بعد أن حصل (الشيء الما) على أول مفاتيح خلاصِه من العالم الذي علق فيه، أراد العودة إلى عالمه، ولكنّ بوابة العوالم قد رفضته بسبب ظلمة قلبه وكيانه الشرير. فيقرر من جديد البدء في خوض رحلة التغيير، كي يتجه نحو الإنسانية المفقودة في قلبه
“كاذبٌ من يقول إن الماضي لا يؤثر على الإنسان بعد الكِبر..بل إن الماضي ثوب يرتديه الإنسان منذ الصغر..يكبر معه بِبُقَعه التي لايمكن أن تُغْسل”
عدد صفحات الجزء الأول : 359 عدد صفحات الجزء الثاني : 313 تصنيف الرواية : خيالية، نفسية
هناك كلام كثير داخلي عن هذه الرواية، مشاعر مختلطة أريد وصفها، من المألوف أن تنتهي من رواية تبقيك متدفق المشاعر، لكن الغريب أن من يشعرك بها بطل لايؤمن بها ويصفها بأنها شيء تافه، فكيف ذلك ؟!
تأخدنا الرواية في رحلة مع الشيء الما الشخص الذي تخلى عن إنسانيته، طمس المشاعر من قلبه حتى صار كالجليد، المشاعر التي دائماً يربطها بالضعف والعجز أزالها من حياته لظنه أنها ضعف وشيء تافه ليستبدلها بالعقل والمنطق
السفاح، المسخ،المتعطش،الفتاك كلها ألقاب منسوبة للشيء الما، هل تعتقدون أنها تؤثر عليه، بل العكس إنه يحب سماعها، الشيء الما المتعطش للدماء والدمار، الشخص الذي عثى في بلاده فساداً، جاءه العقاب أخيراً من ملك البلاد، العقاب الذي لن يكون سهلاً ليس إعداماً أو تعذيباً لحد الموت، بل هو أكثر من ذلك ،عقابه بما يكرهه …بسببه عادت أسطورة بوابة التغيير التي امتدت لسنين عديدة، فُتحت البوابة السامية وابتلعت الشيء الما، وعودته تتعلق بعمله أكثر شيء يمقته وهو مساعدة الناس
رافقتني هذه الثنائية لمدة ليست بالقليلة عشت مع شخصياتها، فرحت لانتصارهم وحزنت لحزنهم، رواية تستحق أنها أقول عنها أنها من مفضلاتي لهذه السنة، كانت هذه مراجعتي لكم وأتمنى أن تنال الثنائية إعجابكم أنتم كذلك
شكر خاص للكاتب محمد هوساوي على هذا الإهداء وإن شاء الله لقاءنا مع إصداراته القادمة بإذن الله
الرواية تتحدث عن المشاعر، اعجبتني شخصية البطل ونهايته وانه مختلف عن الصورة النمطية للأبطال ويتميز بالشر وكانت مكتوبة بشكل قوي حيث لم يصبح بشكل مفاجئ الملاك الطاهر بل كانت رحلة طويلة تملؤها نقاشات بيني وبينه عن القلب والعقل، ربما لم يستطع سماع اجابات على أسئلته ولكن مع ذلك استمتعت بهذه المغامرة. خلال الجزئين قد يلامسك القليل من الملل ولكن سرعان ما سيعود فضولك لمعرفة ماذا سيحصل تاليا. الكتاب مشوق انصح بقراءته رغم انه كان هناك شخصيات وحوارات اشعرتني بالضجر.
نحو الانسانية للخروج من الضياع والضلال من التخبط والوحشية ، رحلة الشيء الما للعودة الى عالمة ايقظت ما كان يخاف منه ليعيش في تناقض حاد بين رغباته الوحشية للدماء وبين حبه لنفسه و العودة للحياة الطبيعية في عالمه … نهاية وخاتمة الرواية كانت كفيلة بالإجابة عن كل استفساراته وجزاء له على كل جرائمة … شكرا للكاتب محمد هوساوي لجعلنا نبحر معه في سفينة المشاعر للبحث عن الإنسانية .