سر الزعفرانة

by بدرية البشر

رواية جمعت بين النزعة الواقعية السحرية والنفس الخرافي تستل الماضي وأثيل قيمه مواريثه الثقافية الحضارية من خواص البيئة السعودية تمـازج الواقع والخيال، تدق أوتاد عالمها المتخيّل على رمال رخوة، متحرّكة لم تنفك " تتقصد اكتشاف المحتمل والممكن بغية تشريح الهوية المحتجبة للواقع وللكائن فيه" .

رواية الصحراء تجاوب أصداء المدينة (الرياض) إيقاع الرحيل فيها وخبب السرى خطو حثيث إلى البقاء في خدور الخرافة. تخريف النساء للنساء داخل مجالس عفويّة، نضّاحة بفنون التسريد مع التعجيب و التصوير. ضروب من محاكاة "الفن" للفنّ ومن نسج الأخيلة من عقد الحيل وخيوط المكائد و المغازي، تندّد بشرور الجريمة وتلوّح بالعقاب وتثأر للموتى والأبرياء. خرافة نسائية مستحدثة الشكل والمضمون القصص فيها تتوالد الواحدة من رحم الأخرى وتتناسل الأحداث بواسطة الذاكرة والمخيّلة معاً ، لا فرق فهما صنوان بل قناتان تتبادلان رسم خارطة المكان المكتظ بالأشياء والأحياء وأشباح الموتى والغيلان ففي مجالس النساء بدويات وحضريات يتعارفن يتخاصمن يتحابين يتعاون على شظف العيش ونوائب الدهر يتصدرن غرف البيوت، أو ينشرن في حقول البرسيم وتحت ظلال الكروم و النخيل أو يتبضعن بسلعهنّ في الأسواق. يخالط رجع حديثهن فوح الزباد والقرنفل والزعفران"، ويمازج أصداء تباريحهنّ دخان" الغارات وقرع الطبول واستغاثات القتلى" فمن ستختار أيها القارئ وسط كلّ هذا الزخم بطلة للرواية وشخصيّة رئيسيّة ؟ من تكون الراوية العليمة بـ"السر وما أخفى"؟ هل هي الأمة المملوكة زعفرانة الأميّة العارفة بفنون التطبّب والتداوي بالأعشاب ؟ أم هي الصبية "نفله" "زهرة الجبل العالية البدوية اليافعة، الطلعة، ابنة قرية "السبعيّة" التائهة، المشردة الباحثة عن معنى الهويّة والقيمة والمعنى؟

يبدو أسلوب الكاتبة أيضا مشوّق بالغ الاشتهاء والصفاء يستدرجك بمهارة وانسياب إلى إماطة برقع التخريف والتعجيب والتسجيل معاً ، فلا تنتهي الحكاية الواقعية العجيبة دون اكتناه السر بالعقل والروح والقلب في مزاج واحد مركب . وكأنها سرها العجيب، "سر الزعفرانة كامن فيك".

د. سلوى العباسي

267 pages, Paperback

Published January 1, 2023

About the author

بدرية البشر روائية وصحفية من السعودية نشرت مجموعة من قصصها القصيرة في عام 1992 تحت عنوان "نهاية اللعبة"، بينما نشرت مجموعات أخرى في 1996 و1999 تحت عنوان مساء الأربعاء وحبة الهال، على الترتيب. وبدرية أيضا مؤلفة هند والعسكر2005، و"معارك طاش ما طاش" 2007، ويتعامل الكتاب الأخير مع الجدل الذي ثار حول المسلسل الكوميدي السعودي الساخر "طاش ما طاش". وروايتها الجديدة نرد النساء في 2010.

عملت بدرية في مجال الخدمة الاجتماعية بعد حصولها على البكالوريوس في الدراسات الاجتماعية من جامعة الملك سعود بالرياض. وبعد العودة إلى جامعة الملك سعود للحصول على الماجستير في الآداب، بدأت التدريس في الجامعة مع العمل بالصحافة في الوقت نفسه حيث بدأت مهنتها الصحافية بكتابة عمود أسبوعي في مجلة اليمامة ثم انتقلت لكتابة عمود يومي في صحيفة الرياض. في عام 2005، حصلت بدرية على دكتوراه في فلسفة الاجتماع من الجامعة اللبنانية في بيروت، وكانت في ذلك الوقت تكتب أيضا في صحيفة الشرق الأوسط. وفي عام 2008 عينت في منصبها الحالي كاتبة في صحيفة الحياة.

