه الرواية تستحق حتما القراءة اكثر من مرة!.
إيه الجمال ده... وإيه الدفء ده... حبيتها أوي أوي أوي أب وجندي وزوج وابن من أعظم ما يمكن
السرد سلس جداً وروح الكتاب مريحة وبيتوتية كده... ولقيت نفسي قرب النهاية بافكر... الراجل ده كان عظيم جداً... بس فين دوره كأب في حياة بنته... علشان ألاقي الفصول الأخيرة بتحكي عن أبوته بالتفصيل
فكرة الابنة اللي بتكتب سيرة أحد والديها عدت عليا في كتاب "الخواجاية" لفيموني عكاشة... وأعتقد الروح قريبة جداً... بس يمكن اللي يميز الكتاب ده السرد التاريخي لأحداث مرت بيها مصر وحكيها من وجهة نظر الناس اللي كانوا في المطبخ زي مابيقولوا
طبعاً أحيي الكاتبة جداً لحياديتها الشديدة وإنها ماتعاملتش مع أي حد على إنه شخص منزه عن الخطأ... ولم يمنعها إن والدها كان رجل عسكري إنها تنقد السياسات الغلط من أيام عبد الناصر وحتى يومنا هذا رحم الله رضا فودة وأمثاله
كتاب في غاية الجمال سيرة ذاتية، وفي نفس الوقت فهي تعبر عني، بأن جعلتنى اتنفس بكل دقة تفاصيلها، وكأنني أصبحت جزء منها بالتفاعل، مع أفراحه وأحزانه. وحتى على مستوى أحداث مصر العامة والتي جاءت كجزء من التأريخ الذاتي وما صاحب ذلك من أحداث طابعها العام انتكاسات سياسية واجتماعية وبريق خاطف بانتصار ٧٣ او بعد ذلك ثورة يناير ٢٠١١، وفي النهاية ومع الانتهاء من الكتاب يراودني شعور عبرت عنه الكاتبة في آخر فقرة "يلمؤني سكون يشبه الهزيع الأخير من الليل وسلام أشتاق لرؤية انعكاسه من جديد على وجهي الذي أنهكته السنون. وأتذكَّر مقولة جلال الدين الرومي التي طالما رددتُها لأدرك الآن فقط معناها: "لا تجزَعْ من جرحك، وإلَّا فكيف للنور أن يتسلَّل إلى قلبك"
تأثرت كثيرا اثناء قراءة الرواية وكأنها لوحة فنية يتم رسمها بكل تفاصيلها الدقيقة. احسست بسماع الاصوات والالوان وحتي موسيقي اغاني ام كلثوم. الانتقال بين الاحداث شيق ويتم تتبع القراءة بشغف وشوق لمعرفة مايدور في ذهن الكاتبة عن علاقتها بأبيها وفي الخلفية تاريخ لفترة هامة من تاريخ مصر. ارشح قراءة الرواية لبساطتها وعمق معانيها في نفس الوقت
#في_قلبي_رضا عزيزي رضا، أين انت؟ في النادي مع أصدقاءك تستمع إلى الخطابات التي غيرت مجرى حياتك؟ أم تحت أقدام فهيمة التي تداعب شعرك وتمسح انت حزن الليالي على جلبابها؟ أو تراك تكون بين أحضان شوشو ودفئ عينيها التي تلمع فور رؤياك. إني أراك. على البر الآخر من القنال تجلس بين زملائك وجنودك تُشعل داخلهم نار الحُب والغيرة. على الوطن المسلوب والأرض العطشى للانتقام.
إني أراك يا رضا. مُحباً، حنوناً تتلمس خيوط الشمس في ضحكات هالة الصغيرة، تبتسم وانت جالس على كرسيك في المكتب حين تراها تدور في فلك من حولك.
أتعلم لقد دخلت مكتبها ورأيت صورك الموضوعة بعناية، ذلك المكان الذي احتضنها ليال طويلة كي تتذكر حلو أيامكم بأحزانها وأفراحها فجميعها حلوة طالما عطرتها بطيفك. في منزلكم القديم القريب من قصر القبة حيث جدو كامل يجلس في التراس يشاور لك كي تجلس أمامه وتلعب، وتيتة عايدة في المطبخ مع الخادمة تُحضر ألذ الأطباق، وهالة بفستانها القصير وخصلات شعرها الذهبية المتناثرة تنتظر عربة جروبي بلهفة شديدة، أما شوشو فتنظر لك بإبتسامة لا تغيب عنها الشمس. ابتسامة لم تتغير على محياها وإن غابت شمسك انت.
أين أنت يا رضا وسط كل ما يحدث؟ العالم يجن من حولك وآتون الحرب تدق نيرانه فلا تجد ذرة هدوء بين أنفاسك المتلاحقة، تلهث هنا وهناك من حرب إلى أخرى، من معركة على الأرض إلى معركة السلام، على الجبهة تدرس وتخطط وتهتم بكل من حولك حتى لو كان ذلك سيمحي نجمة وجودك على الأرض التي غرست فيها جذورك وعبرت فيها مع أحباءك إلى سماء الحرية، وثلاثة أيام تقضيها بين شوشو وفهيمة وهالة، تحكي وتطبطب وتقاوم الحياة، تداعب سلوى وتوتو ولولو، تتذكر منديل الست وراديو فهيمة الذي لا تتحرك من أمامه، فستان شوشو البيچ وخطاباتكما التي محت سطورها شوشو حتى تحتفظ بأخر ذكرياتك داخل قلبها المشتعل بحبك الأبدي.
هالة تتذكرك يا رضا، تبحث عنك في كل الوجوه. تراك على كرسيك بين يديك كتاب تطالع فيه أو منغمر في أبحاثك ومتابعتك المستمرة لكل ما يحدث حتى بعد التقاعد. لماذا لما تخبت نيران الحُب والغيرة داخلك؟ تتلمس خطواتك. هي انت يارضا. هي من توارت خلف الباب في منزل حياتك كي ترى بعيونها الصغيرة وتسمع كل ما يدور وهو ما كان يدور في كل منزل مصري. من هنا تعلمت. لذا تراها غاضبة فكل ما زرعته داخلها حبسوه في صومعة صغيرة. كبرت وشاهدت العالم القمئ وهي التي كانت تراه من خلال جندي مراسلاتك أو من رحلاتها مع جدو كامل للقاء أصدقائه. تغير العالم يا رضا. مازال في جنون ولكن هالة تواجه كل هذا. ظننت أنها وحدها، بالطبع لا. فانت في قلبها. الآن أراك يا رضا في كل شئ حولنا.