يُعد كتاب « آداب المعلمين »، تأليف العلامة والفقيه « أبي عبد الله محمد بن سُحنون فقيه المغرب وابن فقيه المغرب عبد السلام سحنون بن سعيد التنوخي , القيرواني , شيخ المالكية (ت256هـ) - كان محدثا بصيرا بالآثار , واسع العلم , متحريا متيقنا , علامة كبير القدر , وكان يناظر أباه - »، من أوائل ما أُفرد في أبواب التربية والتعليم، ألّفه في القرن الثالث الهجري، وهو كتاب مختصر مفيد في بابه لكل من اشتغل بالتعليم . * و هذا الكتاب عبارة عن أحاديث وآثار مسندة، ومسائل في أبواب التربية والتعليم كان قد ألقاها على أبيه سنحون المتوفى سنة (ت240هـ)، الذي كان إماماً في المذهب المالكيّ في بلاد المغرب في وقته، ولهذا كان أغلب ما يُجيب به في تلك المسائل بأقوال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى. * ولقد أتى كتاب « آداب المعلمين »، على كثير من المسائل المتعلقة بالمعلمين، وما يجب عليهم نحو تعليم الصبيان وتأديبهم حتى يسلموا من تبعات السؤال عمن استرعاهم الله تعالى
من أوائل الكتب التي خُصّصت لآداب تعليم الصّبيان، وهو أثر فريد يدلّ على عظيم عناية أسلافنا بما يُسمّى اليوم التعليم الابتدائي، أورد فيه ابن سحنون جملا من الآداب النبوية في تعليم القرآن للصبيان غالبها مروي عن أهل المدينة مالك بن أنس وأقرانه وتلاميذه، وكذلك نقل فيه جملا من آراء مالك وأبيه سحنون بن سعيد الفقهية المتعلقة بالكتاتيب والمؤدّبين وأجرتهم وراحة الصبيان وآدابهم ومتى يجوز ضربهم وعقوبة المؤدب على الضرب الذي يلحق بالصبي مكروها وغير ذلك مما يتّصل بآداب التعليم، كُتب في القرن الثالث الهجري أي قبل ما يقارب عشرة قرون من ظهور التعليم البيداغوجي في الغرب!