شاركت بدرية في ندوات القصص القصيرة والتجمعات الثقافية في مختلف أنحاء العالم العربي، مثل "نادي الشارقة للبنات" وفعاليات في النوادي الأدبية في الرياض والمدينة ومسقط. كما دعيت بدرية إلى الولايات المتحدة لمناقشة وسائل الإعلام الأمريكية ضمن برنامج الزيارات الدولية في يناير 2005.

Reviews

[BookHunter M ُH َM َD · Rating 4 out of 5]

❞ أتأمّل زعفرانة كم تشبهني. بدونا مرآة تتعاكس عليها أشعة النُّور وظلال العتمة. هل أشبه زعفرانة إلى هذا الحدّ؟ أم أنّني هي؟ هل هي حقًّا كائن آخر أم أنّني من ابتدعتها من نسج خيالي؟ هل خلقتها في رأسي كي أستند عليها في ليالي وحدتي وضعفي؟ لوهلة أدركت أنّني لم أكن أنظر إليها كما يراها الناس من الخارج. امرأة سابحة في العتمة. كنت أرى النور الذي بداخلها. قد تكون هي جزئي المعتم. ثم بكيت بكاء حارًّا. فكيف أعرف أنّني لم أصنع فكرة زعفرانة ولم أحيا بها؟ ❝

ربما سيطرت الدهشة على بدرية البشر بعد أن انتهت من الحكاية. فأنا موقن أنها كانت مثلنا تماما لا تعرف النهاية. فقد كانت

❞ الجملة الأولى تلد أختها. تتتابع الخيالات. فتنبجس منها الحكاية. ❝

و كانت الحكاية

❞ حكايةُ ثأرٍ لا تنتهي. قاتلٌ وقتيلٌ ❝

كانت الصغيرة نفلة هي الراوية و لكن لعن الله الفزلكة التي تجعلني أرى ما لا يراه الناس

❞ تعلمنا كيف نستمرئ غصّات الوحدة. أخذنا نتمرّن على مساكنة الألم. فصرت أمًّا لعامر وأصبح هو أبي الصَّغير. ❝

فقد رأيت نفلة تمثل المرأة السعودية الوليدة بكل بداوتها و كل التحديات التي واجهتها و كل اغترابها عن محيطها و تفاعلها معه في آن واحد و كانت الزعفرانة هي الصندوق الأسود لسحر الماضي و أصالته. كانت المحرك الخفي و حامي حمى الطفلة الوليدة التي اخذت بيدها في ضعفها حتى وصلت للتحضر و الرقى في نقلة جديدة للمرأة السعودية في عهد جديد كادت أن تتحرر فيه من عبودية فرضها عليها المجتمع أجيالا طويلة

❞ نظرت للأعلى موقنة أنّ الإجابة سوف تأتي من السَّماء.
⁠‫ توارى القمر خلف غيمة بيضاء. علّه ذهب يحضر الإجابة. الغيوم السوداء محمّلة بالماء فوق رأسي ترقبني. انتظرت القمر حتّى يبارح خلوته ❝

القمر بارح خلوته و أضاء سماء المدينة و تنسمت المرأة السعودية نسيم الحرية و رحلت العبودية التي تربت عليها أزمانا طويلة و بكيناها و تأهبنا لمعركة طويلة مع كل طيور الظلام المتربصين.

[Shaimaa شيماء · Rating 4 out of 5]

عجبتني جدا..

رواية مكثفة، تتناول في صفحات قليلة عمقًا إنسانيًا وفلسفيًا.

بطلة الرواية الطفلة نفلة البدوية التي انتقلت من البادية إلى القرية ثم المدينة..

تيتمت نفلة منذ صغرها لكنها وجدت من يرعاها ويقف بجانبها دوما.. زعفرانة ملاكها الحارس التي تعلمت منها فنون التداوي وفلسفة الحياة وعمقت علاقتها بالكون وخالقه..

