#المسلمون_ في اليابان د. صالح مهدي السّامرّائي... د. سليم الرّحمن خان سلوني وتمتّعوا بصحبتي قبل أن أغادر.. فقد عزمت أمري بعد هذا الكتاب أن أغذّ السّير إلى اليابان.. لكثرة ما استهواني الأمر.. وخاصّة أنّهم – أقصد المسلمين منهم- بحاجة لمن يعلّمهم دينهم ولغة نبيّهم.. ولكثرة ما عشت الحدث مع الكتاب.. بدأت أفكّر أيّ بلدة أختار لأعيش فيها وأقوم بنشاطاتي.. ربّما أختار مدينة كوبة.. وخاصّة أنّها مدينة قديمة تقليديّة فأنا لا أحبّ صخب المدن الحديثة.. وفكّرت بالمادّة التي سأدرّسها.. وكيفيّة تعاملي معهم.. وكيف سأعيش هناك.. وتسوّقي اليومي في متجر هيلو كيتي.. والكثير الكثير من الأمور التي عشتها واقعاً ولكنّي صدمت بها أنّها كانت مجرّد أحلام في ذهني نتيجة تفاعلي مع أحداث الكتاب.. لفت نظري أمر وهو الأسبقيّة في أمور الخير.. فقد ورد في إحدى الفصول ذكر الكاتب لأوّل من حجّ من اليابانيين.. أوّل من دفن في مقبرة إسلاميّة.. وهكذا.. فرأيت أنّه حتّى أمر كالموت والدّفن وفق القواعد الإسلاميّة نال به صاحبه شرف السّبق فيه.. وشعرت بمعاناة المسلمين هناك.. وكيف أنّهم يبقون على وَجَل حول ما سيؤول له حالهم بعد الموت.. هل سينفّذ أقاربهم – وغالباً يكونوا غير مسلمين – وصيّتهم بدفنهم؟ أم سيحرقون جثّتهم حسب التّقاليد اليابانيّة!! فهم يعيشون غربة في حياتهم وبعد مماتهم.. فجزى الله خير الجزاء من تبرّع بوقف أرض خصّصت مقبرة لمسلمي اليابان.. تذكّرت صديقاتي اليابانيّات وأصبح عندي فكرة لا بأس بها عن واقع حياتهم كمسلمين هناك.. أحزنني تقصيرنا في نشر الإسلام هناك.. ولكن هي مشيئة الله.. فقد وصل الإسلام للصّين أو ما يجاورها من دول شرق آسيا ولم يدخل اليابان إلّا متأخّراً رغم استعداد اليابانيين حسب فطرتهم وعقائدهم لتقبّل الإسلام لأنّه يوافق الكثير ممّا جُبلوا عليه.. - رأيت مصداق حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فوالله لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النّعم".. فيا فوز تلك الرّجال المغمورة في الأرض المشهورة في السّماء والتي أشعلت وميض شعلة الإسلام في اليابان.. عشت مع كلامه عليه الصّلاة والسّلام في حديثه الشّريف: "ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ اللّيل والنّهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلّا أدخله الله هذا الدّين، بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، عزّاً يعزّ الله به الإسلام، وذلاً يذلّ الله به الكفر".. كم يبعد غار حراء - وما نزل فيه من النّور الإلهي- عن اليابان وأهلها.. ولكنّها صدق النّبوّة والدّين الذي ارتضاه الله تعالى لخلقه.. أغبط من كان له سهم في نشر هذا الدّين في تلك البقاع البعيدة.. فسعِد وأسعد..
ألقاكم في اليابان وفاء ذي القعدة 1442هـ حزيران 2021م
ـ "إن اليابان كالبستان الكبير المليئ بالثمار اليانعة، ما عليك إلا أن تجني منه وتضع في ردائك، وإن من اليابانيين الذين يسلمون من هم كالصحابة". هذا ما قاله أحد قادة الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية المهندس عبد الرشيد أرشد لأحد مؤلفي هذا الكتاب وهو الدكتور صالح السامرائي قبل سفره إلى اليابان. والتي أمضى فيها ما يقارب من نصف قرن بداية كطالب جامعي إلى أن أنهى الدكتوراه، ثم داعية ورئيسا للمركز الإسلامي في طوكيو
وهذا الكتاب هو أحد مؤلفاته مع الدكتور سليم الرحمن خان الذي يعمل مدرسا للغة العربية في جامعة تشوأو بطوكيو، وله نشاط في ما يتعلق بالإسلام والمسلمين في اليابان. ويقع الكتاب في 360 صفحة، مقسم إلى ستة أبواب. قدم أولها تعريفا باليابان واليابانيين، فأعطى معلومات عامة عن البيئة والسكان والحياة الاجتماعية والثقافية، وعن الاقتصاد والسياسة والصحافة والإعلام والنظام التعليمي، ثم عن الأديان في اليابان. وبدءا من الباب الثاني تناول الكتاب المراحل المختلفة للعلاقات الثقافية الإسلامية اليابانية -كما أسماها المؤلفان- من بداية العلاقة أثناء فترة الخلافة العثمانية، وعن المسلمين الأوائل، إلى وقت تأليف الكتاب في بداية الألفية الجديدة. وتعرض لذكر كثير من الشخصيات الإسلامية المهمة وترجمة لبعض أعلامها، وأيضا لجمعيات ومؤسسات واتحادات تخص المسلمين، وعن المساجد والمؤسسات والمراكز الدعوية. وخُتم الكتاب بمجموعة من التوصيات ومواضيع لبحوث مستقبلية
الكتاب غني بالمعلومات والتي يمكن أن تكون مُنطلقا لكثير من الدراسات عن الإسلام والمسلمين في اليابان. من مآخذي على الكتاب، إن كان لي أن آخذ عليه شيئا، هو إطنابه في بعض المواقع كذكره لكلمات بعض المشاركين في مؤتمرات وندوات وغيرها. أمر آخر قد يكون ميزة وعيبا في آن، وهو أن المؤلفان عاشا جزءا كثيرا مما حواه كتابهما، فالميزة أنهما مرجع في هذا الجانب ولديهما الكثير من المعلومات. أما ما يمكن أن يكون عيبا هو احتمالية عدم النظرة الموضوعية باعتبارهما يتكلمان عن تجاربهما الشخصية
وكلمة أخيرة في حق المؤلفين هو في دورهما الرائد في مجال الدعوة في اليابان، فجزاهما الله خير الجزاء، وفي حق الكتاب في أنه مرجع مهم عند الحديث عن الإسلام والمسلمين في اليابان