"ويسيطر على تاريخ الأمم ما بين اندفاعات الحياة العاطفية اللاشعورية ومؤثرات الحياة العقلية الشعورية من صراع ، فن الحياة العقلية تتفجر عجائب العلم التي تعين تقدم الحضارة ومن الحياة الغريزية تولد الشهوات وجميع المنازعات التي تزعج حياة الأمم"
التاريخ هو قصص عن الحياة تجارب وجدت في الكتب، حروبا وصراعات وأمما تم قتلها، وحضارات تم هدمها، ومع ذلك هو تاريخ الفن، وتاريخ الأدب. يوزع في أسرار حقيقية أو مختلقة. وذلك كله لنمو الذكاء الإنساني. يمكننا التعرف على التاريخ من خلال كل شيء حولنا، خصوصا في الطبيعة التي نراها. وتحولات هذه الطبيعة نشأ عن فكرتين أساسيتين العقل والغرائز. إحداهما يمكنها تغير تاريخ أمم كانت وأمم سوف تكون، من دكتاتور طاغية أو ديمقراطي. وهو ما يغير أو يكتب تاريخ جديد. لأنه يصعب علينا معرفة الأسباب الحقيقية لحوادث التاريخ.
وضح الكاتب أمرا مهما أن التاريخ ليس فقط للموجودات الحيوانية والإنسانية فقط , وليس التاريخ موجود في المواد وذلك من منطلق عدم السكون . أي الحركة الدائمة للجسميات مثلما الحركة في الإنسان والحيوان والنبات . مع محرك هذه القوة مجهول لدينا , أحيانا نسميه الفيزياء وأحيانا الإله أو الطبيعة . ولم يقتصر الكاتب على ذلك , بل وضح أن لكل هذه الموجودات تبحث عن اللذة والرغبة بها , واجتناب أكبر قدر من الألم وذلك لمحاولة التكيف مع التغيرات الموجودة والمحتملة . هذا ما يصنع التاريخ . سلسلة التغيرات التي تطرأ على هذه الموجودات للتحول إلى "مظاهر منظورة لضرورات غير منظورة لطبقة مجهولة من الأمور تجمعها كلية الطبيعة"
قسم الكتاب على شكل فصول متسلسلة وهو أمر جعل الكتاب أكثر سلاسة رغم دسامة المحتوى وسوء الترجمة . بدأ الكاتب في مقدمة عن فلسفة الكون الحاضرة وما بها من تغيرات . لينتقل إلى أهم الفصول برأي الشخصي وهو فصل تفاسير التاريخ المختلفة . وهنا يوضح الكاتب كيف يتم كتابة التاريخ وكيف يتم جمعه وأيضا مصادر الخطأ , بالتأكيد بالطابع الفلسفي العميق الذي لم يخل منه الكتاب بشكل عام . وأيضا أحببت الفصل الأخير لأنه وضح عوامل التاريخ الجديدة بشكل نقدي مثمر .
فلسفة التاريخ كتاب مهم لأنه احتوى وضح كل عناصر كتابة التاريخ وخصوصا العوامل النفسية وهو أمر كرره كثيرا الكاتب , العوامل النفسية الجماعية والفردية , وأيضا أعطى أمثلة كثيرة خصوصا من الثورة الفرنسية وكيفية تغيرها لتاريخ فرنسا . إحدى سلبيات الكاتب هو أنه جعل أمر الديانات شخصيا بشكل مبالغ فيه لدرجة أنه يريد إنهاء الديانات لكتابة لنحصل على تاريخ حقيقي أكثر .
نهاية أرى أن التاريخ هو تاريخ دموي , حتى في محاولة فلسفة التاريخ وكتابته وفهمه , تاريخ الإنسان الحي ليصل بنا إلى هنا في عصر الذكاء الاصطناعي كلف الكثير من الحياة , الطبيعة , الأفكار والمشاعر لنكون اليوم الإنسان الحالي .
ترجمة الكتاب للمترجم عادل زعيتر للأسف كانت سيئة وهي ما جلعت الكتاب أكثر صعوبة مما يبدو عليه , انصح بالكتاب للجميع ممن يستطيع تحمل الترجمة لأهميته .