واجهت نفلة تحديات صعبة صقلت شخصيتها وقوتها، لتخرج منها أكثر نضجًا وعزيمة.

الجزء الاول من الرواية يغلب عليه الطابع الروحاني الفلسفي لكن الجزء التاني المتعلق بانتقالها إلى المدينة كان معاصرا سطحيا إلى حد ما لدرجة أنك تشعر أنك تقرأ رواية أخرى..

تقع احداث الرواية اوائل القرن العشرين لكننا نشعر بفجوة هائلة عندما نرى كيف كانوا يعيشون في القرى في هذا الزمان وكيف كانوا يفكرون.

*** لاحظت زعفرانة التي كلما عدت برفقتها مريضا وشاركتها تطبيبه إلا وصرت أحمل نفس الأعراض يوما أو يومين أضافت قائلة: هذا ما يحدث لكل معالج مبتدئ، لا تختلطي بأقدار الآخرين، نحن بشر، لكننا مجرد دوائر صغيرة. لكل منا تجربته على الأرض، لا تقتحمي دوائرهم، لا تحملي عنهم همومهم كل منا لديه امتحان يعبر من خلاله، كي يتوسع إدراكه ويقينه، فيصبح أقوى.
حاذري أن تتوهمي أن آلامهم ألمك، أو أنك قادرة على تجشم أثقالها بدلا عنهم. إذا كنت تريدين مساعدتهم فما عليك سوى أن تجعلي نفسك في خدمتهم بحول الله وقوته، لا بحولك أنت وقوتك لا تفكري كثيرًا في مستقبل مرضاك ولا في ماضيهم، فقط انظري إليهم بعين الرحمة والحب ودعي الله أن يتولى أمرهم. أنت لست ربهم هل فهمت ؟».
منذ ذلك اليوم غادرني الجزع والخوف مما يعتري الناس، ولم يعد يصيبني الوهن. حين ألتقي مريضة أو طفلا يحتضر، أصبحت أبصر غمامة بيضاء تحف به ومخلوقات شفافة ترعاه، صرت مجرد خادمة صغيرة تقود المريض إلى طريق الشفاء.
لا يخالجني أي شعور بالفخر وأنا أحرز تقدما، ولم أعد أعتمد كثيرا على مهارتي خف شعوري بالمسؤولية، وأصبحت مثل الجميع في رعاية الله وجنوده.

***حينما لا نولي أمور الحياة كل تلك الأهمية، نجدها قد استقامت و خفت ولما نتخلى عن جعل أنفسنا متصرفين بعناد في مصائرنا، ولا يخيل إلينا أننا مطلوقو الأيدي في ما نملك، وما نملك من حيل وجودنا، لا يبقى أمامنا غير التوكل وتسليم الأمر إلى مشيئة الله وحده عندها تصبح الحياة نهرا دافئا متدفقا يختلج بالسعادة والرضا.

[Sara Alhooti · Rating 3 out of 5]

بالنسبة لي قراءة رواية خليجية مغامرة، إما أن أستمتع بما قرأت أو أفكر أياما في الوقت الذي أضعته في قراءة الرواية وأندم على الفرصة التي منحتها إياها.
ولكني هنا يمكنني القول بأن الرواية أسرتني، بشخصياتها وأحداثها وأسلوب الكاتبة المتميز، ولغتها الوصفية.

تطرقت الرواية لعدد من الأحداث التاريخية التي عرفتها المملكة آنذاك كانتشار مرض الجدري، وسنة الجراد، وصدور المرسوم الملكي الخاص بتحرير العبيد، وانتشار التعليم، وتغير حال المرأة السعودية.

بطلة الرواية "نفلة" .. البدوية الصغيرة التي وجدت نفسها فجأة تسكن في قلب قرية مع والدها وأخيها بعد وفاة والدتها إثر صراع بين القبائل المرتحلة. تبدأ بالتعرف على الحياة المستقرة من خلال صحبة زعفرانة التي تدخل بيوت أهل القرية كمعالِجة، وخبيرة في الأعشاب العلاجية.
ثم تكبر تلك الصغيرة وتبدأ تقص الحكايات التي تُدخلها مجتمع النساء، فتسليهن وتتعلم منهن. حتى تتغير الظروف، فتجبر الصغيرة على مغادرة القرية خفية إلى المدينة الواسعة، حيث تختلط الوجوه وتتداخل القصص.

