حياة واحدة لا تكفي: ذكريات أدبية وفصول ثقافية عن القراءة والكتب

by حسين محمد بافقيه

وأنا لا أَعْرِفُ للكُتُبِ مَعْنًى دُونَ الْحديثِ عنها، وما كُنْتُ لِآخُذَ نَفْسِي بِما يُخالِفُ طبيعتي وسَجِيَّتي، ويكفيني، مِنْ حديثِ الكُتُبِ، أنْ أستعيدَ بِهِ عُمْرًا وَلَّى وشَبَابًا هَرَبَ، وأنْ أَنْقُلَ إِلَيْكُمْ إحساسًا غارَ في نَفْسٍ لَّمْ تَعْرِفْ مِنْ صَبَوَاتِ الْحَيَاةِ إلَّا صُحْبَةَ الكِتابِ، وما مِنْ سعادةٍ تَمْلَأُ نَفْسِي كالحديثِ عنِ الكُتُبِ والْكاتِبِينَ.

453 pages, Paperback

Published January 1, 2023

Reviews

[راضي النماصي · Rating 4 out of 5]

عرّفني أحد الأصدقاء باسم الأستاذ حسين بافقيه حين كنا نتحدّث عن حمزة شحاتة. قال لي بصيغة خالية من الترويج: “ابحث عنه إن أردت أن ترى الحجاز من الداخل، لا من حواف ما يقوله الآخرون.” رسخت العبارة في ذهني، ثم عثرت على كتابه “حياة واحدة لا تكفي” في زيارة لاحقة لإحدى المكتبات. أعترف إني نفرت - في البداية - من العنوان المأثور السمج، ثم تصفحت فهرسه بفضول، ثم واصلت قراءته بشيء من الهدوء الذي يصاحب النصوص المكتوبة من تجربة طويلة.
يتألّف الكتاب من فصول قصيرة، لا يتجاوز أغلبها بضع صفحات. في كل فصل، استدعاء لكتاب قرأه المؤلف، أو لموقف يرتبط بالقراءة. لا يتحدّث بوصفه ناقدًا محترفًا، ولا يسرد كمن يكتب مذكراتٍ شخصية. تبدو الفصول أقرب إلى ملاحظات ميدانية في أرض الكتابة، أو تأملات قارئ قرأ طويلًا، ثم اختار أن يعود إلى بعض ما بقي حيًّا من تلك التجربة.
اللغة متزنة، تنتمي إلى السلسلة التي تمتد من نثر النهضة حتى نهايات القرن العشرين، حيث الجمل محكمة لكنها لا تتعالى. الكلمات مألوفة وتقرؤها منه ومن غيره، إلا أن سبكها بهذا الأسلوب الممتع يمنحها أثرًا جديدًا، حيث لا وجود للانفعال، ولا لمزاج الغضب أو الوعظ، بل ميل واضح إلى استحضار ما ترك أثرًا، وترك ما عبر دون صوت. بين كل كتاب وآخر، تنشأ علاقة صامتة يحس بها قارئ الكتاب في طريقة التناول دون أن يُفصح عن طبيعتها.
يتقدّم العنوان “حياة واحدة لا تكفي” - كما أسلفت - بعبارة مألوفة سمجة لا أحبها، لكنّ الفصول تتّخذ منحًى أكثر خصوصية، إذ لا تسعى إلى بناء فكرة كبرى، ولا إلى الدفاع عن أطروحة، بل تكتفي بأن تُضيء مكانًا صغيرًا في الذاكرة، أو تُشير إلى تجربة لها ظلّ في الحاضر.
يمضي المؤلف بين رفوف ذاكرته كما يمضي قارئ يعرف تمامًا الكتب التي صاحَبته، واللحظات التي تكوّنت خلالها هذه الصُحبة. فهو لا يستعرض ما قرأ، بل ينتقي ما عايشه دون تأثير سريع، بل ما نضج من تجربة قراءته. حيث مال في اختياره أسماء الكتب والكتّاب إلى النوع طويل الأثر، وإن طال الصمت عنه من الجماهير بطول أثره.
هذا كتابٌ يمكن أن يُقرأ على مراحل. لا يرتبط بتسلسل، ولا يحتاج إلى مزاج معيّن. فصوله تشبه جلسات قصيرة مع قارئ يستدعي لحظة قديمة، ويترك الباب مفتوحًا للتأمّل بعدها. حيث يُستعاد معنى القراءة بوصفه امتدادًا للزمن الشخصي، لا موضوعًا للنقاش العام.

[عبدالعزيز · Rating 5 out of 5]

حقاً "حياة واحدة لا تكفي" لقارئ عاشق وأديب متفنّن، لمْ يعرف مِن صبوات الحياة إلّا صحبة الكتاب -كما أخبر-. هذا النوع من الكُتب مُحبّذ لدى جمهرة واسعة من قبيلة القُرّاء؛ لأنّه لا شيء أحبُّ إلى نفس القارئ المُتيّم من حديثٍ عذبٍ عن معشوقته -القراءة- فكيف إذا كان المُتحدّث عارفًا بها، عالمًا بدقائقها، متذوقًا لجَمالها. إذن؛ -أخي القارئ وأختي القارئة- أنتم على موعد مع رحلة شيّقة تجمع بين المتعة والفائدة، ولو لمْ تجد المتعة فحسبك تحصيل الفائدة وكفى بها مغنم.

[Nasser · Rating 4 out of 5]

اﻷستاذ حسين باحث رصين وكاتب قدير تروق لي كتبه وأحرص عليها.

[Salehalkhalifah · Rating 3 out of 5]

على العكس من عنوانه الجاذب، إلا أن الإملال يطوف بين جوانبه.. على الرغم من أن تجربة المؤلف ثرية للغاية.. كنت أتشوق للحصول على تجربة أمتع مما في (مذكرات قارئ للأحمري).. سردية الكتاب جافة وهو أشبه بمراجعات لكتب قرأها المؤلف.. يستطيع الأستاذ حسين أن يأتي بأجود من هذا إن لم يتعجل إصدار كتاب لأن عنواناً براقاً تبادر إلى ذهنه فبدأ به دون أن يحكم أركانه