هل للفلسفة ما تقوله في العالم المعاصر؟ وهل بإمكانها التدخل في النقاشات العامة لتساهم في توضيح رهاناتها وتساعد بشكل أفضل في تحديد شرط جواب ما؟..
إن طموح مجموعة "التدخل الفلسفي" بيان أنه يمكن الجواب إيجاباً على هاتين المسألتين، ليست هناك فلسفة بدون ممارسة العقل.
غير أن العقل الفلسفي، عدا استعماليه الموضوعي والعملي، له أيضاً وظيفة النقد العام. وهذا المفعول العام للفلسفة هو الذي يقتضي الرجوع إليه عن طريق نشر النصوص التي تتخذ موقفاً من مسائل الحالية.
وتم بيان ذلك بصواب، "الاكتساب الخارق للمعرفة ثمنه اكتساب الكبير من الجهل". وأسوأ من ذلك، في صميم آفات مجتمعاتنا الأكثر خطورة - كالعنف والفقر والتدمير الذاتي للشبان - يتكشف جهل جديد. وأنماط الفكر الخاصة بكل علم أو قطاع معرفة ليست جديدة للإجابة عن مسائل الخبرة مدعوة إلى أن تنتقد بلا كلل التحولات المنهجية والتجريديات لكي تقود الكائن البشري مجدداً، وبصورة خاصة، إلى معنى الكائن الملموس أكثر من غيره والأكثر تعقيداً في هذا العالم.
والثقافة تحدد، قبل أي شيء تطور المجتمعات، قبل أنماط الإنتاج أو الأنظمة السياسية، ألا نرى إلى أي درجة تعيد سلطات الاتصال الجديدة بنية العمل السياسي وعالم الاقتصاد والعلم؟ فالثقافة إذن هي التي يجب في أول الأمر تفحصها والنظر ملياً إلى معناها مجدداً؟ وليس هناك ما هو أكثر عجلة وأكثر حيوية.
وفق هذا الإطار، يبحث المؤلف في موضوع الجهل الجديد الذي يرى أنه من الأشكال المستحدثة الرهيبة للغاية التي يرتديها اليوم، وهو التدمير الذاتي العالمي الثقافة، لذا حاول تحديد ذلك، وإبراز أمراضه التي تجمعها سمة مشتركة هي تدمير الثقافة وبالتالي الإنسان.
ترجمة سيئة جدا لكتاب يبدو من عنوانه انه جيد، لكن للأسف الترجمة التي تشبه تماما ترجمة جوجل أفسدت جملة جملة وفقرة فقرة في الكتاب حتي لم يعد في الاستطاعة التفاهم مع الكتاب نهائيا. لو وجدته بترجمة أخري سأعود إليه.
كتاب غاية في الأهمية لفيلسوف كندي شكل الدافع الملهم لانطوان دو سانت اكسيبري لتأليف خالدته الأمير الصغير يتناول مسألة الجهل المُركَّب كما تختزلها العبارة التي أوردها افلاطون على لسان سقراط : إنك لا تجهله فحسب ، بل تدعي أنك تعرفه . بيد أن ترجمته لم تكن موفقة بالمرة