بدأت الرواية بشكل ممتاز، ثم ضعفت في جزئها الأخير كثيرا، ورغم ذلك استمتعت بها حتى الصفحات الأخيرة.

[bashayer · Rating 3 out of 5]

أكثر ما أعجبني في الرواية سردها الذي كان أشبه مايكون بالسرد الشعري وارتباط الرواية بالفلك والسماء، لكن في الوقت نفسه الرواية تتحرك ضمن مواضيع تكاد تكون متكررة لدى كثير من الروائيين السعوديين:
الحديث عن الماضي والبداوة، سنوات الأمراض، تحرير العبيد، وبدايات التعليم... إلخ.
لا أعرف كم رواية قرأتُها تناقش هذا الإطار ذاته

والشيء الآخر الذي أعجبني هو أن الرواية مكتملة من جميع الجوانب حتى نهايتها، فلم تترك للقارئ أسئلة معلّقة.

[خميلة الجندي · Rating 3 out of 5]

غارة تضرب قبيلة بدو رُحَل، وأب يقرر المهادنة والسكون إلى حياة القرية مع مَن نجا من أسرته: ابنه وبنته <نفلة>. في القرية تعيش نفلة طفولة مختلفة عن أقرانها، هي ابنة البدوي التي لا أم لها، وفي صحبة آمة الأمير وطبيبة القرية <زعفرانة> تتعلم نفلة فنون طب الأعشاب، وعلم الفلك، وقراءة الرياح. ترعاها زعفرانة كابنة لها. وتصحبها ابنة الأمير <نادرة> وتتخذها أختًا صغرى، إلى أن تتبدل أحوال كثيرة، وتتغير رياح لا حصر لها، فتتزوج نفلة وتصير معلمة، وتنقلب حياتها انقلابًا قياسيًا من القرية إلى حضر المدينة.

العمل أشبه بسيرة، يساعد السرد الذي يتراوح بين الراوي العليم والراوي المتكلم، وكلاهما لسان نفلة، في تخيل أنها مذكرات شخصية لهذه الفتاة الفريدة. قبيل العشرين كانت نفلة قد عاشت وشهدت حياة صاخبة، بين كرّ وفرّ. والسرد عضد من تكثيفها في الجزء الأول من الرواية، أما في الثاني، منذ وصلت إلى بيت هاشم، تراخى كثيرًا وخبت جذوته، لأن حياتها تحولت إلى وداعة واستقرار.

كل شخصية اتسقت مع بناءها إلى حد كبير، لا تستغرب أبدًا لماذا تحولت نادرة إلى هذا الشر الوحشي، ولا تستعجب من أنانية شجاع، وليس بغريب على زعفرانة أن تُقدّم نفسها مرة تلو أخرى فداءً لنفلة. لكن نفلة نفسها ترنحت أحيانًا في نظري. فانتفضت في أوقات لم يستوي فيها الانتفاض، وسكنت في أوقات لزم عليها أن تنتفض. لكن ربما لهذا التناقض سببًا غفلت عن استيعابه.

العمل في مجمله ثوري؛ يناقش فترة من فترات الجزيرة العربية ترنحت بين الانفتاح على الحضارة في المدينة، والانغلاق الكامل في القرية، حتى يُظن أن حياة القرية تلك تعود إلى قرون وَلًت. وهو بذلك عاصف للذهن عصفًا متأملًا، أي كيف عاش أناس يعرفون الفصول من الرياح، ويستطلعون بدايات الشهور من مواضع النجوم، في الوقت نفسه حين عاش أناس يتنقلون بالسيارات، ويسافرون بالبواخر بل ويحاربون بالطائرات، وجَهل الأوائل جهلًا تامًا بهم إلا التجار الذي عزف كثيرًا منهم عن قصّ ما يروه من أعاجيب خشية أن يُتّهموا بالجنون.

ألوم على بناء الرواية قسمها الثاني في المدينة والحياة مع هاشم، أرى فيه الكثير من الاختصار والقص ربما، كأن لَزم أن تنتهي الحكاية، فانتهت الحكاية، أو ركّزت أكثر على أحداث وغفلت أحداث لا تقل أهمية عنها. هاشم لم يأخذ نصيبه من البناء المتمهل، ليس لأنها رواية نسوية تسلط القلم على حيوات النساء، لأن شجاعًا ومتعبًا بُنيا بناءً أضاء لنا فهم تصرفاتهما، لكن هاشمًا انزوى إلى أبعد درجة في ظلال الحافز الذي دفع نفلة للتعلم، أما حبه الذي أنقذها من الموت لم يُطوّر بما يكفي، وهو عيب من عيوب الإيجاز في القسم الثاني.

[Hessah · Rating 3 out of 5]

أول رواية أقرؤها لبدرية البشر و التي كانت ذات سردية جميلة أشبه بالنثر ، تسرُد فيها قصة طفلة و التي اضطرت لتهجر موطن العشيرة بعد غارة أريقت فيها دماء والدتها فاضطر والدها لهجر القبيلة متوكلًا لقرية يعرف أميرها ليربي طفليه؛ عامر و طفلة.
تسرد لنا بدرية ذكريات طفلة البدوية و التي عانت التمنر المُجزع ، الفقد العائلي، الجزع بالأهوال و التي احاطت بها و بعائلتها ، و مرارة الشتات و الوحدة. طفلة الصحراء ، مترفة المشاعر و لكنها قوية الشكيمة و أبدعت بدرية برسم شخصيتها و علاقتها بالمحيط الاجتماعي على اختلاف الأزمنة و الفصول ، فنرى بدرية تسرد لنا أحداث السرايات، و من بعدها اللسعة الباردة مع موت العقارب و من قرية لا تعرف من الطبطبة إلا التداوي بالأعشاب ، نرى الجدري يفتك بالكبير قبل الصغير و بالقريب قبل البعيد، و أحوال البلاد تتغير مع توحيد المملكة و ارساء القوانين على ارجاء شبه الجزيرة العربية و التي تخضع تحت سلطته. ما بين هذا و ذاك ، يسطع نجم الشخصية الجميلة و التي حملت اسم هذه الرواية ، زعفرانة، عبدة لا يُعرف من أين أتت ، و لكنها عبدة لأمير القرية مشهورة بالتداوي بالأعشاب و ذكر الله دومًا و أبدًا. وجود الزعفرانة أزهر طفلة و زانت حياتها مع مرور الأيام.
لا أعلم لم اختارت بدرية البشر جملة ( سر الزعفرانة ) كعنوان فلا يوجد سر للزعفرانة ، فهي لا تُماري السحر او الشعوذة كما انها مُصلية، مُسبحة لله، لا أنكر انها ساهمت بصقل شخصية طفلة و بدونها لكانت الرواية رتيبة مملة و لكنها لم تكن الشخصية المركبة الغريبة فتلك كانت من نصيب "سروق" الجميلة ، ابنة أمير القرية السابق و التي كان لمرورها مُتعة في الرواية.
نهاية الرواية بسيطة و ذلك لأن بدرية أسهبت في تفاصيل حياة طفلة في القرية و التي كانت ممتعة للقارئ مقارنة بحياتها في المدينة و التي كانت متوقعة و قصيرة نوعًا ما ..

أحسنتِ بدرية

[Hesham Wahdan · Rating 4 out of 5]

رواية اخرى من الخليج العربي وهذه المرة مع كاتبة سعودية تملك قلماً متميزاً من حسن حظي

الرواية تقف على مفترق طريق بين الحياة البدوية بكل مفرداتها وبين حياة المدينة حيث الحداثة والتطور من خلال البدوية ( نفلة ) التي تتعرض قبيلتها لهجوم وينتهي بهم الحال غرباء في قرية صحراوية

الرواية اشبه بسيرة روائية لهذه المرأة البدوية التى خاضت رحلة حياتية مليئة بالفقد والألم والنظرة الدونية لها باعتبارها اقل شأناً من الأخرين

انقسمت الرواية في أحداثها الي شقين. الحياة البدائية في القرية بكل مفرداتها كالاهتداء بحركة النجوم والتداوي بالأعشاب الخ ولاحقاً مع حياة الحداثة والتطور في المدينة بعد تصاعد الأحداث

استخدمت الكاتبة لغة جميلة تعكس زمن الأحداث القديم نسبياً من خلال مفردات ومصطلحات يتداولها سكان تلك المناطق الصحراوية وتطورت اللغة نسبياً بعد انتقالنا لحياة المدينة بما يتناسب والحداثة

على صعيد السرد والبناء الدرامي للأحداث جاءت الامور بشكل جيد جداً. ايقاع يسير ببطء حيث حياة صحراوية رتيبة تدور في فلك محدد ومعروف ثم يتصاعد تدريجياً مع انتقال ( نفلة ) لحياة المدينة الصاخبة والمتغيرة بشكل دائم

بالطبع الرواية تركز بشكل أساسي على المرأة بشكل عام من خلال شخصيات نسائية متعددة متباينة الثقافة والتعليم والوسط الاجتماعي ، مع وجود العنصر الذكوري في الخلفية حيث يظهر تأثيره من خلال ردة فعل العنصر النسائي لما تعرضن له من مواقف واحداث سواء سلبية او ايجابية من جانب الرجل

في رأيي جاءت النهاية بشكل سريع نوعاً ما لكنها جيدة بما يكفي

رواية اراها جيدة جداً وتحمل لنا ثقافة ادبية مختلفة ، تناقش موضوعات اجتماعية عامة تهم الشأن العربي بشكل عام

[Rahaf · Rating 5 out of 5]

تنطلق الحكاية من لحظة اضطرار، حين تنفصل عائلة عن قافلة القبيلة هربًا من الحرب. هذا الحدث لا يُقدَّم كذروة درامية، بل كبداية مسار طويل لإعادة تشكيل الذات في بيئة جديدة: قرية صغيرة بعادات مختلفة، ووتيرة حياة لا تشبه الصحراء المفتوحة. في هذا التوتر بين البادية والقرية، بين الجذور والتأقلم، تشتغل الرواية على تحليل اجتماعي دقيق لتحولات الهويّة.
ما يميز السرد في سر الزعفرانة هو الانضباط الإيقاعي: لا إثارة مفتعلة، ولا تسارع يختزل التجربة. بل هناك وعي روائي يضع القارئ داخل نسيج الزمن الحقيقي، كما يُعاش لا كما يُروى. تتقدّم الأحداث كما تتقدّم الحياة نفسها: بخطوات حذرة، يملؤها الترقب، ويحيطها الإدراك بأن كل تفصيلة – حتى نبرة الحوار أو ملمس المقعد – تحمل معنى أبعد من ظاهرها.
الرواية لا تكتفي بوصف العالم الخارجي، بل تُمارس عملًا توثيقيًا من نوع خاص: تستعيد زمن الجدري وسنة الجراد، وتضع لحظة توحيد المملكة ضمن سياق يومي، غير متكلّف، لكنه بالغ التأثير. هذه المحطات التاريخية لا تُقدَّم كدروس، بل كخلفية لتطور الشخوص. وهنا تتجلّى براعة بدرية البشر في تحويل التاريخ إلى تجربة معيشة، لا سردًا من أعلى.
كما تمنح الرواية حضورًا محوريًا للمرأة، لا من موقع الأنوثة الكلاسيكي، بل من خلال موقعها كمراقبة دقيقة للتحوّلات، وفاعلة في إعادة تشكيل العائلة والمجتمع من الداخل. بطلتها ليست صاخبة، لكنها حاضرة بإصرار هادئ، تفهم التغيّر وتحاول التفاوض معه دون أن تفقد إحساسها بذاتها.

[منيرة المهندي. · Rating 3 out of 5]

بين أعمال بدرية البشر الأولى، ولأحدد“غراميات شارع الأعشى“ لأنني أعدت قراءتها مؤخرًا بسبب ضجّة المسلسل التلفزيوني. وبين هذا العمل الذي بين يدي، أجد فرقًا هائلًا وحسنًا.

اللغة الشعرية التي رأيتها حاضرة بكثافة هنا، على عكس ما كانت في الرواية السابقة، إذ كانت آنذاك مجرد لمعات بسيطة، أما في ”سر الزعفرانة“ فهي نجومٌ تلألأ وتضيء.


أحببت ابتداء الفصول تتبعًا للنجوم، وللمواسم التي عرفناها من أهلنا. شعرت بأنني أرتحل مع نفلة وأحث الخطى برفقة زعفرانة. ولو أن هناك بعض المشاهد المفتعلة والتي شعرت - شخصيًا - بأن بدرية - من المفترض- أنها تجاوزتها !

وإنني حين سرتُ قليلًا شعرتُ بالتكرار، فهذه بدرية التي أعرفها، ما شعرتُ أنها قدمت جديدًا في القصّة. بل أحسست كأنها وضحى البدوية في شارع الأعشى، وبناتها كأنهن نفلة التي تزوجت الفلسطيني أو تلك التي أحبت وفشلت في الحب.. وغير ذلك من الشخصيات وتقاطعات الأحداث. باستثناء عروجها لسنة الجدري والجراد مثلًا، وتحرير العبيد و.. لكن ذلك أيضًا ليس جديدًا في القالب الروائي.

أما عن عتبة النص، فلا أعتقد لزعفرانة سرًّا حتى يُكتشف أو يُلهم القارئ من خلاله.

وإذا كانت الـ MBC تعتزم تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني، فـ أرجو ألا تفعل. فمسلسل ”شارع الأعشى“ يكفي ويفيض.

ختامًا، ثلاث نجومٍ لبدرية.. القمر المكتمل في الجمال والضياء، لأنها تكتب من وحيّ ماضٍ هو منّا وفينا.

[وشْم · Rating 5 out of 5]

أضفى أسلوب الواقعية السحرية في رواية سر الزعفرانة على النص بُعدًا جماليًا مختلفًا، حيثُ امتزجَ الواقع بالخيال والخرافة والسرديّة الشعبية، وهذا المزج جعلنا أمام رواية منفتحة على عوالم جوانيّة وخارجية للشخوص تلامسُ الحقيقة أحيانًا وتجانبها أحيانًا أخرى وكذلك تتجاوز المألوف وتلامس اللامرئي، كأحلام نفلة وتفاسير الزعفرانة.

لبدرية البشر أسلوبها السردي العالي الثري بالجماليات، كما أنها ماهرة في تطويع اللغة لتكون منسجمة مع شخوصها، قادرة على أن مرآة حقيقية تعكسُ بصورة صادقة وحقيقية ما يعيشونه كأنفس بشرية تسيرُ على خطِّ الحياة، قد تميلُ وقد تستقيم، قد تذوي وقد تتفرّع باسقة.
كما أن بدرية البشر لم تكتفِ بأن تجعل من السعودية خلفية زمنية أو مكانية بل جعلت منها بطلة من أبطال العمل، فقد كانت حاضرة في تفاصيل الزمكان وفي تكوين طبائع الشخوص وتحولاتهم، كما ركزت البشر على نهضة السعودية وفي هذا تأريخ لعراقتها وقوّة ركائز مشروعها النهضوي.
رواية سرّ الزعفرانة تجاوزت مسألة أن تكون رواية للقراءة فقط لتكون جزءًا من ذاكرة جمعية لموروث شعبي يورّث للأجيال القادمة عبر اللغة.

[ASSAYIL · Rating 4 out of 5]

"نحن نتألّم لأننا نسينا من أين جئنا ، ونظنّ أن هذا مقامنا الأخير"

تحنّ قلوبنا إلى أماكن نألفها مواطن لم نضع فيها أقدامنا ولكنها لسبب ما مرتبطة في جذورنا ، البادية و القرية والمدِينة القديمة .

نتتبع حياة "نفلة" التي مهما جارت عليها الظروف بقيَت
في ثوب عفويّتها وحبها للتعلّم ، ذاقت المرّ واليُتم والفقد ولا تزال
كما تخيلتها بشوشة مرِحه .

زاحمتها الأحلام والقصص التي لا نعلم منشأها الإبداعي، هي أرضٌ خصبة لكل مهنة ، تتجذر أولاً ولا تكاد الا أن تصبح شجرة مُثمرة .

كنت افقد نفسي مع نفلة ، كما واجهت شيئًا من عدم التمييز بين صوتها وصوت الراوي، كلاهما عذب كلاهما تعيش معه بأمل.

تجربة سعوديّة متميّزة استمتعت بها كثيرًا .

-اقتباسات-

"لم أعد أخشى الموت أو الفقد ، غمرني إحساس كوني ،
اتحدّت مع السماء وأصبحت لا شيء"

" وكأنّ أمي قبل أن تذهب عهدت بي إلى كل أمهات الكون"

[Mariam AlZarouni · Rating 3 out of 5]

حكاية جريئة عن البدو وتشظي الهوية بين الصحراء والقرية والمدينة، البنت التي في الأرض، بعينها التي ترقب السماء وتستقرىء الأساطير في حياة الناس حولها، متّعتني الكاتبة بكشف جميل عن ارتباط البدو بالنجوم والفلك، وحذق ابتداع الحكايا والأسماء في الأجرام السماوية. سارت الأحداث بإيقاع متزن وعلى ما يرام في البدء، ثم ظهرت العجلة في الخواتيم. الغريب أن تفوّت الكاتبة ذكرى والدي نفلة، وتركّز على الأمة "زعفرانة" رغم بشاعة فقد الأم تحت أقدام الخيل في معركة، والأب في وباء الجدري. وشخصيا لم تقنعني حكاية الاستعباد الثانية، فلم ينقصها المنطق، ولكنّ الحبكة ربما. شكرا لقلم المبدعة بدرية البشر، لهذه الإضاءة التاريخية الاجتماعية الماتعة في المملكة.

[Nouf Mohammad · Rating 4 out of 5]

منذ اللحظة التي يخطو فيها القارئ عتبة الصفحات الأولى لرواية سر الزعفرانة، يجد نفسه مسحورًا بشبكة من الأسرار والدلالات التي تنسجها الكاتبة بدرية البشر بمهارة من يُدرك تفاصيل النفس البشرية ويعرف كيف يُشعل جذوة الفضول في صدر القارئ. فيها مزجت بين الرمزية والواقعية في سردية سريع ايقاعها مرة وبطيء مرات، وجمل دلت على تمكنها من اللغة العربية تمكناً بليغاً.

[Medhat صفوت · Rating 4 out of 5]

عندما يعجبني كتاب أقرأه بسرعة ولهفة.
وحين يدهشني أقرأه على مهلٍ، وغالبًا أعيد قراءة بعض الفقرات/ الصفحات مرات عدّة.
الحالة الثانية عشتها مع رواية «سر الزعفرانة» للروائية بدرية البشر.
رواية تدهشك بسحرها الأسلوبي والسياقي معًا.
أنصحكم بقراءة لغة تحترم قارئها

[Hind · Rating 3 out of 5]

رواية جيدة.

حكاية تصوف.

[Rehab saleh Flower Violet · Rating 4 out of 5]

رواية جميلة عجبتني

[Reem Albdeed · Rating 5 out of 5]

إنني أحاول أن لا أحمل الماضي فوق ظهري..حمل الكراهيه والغضي شئ ثقيل..عسى الله يسامحني.. فلا بد أني قد أذيت أحداً.

[الحسن التام · Rating 5 out of 5]

مقدر اتكلم او انتقد او اراجع او اكتب ابديت باقي تحت تأثير اكتئابي يدرية البشر اهخخ ليه كذا!

[Muna Abu · Rating 5 out of 5]

"إن ما نرجوه بيقين يأتي حتى وإن تأخر"
عشت معها وكأني هي
أبكتني حزنا
وأبكتني فرحا

[ابتسام المقرن · Rating 4 out of 5]

رواية تشدك بخيوط سحرية
أبهرتني بدرية البشر بالحديث عن النجوم والمواسم
وسرد الأحداث التاريخية بطريقة ذكية
سنة الجدري؛ وسنة الجراد
وعرجت سريعا على سنة الرحمة (سنة السخونة) التي تعرف عالميا بالانفلونزا الاسبانية
وحديثها عن الرياض القديمة وسوق سويقة وساحة الصفاة (دون ان تسميها) وعن المرسوم الملكي بتحرير العبيد
خلال سرد روائي بديع
قد يكون عندي ملاحظة وحيدة على زعفرانة ولكن لا يهم
للتو انتهيت من الرواية ومشاعري وافكاري لم تهدأ بعد